بمبادرة من المركز المغربي للدراسات الاستراتيجية، وشراكة مع الفيدرالية الأفريقية للدراسات الاستراتيجية، انطلقت أمس بمدينة مراكش المغربية فعاليات الدورة الثامنة لـ«منتدى مراكش للأمن» (أفريقيا أمن 2017)، بحضور رفيع المستوى، يضم مسؤولين مدنيين وعسكريين ورؤساء منظمات دولية وأمنية وخبراء أفارقة وأميركيين وأوروبيين وآسيويين، بهدف التحليل والمناقشة وتبادل التجارب.
ويتوزع برنامج هذا المؤتمر الدولي، الذي يناقش على مدى يومين تحت رعاية العاهل المغربي الملك محمد السادس، موضوع «الرهانات الاستراتيجية والمعاقل الجديدة للإرهاب»، في عشر جلسات، عناوينها: «التهديدات الناشئة والفاعلين الجدد غير الحكوميين»، و«تقييم واحتمالات التهديدات الأمنية بأفريقيا»، و«المقاتلون المتطوعون الأجانب: طيف العدو الكوني»، و«الإرهاب الداخلي: تحد جديد أمام مصالح الاستعلامات»، و«خفوت (داعش) وتحديات تدبير عودة المقاتلين الإرهابيين الأجانب»، و«المغرب: العقيدة الجديدة لمكافحة الإرهاب، الوقاية وإعادة تنظيم الأجهزة الأمنية»، و«عصر الإرهاب الشامل والكلفة المنخفضة»، و«التغيرات المناخية ومخاطر النزاعات في أفريقيا»، و«تحديات ضبط الفضاءات الحدودية في أفريقيا»، و«المناطق والبنيات الجديدة للنزاعات في أفريقيا»، على أن تخصص الجلسة الختامية لقراءة تقارير الجلسات.
ويعد «منتدى مراكش للأمن»، حسب منظميه، الأكبر من نوعه في أفريقيا. وقد اختار منذ إطلاقه أن يشكل فضاء للنقاش والتحليل وتبادل التجارب والخبرات حول الأمن في القارة السمراء.
وقال محمد بنحمو، رئيس المركز المغربي للدراسات الاستراتيجية، إن لموضوع دورة هذه السنة من المنتدى «راهنية كبيرة»، مشيرًا إلى أن المؤتمر يستقبل نحو مائتي مشارك من 56 دولة ومنظمة دولية وإقليمية، بينهم عسكريون وخبراء وأمنيون، لتدارس عدد من الجوانب المرتبطة بالأمن والاستقرار بالقارة الأفريقية، بهدف «تقوية المدارك وتبادل الخبرات حول الرهانات التي تواجهها القارة ومعها العالم، وإمكانات وسبل إقامة استراتيجيات إقليمية ودولية لتمكين أفريقيا من الاستقرار».
وزاد بنحمو قائلا: «إن ما يمكن الوقوف عليه، من خلال أشغال هذا المنتدى، هو أن هناك تداخلا لكثير من القضايا، سواء المرتبطة بالفاعلين غير الحكوميين، أو العنيفين من جماعات إرهابية أو جماعات إجرامية أو جماعات متمردة أو انفصالية»، مشيرًا إلى أن كل ذلك يشكل «محطة أساسية سنوية بالنسبة للمؤتمر، لها أهميتها؛ لأن من شأن الخبرات التي تتبادل فيها، وكذا الأوجه التي يتم بها تناول مختلف القضايا أن تمكن من فهم أعمق وإدراك أكبر لهذه التهديدات الناشئة التي تواجه أفريقيا، ومعها العالم».
من جهتها، قالت سميرة رجب، المبعوثة الخاصة للديوان الملكي في البحرين ووزيرة الإعلام السابقة، إن تناول التهديدات الناشئة من الأطراف الفاعلة من غير الدول، يبقى «نقطة مهمة؛ لأن ما نشاهده على السطح هو التهديدات المسلحة والإرهابية والعنف، من دون أن نشاهد المشهد الخلفي لهذه الصورة، بخصوص من يعبئ ومن يخطط ومن يرسم لكل هذه التهديدات التي تصب في النهاية في تغيير وإعادة هيكلة النظام الدولي الجديد بعد سقوط القطب الأكبر، وهو الاتحاد السوفياتي في تسعينات القرن الماضي».
وبخصوص وجهة نظرها في المقاربة الأمنية المعتمدة في العالم العربي، قالت رجب إن «دولنا العربية تتجه عادة نحو الحلول الأمنية، وليس هناك بعد فكري خلف هذا العمل الأمني»، مشددة على الحاجة «لدراسة هذا البعد الفكري، مع حاجة لاستئصال التهديدات من جذورها، على الأقل»، مشيرة إلى أن «تكوين الإرهاب عادة ما يبدأ فكريًا»، مشددة على «الحاجة إلى منظور في هذا الاتجاه بخصوص الأطراف التي تخلق هذا الفكر».
وعن الانتظارات من تنظيم دورة ثامنة من «منتدى مراكش للأمن»، وما يميز دورة هذه السنة عن الدورات السابقة، وطبيعة التراكم المسجل على صعيد المنتدى، قال بنحمو، إن «الموضوعات أصبحت أكثر تدقيقًا وتخصصًا، وبالتالي نحن نسير في مستوى الإجابة على بعض القضايا والنقاط التي تثار في جانبها التقني. ثم إن العملية برمتها تدور ليس فقط لرصد الحالات، ولكن لاستشراف تطورها وكيفية مواجهتها».
«منتدى مراكش للأمن» ينطلق بمشاركة ممثلي 56 دولة ومنظمة
الدورة الثامنة تناقش الرهانات الاستراتيجية والمعاقل الجديدة للإرهاب
«منتدى مراكش للأمن» ينطلق بمشاركة ممثلي 56 دولة ومنظمة
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة