دراسة: عدد المتطرفين المتوجهين من ألمانيا للحاق بـ«داعش» تراجع إلى 5 شهريًا

برلين توافق على استمرار البعثة العسكرية في أفغانستان

الشرطة الألمانية تعرض مجموعة من الأسلحة التي صادرتها من خلية يمينية متطرفة إثر مداهمات في سولينغن الأسبوع الماضي (إ.ب.أ)
الشرطة الألمانية تعرض مجموعة من الأسلحة التي صادرتها من خلية يمينية متطرفة إثر مداهمات في سولينغن الأسبوع الماضي (إ.ب.أ)
TT

دراسة: عدد المتطرفين المتوجهين من ألمانيا للحاق بـ«داعش» تراجع إلى 5 شهريًا

الشرطة الألمانية تعرض مجموعة من الأسلحة التي صادرتها من خلية يمينية متطرفة إثر مداهمات في سولينغن الأسبوع الماضي (إ.ب.أ)
الشرطة الألمانية تعرض مجموعة من الأسلحة التي صادرتها من خلية يمينية متطرفة إثر مداهمات في سولينغن الأسبوع الماضي (إ.ب.أ)

تراجع عدد المتطرفين، الذين يسافرون من ألمانيا للانضمام إلى تنظيم داعش في مناطق الصراع في سوريا والعراق، وذلك وفقا لدراسة حديثة. وذكرت صحيفة «زود دويتشه تسايتونج» الألمانية الصادرة أمس، أن دراسة مشتركة لهيئة حماية الدستور (الاستخبارات الداخلية) والشرطة انتهت إلى أن أسفار داعمي «داعش» «توقفت تقريبا». ومن المنتظر أن يتم طرح هذه الدراسة نهاية الشهر الجاري خلال مؤتمر وزراء الداخلية في ولاية سارلاند. وذكرت الصحيفة أن هذه هي الدراسة الأكثر شمولا التي يتم إجراؤها حتى الآن عن المشهد المتطرف، وقد شارك في إعداد هذه الدراسة الحكومة الاتحادية وحكومات الولايات. وجاء في الدراسة أن الإعلان عن إقامة خلافة لـ«داعش» في يونيو (حزيران) 2014 «أثارت عاطفة وساهمت في تعبئة إسلاميين من كل أنحاء العالم على نحو لم يحدث من قبل».
وأوضحت الدراسة أن نحو مائة شخص كانوا يسافرون شهريا «في أوقات الذروة، من ألمانيا وحدها إلى مناطق الصراع، وقد تراجع هذا المعدل (بشكل حاد) في العام التالي، حتى إن معدل الأشخاص الذين سافروا من ألمانيا للحاق بـ(داعش) في سوريا والعراق وصل في الفترة بين يوليو (تموز) 2015 حتى يونيو 2016 في المتوسط إلى أقل من خمسة أشخاص شهريا».
في الوقت نفسه، أشارت الدراسة إلى أن «داعش» يطالب أنصاره «بعدم السفر إلى دولة الخلافة بل بتنفيذ هجمات في أوطانهم»، لكن الدراسة لم تستطع توضيح ما إذا كانت هناك علاقة بين هذا الأمر وتراجع عدد المسافرين. وتابعت الدراسة أن الوضع الأمني في ألمانيا ازداد حدة، وأضافت أن آيديولوجية «داعش» دائما ما تستقطب كثيرا من الأنصار، وهذا ما تثبته الهجمات التي وقعت في ألمانيا.
يذكر أن تنظيم داعش أعلن المسؤولية عن هجومين إرهابيين منفصلين نفذهما في ألمانيا في شهر يوليو الماضي شخصان، أحدهما هجوم طعن في قطار في فورتسبورج، والآخر هجوم إطلاق نار في مدينة آنسباخ.
من جهة أخرى، وافق مجلس الوزراء الألماني أمس، على تمديد المشاركة الألمانية في مهمة دعم القوات الأمنية المحلية بأفغانستان لمدة عام. ويتطلب تمديد المهمة موافقة البرلمان الألماني، وسيظل الحد الأقصى لعدد الجنود الألمان المشاركين في المهمة التدريبية «الدعم الحازم» كما هو عند 980 جنديا.
تجدر الإشارة إلى أن حلف شمال الأطلسي يقود مهمة «الدعم الحازم». ومن المقرر أن يدعم الجيش الألماني أيضا عملية إعادة الإعمار في أفغانستان.
ولا تزال الأوضاع في أفغانستان متوترة، حيث شنت حركة طالبان هجوما على القنصلية الألمانية في مدينة مزار الشريف شمال البلاد قبل نحو أسبوع، ما أسفر عن مقتل أربعة أشخاص وإصابة 128 آخرين. ولم يصب أي ألمان في هذا الهجوم. وعقب ذلك بأيام قليلة قتل جنديان وعاملان أميركيان في هجوم بمواد متفجرة على القاعدة العسكرية باغرام.
في غضون ذلك، قال رئيس المخابرات الداخلية الألمانية، هانز جورج ماسن، إن استعداد المتطرفين اليمينيين في ألمانيا لارتكاب أعمال عنف في ازدياد، وإنهم يسعون حاليا لإقامة شبكات مع جماعات تتبنى الفكر نفسه في أوروبا وفي بعض الأحيان بالولايات المتحدة.
وقال ماسن، في مقابلة مع «رويترز» أول من أمس: «هذه ليست ظاهرة ألمانية خالصة. التطرف اليميني يكون شبكات مترابطة على مستوى أوروبي وفي بعض الأحيان تكون له صلات في الولايات المتحدة». وأضاف أن الاتصالات الدولية المرصودة بين الجماعات اليمينية المتطرفة لا تزال هزيلة مقارنة بالشبكات العالمية للجماعات الإسلامية المتشددة، لكن السلطات الأوروبية تتعاون جيدا لمراقبة هذه التطورات عن قرب.
وأبلغت الوكالة في يونيو عن ارتفاع حاد في العنف المرتبط باليمين في العام الماضي الذي شهد استقبال ألمانيا نحو مليون مهاجر، مشيرة إلى أنها تتخذ خطوات للحيلولة دون ظهور جماعات «يمينية إرهابية» أكثر تنظيما. وقال ماسن: «شاهدنا في سلسلة من الحالات أن كثيرا من الناس في المشهد اليميني المتطرف مستعدون لفعل أي شيء وتحالفوا لتشكيل خلايا إرهابية يمينية». وتابع قوله إن السلطات لا يمكن أن تستبعد احتمال وجود جماعات أخرى مثل جماعة «أولدسكول سوسايتي» (جمعية المدرسة القديمة) التي اعتقل أفرادها في عام 2016 للاشتباه في انتمائهم إلى اليمين المتطرف. وقال المسؤول الألماني: «نحاول التحقيق بشأن هذه الخلايا، إن كانت موجودة، ومنع وقوع أي هجمات». وجاء في التقرير السنوي للوكالة أن عدد أعمال العنف المرتبطة باليمين قفز 42 في المائة إلى 1408 حالات في 2015، وأن عدد الهجمات بغرض الحرق ضد مراكز لاجئين ارتفع إلى 75 من خمسة فقط العام السابق.
وذكر التقرير أنه يوجد في ألمانيا ما يقدر بنحو 11 ألفا و800 متطرف يميني يميلون للعنف، وهو تقريبا نصف إجمالي عدد المنتمين لأقصى اليمين في البلاد.



روته: يجب على «الناتو» تبني «عقلية الحرب» في ضوء الغزو الروسي لأوكرانيا

TT

روته: يجب على «الناتو» تبني «عقلية الحرب» في ضوء الغزو الروسي لأوكرانيا

صورة التُقطت 4 ديسمبر 2024 في بروكسل ببلجيكا تظهر الأمين العام لحلف «الناتو» مارك روته خلال مؤتمر صحافي (د.ب.أ)
صورة التُقطت 4 ديسمبر 2024 في بروكسل ببلجيكا تظهر الأمين العام لحلف «الناتو» مارك روته خلال مؤتمر صحافي (د.ب.أ)

وجّه الأمين العام لحلف شمال الأطلسي (الناتو) مارك روته، الخميس، تحذيراً قوياً بشأن ضرورة «زيادة» الإنفاق الدفاعي، قائلاً إن الدول الأوروبية في حاجة إلى بذل مزيد من الجهود «لمنع الحرب الكبرى التالية» مع تنامي التهديد الروسي، وقال إن الحلف يحتاج إلى التحول إلى «عقلية الحرب» في مواجهة العدوان المتزايد من روسيا والتهديدات الجديدة من الصين.

وقال روته في كلمة ألقاها في بروكسل: «نحن لسنا مستعدين لما ينتظرنا خلال أربع أو خمس سنوات»، مضيفاً: «الخطر يتجه نحونا بسرعة كبيرة»، وفق «وكالة الصحافة الفرنسية».

وتحدّث روته في فعالية نظمها مركز بحثي في بروكسل تهدف إلى إطلاق نقاش حول الاستثمار العسكري.

جنود أميركيون من حلف «الناتو» في منطقة قريبة من أورزيسز في بولندا 13 أبريل 2017 (رويترز)

ويتعين على حلفاء «الناتو» استثمار ما لا يقل عن 2 في المائة من إجمالي ناتجهم المحلي في مجال الدفاع، لكن الأعضاء الأوروبيين وكندا لم يصلوا غالباً في الماضي إلى هذه النسبة.

وقد انتقدت الولايات المتحدة مراراً الحلفاء الذين لم يستثمروا بما يكفي، وهي قضية تم طرحها بشكل خاص خلال الإدارة الأولى للرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب.

وأضاف روته أن الاقتصاد الروسي في «حالة حرب»، مشيراً إلى أنه في عام 2025، سيبلغ إجمالي الإنفاق العسكري 7 - 8 في المائة من الناتج المحلي الإجمالي للبلاد - وهو أعلى مستوى له منذ الحرب الباردة.

وبينما أشار روته إلى أن الإنفاق الدفاعي ارتفع عما كان عليه قبل 10 سنوات، عندما تحرك «الناتو» لأول مرة لزيادة الاستثمار بعد ضم روسيا شبه جزيرة القرم من طرف واحد، غير أنه قال إن الحلفاء ما زالوا ينفقون أقل مما كانوا ينفقونه خلال الحرب الباردة، رغم أن المخاطر التي يواجهها حلف شمال الأطلسي هي «بالقدر نفسه من الضخامة إن لم تكن أكبر» (من مرحلة الحرب الباردة). واعتبر أن النسبة الحالية من الإنفاق الدفاعي من الناتج المحلي الإجمالي والتي تبلغ 2 في المائة ليست كافية على الإطلاق.

خلال تحليق لمقاتلات تابعة للـ«ناتو» فوق رومانيا 11 يونيو 2024 (رويترز)

وذكر روته أنه خلال الحرب الباردة مع الاتحاد السوفياتي، أنفق الأوروبيون أكثر من 3 في المائة من ناتجهم المحلي الإجمالي على الدفاع، غير أنه رفض اقتراح هذا الرقم هدفاً جديداً.

وسلَّط روته الضوء على الإنفاق الحكومي الأوروبي الحالي على معاشات التقاعد وأنظمة الرعاية الصحية وخدمات الرعاية الاجتماعية مصدراً محتملاً للتمويل.

واستطرد: «نحن في حاجة إلى جزء صغير من هذه الأموال لجعل دفاعاتنا أقوى بكثير، وللحفاظ على أسلوب حياتنا».