إيزابل أوبير لـ «الشرق الأوسط»: لم أقرر أن أصبح ممثلة... بل في يوم ما صرت ممثلة

المرشحة لأوسكار أفضل ممثلة فازت بنحو 90 جائزة عبر تاريخها الفني الحافل

لقطة من «هي»: إيزابيل والقطّـة
لقطة من «هي»: إيزابيل والقطّـة
TT

إيزابل أوبير لـ «الشرق الأوسط»: لم أقرر أن أصبح ممثلة... بل في يوم ما صرت ممثلة

لقطة من «هي»: إيزابيل والقطّـة
لقطة من «هي»: إيزابيل والقطّـة

ميريل ستريب وإيزابيل أوبير هما الأكبر سنا من بين كل المتنافسات على أوسكار أفضل ممثلة في دور رئيسي. ستريب (67 سنة) رشحت 17 مرّة لنيل أوسكار أفضل ممثلة رئيسية أو مساندة، وفازت ثلاث مرات. والثانية، أوبير، تصغر ستريب بأربع سنوات ولم ترشح للأوسكار من قبل. هذا العام هو ترشيحها الأول. وهذا المساء ستعرف إذا ما كانت ستضم أشهر جوائز العالم إلى نحو 90 جائزة (غير أوسكارية) فازت بها في تاريخ فني حافل مشابه لتاريخ ميريل ستريب زمنيًا على الأقل.
الفيلم الذي خلق هذه المعادلة عنوانه «هي» الذي يختلف عن كل فيلم تتقدم به المرشحات الأخريات للفوز عنه. ميريل ستريب ونتالي بورتمن تؤديان دوري شخصيتين حقيقيّتين في «فلورنس فوستر جنكينز» و«جاكي» على التوالي. وروث نيغا مطلوب منها خلط شخصية حقيقية ثالثة، هي شخصية أفرو - أميركية من الواقع تزوّجت من رجل أبيض وعانت معه الوضع العنصري الناتج. أما إيما ستون فتؤدي شخصية خيالية تمامًا. لكن ما هو واقع وما هو خيالي لا يضمن الفوز كما تعلمنا من تاريخ الجوائز السينمائية. وحاليًا، على الأقل، تقف الممثلة الفرنسية التي لديها ما يتجاوز الـ100 فيلم في تاريخها، على خط واحد مع الممثلة إيما ستون (28 سنة) في مقدمة المرشحات لنيل الجائزة. ما تتميز عنه إيزابل أوبير في «هي» دور تمارسه بمقدرة لا متناهية. المرأة التي تجاوزت منتصف العمر بقليل ولديها علاقة لا ترغب فيها (لكنها تمارسها)، وحنين للأمس، وأم ما زالت تحاول اصطياد الشبان، وابن يتزوج من فتاة حبلى من سواه… مجموعة من المشكلات التي تضغط عليها ليزيد من الضغط حادث اغتصاب تتعرض إليه وتقرر أن تسكت عنه ظاهريًا على الأقل. ليس من بين كل الممثلات المنافسات من تستطيع أن تؤدي هذا الدور بهذه المتانة والقوة.
في الحقيقة، سعى المخرج بول فرهوڤن إلى بعض الممثلات الأميركيات ليقمن بالدور ذاته عندما تراءى له تحقيق الفيلم أميركيًا. تقدم به إلى شارون ستون ونيكول كيدمان وجوليان مور ودايان لين، لكنهن لم يكترثن له. أوبير تعلّـقت به. والباقي بات من التاريخ.
«الشرق الأوسط» التقت أوبير ودار معها الحديث التالي:
* ما الذي أثار اهتمامك في هذا السيناريو القائم على شخصية امرأة تعرضت للاغتصاب، لكنها تصرّفت عكس المتوقع في مثل هذه الحالة؟
- لقد ذكرت السبب في سؤالك، وبالإضافة إلى أنني أردت أن أعمل مع المخرج بول فرهوفن، لكني لم أبدأ بقراءة السيناريو، بل لم أكن على علم بأن هناك سيناريو مكتوبا بادئ الأمر، بل قرأت الرواية وأعربت عن رغبتي في تولي بطولة هذا الفيلم.
* تبقينا شخصيتك في حيرة... هل تسعى للانتقام؟ هل تريد أن تنسى؟ هل كانت خائفة من أن يقتحم الرجل شقتها مرة ثانية؟
- لا. ميشيل (اسم الشخصية) لم تكن خائفة. لكنها في الوقت ذاته ليست معروفة بشجاعتها. إنها شخصية متداخلة. كانت تستطيع بيع المنزل والبحث عن مكان إقامة آخر، لكنها اكتفت بتغيير القفل ولم تشأ أن تخبر البوليس، بل انتظرت أن يعاود المغتصب الكرّة، وهكذا فعل. ومعك الحق؛ فلفترة بدا كما لو أنها تريد أن تنسى؛ لذلك تركت المدينة إلى مزرعة في الريف؛ لأنها في الحقيقة لم تخطط للانتقام. لم تكن تعرف في رأيي ماذا تريد أن تفعل.
* هل تعتقدين أن رفض الممثلات الأميركيات للدور كان له علاقة بسخونة الموضوع؟
- لا أستطيع الحديث عنهن أو تفسير أسبابهن. نعم، الدور قد يثير الخوف من النتائج وهوليوود ليست باريس. هناك معادلات مختلفة، وربما حتى في فرنسا هناك ممثلات سيخشين تمثيل هذا الدور أو شبيه له. لكن مفهوم الفرنسيين في اعتقادي مختلف. لدينا تعاطف مع الشخصيات التي قد لا تكون أخلاقية؛ لأنها ترفض أن تكون ضحية. في هذا الدور فإن امرأة أخرى كانت ستذهب إلى البوليس، لكن هذه الشخصية لم ترغب في أن تبدو ضعيفة.
* لكن ما الخصال غير الأخلاقية التي تقصدينها؟
- شاهدت الفيلم وتستطيع أن تعرف الجواب. هي على علاقة بزوج أقرب صديقاتها. هذا وحده خارج القالب المتداول. ولديها أم متصابية وهي متضايقة من كون ابنها فاقدا للوعي لدرجة أنه سيتزوج من فتاة حبلى من شاب أسود. في الإجمال تقوم ميشيل بفعل ما تريد حتى وإن لم تكن تعرف لماذا.
الموهوب والجيد
* هذه الشخصية أبعد عن أن تكون شبيهة بشخصيتك بصفتك ممثلة. أقصد أنك تخططين جيدًا لما تريدين تمثيله.
- لا. ليس بالضرورة. هناك حالات أقبل فيها على الأدوار لمجرد أنها تروق لي من دون أن أفكر بنتائجها.
* لكن حين تختارين أو يكون لديك مجال للاختيار. هل تختارين تبعًا لتاريخ أو عمل مخرج معين أو تضعين ثقتك في السيناريو أساسًا؟
- يتوقف هذا كثيرًا على معطيات كل فترة. كما ذكرت لك في حالة فيلم «هي» أعجبت بالفكرة حين قرأت الرواية وقبل أن أقرأ السيناريو وأوصلت رغبتي لتمثيلها وأقول لك قبل أن أعلم أن بول يسعى لتحقيقها. في أحيان أخرى يجذبني السيناريو لأن ليس كل فيلم مأخوذا عن رواية ما. لا أقول إن المخرج يأتي في المرتبة الثانية، على العكس، هناك مخرجون دائمًا تمنيت أن أمثل تحت إدارتهم وسنحت لي الفرصة بمن فيهم بول فرهوفن.
* منذ متى تمنيت التمثيل تحت إدارة هذا المخرج؟
- منذ السبعينات عندما شاهدت له «حلوى تركية» (Turkish Delights)، أعتقد أنه مخرج عظيم.
* ما الذي تبحثين عنه في المخرج الذي تعملين تحت إدارته؟
- هذا سؤال جيد. في اعتقادي أن الممثل الموهوب شيء والممثل الجيد شيء آخر تمامًا. الموهبة تقدمك لأهل المهنة بلا ريب، ثم هناك ضرورة الارتقاء بها إلى مستوى الجودة. هذا المستوى هو ما يؤمّنه وجود مخرجين جيدين. هم الذين يصقلون الممثل. أبحث عن التجربة ذاتها. عندي شخصيات كثيرة كل منها تحتاج إلى جهدي لتقديمها لكنها تحتاج، كالنبتة، إلى الماء لكي تنمو.
* هل تستطيعين الحديث ولو قليلاً عن تجاربك مع المخرج الراحل كلود شابرول؟ علاقتكما المهنية تبدو مميزة إلى حد بعيد.
- شابرول كان رائعًا معي. مثلت له سبعة أفلام وكل فيلم يختلف عن الآخر. مثلت أفلامًا تاريخية، وأفلاما درامية لها جانب سياسي، وأفلاما بموضوعات عاطفية. شابرول كان بالغ الذكاء يعرف ما يريد، ويعرف ما يريده الممثل، وكيف يجمع الإرادتين معا. أفتقده كل يوم.
* متى أدركت بأنك تريدين أن تصبحي ممثلة؟
- لا أدري في الحقيقة متى تماما. لا أعتقد أنني قررت يومًا أن أصبح ممثلة. الحقيقة أنني في يوم ما أصبحت ممثلة.
* كنت ما زلت صغيرة عندما وقفت أمام الكاميرا لأول مرة في الفيلم الجيد «سيزار وروزالي» لكلود سوتيهـ، وهذا كان من بطولة رومي شنايدر. هل أحببت أن تصبحي ممثلة مشهورة في ذلك الوقت؟
- لم يكن هذا الفيلم فيلمي الأول، بل هو الفيلم المهم الأول، خصوصا أن كلود سوتيه كان من أحب المخرجين إلى قلوب الفرنسيين. لديه عمق ونعومة. لكني بالفعل لم أفكر في أن أريد أن أصبح مثل رومي أو سواها. حين وقفت أمام الكاميرا لأول مرة كنت طبيعية تمامًا. لم أشعر بأي اختلاف عن طبيعتي خارج الكاميرا.
* في هذا الفيلم وفي فيلمك الجديد الآخر «أشياء ستحدث» تمثلين أمام قطّـة منزلية….
- (مقاطعة) أحب القطط جدًا، وعندي قطّـة في البيت. في «هي» نعم هناك هذا المشهد الذي يجمعني والقطّـة. أحببت هذا المشهد الذي نتبادل فيه، أنا وهي، حديثًا صامتًا.



«البحر الأحمر السينمائي» يشارك في إطلاق «صنّاع كان»

يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
TT

«البحر الأحمر السينمائي» يشارك في إطلاق «صنّاع كان»

يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما

في مسعى لتمكين جيل جديد من المحترفين، وإتاحة الفرصة لرسم مسارهم المهني ببراعة واحترافية؛ وعبر إحدى أكبر وأبرز أسواق ومنصات السينما في العالم، عقدت «معامل البحر الأحمر» التابعة لـ«مؤسسة مهرجان البحر الأحمر السينمائي» شراكة مع سوق الأفلام بـ«مهرجان كان»، للمشاركة في إطلاق الدورة الافتتاحية لبرنامج «صنّاع كان»، وتمكين عدد من المواهب السعودية في قطاع السينما، للاستفادة من فرصة ذهبية تتيحها المدينة الفرنسية ضمن مهرجانها الممتد من 16 إلى 27 مايو (أيار) الحالي.
في هذا السياق، اعتبر الرئيس التنفيذي لـ«مؤسسة مهرجان البحر الأحمر السينمائي» محمد التركي، أنّ الشراكة الثنائية تدخل في إطار «مواصلة دعم جيل من رواة القصص وتدريب المواهب السعودية في قطاع الفن السابع، ومدّ جسور للعلاقة المتينة بينهم وبين مجتمع الخبراء والكفاءات النوعية حول العالم»، معبّراً عن بهجته بتدشين هذه الشراكة مع سوق الأفلام بـ«مهرجان كان»؛ التي تعد من أكبر وأبرز أسواق السينما العالمية.
وأكّد التركي أنّ برنامج «صنّاع كان» يساهم في تحقيق أهداف «مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي» ودعم جيل جديد من المواهب السعودية والاحتفاء بقدراتها وتسويقها خارجياً، وتعزيز وجود القطاع السينمائي السعودي ومساعيه في تسريع وإنضاج عملية التطوّر التي يضطلع بها صنّاع الأفلام في المملكة، مضيفاً: «فخور بحضور ثلاثة من صنّاع الأفلام السعوديين ضمن قائمة الاختيار في هذا البرنامج الذي يمثّل فرصة مثالية لهم للنمو والتعاون مع صانعي الأفلام وخبراء الصناعة من أنحاء العالم».
وفي البرنامج الذي يقام طوال ثلاثة أيام ضمن «سوق الأفلام»، وقع اختيار «صنّاع كان» على ثمانية مشاركين من العالم من بين أكثر من 250 طلباً من 65 دولة، فيما حصل ثلاثة مشاركين من صنّاع الأفلام في السعودية على فرصة الانخراط بهذا التجمّع الدولي، وجرى اختيارهم من بين محترفين شباب في صناعة السينما؛ بالإضافة إلى طلاب أو متدرّبين تقلّ أعمارهم عن 30 عاماً.
ووقع اختيار «معامل البحر الأحمر»، بوصفها منصة تستهدف دعم صانعي الأفلام في تحقيق رؤاهم وإتمام مشروعاتهم من المراحل الأولية وصولاً للإنتاج.
علي رغد باجبع وشهد أبو نامي ومروان الشافعي، من المواهب السعودية والعربية المقيمة في المملكة، لتحقيق الهدف من الشراكة وتمكين جيل جديد من المحترفين الباحثين عن تدريب شخصي يساعد في تنظيم مسارهم المهني، بدءاً من مرحلة مبكرة، مع تعزيز فرصهم في التواصل وتطوير مهاراتهم المهنية والتركيز خصوصاً على مرحلة البيع الدولي.
ويتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما عبر تعزيز التعاون الدولي وربط المشاركين بخبراء الصناعة المخضرمين ودفعهم إلى تحقيق الازدهار في عالم الصناعة السينمائية. وسيُتاح للمشاركين التفاعل الحي مع أصحاب التخصصّات المختلفة، من بيع الأفلام وإطلاقها وتوزيعها، علما بأن ذلك يشمل كل مراحل صناعة الفيلم، من الكتابة والتطوير إلى الإنتاج فالعرض النهائي للجمهور. كما يتناول البرنامج مختلف القضايا المؤثرة في الصناعة، بينها التنوع وصناعة الرأي العام والدعاية والاستدامة.
وبالتزامن مع «مهرجان كان»، يلتئم جميع المشاركين ضمن جلسة ثانية من «صنّاع كان» كجزء من برنامج «معامل البحر الأحمر» عبر الدورة الثالثة من «مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي» في جدة، ضمن الفترة من 30 نوفمبر (تشرين الثاني) حتى 9 ديسمبر (كانون الأول) المقبلين في المدينة المذكورة، وستركز الدورة المنتظرة على مرحلة البيع الدولي، مع الاهتمام بشكل خاص بمنطقة الشرق الأوسط.