شكّك خبراء أميركيون في إعلان تنظيم داعش الإرهابي أن عبد الرزاق أرتان، الطالب الصومالي في جامعة أوهايو الذي حاول الاثنين الماضي قتل زملائه قبل أن يقتل برصاص الشرطة: «جندي» في صفوفه. في الوقت ذاته، يواصل مكتب التحقيقات الفيدرالي (إف.بي.أي) التحقيق في دوافع أرتان، لتحديد ما إذا كانت إرهابية.
بهذا الصدد، قالت ريتا كاتز، مديرة مركز «سايت» في واشنطن الذي يتابع أنشطة الإرهابيين على الإنترنت، أمس: «لا يعني إعلان (داعش) أن هذا الطالب كان، حقيقة، واحدا من (جنودها)، بل إنه يبدو من الإعلان نفسه أن الطالب لم ينسق مسبقا مع التنظيم». وأضافت: «يبدو أن كل ما فعل الذين كتبوا الإعلان هو أنهم بحثوا في الأخبار عن ما نشره الطالب على مواقع التواصل الاجتماعي، ثم تبنوه».
بدورها، قالت صحيفة «واشنطن بوست» إن ما فعل الصومالي أرتان جاء بعد إرشادات نشرتها «داعش» في الإنترنت عن استعمال «وسائل سهلة» للقتل، مثل سيارات وسكاكين، بدلا عن بنادق ومتفجرات.
وقال ويليام كلارك، أستاذ في جامعة أوهايو، حاول أرتان قتله بالسيارة وأصيب بجروح طفيفة: «يقدر أي شخص على ادعاء أن شخصا آخر فعل شيئا معينا باسمه. أريد، قبل أن أحكم على هذا الشاب، معرفة معلومات عن حالته الصحية، والعائلية، وأي عوامل أخرى».
وكان أرتان (18 عاما) قد هجم على زملائه، وجرح 11 منهم قبل أن تقتله الشرطة. ونقلت وكالة «أ. ب» أن أرتان لا يحمل الجنسية الأميركية، بل الإقامة الدائمة. وجاء إلى الولايات المتحدة لاجئا من الصومال، حيث ولد.
بدورها، قالت صحيفة « كولومبوس ديسباتش» إن أرتان استعمل سيارة لدهس الطلاب، ثم ترجل منها وواصل الاعتداء بسكين مطبخ، مسببا حالة من الهلع والفوضى أدت إلى إغلاق الجامعة لباقي يوم الاثنين.
وقالت قائدة شرطة كولومبوس، كيم جاكوبس، إنها وفريقها يحققون فيما «إذا كان الحادث عملا إرهابيا». وأضافت أنه «بسبب الطريقة التي نفذ بها الهجوم، نحقق في إمكانية أن يكون مخططا بشكل مسبق».
ونقل تلفزيون «إي بي سي» تغريدات كان كتبها أرتان في صفحته في موقع «فيسبوك»، قال فيها: «لم أعد احتمل أميركا! يا أميركا، توقفي عن التدخل في الدول الأخرى، خصوصا الدول الإسلامية. لسنا ضعفاء. لسنا ضعفاء، تذكري ذلك». وأضاف: «إذا أردتم أن يوقف المسلمون هجمات الذئاب المنفردة، اصنعوا السلام. لن نسمح لكم بإغماض جفن ما لم تعطوا المسلمين السلام».
وحسب تلفزيون «إي بي سي»، فقد أشار أرتان إلى أنور العولقي، القيادي في «القاعدة»، اليمني الأصل، والمولود في الولايات المتحدة، الذي قتل، قبل أربعة أعوام، في غارة شنتها طائرة أميركية من نوع «درون» (طائرة من دون طيار). وقال أرتان إن العولقي «بطل»، وأنه مات «شهيدا».
من جهتها، قالت وكالة الصحافة الفرنسية: إن المحققين عثروا على رأي كتبه أرتان قبل ثلاثة شهور في صحيفة «ذا لانترن» الطلابية في الجامعة. وتحدث عن نقص في قاعات الصلاة للمسلمين في حرم الجامعة. وكتب: «لا أرتاح للصلاة في حرم الجامعة... إذا نظر الناس إلى مسلم يصلي، لا أدري ماذا يجول في فكرهم، أو ماذا سيفعلون». وأضاف: «لا ألوم الناس على الآراء التي يحملونها حول المسلمين. الإعلام هو المسؤول عن هذه الصورة السلبية في أذهان الناس».
شكوك في تبني «داعش» اعتداء جامعة أوهايو
خبراء اعتبروا إعلان التنظيم دليلاً على غياب تنسيق مسبق.. والشرطة الأميركية تواصل تحقيقها
شكوك في تبني «داعش» اعتداء جامعة أوهايو
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة