الهند تطلق 104 أقمار صناعية بصاروخ واحد

تحلم بمنافسة الكبار في ريادة الفضاء

الهند تطلق 104 أقمار صناعية بصاروخ واحد
TT

الهند تطلق 104 أقمار صناعية بصاروخ واحد

الهند تطلق 104 أقمار صناعية بصاروخ واحد

إذا سارت الأمور كما هو مخطط لها فسيصبح غدا الأربعاء الموافق 15 فبراير (شباط) يوما مهما بالنسبة لقطاع الفضاء في الهند، حيث سينطلق صاروخ فضاء هندي على متنه 104 أقمار اصطناعية من جنوب البلاد لوضعها في مداراتها، وهو رقم قياسي غير مسبوق بالنسبة لعدد الأقمار الاصطناعية التي يمكن لصاروخ فضاء واحد حملها ووضعها في الفضاء.
فهل ستتيح هذه الخطوة للهند فرض وجودها في سوق صناعة وإطلاق الأقمار الاصطناعية العالمية التي تسيطر عليها حاليا فرنسا وروسيا والولايات المتحدة، والتي تصل قيمتها إلى 203 مليارات دولار سنويا؟
ومع ذلك يرى الخبراء أن الهند ما زالت بعيدة عن المنافسة الحقيقية في هذه السوق، رغم أنها يمكن أن تقدم أرخص ثمن لإطلاق الأقمار الاصطناعية في العالم، بتكلفة تقل بمقدار الثلث عما تحصل عليه الشركات الخاصة ووكالات الفضاء في الدول الأخرى مقابل إطلاق الأقمار الاصطناعية لحساب الغير. والمشكلة الأساسية بالنسبة للهند تتعلق بالطاقة التشغيلية، حيث يعتمد التشغيل التجاري لصواريخ إطلاق الأقمار الاصطناعية إلى الفضاء بشكل أساسي على فائض الطاقة التشغيلية بعد تلبية الاحتياجات الوطنية للهند، إلى جانب انخفاض وتيرة إطلاق الصواريخ.
وحتى الآن فإن صاروخ الفضاء الأساسي لدى مؤسسة الفضاء الهندية، وهو «مركبة إطلاق الأقمار الاصطناعية القطبية» أثبت أنه أحد أفضل الصواريخ في العالم.
ومن المقرر أن ينطلق صاروخ الفضاء الهندي يوم الأربعاء المقبل وعلى متنه 3 أقمار اصطناعية هندية، و101 لحساب هيئات أجنبية، ستتحمل نحو نصف تكلفة الرحلة.
وتضم مجموعة الأقمار الصغيرة التي سيحملها صاروخ الفضاء الهندي غدا، قمرا من كل من إسرائيل وكازاخستان وهولندا وسويسرا والإمارات العربية المتحدة، إلى جانب 96 قمرا من الولايات المتحدة.
ويعد صاروخ الفضاء الهندي (مركبة إطلاق الأقمار الاصطناعية القطبية) واحدا من أنجح قصص نجاح مؤسسة أبحاث الفضاء الهندية المملوكة للدولة.
ويستخدم هذا الصاروخ في إطلاق الأقمار الاصطناعية للاستشعار عن بعد للهند، وهي قمرا: «تشاندرايان1-» الذي يدور في المدار القمري، والقمر «مانجاليان» الذي يدور في مدار كوكب المريخ. ومنذ أن بدأت مؤسسة أبحاث الفضاء الهندية إطلاق أقمار اصطناعية لدول أجنبية، عام 1999 وحتى نهاية 2016، وصل إجمالي عدد الأقمار الاصطناعية الأجنبية التي أطلقتها المؤسسة 79 قمرا، من خلال ذراعها التجارية مؤسسة «إنتريكس كوربورشن»، وحققت إيرادات قدرها 84.‏156 مليون دولار.
وبحسب أجاي ليلي، خبير استكشاف الفضاء في معهد الدراسات والتحليلات الدفاعية في العاصمة الهندية نيودلهي، فإنه في حين أن حصة الهند «من سوق الفضاء العالمية ما زالت صغيرة للغاية»، إلا أن كفاءة صاروخ الفضاء الهندي (مركبة إطلاق الأقمار الاصطناعية القطبية) وانخفاض تكاليفه تمنح صناعة الفضاء الهندية ميزة نسبية.
وقال ديفبراساد كارنيك، المتحدث باسم مؤسسة أبحاث الفضاء الهندية، إن «إطلاق الأقمار الاصطناعية التجارية ليس أولوية بالنسبة لنا». وأضاف: «نستخدم الأقمار الاصطناعية التجارية لاستغلال فائض الطاقة على صواريخنا، بعد أن نضع كل أقمارنا الاصطناعية على متن الصاروخ، كما هي الحال في رحلة 15 فبراير؛ حيث إن نصف حمولة هذه الرحلة خاصة بنا، في حين أن النصف الثاني خاص بـ101 قمر الأخرى، ونحن لدينا قائمة انتظار طويلة» لعملاء يريدون إطلاق أقمارهم الاصطناعية إلى الفضاء على متن الصواريخ الهندية.
ورغم أن الأقمار الاصطناعية الأجنبية التي سيتم إطلاقها على متن الرحلة المقررة يوم 15 فبراير تبدو كثيرة من حيث العدد، فإنها - كما وصفها ليلي - أقمار اصطناعية «وليدة» في إشارة إلى صغر حجمها.
ويصل وزن الأقمار الاصطناعية الـ101 الأجنبية التي ستطلقها الهند إلى نحو 600 كيلوغرام، في حين أن الأقمار الاصطناعية الثلاثة الهندية التي سيتم إطلاقها خلال رحلة بعد غد تزن 600 كيلوغرام تقريبا.
يذكر أن الصاروخ (مركبة إطلاق الأقمار الاصطناعية القطبية) مصمم لوضع الأقمار الاصطناعية في مدارات أرضية منخفضة، في حين تطور مؤسسة أبحاث الفضاء الهندية التقنية الخاصة به، لكي يصل إلى مدارات حول القمر والمريخ.
ورغم أن الهند تمتلك صاروخ فضاء أقوى وأحدث اسمه «مركبة إطلاق المدار المتزامن» يستطيع حمل أقمار أثقل وزنا، ويصل بها إلى مدارات أبعد، فإنه لم يحقق معدلات النجاح التي حققها صاروخ «مركبة إطلاق الأقمار الاصطناعية القطبية». وقد تم تطوير أجيال جديدة من هذا الطراز، لكنها ما زالت رهن الاختبار.



«البحر الأحمر السينمائي» يشارك في إطلاق «صنّاع كان»

يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
TT

«البحر الأحمر السينمائي» يشارك في إطلاق «صنّاع كان»

يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما

في مسعى لتمكين جيل جديد من المحترفين، وإتاحة الفرصة لرسم مسارهم المهني ببراعة واحترافية؛ وعبر إحدى أكبر وأبرز أسواق ومنصات السينما في العالم، عقدت «معامل البحر الأحمر» التابعة لـ«مؤسسة مهرجان البحر الأحمر السينمائي» شراكة مع سوق الأفلام بـ«مهرجان كان»، للمشاركة في إطلاق الدورة الافتتاحية لبرنامج «صنّاع كان»، وتمكين عدد من المواهب السعودية في قطاع السينما، للاستفادة من فرصة ذهبية تتيحها المدينة الفرنسية ضمن مهرجانها الممتد من 16 إلى 27 مايو (أيار) الحالي.
في هذا السياق، اعتبر الرئيس التنفيذي لـ«مؤسسة مهرجان البحر الأحمر السينمائي» محمد التركي، أنّ الشراكة الثنائية تدخل في إطار «مواصلة دعم جيل من رواة القصص وتدريب المواهب السعودية في قطاع الفن السابع، ومدّ جسور للعلاقة المتينة بينهم وبين مجتمع الخبراء والكفاءات النوعية حول العالم»، معبّراً عن بهجته بتدشين هذه الشراكة مع سوق الأفلام بـ«مهرجان كان»؛ التي تعد من أكبر وأبرز أسواق السينما العالمية.
وأكّد التركي أنّ برنامج «صنّاع كان» يساهم في تحقيق أهداف «مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي» ودعم جيل جديد من المواهب السعودية والاحتفاء بقدراتها وتسويقها خارجياً، وتعزيز وجود القطاع السينمائي السعودي ومساعيه في تسريع وإنضاج عملية التطوّر التي يضطلع بها صنّاع الأفلام في المملكة، مضيفاً: «فخور بحضور ثلاثة من صنّاع الأفلام السعوديين ضمن قائمة الاختيار في هذا البرنامج الذي يمثّل فرصة مثالية لهم للنمو والتعاون مع صانعي الأفلام وخبراء الصناعة من أنحاء العالم».
وفي البرنامج الذي يقام طوال ثلاثة أيام ضمن «سوق الأفلام»، وقع اختيار «صنّاع كان» على ثمانية مشاركين من العالم من بين أكثر من 250 طلباً من 65 دولة، فيما حصل ثلاثة مشاركين من صنّاع الأفلام في السعودية على فرصة الانخراط بهذا التجمّع الدولي، وجرى اختيارهم من بين محترفين شباب في صناعة السينما؛ بالإضافة إلى طلاب أو متدرّبين تقلّ أعمارهم عن 30 عاماً.
ووقع اختيار «معامل البحر الأحمر»، بوصفها منصة تستهدف دعم صانعي الأفلام في تحقيق رؤاهم وإتمام مشروعاتهم من المراحل الأولية وصولاً للإنتاج.
علي رغد باجبع وشهد أبو نامي ومروان الشافعي، من المواهب السعودية والعربية المقيمة في المملكة، لتحقيق الهدف من الشراكة وتمكين جيل جديد من المحترفين الباحثين عن تدريب شخصي يساعد في تنظيم مسارهم المهني، بدءاً من مرحلة مبكرة، مع تعزيز فرصهم في التواصل وتطوير مهاراتهم المهنية والتركيز خصوصاً على مرحلة البيع الدولي.
ويتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما عبر تعزيز التعاون الدولي وربط المشاركين بخبراء الصناعة المخضرمين ودفعهم إلى تحقيق الازدهار في عالم الصناعة السينمائية. وسيُتاح للمشاركين التفاعل الحي مع أصحاب التخصصّات المختلفة، من بيع الأفلام وإطلاقها وتوزيعها، علما بأن ذلك يشمل كل مراحل صناعة الفيلم، من الكتابة والتطوير إلى الإنتاج فالعرض النهائي للجمهور. كما يتناول البرنامج مختلف القضايا المؤثرة في الصناعة، بينها التنوع وصناعة الرأي العام والدعاية والاستدامة.
وبالتزامن مع «مهرجان كان»، يلتئم جميع المشاركين ضمن جلسة ثانية من «صنّاع كان» كجزء من برنامج «معامل البحر الأحمر» عبر الدورة الثالثة من «مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي» في جدة، ضمن الفترة من 30 نوفمبر (تشرين الثاني) حتى 9 ديسمبر (كانون الأول) المقبلين في المدينة المذكورة، وستركز الدورة المنتظرة على مرحلة البيع الدولي، مع الاهتمام بشكل خاص بمنطقة الشرق الأوسط.