مرض غامض يهدد باندثار نجم البحر ويحير العلماء

مرض غامض يهدد باندثار نجم البحر ويحير العلماء
TT

مرض غامض يهدد باندثار نجم البحر ويحير العلماء

مرض غامض يهدد باندثار نجم البحر ويحير العلماء

يبذل العلماء جهودا مضنية للوقوف على أسباب مرض يقتل أعدادا كبيرة من نجم البحر على سواحل المحيطين الهادي والأطلسي على السواء في أميركا الشمالية، مما يجعل الخطر الداهم يحيق بمصير هذه الكائنات.
وقال الباحثون أمس (الخميس) إنهم استبعدوا من قائمة المتهمين عددا من الكائنات منها الفطريات وبعض الطفيليات وكائنات حية دقيقة وشرعوا يوجهون أصابع الاتهام إلى الفيروسات والبكتيريا.
ويهدد تفشي هذا المرض العضال بنجم البحر في الآونة الأخيرة، باندثاره وهو يسبب بقعا بيضاء تؤدي في نهاية المطاف إلى تراخي جسم الكائن وتمزقه قبل أن يستفحل المرض في الأعضاء الداخلية.
وقالت درو هارفيل عالمة البيئة في جامعة كورنيل وهي من ضمن الباحثين المشاركين في البحث عن أسباب هذا المرض «إن حجم انتشاره يبعث على القلق. ثمة احتمال في أن تندثر بعض الأنواع بالفعل».
وأضافت أنها تشعر بالقلق بسبب هذا المرض الغامض الذي يؤثر على 18 نوعا من أنواع نجم البحر في مختلف أرجاء الساحل الغربي. كما ذكرت أن كائنا مسببا للمرض من هذا النوع يمكن أن يسبب أضرارا بالغة مثل فطر كان يستهدف الضفادع بالمنطقة.
وأضافت هارفيل أن المرض ظهر منذ عام ولم تظهر بوادر على تراجعه. ومضت تقول: «أتمنى أن تتوفر لدينا بادرة على اختفائه، لكن صدقني لا يوجد ما ينم عن ذلك».
وعلى ما يبدو أن لدى العلماء عددا من الأسئلة يفوق ما لديهم من أجوبة، إذ تساءل بيت ريموندي رئيس قسم البيئة وبيولوجيا النشوء والارتقاء بجامعة كاليفورنيا في سانت كروز قائلا: «ما الذي تسبب في ذلك.. من أين جاء.. وإن كان من الكائنات الغريبة الوافدة إلى المنطقة فكيف وصل إلى هنا.. وهل هو أمر قابل للتكرار؟».
كما عبر ريموندي عن قلقه من أن يكون المرض الذي يفتك بنجم البحر نذير شؤم بالنسبة لأنواع أخرى من الكائنات البحرية. ومضى يقول: «إنه مرض عضال بالفعل من مختلف الأوجه لأنه فتاك».
فيما أشار العلماء إلى أن نجم البحر كان ضحية في السابق لعدة أمراض خلال العقود الأخيرة التي أدت إلى تناقص أعداده، إلا أن المرض الحالي لا يزال الأكثر خطورة.
وأضاف ريموندي أن العلماء يتساءلون إن كان نجم البحر قد أصيب بفيروس أو بكتيريا أو كائن آخر تسرب إلى المنطقة خفية، أو ما إذا كان الكائن المسبب للمرض موجود فعلا بالمنطقة، لكنه صار خطيرا لسبب ما.
ويحبذ العلماء تسمية نجم البحر بهذا الاسم بدلا من اسم السمكة النجمية، لأن هذا الكائن البحري ليس سمكة بل ينتمي إلى شعبة الجلدشوكيات التي منها خيار البحر وقنفذ البحر. ولمعظم كائنات نجم البحر خمس أذرع لكن لبعض أنواعها عددا أكبر.
يذكر أن نجم البحر كائن مقاوم للظروف غير المواتية، وعندما يكون في عنفوان صحته، فإن بمقدوره تعويض أذرعه المفقودة. وهو كائن مفترس يستعين بقدرته الهائلة على المص لفتح القواقع والأصداف عنوة والتهام أنسجتها الداخلية الرقيقة. وعندما ينفتح مصراعا الصدفة تخرج أمعاء نجم البحر من جسمه ثم يوجهها نحو الضحية ليفرز إنزيمات لهضم الأعضاء الرخوة للفريسة.
ويزيد العلماء، أن نجم البحر من المفترسات المهمة في الأنظمة البيئية الخاصة به.
وقال بروس مينغ، خبير عشائر البيئات البحرية بجامعة ولاية أوريغون: «هذه الحيوانات مهمة لدرجة كبيرة من الناحية البيئية. إذا اندثرت هذه الكائنات أو تراجع وجودها بيئيا لبعض الوقت فسيكون لذلك أثر بالغ من دون شك على الأنظمة البيئية التي تعيش بها».



موسوعة لتوثيق أعمال سعيد العدوي مؤسس جماعة التجريبيين بمصر

أعمال سعيد العدوي اتسمت بالتجريد والأفكار الشعبية (الشرق الأوسط)
أعمال سعيد العدوي اتسمت بالتجريد والأفكار الشعبية (الشرق الأوسط)
TT

موسوعة لتوثيق أعمال سعيد العدوي مؤسس جماعة التجريبيين بمصر

أعمال سعيد العدوي اتسمت بالتجريد والأفكار الشعبية (الشرق الأوسط)
أعمال سعيد العدوي اتسمت بالتجريد والأفكار الشعبية (الشرق الأوسط)

تأتي موسوعة الفنان سعيد العدوي (1938-1973) لترصد مسيرة مؤسس جماعة التجريبيين المصريين وأحد أبرز فناني الحفر والجرافيك في النصف الثاني من القرن العشرين.

وتتضمن الموسوعة، حسب قول المشرف عليها والباحث في شؤون الحركة الفنية المصرية الدكتور حسام رشوان، المئات من أعمال العدوي ويومياته ومذكراته واسكتشاته، مدعومة بعدد كبير من الدراسات التي تم إعداد بعضها خصوصاً من أجل هذه الموسوعة، ومعها دراسات أخرى نشرها أصحابها في صحف ومجلات ومطبوعات خاصة بالفن في مصر والوطن العربي.

وقال لـ«الشرق الأوسط»: «إن مقدمة الدكتورة أمل نصر تتناول جميع المقالات، والزاوية التي نظر منها الناقد لأعمال العدوي موضع الدراسة، كما تقوم بقراءتها وتحليلها وبسط عناصرها أمام الباحثين ومحبي فنه».

موسوعة العدوي تضمنت اسكتشاته ورسوماته (الشرق الأوسط)

وتأتي موسوعة العدوي التي نشرتها مؤسسة «إيه آر جروب» التي يديرها الفنان أشرف رضا، في صورة مونوغراف جامع لكل أعماله، التي تعبق برائحة الماضي، وعالم الموشحات، وحلقات الذكر والمشعوذين، وعربات الكارو والحنطور، وتجمعات الموالد والأسواق والأضرحة، فضلاً عن لوحة «الجنازة» بعد رحيل عبد الناصر. وجمعت الموسوعة كل كراساته واسكتشاته بالكامل، ومذكراته الخاصة التي كتبها وتعتبر دراسات نفسية قام بكتابتها، وقد ساعدت هذه المذكرات النقاد والباحثين في فن العدوي على تناول أعماله بصورة مختلفة عن سابقيهم الذين تصدوا لفنه قبل ظهورها، وفق رشوان.

ولأعمال العدوي طابع خاص من الحروفيات والزخارف والرموز ابتكرها في إبداعاته وهي تخصه وحده، وتخرّج العدوي ضمن الدفعة الأولى في كلية الفنون الجميلة بالإسكندرية عام 1962، وأسس مع زميليه محمود عبد الله ومصطفى عبد المعطي جماعة التجريبيين. وتأتي الموسوعة باللغة العربية في قطع كبير بالألوان، تزيد على 600 صفحة، من تصميم وتجهيز وإنتاج طباعي «إيه آر جروب» للتصميم والطباعة والنشر.

الموسوعة ضمت العديد من الأعمال الفنية ودراسات عنها (الشرق الأوسط)

وتتضمن الموسوعة، وفق رشوان، دراستين جديدتين للدكتور مصطفى عيسى، ودراسة لكل من الدكتورة ريم حسن، وريم الرفاعي، والدكتورة أمل نصر، ودراسة للدكتورة ماري تيريز عبد المسيح باللغة الإنجليزية، وجميعها تم إعدادها خصوصاً للموسوعة، وهناك دراسات كانت موجودة بالفعل للدكتور أحمد مصطفى، وكان قد جهّزها للموسوعة لكن عندما أصدرت مجلة فنون عدداً خاصاً عن فن العدوي قام بنشرها ضمن الملف، وإلى جانب ذلك هناك بحث عن أعمال العدوي للراحلين الدكتور شاكر عبد الحميد والفنان عز الدين نجيب وأحمد فؤاد سليم ومعهم عدد كبير من النقاد والفنانين الذي اهتموا برائد التجريبيين المصري وأعماله.

والتحق سعيد العدوي بمدرسة الفنون بالإسكندرية سنة 1957، وقبلها بعام كان في كلية الفنون بالزمالك، وقضى خمس سنوات لدراسة الفن في عروس البحر المتوسط، أما الأعمال التي تتضمنها الموسوعة وتوثق لها فتغطي حتى عام 1973؛ تاريخ وفاته. وهناك عدد من رسوم الكاريكاتير كان قد رسمها وقت عمله بالصحافة، وهذه الأعمال اهتمت بها الموسوعة ولم تتجاهلها لأنها تكشف عن قدرات كبيرة للعدوي وسعيه للدخول في مجالات عديدة من الفنون التشكيلية، وفق كلام رشوان.

من أعمال العدوي (الشرق الأوسط)

ولفت إلى أن «تراث العدوي بكامله بات متاحاً من خلال الموسوعة للباحثين في فنه والمهتمين بأعماله وتاريخ الفن التشكيلي المصري، وقد توفر لدى كتّاب الموسوعة عدد مهول بالمئات من اللوحات الكراسات والاسكتشات، فأي ورقة كان يرسم عليها اعتبرناها وثيقة وعملاً فنياً تساعد في الكشف عن رؤية العدوي التشكيلية وعالمه الخَلَّاق».

ولا تعتمد الموسوعة فكرة التسلسل الزمني، لكنها توثق عبر المقالات كل الأعمال التي تناولتها، من هنا بنى رشوان رؤيته وهو يرسم الخطوط الرئيسية لفن العدوي على الدراسات البانورامية التي تشتغل بحرية كاملة على الأعمال دون التقيد بتاريخها.

وسبق أن أصدر الدكتور حسام رشوان، بالاشتراك مع الباحثة والناقدة الفرنسية فاليري هيس، موسوعة فنية عن رائد التصوير المصري محمود سعيد عن دار «سكيرا» الإيطالية عام 2017 بمناسبة مرور 120 عاماً على ميلاد محمود سعيد، وتضمنت الموسوعة في جزئها الأول أكثر من 500 لوحة و11 مقالاً ودراسة نقدية.