«منتدى مراكش للأمن» ينطلق بمشاركة ممثلي 56 دولة ومنظمة

الدورة الثامنة تناقش الرهانات الاستراتيجية والمعاقل الجديدة للإرهاب

جانب من أعمال «منتدى مراكش للأمن» في دورته الثامنة («الشرق الأوسط»)
جانب من أعمال «منتدى مراكش للأمن» في دورته الثامنة («الشرق الأوسط»)
TT

«منتدى مراكش للأمن» ينطلق بمشاركة ممثلي 56 دولة ومنظمة

جانب من أعمال «منتدى مراكش للأمن» في دورته الثامنة («الشرق الأوسط»)
جانب من أعمال «منتدى مراكش للأمن» في دورته الثامنة («الشرق الأوسط»)

بمبادرة من المركز المغربي للدراسات الاستراتيجية، وشراكة مع الفيدرالية الأفريقية للدراسات الاستراتيجية، انطلقت أمس بمدينة مراكش المغربية فعاليات الدورة الثامنة لـ«منتدى مراكش للأمن» (أفريقيا أمن 2017)، بحضور رفيع المستوى، يضم مسؤولين مدنيين وعسكريين ورؤساء منظمات دولية وأمنية وخبراء أفارقة وأميركيين وأوروبيين وآسيويين، بهدف التحليل والمناقشة وتبادل التجارب.
ويتوزع برنامج هذا المؤتمر الدولي، الذي يناقش على مدى يومين تحت رعاية العاهل المغربي الملك محمد السادس، موضوع «الرهانات الاستراتيجية والمعاقل الجديدة للإرهاب»، في عشر جلسات، عناوينها: «التهديدات الناشئة والفاعلين الجدد غير الحكوميين»، و«تقييم واحتمالات التهديدات الأمنية بأفريقيا»، و«المقاتلون المتطوعون الأجانب: طيف العدو الكوني»، و«الإرهاب الداخلي: تحد جديد أمام مصالح الاستعلامات»، و«خفوت (داعش) وتحديات تدبير عودة المقاتلين الإرهابيين الأجانب»، و«المغرب: العقيدة الجديدة لمكافحة الإرهاب، الوقاية وإعادة تنظيم الأجهزة الأمنية»، و«عصر الإرهاب الشامل والكلفة المنخفضة»، و«التغيرات المناخية ومخاطر النزاعات في أفريقيا»، و«تحديات ضبط الفضاءات الحدودية في أفريقيا»، و«المناطق والبنيات الجديدة للنزاعات في أفريقيا»، على أن تخصص الجلسة الختامية لقراءة تقارير الجلسات.
ويعد «منتدى مراكش للأمن»، حسب منظميه، الأكبر من نوعه في أفريقيا. وقد اختار منذ إطلاقه أن يشكل فضاء للنقاش والتحليل وتبادل التجارب والخبرات حول الأمن في القارة السمراء.
وقال محمد بنحمو، رئيس المركز المغربي للدراسات الاستراتيجية، إن لموضوع دورة هذه السنة من المنتدى «راهنية كبيرة»، مشيرًا إلى أن المؤتمر يستقبل نحو مائتي مشارك من 56 دولة ومنظمة دولية وإقليمية، بينهم عسكريون وخبراء وأمنيون، لتدارس عدد من الجوانب المرتبطة بالأمن والاستقرار بالقارة الأفريقية، بهدف «تقوية المدارك وتبادل الخبرات حول الرهانات التي تواجهها القارة ومعها العالم، وإمكانات وسبل إقامة استراتيجيات إقليمية ودولية لتمكين أفريقيا من الاستقرار».
وزاد بنحمو قائلا: «إن ما يمكن الوقوف عليه، من خلال أشغال هذا المنتدى، هو أن هناك تداخلا لكثير من القضايا، سواء المرتبطة بالفاعلين غير الحكوميين، أو العنيفين من جماعات إرهابية أو جماعات إجرامية أو جماعات متمردة أو انفصالية»، مشيرًا إلى أن كل ذلك يشكل «محطة أساسية سنوية بالنسبة للمؤتمر، لها أهميتها؛ لأن من شأن الخبرات التي تتبادل فيها، وكذا الأوجه التي يتم بها تناول مختلف القضايا أن تمكن من فهم أعمق وإدراك أكبر لهذه التهديدات الناشئة التي تواجه أفريقيا، ومعها العالم».
من جهتها، قالت سميرة رجب، المبعوثة الخاصة للديوان الملكي في البحرين ووزيرة الإعلام السابقة، إن تناول التهديدات الناشئة من الأطراف الفاعلة من غير الدول، يبقى «نقطة مهمة؛ لأن ما نشاهده على السطح هو التهديدات المسلحة والإرهابية والعنف، من دون أن نشاهد المشهد الخلفي لهذه الصورة، بخصوص من يعبئ ومن يخطط ومن يرسم لكل هذه التهديدات التي تصب في النهاية في تغيير وإعادة هيكلة النظام الدولي الجديد بعد سقوط القطب الأكبر، وهو الاتحاد السوفياتي في تسعينات القرن الماضي».
وبخصوص وجهة نظرها في المقاربة الأمنية المعتمدة في العالم العربي، قالت رجب إن «دولنا العربية تتجه عادة نحو الحلول الأمنية، وليس هناك بعد فكري خلف هذا العمل الأمني»، مشددة على الحاجة «لدراسة هذا البعد الفكري، مع حاجة لاستئصال التهديدات من جذورها، على الأقل»، مشيرة إلى أن «تكوين الإرهاب عادة ما يبدأ فكريًا»، مشددة على «الحاجة إلى منظور في هذا الاتجاه بخصوص الأطراف التي تخلق هذا الفكر».
وعن الانتظارات من تنظيم دورة ثامنة من «منتدى مراكش للأمن»، وما يميز دورة هذه السنة عن الدورات السابقة، وطبيعة التراكم المسجل على صعيد المنتدى، قال بنحمو، إن «الموضوعات أصبحت أكثر تدقيقًا وتخصصًا، وبالتالي نحن نسير في مستوى الإجابة على بعض القضايا والنقاط التي تثار في جانبها التقني. ثم إن العملية برمتها تدور ليس فقط لرصد الحالات، ولكن لاستشراف تطورها وكيفية مواجهتها».



الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
TT

الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)

تبنت الجماعة الحوثية المدعومة من إيران هجمات جديدة بالطائرات المسيّرة ضد أهداف إسرائيلية، الجمعة، إلى جانب تبنّى هجمات بالاشتراك مع فصائل عراقية موالية لطهران، دون أن يعلق الجيش الإسرائيلي على الفور بخصوص آثار هذه العمليات.

وتشن الجماعة المدعومة من إيران منذ أكثر من عام هجمات ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن، فضلاً عن إطلاق الصواريخ والمسيّرات باتجاه إسرائيل تحت مزاعم نصرة الفلسطينيين في غزة.

صاروخ أطلقه الحوثيون باتجاه إسرائيل من نوع «فلسطين 2» (إعلام حوثي)

وخلال حشد حوثي في ميدان السبعين بصنعاء، الجمعة، ادعى المتحدث العسكري باسم الجماعة يحيى سريع أن قوات جماعته نفذت عمليتين عسكريتين استهدفت الأولى هدفاً عسكرياً في عسقلان، فيما استهدفت الثانية هدفاً في تل أبيب.

وزعم المتحدث الحوثي أن العمليتين تم تنفيذهما بطائرتين مسيّرتين تمكنتا من تجاوز المنظومات الاعتراضية والوصول إلى هدفيهما.

إلى ذلك، قال سريع إن قوات جماعته نفذت بالاشتراك مع ما وصفها بـ«المقاومة الإسلامية في العراق» عمليةً عسكريةً ضد أهداف حيوية جنوب إسرائيل، وذلك بعدد من الطائرات المسيّرة، زاعماً أن العملية حققت أهدافها بنجاح.

وتوعد المتحدث الحوثي بالاستمرار في تنفيذ الهجمات ضد إسرائيل حتى توقف الحرب على غزة ورفع الحصار عنها.

19 صاروخاً ومسيّرة

في أحدث خطبة لزعيم الجماعة عبد الملك الحوثي، الخميس، قال إن جماعته أطلقت باتجاه إسرائيل خلال أسبوع 19 صاروخاً باليستياً ومجنحاً وطائرة مسيّرة، زاعماً أنها استهدفت تل أبيب وأسدود وعسقلان.

كما ادعى الحوثي استهداف خمس سفن أميركية في خليج عدن، منها: بارجتان حربيتان، وهدد بالاستمرار في الهجمات، وقال إن جماعته نجحت في تدريب وتعبئة أكثر من 600 ألف شخص للقتال خلال أكثر من عام.

من آثار مسيّرة حوثية انفجرت في مبنى سكني في جنوب تل أبيب الاثنين الماضي (أ.ف.ب)

وتبنّى الحوثيون على امتداد أكثر من عام إطلاق مئات الصواريخ والطائرات المسيّرة باتجاه إسرائيل، لكن لم يكن لها أي تأثير هجومي، باستثناء مسيّرة قتلت شخصاً بعد انفجارها بشقة في تل أبيب يوم 19 يوليو (تموز) الماضي.

واستدعت هذه الهجمات من إسرائيل الرد في 20 يوليو الماضي، مستهدفة مستودعات للوقود في ميناء الحديدة، وهو ما أدى إلى مقتل 6 أشخاص، وإصابة نحو 80 آخرين.

وتكرّرت الضربات الإسرائيلية في 29 سبتمبر (أيلول) الماضي، ضد مستودعات للوقود في كل من الحديدة ورأس عيسى. كما استهدفت محطتي توليد كهرباء في الحديدة، بالإضافة إلى مطار المدينة الخارج عن الخدمة منذ سنوات. وأسفرت هذه الغارات عن مقتل 4 أشخاص، وإصابة نحو 30 شخصاً، وفق ما أقر به الحوثيون.

أحدث الهجمات

أعلن الجيش الإسرائيلي، الاثنين الماضي، أن طائرة مسيّرة، يعتقد أنها انطلقت من اليمن، أصابت مبنى في جنوب تل أبيب، وفق ما نقلته وسائل إعلام غربية.

وقالت القناة «13» الإسرائيلية: «ضربت طائرة مسيّرة الطابق الـ15 من مبنى سكني في يفنه، ولحق دمار كبير بشقتين»، مشيرة إلى وصول قوات كبيرة إلى المكان.

وأفاد الجيش الإسرائيلي بورود «تقارير عن سقوط هدف جوي مشبوه في منطقة مدينة يفنه. ولم يتم تفعيل أي تحذير». وقالت نجمة داود الحمراء إنه لم تقع إصابات.

وأشارت قوات الإطفاء والإنقاذ، التي وصلت إلى مكان الحادث، إلى وقوع أضرار جسيمة في شقتين. كما نقل موقع «0404» الإسرائيلي اليوم عن متحدث باسم الجيش الإسرائيلي قوله: «يبدو أن الطائرة المسيّرة التي أصابت مبنى في يفنه قد انطلقت من اليمن»، مشيراً إلى أنه يجري التحقيق في الحادث.

مدمرة أميركية في البحر الأحمر تطلق صاروخاً ضد أهداف حوثية (رويترز)

وعلى صعيد الهجمات البحرية، كانت القيادة المركزية الأميركية أعلنت في بيان، الثلاثاء، الماضي، أنّ سفينتين عسكريّتين أميركيّتين صدّتا هجوماً شنّه الحوثيون بواسطة طائرات من دون طيّار وصاروخ كروز، وذلك في أثناء حراستهما ثلاث سفن تجارية في خليج عدن.

وقال البيان إن «المدمّرتين أحبطتا هجمات شُنّت بطائرات من دون طيار وبصاروخ كروز مضاد للسفن، لتضمنا بذلك سلامتهما وأفرادهما، وكذلك سلامة السفن المدنية وأطقمها».

وأوضح البيان أنّ «المدمرتين كانتا ترافقان ثلاث سفن تجارية تابعة للولايات المتحدة»، مشيراً إلى عدم وقوع إصابات أو إلحاق أضرار بأيّ سفن.

يشار إلى أن الهجمات الحوثية في البحر الأحمر أدت منذ 19 نوفمبر (تشرين الثاني) 2023 إلى غرق سفينتين وقرصنة ثالثة، كما أدت إلى مقتل 3 بحارة وإصابة آخرين في هجوم ضد سفينة ليبيرية.

وفي حين تبنى زعيم الحوثيين مهاجمة أكثر من 211 سفينة منذ بدء التصعيد، كانت الولايات المتحدة ومعها بريطانيا في أربع مرات على الأقل، نفذت منذ 12 يناير (كانون الثاني) الماضي أكثر من 800 غارة على أهداف للجماعة أملاً في الحد من قدرتها على تنفيذ الهجمات البحرية.