أنصار ترامب يهددون بأعمال شغب وعنف إذا خسر مرشحهم

4 من كل 10 مؤيدين له لن يعترفوا بالنتيجة إذا فازت كلينتون

أنصار ترامب يهددون بأعمال شغب وعنف إذا خسر مرشحهم
TT

أنصار ترامب يهددون بأعمال شغب وعنف إذا خسر مرشحهم

أنصار ترامب يهددون بأعمال شغب وعنف إذا خسر مرشحهم

هدد أنصار المرشح الجمهوري دونالد ترامب باندلاع ثورة في الشوارع وأعمال شغب وعنف إذا خسر مرشحهم السباق الرئاسي وأعلنت النتائج بفوز المرشحة الديمقراطية هيلاري كلينتون. وأشارت جريدة «نيويورك تايمز» إلى تكهنات بسلسة من التعبئة وردود فعل عنيفة وحالة مزاجية سوداوية من جانب أنصار ترامب إذا لم يصل مرشحهم إلى البيت الأبيض.
وقال اشيلي باركر ونيك كوراسنتي الصحافيان بالجريدة «في خضم الهتافات المؤيدة لترامب من مناصريه فإن هناك حالة من الاستعداد تترسخ لدى المناصرين في ظل تقارير تتنبأ بأن ترامب سيخسر الانتخابات، ويخشى البعض أن هؤلاء المناصرين الذين تملأهم الهموم والإحباطات قد يقدمون على أعمال عنف قد تجر البلاد لصراع عنيف».
ونقلت صحيفة «نيويورك تايمز» عن جاريد هالبروك (25 عاما) قوله إن خسارة دونالد ترامب في الانتخابات قد تؤدي إلى «حرب ثورية أخرى»، وقال هالبروك المناصر لترامب «سوف نقوم بمسيرة إلى مبنى الكابيتول وسنقوم بكل ما يجب القيام به لإخراج كلينتون خارج المكتب (البيت الأبيض) لأنها لا تنتمي إلى هناك». وأضاف: «حين يأتي وقت الحسم فإن كلينتون سوف تذهب.. وسوف نقوم بذلك».
ويقول بيل ستلينج (44 عاما) من مدينة جاكسونفيل بولاية فلوريدا: «اذهبوا إلى أي حي وشاهدوا اللافتات المؤيدة لترامب هناك في مقابل اللافتات المؤيدة لهيلاري كلينتون، وأضمن لكم أنكم ستجدون فارقا شاسعا والطريقة الوحيدة لتفوز كلينتون بالانتخابات هي تزوير هذه الانتخابات».
وعادة ما تشهد التجمعات الانتخابية لحملة دونالد ترامب تجمع حشود كبيرة من المناصرين والمؤيدين، وتشير الصحيفة إلى أن المؤيدين الذين يحضرون مسيرات ترامب في ولايات مثل كولورادو وفلوريدا ونورث كارولينا وأوهايو وبنسلفانيا يؤمنون أن صناديق الاقتراح لا تعكس آراء الأغلبية الصامتة.
وتشير صحيفة «نيويورك تايمز» أنها قامت بمقابلات مع أكثر من 50 مشجعا لترامب خلال الحملات الانتخابية في ست ولايات خلال الأسبوع الماضي ولاحظت تغييرا واضحا في الحالة المزاجية للمناصرين عما كانت عليه في وقت سابق خلال العام الحالي عندما حقق الملياردير الأميركي دونالد ترامب نجاحات مثيرة للدهشة في الانتخابات الأولية وأثار الحماس بفوزه بترشيح الحزب الجمهوري لخوص السباق الرئاسي.
وقال روجر بيلاث (75 عاما) وهو مدرس متقاعد للصحيفة «أنا لم أر البلد منقسما هكذا من قبل وأنا خائف أن الأمور تسير إلى فوضى»، فيما قال ريتشارد سابونجون، 48 عاما، من مدينة نابولي بولاية فلوريدا «أنا شخص مسالم لكني أعتقد أن أعدادا كبيرة من الناس ستكون غاضبة للغاية وقد تقدم على تغيير زمام الأمور بأيديها». وتأتي مخاوف وتقارير وسائل الإعلام الأميركية متزامنة مع تصريحات متكررة من المرشح الجمهوري دونالد ترامب بأن الانتخابات ستكون مزورة، وقال إنه لن يقبل بالنتائج إذا خسر، بما أثار المخاوف لدى قادة كلا الحزبين الديمقراطي والجمهوري بأن نقل السلطة لن يتم بشكل سلس.
ومنذ المناظرة الرئاسية الثالثة في 19 أكتوبر (تشرين الأول) أظهرت الكثير من استطلاعات الرأي تقدم المرشحة الديمقراطية هيلاري كلينتون مقابل منافسها الجمهوري دونالد ترامب في الكثير من الولايات وعلى المستوى الوطني، وعززت وسائل الإعلام بتقاريرها الصحافية والتلفزيونية اتجاه كلينتون إلى الفوز بالانتخابات الرئاسية، وتجاهلت إلى حد كبير أو قللت من ردود الفعل لدى أنصار المرشح الجمهوري ترامب.
وفي المقابل، روجت وسائل إعلام مؤيدة لترامب مثل مؤسسة بريتبارت (التي يديرها ستيف بانون الذي عمل لبعض الوقت مديرا تنفيذيا لحملة ترامب الانتخابية) أنه من ضرب المستحيلات أن يخسر المرشح الجمهوري دونالد ترامب، وأنه حتى مجرد التفكير في إمكانية أن يخسر دونالد ترامب السباق الانتخابي هو ضرب من الحماقة.
ويقول ريك هيل من مدينة فورت مايرز بولاية فلوريدا «إذا نظرت إلى وسائل الإعلام الاجتماعية ستجد ترامب متفوقا على كلينتون بنسبة 3 إلى 1».
وحذر المحللون من أحداث عنف بغض النظر عمن سيفوز بالانتخابات فإذا فازت هيلاري كلينتون فإن هناك حالة غضب مكتومة لدى مناصري ترامب قد تشتعل وتجتاح البلاد، خاصة مع شكوك وقلق متزايد من إمكانية تزوير الانتخابات لصالح كلينتون. وإذا فاز ترامب فإن اليسار الراديكالي قد تنتابه نوبة غضب كبيرة.
وقد رصدت استطلاع الرأي تزايد القلق لدى الأميركيين من احتمالات اندلاع أعمال عنف في يوم الانتخابات، وعبر 51 في المائة من الناخبين المحتملين عن قلقهم من اندلاع أعمال عنف في يوم الانتخابات، وأبدى واحد من كل خمسة ناخبين محتملين قلقا بالغا، فيما أشار ثلاثة من كل أربعة أشخاص إلى ثقتهم أن يتم نقل السلطة بشكل سلمي، وهو ما ميز الديمقراطية الأميركية لأكثر من 200 عام.
وأشار الاستطلاع أن أربعة من كل عشرة مناصرين ومؤيدين لترامب يقولون إنهم لن يعترفوا بشرعية كلينتون كرئيسة للولايات المتحدة إذا فازت بالانتخابات لأنهم يعتقدون أنها لن تفوز بطريقة عادلة.
وقد أطلق النائب الجمهوري السابق جو وولش دعوة مثيرة للقلق تدعو إلى ثورة مسلحة إذا لم يفز دونالد ترامب بالانتخابات. وقال وولش وهو أحد أعضاء حركة الشاي في عدد من البرامج الحوارية الإذاعية: «سأصوت لترامب في الثامن من نوفمبر (تشرين الثاني) وفي التاسع من نوفمبر إذا خسر ترامب فإنني سأمسك بندقيتي فهل أنت معي؟».
وبالطبع وفقا للمادة الثانية من الدستور الأميركي التي تعطي المواطن الأميركي الحق في امتلاك أسلحة فإن عددا كبيرا من المواطنين الأميركيين العاديين لديهم أسلحة وذخيرة، وأشار تقرير لصحيفة «يو إس إيه توداي» إلى أن عددا كبيرا من الأميركيين يقومون بشراء الكثير من الذخيرة للاستعداد في حال فوز كلينتون التي تتبنى ملف تقييد بيع الأسلحة.
وقال ريك دارلينغ (69 عاما) من مدينة ديترويت بولاية ميتشغان «هناك مخاوف أن يتم إعلان الأحكام العرفية بعد الانتخابات وأخذ أسلحتنا بعيدا». ويشير المحللون إلى أن الولايات المتحدة أكثر انقساما بشكل كبير وتغذي وسائل الإعلام باستمرار نبرة الكراهية والغضب التي تشعر بها كل مجموعة تجاه الأخرى.



روته: يجب على «الناتو» تبني «عقلية الحرب» في ضوء الغزو الروسي لأوكرانيا

TT

روته: يجب على «الناتو» تبني «عقلية الحرب» في ضوء الغزو الروسي لأوكرانيا

صورة التُقطت 4 ديسمبر 2024 في بروكسل ببلجيكا تظهر الأمين العام لحلف «الناتو» مارك روته خلال مؤتمر صحافي (د.ب.أ)
صورة التُقطت 4 ديسمبر 2024 في بروكسل ببلجيكا تظهر الأمين العام لحلف «الناتو» مارك روته خلال مؤتمر صحافي (د.ب.أ)

وجّه الأمين العام لحلف شمال الأطلسي (الناتو) مارك روته، الخميس، تحذيراً قوياً بشأن ضرورة «زيادة» الإنفاق الدفاعي، قائلاً إن الدول الأوروبية في حاجة إلى بذل مزيد من الجهود «لمنع الحرب الكبرى التالية» مع تنامي التهديد الروسي، وقال إن الحلف يحتاج إلى التحول إلى «عقلية الحرب» في مواجهة العدوان المتزايد من روسيا والتهديدات الجديدة من الصين.

وقال روته في كلمة ألقاها في بروكسل: «نحن لسنا مستعدين لما ينتظرنا خلال أربع أو خمس سنوات»، مضيفاً: «الخطر يتجه نحونا بسرعة كبيرة»، وفق «وكالة الصحافة الفرنسية».

وتحدّث روته في فعالية نظمها مركز بحثي في بروكسل تهدف إلى إطلاق نقاش حول الاستثمار العسكري.

جنود أميركيون من حلف «الناتو» في منطقة قريبة من أورزيسز في بولندا 13 أبريل 2017 (رويترز)

ويتعين على حلفاء «الناتو» استثمار ما لا يقل عن 2 في المائة من إجمالي ناتجهم المحلي في مجال الدفاع، لكن الأعضاء الأوروبيين وكندا لم يصلوا غالباً في الماضي إلى هذه النسبة.

وقد انتقدت الولايات المتحدة مراراً الحلفاء الذين لم يستثمروا بما يكفي، وهي قضية تم طرحها بشكل خاص خلال الإدارة الأولى للرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب.

وأضاف روته أن الاقتصاد الروسي في «حالة حرب»، مشيراً إلى أنه في عام 2025، سيبلغ إجمالي الإنفاق العسكري 7 - 8 في المائة من الناتج المحلي الإجمالي للبلاد - وهو أعلى مستوى له منذ الحرب الباردة.

وبينما أشار روته إلى أن الإنفاق الدفاعي ارتفع عما كان عليه قبل 10 سنوات، عندما تحرك «الناتو» لأول مرة لزيادة الاستثمار بعد ضم روسيا شبه جزيرة القرم من طرف واحد، غير أنه قال إن الحلفاء ما زالوا ينفقون أقل مما كانوا ينفقونه خلال الحرب الباردة، رغم أن المخاطر التي يواجهها حلف شمال الأطلسي هي «بالقدر نفسه من الضخامة إن لم تكن أكبر» (من مرحلة الحرب الباردة). واعتبر أن النسبة الحالية من الإنفاق الدفاعي من الناتج المحلي الإجمالي والتي تبلغ 2 في المائة ليست كافية على الإطلاق.

خلال تحليق لمقاتلات تابعة للـ«ناتو» فوق رومانيا 11 يونيو 2024 (رويترز)

وذكر روته أنه خلال الحرب الباردة مع الاتحاد السوفياتي، أنفق الأوروبيون أكثر من 3 في المائة من ناتجهم المحلي الإجمالي على الدفاع، غير أنه رفض اقتراح هذا الرقم هدفاً جديداً.

وسلَّط روته الضوء على الإنفاق الحكومي الأوروبي الحالي على معاشات التقاعد وأنظمة الرعاية الصحية وخدمات الرعاية الاجتماعية مصدراً محتملاً للتمويل.

واستطرد: «نحن في حاجة إلى جزء صغير من هذه الأموال لجعل دفاعاتنا أقوى بكثير، وللحفاظ على أسلوب حياتنا».