على مدار أربعة أيام متتالية، تقدم فرقة أوبرا القاهرة تحت إشراف مديرها الفني الدكتورة إيمان مصطفى، رائعة الموسيقار الإيطالي العالمي جوزيبي فيردي، «أوبرا الحفل التنكري» (Un Ballo in Maschera). ويبدأ أول العروض في الثامنة مساء الثلاثاء 29 نوفمبر (تشرين الثاني) على المسرح الكبير بمشاركة أوركسترا أوبرا القاهرة بقيادة المايسترو ناير ناجي، ونجوم فرقة باليه أوبرا القاهرة تحت إشراف أرمينيا كامل، مع كورال أوبرا القاهرة قيادة وتدريب ألدو مانياتو، ومن إخراج حازم طايل.
تدور أحداث «الحفل التنكري» في بوسطن خلال نهايات القرن السابع عشر في إطار درامي شائق، حول «ريكاردو» حاكم المدينة والعاشق لـ«إميليا» زوجة صديقه «ريناتو» الذي يكتشف مؤامرة ضد الحاكم يعدها مجموعة من القادة العسكريين بمساعدة الساحرة «أولريكا»، الصادر حكم بنفيها، ولكن «ريناتو» يطلب من الحاكم «ريكاردو» العفو عنها لمعرفته بإمكانياتها الروحانية، ولذلك يقرر الحاكم زيارتها في ملابس تنكرية، ليتأكد من قدراتها، وبالفعل يذهب إلى كوخها لتقرأ له الطالع، فيكتشف مفاجأة غريبة وتتوالى الأحداث. وتضم الأوبرا ثلاثة فصول وتصاحبها ترجمة باللغتين العربية والإنجليزية.. وجمع فيردي في موسيقاها أساليب درامية متعددة امتزجت فيها التراجيديا والكوميديا بشكل متجانس ومتوازن، واعتمد في ذلك على التناقض اللحني، وتناول الشخصيات بفكر موسيقى يميل إلى الإيجاز والتركيز.
ويؤدي الأدوار الرئيسية نخبة من نجوم فرقة الأوبرا مع مجموعة من المغنين الأجانب، هم: السوبرانو إيمان مصطفى بالتبادل مع الرومانية ﻻكريميوارا كريستسو في دور «إميليا»، والتينور عمرو مدحت بالتبادل مع الإيطالي أنطونيو كوريانو في دور «ريكاردو»، والسوبرانو إنجي محسن بالتبادل مع رشا طلعت في دور «أوسكار»، والباريتون مصطفى محمد بالتبادل مع الروماني فلورين استيفان في دور «ريناتو»، والميتزوسوبرانو جولي فيظي بالتبادل مع جيهان فايد في دور «أولريكا»، والباريتون عبد الوهاب السيد بالتبادل مع عزت غانم في دور «توم»، والباص باريتون رضا الوكيل بالتبادل مع الروماني جيلو دوبريا في دور «صمويل»، والباريتون إلهامي أمين بالتبادل مع أسامة جمال في دور «سيلفانو»، والتينور تامر توفيق بالتبادل مع إبراهيم ناجي في دور القاضي، والتينور أسامة على في دور الخادم.
قدمت أوبرا «الحفل التنكري» أول مرة على مسرح «أبوللو» بروما عام 1859. ولهذه الأوبرا قصة طريفة، فقد كادت تتسبب هذه الأوبرا في ثورة شعبية عارمة في إيطاليا وهي تدل على مدى ارتباط الفن بالسياسة ومدى تأثيره. فعندما سافر فيردي من جنوة إلى نابولي عام 1858 لتنفيذ عقده مع أوبرا «سان كارلو» لتقديم أوبرا «الحفل التنكري»، واجه تعنتا من الرقيب في نابولي الذي طالبه بتعديل الأوبرا حتى لا تتحدث عن الاغتيال السياسي للملك جوستاف الثالث السويدي، وكان ذلك بالتزامن مع محاولة الثوري الإيطالي فيليس أورسيني اغتيال نابليون الثالث، إمبراطور الفرنسيين، مما جعل الرقيب يرفض التصريح لفيردي بعرض الأوبرا خوفا من نشوب مزيد من الاضطرابات في البلاد، ولكن فيردي رفض أن يقوم بأي تعديل للأوبرا حتى لا تتشوه قصة الأوبرا، فما كان من الرقيب إلا أن هدده بالاعتقال، بينما طالبته أوبرا «سان كارلو» بالتعويضات لامتناعه عن تقديم الأوبرا وفقا للعقد المبرم بينهما، فتقدم مدير الأوبرا بشكوى قضائية ضد فيردي، لكن القضاء نصف فيردي بعد أن ثار شعب نابولي مطالبا بعرض الأوبرا. ولكي يوقف فيردي الطوفان الثوري من أجل الأوبرا قدم بدلا عنها أوبرا «سيمون بوكانجيرا»، ولقيت نجاحا كبيرا، فيما عرضت «الحفل التنكري» في روما في العام التالي بعد أن عدلها لتدور أحداثها في مدينة بوسطن. وكانت تلك القصة سببا في الهتاف الشعبي الشهير «يعيش فيردي»، ومن بعدها تم توحيد إيطاليا على يد الملك فيكتور إيمانويل عام 1861.
«حفلة تنكرية».. رائعة فيردي في دار أوبرا القاهرة بالعربية والإنجليزية
قدمت أول مرة في روما عام 1859.. وينشدها نجوم مصريون وأجانب
«حفلة تنكرية».. رائعة فيردي في دار أوبرا القاهرة بالعربية والإنجليزية
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة