شحنة أسلحة كانت في طريقها للحوثيين تثير جدلاً في عدن

بينها صواريخ حرارية مضادة للدروع وقذائف «آر بي جي» و«هاون» وذخائر وألغام

شحنة أسلحة كانت في طريقها للحوثيين تثير جدلاً في عدن
TT

شحنة أسلحة كانت في طريقها للحوثيين تثير جدلاً في عدن

شحنة أسلحة كانت في طريقها للحوثيين تثير جدلاً في عدن

أثارت شحنة أسلحة، ضبطتها المقاومة الشعبية في مديرية حالمين (ردفان) بمحافظة لحج، حالة من الجدل في الأوساط اليمنية في عدن والجنوب عموما، بعد أن قال سائق الشاحنة التي كانت تحمل الأسلحة إن لديه ترخيصا رسميا بالمرور بها نحو المناطق الشمالية، حيث يعتقد أنها كانت في طريقها إلى الانقلابيين.
وضبطت نقطة حبيل الريدة في حالمين شاحنة في طريقها من عدن نحو صنعاء، وعقب تفتيشها اتضح أنها تحمل أسلحة متنوعة، بينها صواريخ حرارية، وقال قائد النقطة العسكرية، إبراهيم الحالمي إن حالة الارتباك التي بدت على سائق الشاحنة ومرافقه، استدعت التفتيش الدقيق للشحنة، التي كانت تحمل ترخيصا بنقل ألعاب نارية، مؤكدا: «كانت تحتوي على صواريخ حرارية مضادة للدروع، وقذائف (آر بي جي) متنوعة، وقذائف «هاون» عيار 82، وعيار 60، وذخائر أخرى متنوعة، وألغام مختلفة الأشكال»، مؤكدا أنه جرى نقل الشحنة «إلى مكان آمن، والتحفظ على السائق ومرافقه».
وعقب الجدل الذي أثاره ضبط شحنة الأسلحة وهي في طريقها إلى الانقلابيين، نفى مكتب وزير الداخلية، اللواء حسين محمد عرب، إصدار ترخيص بمرور الشحنة دون تفتيش، في حين شكل الوزير لجنة تضم سكرتيره ومدير أمن عدن وعددا من المسؤولين، للتحقيق في قضية شحنة الأسلحة، والتأكد من حقيقة حمل الشاحنة أسلحة، والجهة التي سهلت خروجها من عدن، والجهة التي أرسلتها.
ويحتل موضوع تهريب الأسلحة إلى الانقلابين عبر مناطق تسيطر عليها الشرعية، أهمية وألوية لدى الحكومة الشرعية، وقال مصدر مقرب من الحكومة لـ«الشرق الأوسط» إن ضمن ما جرى مناقشته، في الزيارة التي قام بها الرئيس عبد ربه منصور هادي ورئيس الوزراء أحمد عبيد بن دغر، الأسبوع الماضي إلى محافظة حضرموت، قضية مرور الأسلحة الإيرانية إلى الانقلابيين، والإجراءات الأمنية التي يفترض أن تتبع في محافظات إقليم حضرموت لمنع تهريب الأسلحة وغيرها من المواد المحظورة.
وحظرت قرارات مجلس الأمن الدولي توريد الأسلحة للانقلابيين، بكل الطرق الرسمية وغير الرسمية، غير أنه، ورغم ذلك، وبحسب ما كشفته قوات التحالف والقوات الأميركية المرابطة في المياه الدولية، أكثر من مرة، قد جرى ضبط عدد من شحنات الأسلحة الإيرانية وهي في طريقها إلى الانقلابيين.
وبحسب خبراء عسكريين، فإن حادثة ضبط شحنة الأسلحة في مديرية حالمين، تميط اللثام عن خط تهريب للأسلحة إلى الانقلابيين يمتد من عدن وحتى لحج والضالع والبيضاء وذمار ويصل إلى صنعاء، في وقت كانت الأنباء تشير إلى خط تهريب للأسلحة يبدأ من محافظة المهرة في أقصى جنوب شرقي البلاد، ويمر بحضرموت ومأرب وينتهي في صنعاء.
على الصعيد الميداني، قالت مصادر عسكرية إن 6 من المسلحين الانقلابيين، على الأقل، قتلوا وجرح آخرون في سلسلة غارات لقوات التحالف، أمس، على مواقع للانقلابيين في منطقة المخدرة بمحافظة مأرب. وأضاف مركز إعلام القوات المسلحة اليمنية أن الغارات أسفرت، أيضا، عن تدمير 3 أطقم ومدفعية. وكان المركز ذاته قال إن ما لا يقل عن 38 من عناصر الميليشيات الانقلابية، قتلوا وجرح العشرات وأسر 4 آخرون، في حصيلة للمواجهات في جبهتي صرواح والمخدرة في مأرب، خلال الساعات الـ72 الماضية، مؤكدا أن بين القتلى أحد القيادات الميدانية، وأن نحو 8 من قتلى الميليشيات ينتمون لحي واحد في صنعاء، هو حي الصافية في جنوب المدينة.
ويتزامن التصعيد في مأرب مع تصعيد مماثل في جبهة صعدة، حيث تمكنت قوات الجيش اليمني من السيطرة على أحد أهم المعسكرات في منطقة البقع، وتواصل التقدم والسيطرة على عدد من الجبال الاستراتيجية التي تمكنها من قطع خطوط الإمدادات عن الميليشيات الانقلابية.



ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
TT

ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)

احتفل سكان دمشق بسقوط نظام بشار الأسد بعد حرب وحشية استمرت 13 عاماً، لكن أصحاب أماكن السهر في المدينة اعتراهم القلق وهم يعيدون فتح أبواب حاناتهم وملاهيهم.

فقد قادت «هيئة تحرير الشام» فصائل المعارضة التي أطاحت بنظام الأسد، وكانت هناك خشية لدى بعض الناس من أن تمنع الهيئة شرب الكحول.

ظلت حانات دمشق ومحلات بيع الخمور فيها مغلقة لأربعة أيام بعد دخول مقاتلي «هيئة تحرير الشام» المدينة، دون فرضهم أي إجراءات صارمة، والآن أعيد فتح هذه الأماكن مؤقتاً.

ما يريده صافي، صاحب «بابا بار» في أزقة المدينة القديمة، من الجميع أن يهدأوا ويستمتعوا بموسم عيد الميلاد الذي يشهد إقبالاً عادة.

مخاوف بسبب وسائل التواصل

وفي حديث مع «وكالة الصحافة الفرنسية» في حانته، اشتكى صافي، الذي لم يذكر اسم عائلته حتى لا يكشف عن انتمائه الطائفي، من حالة الذعر التي أحدثتها وسائل التواصل الاجتماعي.

فبعدما انتشرت شائعات أن المسلحين المسيطرين على الحي يعتزمون شن حملة على الحانات، توجه إلى مركز الشرطة الذي بات في أيدي الفصائل في ساحة باب توما.

وقال صافي بينما كان يقف وخلفه زجاجات الخمور: «أخبرتهم أنني أملك حانة وأود أن أقيم حفلاً أقدم فيه مشروبات كحولية».

وأضاف أنهم أجابوه: «افتحوا المكان، لا مشكلة. لديكم الحق أن تعملوا وتعيشوا حياتكم الطبيعية كما كانت من قبل»، فيما كانت الموسيقى تصدح في المكان.

ولم تصدر الحكومة، التي تقودها «هيئة تحرير الشام» أي بيان رسمي بشأن الكحول، وقد أغلق العديد من الأشخاص حاناتهم ومطاعمهم بعد سقوط العاصمة.

لكن الحكومة الجديدة أكدت أيضاً أنها إدارة مؤقتة وستكون متسامحة مع كل الفئات الاجتماعية والدينية في سوريا.

وقال مصدر في «هيئة تحرير الشام»، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، طلب عدم كشف هويته، إن «الحديث عن منع الكحول غير صحيح». وبعد الإلحاح عليه بالسؤال شعر بالغضب، مشدداً على أن الحكومة لديها «قضايا أكبر للتعامل معها».

وأعيد فتح «بابا بار» وعدد قليل من الحانات القريبة، لكن العمل محدود ويأمل صافي من الحكومة أن تطمئنهم ببيان يكون أكثر وضوحاً وقوة إلى أنهم آمنون.

في ليلة إعادة الافتتاح، أقام حفلة حتى وقت متأخر حضرها نحو 20 شخصاً، ولكن في الليلة الثانية كانت الأمور أكثر هدوءاً.

وقال إن «الأشخاص الذين حضروا كانوا في حالة من الخوف، كانوا يسهرون لكنهم في الوقت نفسه لم يكونوا سعداء».

وأضاف: «ولكن إذا كانت هناك تطمينات (...) ستجد الجميع قد فتحوا ويقيمون حفلات والناس مسرورون، لأننا الآن في شهر عيد الميلاد، شهر الاحتفالات».

وفي سوريا أقلية مسيحية كبيرة تحتفل بعيد الميلاد، مع تعليق الزينات في دمشق.

في مطعم العلية القريب، كان أحد المغنين يقدم عرضاً بينما يستمتع الحاضرون بأطباق من المقبلات والعرق والبيرة.

لم تكن القاعة ممتلئة، لكن الدكتور محسن أحمد، صاحب الشخصية المرحة والأنيقة، كان مصمماً على قضاء وقت ممتع.

وقال لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «كنا نتوقع فوضى عارمة في الموقف»، فيما كانت الأضواء تنعكس على ديكورات المطعم، مضيفاً: «لكننا عدنا سريعاً إلى حياتنا، حياتنا الليلية، وحقوقنا».

حفلة مع مغنٍ

وقال مدير المطعم يزن شلش إن مقاتلي «هيئة تحرير الشام» حضروا في ليلة إعادة الافتتاح ولم يغلقوا المكان.

وأضاف: «بدأنا العمل أمس. كانت الأمور جيدة جداً. كانت هناك حفلة مع مغنٍ. بدأ الناس بالتوافد، وفي وسط الحفلة حضر عناصر من (هيئة تحرير الشام)»، وأشار إلى أنهم «دخلوا بكل أدب واحترام وتركوا أسلحتهم في الخارج».

وبدلاً من مداهمة المكان، كانت عناصر الهيئة حريصين على طمأنة الجميع أن العمل يمكن أن يستمر.

وتابع: «قالوا للناس: لم نأتِ إلى هنا لنخيف أو نرهب أحداً. جئنا إلى هنا للعيش معاً في سوريا بسلام وحرية كنا ننتظرهما منذ فترة طويلة».

وتابع شلش: «عاملونا بشكل حسن البارحة، نحن حالياً مرتاحون مبدئياً لكنني أخشى أن يكون هذا الأمر آنياً ولا يستمر».

ستمارس الحكومة الانتقالية الجديدة في سوريا بقيادة «هيئة تحرير الشام» عملها حتى الأول من مارس (آذار). بعد ذلك، لا يعرف أصحاب الحانات ماذا يتوقعون.