خرجت أولى الحافلات التي تقل مقاتلين معارضين من منطقة وادي بردى بريف دمشق، أمس، باتجاه منطقة إدلب في الشمال السوري، تنفيذًا لاتفاق توصل إليه النظام السوري ومعارضوه في المنطقة، يوم السبت، قضى بإخلاء المنطقة من المسلحين المعارضين، في حين قصفت قوات النظام مناطق في بلدة بقين ومدينة مضايا المحاذية لها، القريبة من وادي بردى.
وأكدت مصادر مدنية معارضة في القلمون، لـ«الشرق الأوسط»، أن 4 حافلات على الأقل خرجت من المنطقة باتجاه الشمال السوري، مشيرة إلى أن المسلحين والمدنيين الذين اتخذوا القرار بإخلاء المنطقة «سيخرجون على دفعات، ومن المتوقع أن يستمر الإجلاء يومين».
وأكد النظام السوري بدء عملية الإجلاء، فيما أكد «المرصد السوري لحقوق الإنسان» أن الحافلات المتجمعة عند أطراف منطقة وادي بردى بدأت بالانطلاق نحو الشمال السوري، وهي تحمل على متنها المئات من المقاتلين وعوائلهم والمدنيين الراغبين في الخروج من وادي بردى، ممن رفضوا الاتفاق.
وأفادت «الهيئة الإعلامية في وادي بردى» بأن العدد الإجمالي للحافلات يبلغ نحو 56 حافلة، مشيرة إلى أن العدد التقريبي لمن سيخرج هو 2100 شخص، بينهم 70 جريحًا يعانون من إصابات حرجة، وأشارت إلى أن الاتفاق يقضي بخروج المقاتلين مع أسلحتهم الخفيفة فقط، لافتة إلى أن العدد المتوقع للذين ينوى إجلاؤهم، أمس (الأحد)، يقارب الـ1500 شخص ضمن دفعة أولى، وسيكون الخروج بمرافقة الهلال الأحمر السوري.
واستهلت عملية الإخلاء بخروج الباصات وسيارات الإسعاف من حاجز «رأس العامود» لنقطة التجمع الرئيسية التي ينطلقون منها عند اكتمال القافلة. ويقضي الاتفاق بأن خروج المقاتلين وعوائلهم ومن يرغب بالخروج من المدنيين الذين رفضوا المصالحة مع النظام والجرحى سيكون إلى إدلب.
وبدأ النظام السوري، الشهر الماضي، هجومًا على المنطقة يهدف للسيطرة على نبع رئيسي ومحطة لضخ المياه تزود معظم العاصمة بالماء. وتسبب القتال والأضرار التي لحقت بالموقع في نقص حاد في المياه في دمشق هذا الشهر.
وكان «المرصد السوري لحقوق الإنسان» قد قال إن قوات النظام واصلت عملية تمشيط منطقة نبع المياه في عين الفيجة بوادي بردى، بالريف الشمالي الغربي لدمشق، بعد دخول العشرات من عناصر من قوات النظام إلى المنطقة.
وبث التلفزيون الحكومي لقطات لجنود سوريين نظاميين يقفون في محطة ضخ المياه في قرية عين الفيجة، وسارع النظام لإصلاح نبع المياه في عين الفيجة، بهدف وضع حل لأزمة انقطاع المياه في دمشق. وأكد محافظ ريف دمشق علاء إبراهيم أن ورشات الإصلاح بدأت عمليات صيانة وإصلاح الأضرار الكبيرة التي لحقت بمنشأة نبع الفيجة في وادي بردى بريف دمشق جراء اعتداءات الإرهابيين. وقال المحافظ، في تصريح صحافي من منطقة عين الفيجة نقلته وكالة «سانا» الرسمية السورية للأنباء، إن الأضرار التي لحقت بمنشأة نبع الفيجة «كبيرة وتتطلب بعض الوقت للانتهاء من عمليات الإصلاح والصيانة، وإعادة ضخ المياه بشكل كامل إلى مدينة دمشق».
في غضون ذلك، قال الجيش النظامي السوري، في بيان أمس، إن قوات النظام استردت كل البلدات والقرى في وادي بردى قرب دمشق. وقال البيان الذي قرأه متحدث عسكري في التلفزيون السوري إن «وحدات من الجيش العربي السوري، بالتعاون مع مجموعات الدفاع الشعبية والقوات الرديفة، أنجزت مهامها في إعادة الأمن والاستقرار إلى بلدات وقرى وادي بردى».
وتمثل السيطرة على وادي بردى سقوطًا لمنطقة أخرى كان يسيطر عليها مقاتلو المعارضة في غرب سوريا، وتأتي بعد أسابيع من طرد مقاتلي المعارضة من مناطق خضعت لسيطرتهم في حلب التي كانت آخر معقل حضري كبير لهم.
وشهدت اتفاقات سابقة مشابهة في غرب سوريا إخلاء مقاتلي المعارضة لمناطق سيطروا عليها لسنوات، ومغادرتهم مع عائلاتهم إلى إدلب. وتقول المعارضة إن الأمر يصل إلى حد التهجير القسري للسكان.
من جهة أخرى، قصفت قوات النظام مناطق في بلدة بقين ومدينة مضايا المحاذية لها، بالتزامن مع فتح قوات النظام لنيران رشاشاتها على مناطق في البلدتين، مما أسفر عن سقوط عدد من الجرحى، حسبما أفاد «المرصد السوري لحقوق الإنسان»، مشيرًا إلى اندلاع اشتباكات بشكل متقطع بين قوات النظام والمسلحين الموالين لها من جهة، والفصائل الإسلامية من جهة أخرى في أطراف بلدة النشابية ومحيطها بمنطقة المرج في غوطة دمشق الشرقية.
ترحيل الدفعة الأولى من المسلحين من وادي بردى باتجاه إدلب
النظام يقصف بقين ومضايا المحاذيتين للمنطقة
ترحيل الدفعة الأولى من المسلحين من وادي بردى باتجاه إدلب
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة