مقتل 40 لاجئاً صومالياً بهجوم «أسلحة خفيفة» في الحديدة

«التحالف» نفى تنفيذ أي ضربة على المنطقة

يمنيون يسهمون في عملية إجلاء ضحايا الهجوم على قارب لاجئين في ميناء الحديدة أمس (أ.ف.ب)
يمنيون يسهمون في عملية إجلاء ضحايا الهجوم على قارب لاجئين في ميناء الحديدة أمس (أ.ف.ب)
TT
20

مقتل 40 لاجئاً صومالياً بهجوم «أسلحة خفيفة» في الحديدة

يمنيون يسهمون في عملية إجلاء ضحايا الهجوم على قارب لاجئين في ميناء الحديدة أمس (أ.ف.ب)
يمنيون يسهمون في عملية إجلاء ضحايا الهجوم على قارب لاجئين في ميناء الحديدة أمس (أ.ف.ب)

قتل أكثر من 40 لاجئاً صومالياً، بينهم نساء وأطفال، في إطلاق نار على مركبهم في البحر الأحمر، قبالة اليمن. وقالت مصادر طبية إن القتلى بدا أنهم هوجموا بأسلحة خفيفة.
وكان المركب الذي ينقل نحو 140 لاجئاً صومالياً، وفق المفوضية العليا للاجئين في الأمم المتحدة، قد أصيب ليلاً بإطلاق نار من أسلحة خفيفة قبالة الحديدة، في غرب اليمن، لكنه نجح في الرسو بميناء المدينة التي تسيطر عليها ميليشيات الحوثي وصالح.
ولم تعلن أي جهة مسؤوليتها عن الهجوم حتى الآن، رغم أن الحوثيين اتهموا التحالف العربي، بقيادة الرياض، لكنه نفى ذلك.
وقال مسؤول في الجهاز الصحي إن مستشفيات المدينة الساحلية تسلمت جثث 33 لاجئاً، واستقبلت 35 جريحاً، لكنه قال إنه يجهل ظروف الهجوم. وأكد مسؤول في ميناء الحديدة حصيلة القتلى.
وقال المسؤول، طالباً عدم الكشف عن اسمه، إن المركب الذي كان يستقله اللاجئون رسا في الحديدة، وإن القتلى والجرحى «أصيبوا بإطلاق نار من أسلحة خفيفة، وهو ما يعني استبعاد تعرضهم لغارة جوية»، طبقا لما ذكرته وكالة الصحافة الفرنسية، التي نقلت أيضاً عن اللواء أحمد عسيري، المستشار العسكري لوزير الدفاع السعودي المتحدث باسم التحالف العربي لدعم الشرعية في اليمن، قوله إن «التحالف لم ينفذ عمليات في منطقة الحديدة»، مذكراً بأن المنطقة تحت سيطرة المتمردين، وواصفاً إياها بأنها «خطيرة ومكان لتهريب السلاح في غياب الأمم المتحدة».
إلى ذلك، قال عبده جيهان، وهو أحد عناصر خفر السواحل، إن جهازه أبلغ بوصول زورق اللاجئين إلى ميناء الصيد، في الحديدة. وأضاف: «عند توجهنا إلى المكان، وجدنا كثيراً من الجثث ومصابين نقلناهم إلى المستشفيات»، وسحبت جثث 42 لاجئاً من الزورق، وفق المنظمة الدولية للهجرة الموجودة في اليمن.
ولا يزال اليمن يجتذب اللاجئين من منطقة القرن الأفريقي الفارين من البؤس، رغم الحرب والأزمة الإنسانية التي يعانيها، وتنتشر كثير من مخيمات اللاجئين الصوماليين في جنوب البلاد، لكن منطقة الحديدة، الواقعة شمالاً، لا تتضمن أي مخيم.
وفي جنيف، أبدى جول ميلمان، متحدث باسم المنظمة الدولية للهجرة، اعتقاده أن الزورق كان يتجه إلى السودان عند تعرضه للهجوم، وقال: «لم يكن زورقاً تابعاً للمنظمة لتنفيذ عملية إجلاء»، علماً بأن المنظمة تحرص عموماً على الحصول على تراخيص من أطراف النزاع لتنفيذ عمليات مماثلة.
ونشر مكتب مفوضية اللاجئين في صنعاء سلسلة تغريدات حول الهجوم، مبدياً أسفه «لسقوط ضحايا مدنيين في حادث وقع قبالة الحديدة»، ولاحظ أن «اللاجئين وطالبي اللجوء باتوا يسلكون في شكل أكبر طرق هجرة في شمال اليمن».
وتمر هذه المسارات عبر الساحل الغربي لليمن، وضمنه القطاع الأوسط الذي شهد هجوماً حكومياً بهدف إخراج المتمردين الحوثيين من باب المندب الاستراتيجي الذي يفصل اليمن عن القرن الأفريقي.



اختفاء مراهقين وأطفال في ذمار بالتزامن مع معسكرات الصيف الحوثية

الحوثيون يخضعون أطفالاً في ذمار للتعبئة الفكرية (فيسبوك)
الحوثيون يخضعون أطفالاً في ذمار للتعبئة الفكرية (فيسبوك)
TT
20

اختفاء مراهقين وأطفال في ذمار بالتزامن مع معسكرات الصيف الحوثية

الحوثيون يخضعون أطفالاً في ذمار للتعبئة الفكرية (فيسبوك)
الحوثيون يخضعون أطفالاً في ذمار للتعبئة الفكرية (فيسبوك)

بالتزامن مع تدشين جماعة الحوثي حملات استقطاب واسعة لأطفال وشبان إلى معسكراتها الصيفية لهذا العام، عادت ظاهرة اختفاء المراهقين إلى الواجهة مجدداً في محافظة ذمار الخاضعة لسيطرة الجماعة، وسط مخاوف حقوقية ومجتمعية من تصاعد الظاهرة واستخدامها غطاء لعمليات التجنيد القسري.

وأفادت مصادر محلية لـ«الشرق الأوسط» بأن المحافظة شهدت خلال الأيام القليلة الماضية تسجيل ما لا يقل عن ثماني حالات اختفاء مفاجئة لأطفال وشبان تتراوح أعمارهم بين 10 و20 عاماً، في مدينة ذمار وعدد من المديريات المجاورة، دون أن تتمكّن أسرهم من معرفة مصيرهم أو الجهات التي تقف وراء اختفائهم.

ويرى ناشطون حقوقيون في محافظة ذمار أن تصاعد حالات الاختفاء خلال الفترة الأخيرة ليس أمراً عابراً، بل يمثّل مؤشراً خطيراً على عمليات تجنيد منظّم تمارسها الجماعة الحوثية بحق القاصرين، في إطار ما تسميه «المعسكرات الصيفية». وأكدوا أن العام الحالي شهد تصاعداً غير مسبوق في جرائم الخطف، معظم ضحاياها من الفتيان والمراهقين.

الحوثيون يركّزون على الأطفال والمراهقين لتعبئتهم فكرياً وطائفياً (فيسبوك)
الحوثيون يركّزون على الأطفال والمراهقين لتعبئتهم فكرياً وطائفياً (فيسبوك)

وأشار الحقوقيون إلى أن الجماعة الحوثية تسعى من خلال هذه المعسكرات إلى غسل أدمغة الأطفال والمراهقين بالأفكار المتطرفة وتلقينهم مفاهيم طائفية، تمهيداً لإرسالهم إلى جبهات القتال تحت شعارات دينية وسياسية، من بينها «نصرة فلسطين».

وقائع مؤلمة

من بين أحدث حالات الاختفاء التي وثّقتها مصادر محلية، اختطاف الطفل أكرم صالح الآنسي من وسط مدينة ذمار قبل يومين، ولا يزال مصيره مجهولاً. كما شهدت المدينة حادثة اختفاء الطفل مهنأ حفظ الله (13 عاماً) في أثناء خروجه من منزله، دون أن تنجح أسرته حتى الآن في العثور عليه رغم عمليات البحث المكثفة.

وسُجلت أيضاً حالة اختفاء لطفل يبلغ من العمر ثلاث سنوات، إلى جانب حادثة غامضة أخرى لاختفاء خمسة إخوة من أسرة واحدة، جميعهم دون سن البلوغ، في أثناء قضاء إجازة عيد الفطر في ضواحي المدينة.

وأكد شهود عيان أن الأطفال الخمسة: عبد الرزاق، وهايل، وهناء، وملايين، وجنى، اختفوا في الثالث من أبريل (نيسان) الحالي دون أي أثر، في حين لم تُسفر جهود الأسرة الذاتية عن أي نتيجة.

وتحدّث سكان لـ«الشرق الأوسط» عن تنامي الظاهرة، متهمين جماعة الحوثي باستخدام عمليات الاختفاء وسيلة للابتزاز السياسي والمجتمعي، وفرض واقع التجنيد بالقوة.

قيادات حوثية لدى زيارتها حديثاً لمعسكر صيفي في ذمار (إعلام حوثي)
قيادات حوثية لدى زيارتها حديثاً لمعسكر صيفي في ذمار (إعلام حوثي)

وقال أحد السكان، ويدعى خيري، إن المحافظة تحوّلت خلال الفترة الماضية إلى «ساحة مفتوحة» لخطف المراهقين، متهماً قادة الحوثيين بالوقوف خلف عمليات الاختفاء، خصوصاً بعد رفض الأهالي إرسال أبنائهم إلى المعسكرات.

وأضاف خيري أن الحوثيين يسعون لتحويل الأطفال إلى «دروع بشرية» أمام الضربات الأميركية، واستثمار ذلك لاحقاً في الخطاب السياسي والإنساني، مشيراً إلى أن عشرات الشبان اختطفوا من عدة مناطق بذمار وتمّ إخضاعهم للتعبئة الفكرية والعسكرية دون علم أو موافقة أسرهم.

وكان القيادي الحوثي محمد البخيتي، المعيّن في منصب محافظ ذمار، قد دفع خلال الأعوام الماضية بمئات المجندين، معظمهم من الأطفال والمهمشين واللاجئين الأفارقة، إلى خطوط القتال عبر دوريات عسكرية تابعة للجماعة.

ويحذّر ناشطون من أن استمرار هذه السياسة يضع حياة آلاف الأطفال والشبان في خطر حقيقي، ويهدّد النسيج المجتمعي لمحافظة ذمار التي ترفض الغالبية العظمى من سكانها الزج بأبنائهم في حروب لا علاقة لهم بها.