وزير الخارجية القطري: تجاوزنا «الاختلافات» الخليجية.. وحريصون على استقرار مصر

الشيخ صباح الخالد الصباح أكد وجود رغبة صادقة لدى قادة دول مجلس التعاون لمواصلة المسيرة المشتركة

النائب الأول لرئيس مجلس الوزراء الكويتي الشيخ صباح خالد الحمد الصباح (يمين) ووزير الخارجية القطري خالد العطية لدى لقائهما في اجتماع اللجنة المشتركة بالكويت أمس (أ.ف.ب)
النائب الأول لرئيس مجلس الوزراء الكويتي الشيخ صباح خالد الحمد الصباح (يمين) ووزير الخارجية القطري خالد العطية لدى لقائهما في اجتماع اللجنة المشتركة بالكويت أمس (أ.ف.ب)
TT

وزير الخارجية القطري: تجاوزنا «الاختلافات» الخليجية.. وحريصون على استقرار مصر

النائب الأول لرئيس مجلس الوزراء الكويتي الشيخ صباح خالد الحمد الصباح (يمين) ووزير الخارجية القطري خالد العطية لدى لقائهما في اجتماع اللجنة المشتركة بالكويت أمس (أ.ف.ب)
النائب الأول لرئيس مجلس الوزراء الكويتي الشيخ صباح خالد الحمد الصباح (يمين) ووزير الخارجية القطري خالد العطية لدى لقائهما في اجتماع اللجنة المشتركة بالكويت أمس (أ.ف.ب)

أكد وزير الخارجية القطري خالد بن محمد العطية، تجاوز دول الخليج الاختلافات بينها، مبينا أن عودة السفراء إلى الدوحة أمر راجع إلى دولهم.
واستقبل أمير الكويت الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح بقصر بيان أمس وزير الخارجية القطري، بمناسبة زيارته الرسمية للكويت للمشاركة في اجتماعات الدورة الثالثة للجنة العليا المشتركة التي اختتمت أعمالها أمس، بحضور النائب الأول لرئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية الكويتي الشيخ صباح الخالد الحمد الصباح.
وذكر الوزير العطية في مؤتمر صحافي مشترك أمس مع نظيره الكويتي الشيخ صباح الخالد أن «الاختلاف في وجهات النظر بين قطر والسعودية والإمارات والبحرين انتهى فعلا»، مضيفا أن «آلية اتفاق الرياض التي جرى التوصل إليها في 17 أبريل (نيسان) الجاري كانت واضحة».
وأشاد العطية برعاية أمير الكويت للقاء الرياض مضيفا أن «الشيخ صباح كان راعيا في تقريب وجهات النظر، وأن الأشقاء في دول مجلس التعاون الخليجي وصلوا إلى تفاهمات وهذه التفاهمات لا تعني تنازلات مع أي طرف».
وقال العطية «وصلنا إلى التقارب في وجهات النظر مما أنهى الاختلافات في وجهات النظر وهي اختلافات وليست خلافات وانتهينا في بيان الرياض والاختلافات واردة ولا تؤدي إلى قطيعة لا قدر الله».
وعن رؤية قطر للأوضاع في مصر قال الوزير العطية «إن أمير قطر بين في قمة جامعة الدول العربية الأخيرة في الكويت (الشهر الماضي) مدى حرصنا على استقرار الشقيقة مصر وازدهارها، ولا أستطيع أن أقيم الوضع لكن كل ما أتمناه أن تنهض مصر على كل المستويات لما لها من أهمية قصوى لنا جميعا في الوطن العربي».
وردا على سؤال حول مستقبل العلاقات المصرية القطرية في حال فوز المرشح للرئاسة المصرية عبد الفتاح السيسي أوضح العطية أن «قطر ما زالت وستبقى داعما لخيارات الشعب المصري» مؤكدا أن قطر لن تخرج عن هذا النهج.
وعن مدى تأييد قطر لفكرة الاتحاد بين دول مجلس التعاون الخليجي، قال العطية بأن مسألة الاتحاد طرحت في السابق من الأشقاء في السعودية.. وأن قطر كانت من أولى الدول التي دعمت هذا التوجه». وأضاف: «إن كل أمر يقربنا مع أشقائنا في دول مجلس التعاون الخليجي وينقلنا من مرحلة التعاون إلى مرحلة تعزز الروابط والعمل المشترك ستكون قطر داعما له».
من جهته أكد الشيخ صباح خالد الحمد الصباح وجود رغبة صادقة لدى قادة دول مجلس التعاون الخليجي لمواصلة «مسيرة الخير» في دول المجلس كونها أحد أهم الروافد في العمل العربي المشترك مشيرا إلى أن هذه المسيرة «تستوعب كل ما يمر من خلالها من عوائق وهذا ما جرى مؤخرا».
وردا على سؤال حول إمكانية التوجه إلى مصالحات عربية أخرى بعد المصالحة الخليجية قال الشيخ صباح الخالد بأن القمة العربية الأخيرة في الكويت في مارس (آذار) الماضي شهدت رغبة صادقة وأكيدة من قبل القادة العرب في المصارحة والمكاشفة وإيجاد حل لجميع القضايا العالقة لافتا إلى أهمية استثمار هذه البيئة الملائمة وترجمتها «والتي سنرى نتائجها في المستقبل القريب».
وعن اجتماع الدورة الثالثة للجنة العليا المشتركة للتعاون بين الكويت وقطر أوضح الشيخ صباح الخالد أن اللجنة اعتمدت عددا من البرامج والمشاريع التي رفعت من فرق العمل وشملت مجالات التعاون السياسية والاقتصادية والإعلامية والثقافية والتعليمية وانعكست مضامينها في المحضر الختامي الذي اعتمد ووقع عليه.
وأشار إلى أن الجانبين وقعا على عدد من البرامج ومذكرات التفاهم وهي البرنامج التنفيذي الثاني للتعاون الإعلامي بين الدولتين للأعوام من 2014 إلى 2016 وكذلك مذكرة تفاهم للتعاون المشترك في مجال تدريب الدبلوماسيين بين معهد سعود الناصر الصباح الدبلوماسي والمعهد الدبلوماسي في قطر.
وذكر أن الجانبين وقعا أيضا اتفاقية بشأن تقديم تسهيلات لإقامة البعثات الدبلوماسية ومذكرة تفاهم بين غرفتي تجارة وصناعة البلدين الشقيقين.
وردا على سؤال حول تقييم الكويت للوضع في سوريا أكد الشيخ صباح الخالد أن «المأساة السورية» مبعث قلق للجميع مشيرا إلى أن المجتمع الدولي والجامعة العربية يؤكدان أن المسار السليم لتجاوز هذه المأساة يتمثل في الحل السياسي والذي نتج عن مؤتمر (جنيف1) بتشكيل حكومة انتقالية كاملة الصلاحية ممثلة من الشعب السوري لرسم مستقبله.
وأوضح أن هذا الحل السياسي يجنب سوريا المزيد من المآسي ونزيف الدماء «ونحن نحرص على الالتزام بما اتفق عليه في الجامعة العربية والأمم المتحدة واجتماعات (جنيف1) و(جنيف2)».



من الرياض... مبادرة من 15 دولة لتعزيز «نزاهة المحتوى عبر الإنترنت»

«منتدى حوكمة الإنترنت» التابع للأمم المتحدة تستضيفه السعودية بدءاً من اليوم الأحد وحتى 19 من الشهر الجاري (الشرق الأوسط)
«منتدى حوكمة الإنترنت» التابع للأمم المتحدة تستضيفه السعودية بدءاً من اليوم الأحد وحتى 19 من الشهر الجاري (الشرق الأوسط)
TT

من الرياض... مبادرة من 15 دولة لتعزيز «نزاهة المحتوى عبر الإنترنت»

«منتدى حوكمة الإنترنت» التابع للأمم المتحدة تستضيفه السعودية بدءاً من اليوم الأحد وحتى 19 من الشهر الجاري (الشرق الأوسط)
«منتدى حوكمة الإنترنت» التابع للأمم المتحدة تستضيفه السعودية بدءاً من اليوم الأحد وحتى 19 من الشهر الجاري (الشرق الأوسط)

صادقت 15 دولة من الدول الأعضاء في منظمة التعاون الرقمي، على إطلاق مبادرة استراتيجية متعددة الأطراف لتعزيز «نزاهة المحتوى عبر الإنترنت» خلال «منتدى حوكمة الإنترنت» التابع للأمم المتحدة، الذي تستضيفه السعودية بدءاً من اليوم الأحد، وحتى 19 ديسمبر (كانون الأول) الجاري، بمركز الملك عبد العزيز الدولي للمؤتمرات بالرياض، وبتنظيم من وزارة الاتصالات وتقنية المعلومات السعودية، وهيئة الحكومة الرقمية.

وعلى هامش المنتدى، أعلنت «منظمة التعاون الرقمي» التي تتخذ من العاصمة السعودية الرياض مقرّاً لها، إطلاق المبادرة، بمصادقة عدد من الدول على بيان مشترك بهذا الإعلان وهي: السعودية، والبحرين، وبنغلاديش، وقبرص، وجيبوتي، وغامبيا، وغانا، والأردن، والكويت، والمغرب، ونيجيريا، وعُمان، وباكستان، وقطر، ورواندا.

وأكدت الأمانة العامة لمنظمة التعاون الرقمي، لـ«الشرق الأوسط» أن هذه المبادرة التي تقودها وترعاها الكويت، وتم تقديمها خلال الجمعية العامة الثالثة لمنظمة التعاون الرقمي، تهدف إلى تعزيز احترام التنوع الاجتماعي والثقافي، ومكافحة المعلومات المضللة عبر الإنترنت، من خلال جهود الوساطة والتنسيق بين الشركات والحكومات والجهات الأخرى ذات الصلة، مثل المنظمات الدولية والمجتمع المدني.

وتضمّن الإعلان، إنشاء «لجنة وزارية رفيعة المستوى» تتولّى الإشراف على تنفيذ مبادرة «نزاهة المحتوى عبر الإنترنت» التابعة للمنظمة، فيما جدّدت الدول المُصادقة على الإعلان، التزامها بالدعوة إلى «إنشاء اقتصاد رقمي شامل وشفاف وآمن يُمكن الأفراد من الازدهار».

وأكّد الإعلان على رؤية الدول إلى أن القطاع الخاص، وخصوصاً منصات التواصل الاجتماعي، «شريك في هذه الجهود لتعزيز التأثير الاجتماعي الإيجابي بدلاً من أن تكون وسيلة لنشر التأثيرات السلبية أو عدم الوعي الثقافي».

ودعا الإعلان، إلى بذل جهود جماعية من شأنها دعم القيم الوطنية، والتشريعات، وقواعد السلوك في منصات التواصل الاجتماعي، إلى جانب تأكيد «منظمة التعاون الرقمي» التزامها بتحسين الثقة في الفضاء السيبراني من خلال معالجة التحديات الأخلاقية والخصوصية المرتبطة بالتقنيات الناشئة.

وفي الإطار ذاته شدّد الإعلان على الأهمية البالغة للحوار النشط والتعاون بين منصات التواصل الاجتماعي والدول التي تعمل فيها، وعَدّ التعاون القائم على الثقة المتبادلة «مفتاحاً لضمان احترام المشهد الرقمي لحقوق وقيم جميع الأطراف ذات الصلة».

من جهتها، أشارت ديمة اليحيى، الأمين العام لـ«منظمة التعاون الرقمي»، خلال حديث لـ«الشرق الأوسط» إلى أن استطلاعات للرأي شملت 46 دولة، أظهرت أن أكثر من 59 في المائة قلقون من صعوبة التمييز بين المحتوى الحقيقي والمزيف عبر الإنترنت.

وأضافت أن ما يزيد على 75 في المائة من مستخدمي الإنترنت قد واجهوا أخباراً زائفة خلال الأشهر الستة الماضية، وتابعت: «تنتشر المعلومات المضللة على المنصات الاجتماعية بمعدل يصل إلى 10 أضعاف سرعة انتشار الحقائق»، الأمر الذي من شأنه، وفقاً لـ«اليحيى»، أن يسلّط الضوء على مفارقة مزعجة بأن «المنصات التي أحدثت ثورة في الاتصال والتقدم أصبحت أيضاً قنوات للانقسام، وتزعزع الثقة، وتزيد من حالة الاستقطاب في المجتمعات».

ونوّهت اليحيى إلى أن المعلومات المضلّلة «لم تعد قضية هامشية، بل جائحة رقمية مخيفة تتطلب تحركاً عاجلاً ومشتركاً»، وأضافت: «الدراسات بيّنت أن المعلومات المضللة قد تؤدي إلى إرباك الانتخابات في العديد من الدول خلال العامين المقبلين، مما يهدد الاستقرار العالمي». على حد وصفها.

وعلى جانب آخر، قالت: «بالنسبة للأجيال الشابة، فإن التأثير مقلق بشكل خاص، إذ يقضي المراهقون أكثر من 7 ساعات يومياً على الإنترنت، ويؤمن 70 في المائة منهم على الأقل بأربع نظريات مؤامرة عند تعرضهم لها». وخلال جائحة كورونا «كوفيد - 19»، أدت المعلومات المضللة حول القضايا الصحية إلى انخفاض بنسبة 30 في المائة في معدلات التطعيم في بعض المناطق، مما عرض ملايين الأرواح للخطر.

وأردفت: «أكّدت خلال كلمتي أمام منتدى حوكمة الإنترنت على أننا في منظمة التعاون الرقمي ملتزمون بهذه القضية، بصفتنا منظمة متعددة الأطراف، وكذلك معنيّون بهذه التحديات، ونستهدف تعزيز النمو الرقمي الشامل والمستدام».

جدير بالذكر أنه من المتوقع أن يشارك في فعاليات المنتدى أكثر من 10 آلاف مشارك من 170 دولة، بالإضافة إلى أكثر من ألف متحدث دولي، وينتظر أن يشهد المنتدى انعقاد نحو 300 جلسة وورشة عمل متخصصة، لمناقشة التوجهات والسياسات الدولية حول مستجدات حوكمة الإنترنت، وتبادل الخبرات والمعلومات وأفضل الممارسات، وتحديد التحديات الرقمية الناشئة، وتعزيز التعاون بين القطاعين العام والخاص ومنظمات المجتمع المدني والقطاع غير الربحي.