يمكن للاعب كرة القدم اللعب بأحذية متينة مثل الحديد بفضل خيوط صناعية تحاكي خيوط العنكبوت بمتانتها ومرونتها. والأهم من ذلك، بعد أن تبلى هذه الأحذية، أنها تتحلل إلى مواد طبيعية غير ضارة بالبيئة.
ويعود الفضل في الأحذية «الحديدية» إلى تعاون بين شركة «أمزيلك» البافارية (قرب ميونيخ) وشركة أديداس الألمانية المعروفة لإنتاج التجهيزات الرياضية. إذ سبق للشركة الصغيرة (أمزيلك) أن قلدت خيوط العنكبوت صناعيًا وأنتجت هذه الخيوط بقوة تزيد 25 مرة عن قوة الحديد، رغم مرونتها العالية وخفة وزنها. وأطلقت الشركة على هذه الخيوط اسم «الحديد البيولوجي» بسبب خواصها المذكورة.
وبعد نجاح الشركة في تسويق الحديد البيولوجي إلى شركات صناعة الأدوات والتجهيزات الطبية، وإلى صناعة الأطراف الصناعية، صارت توزع كيلوغرامات الخيوط العنكبوتية إلى شركة أديداس. وسبق للشركة أن أعلنت عن استخدام خيوط العنكبوت الصناعية في صناعة حشيات الأثداء للنساء بدلاً من السيليكون.
وقال ينز كلاين، مدير تسويق شركة «أمزيلك» إن عصر إنتاج المواد الصناعية من البترول يقترب من نهايته، وإن البشرية تدشن عصر المواد التي تقلد الطبيعة. وأشار إلى أن الحديد البيولوجي دخل أيضًا بقوة في عالم إنتاج مستحضرات التجميل وفي ترتيق الأعصاب البشرية المتضررة.
وترتكز صناعة «الحديد البيولوجي» إلى نجاح العالم الألماني توماس شايبل، من جامعة بايرويت، في كشف التركيبة الجينية للبروتينات التي تكون خيوط العنكبوت سنة 2007. ونجح الباحث بعدها بإنتاج خيوط تشبه خيوط العنكبوت إلى حد كبير من البكتيريا المعدية الخطيرية «اشيريشيا كولي». وأفلح شايبل بذلك من خلال دس جينات بروتينات العنكبوت في البكتيريا، ومن ثم تربيتها في مفاعلات تحتوي على الماء والسكر لتغذية البكتيريا.
إلا أن شركة «أمزيلك» أنتجت خيوط العنكبوت بشكل أسهل وبكميات أكبر من العناكب، نفسها. وذكر ماتياس فوكر، رئيس قسم الإنتاج في شركة أمزيلك، أنهم «يحلبون» نحو 160 عنكبوتًا من نوع خاص. وهي عناكب يبلغ طول الواحدة منها نحو 5 سنتمترات، وتنسج الشبكات مدورة بشكل إطارات الدراجات الهوائية بلون ذهبي.
ويمكن كل مرة جمع نحو 200 متر من خيوط العنكبوت، بل ويمكن رفع الإنتاج إلى 500 متر كل مرة، لكن العلماء لا يودون الضغط على العناكب وإثارة قلقها. ولهذا يجري منحها الماء والغذاء بعد 10 دقائق من عملية «الحلب» المتعبة.
أحذية رياضية من «حديد بيولوجي»
صنعت من خيوط عنكبوت صناعية
أحذية رياضية من «حديد بيولوجي»
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة