عائلة عربية تهرب من «داعش» إلى السجن الإسرائيلي

بعد أن ذاقت الأمرَين في الموصل

عائلة عربية تهرب من «داعش» إلى السجن الإسرائيلي
TT

عائلة عربية تهرب من «داعش» إلى السجن الإسرائيلي

عائلة عربية تهرب من «داعش» إلى السجن الإسرائيلي

بعد رحلة عذاب اختيارية، هربت عائلة عربية من قبضة تنظيم داعش في مدينة الموصل العراقية إلى إسرائيل، لتحاكم فيها على «التواصل مع عميل أجنبي والانضمام إلى تنظيم إرهابي محظور، والتدرب على السلاح وإهمال الأطفال». وحسب لائحة الاتهام التي قدمتها النيابة الإسرائيلية إلى المحكمة المركزية في مدينة حيفا، أمس، فإن وسام قسوم زبيدات (41 عاما)، وهو من مدينة سخنين في الجليل، وزوجته صابرين (30 عاما)، سافرا مع أطفالهما الثلاثة من إسرائيل إلى تركيا في صيف العام الماضي (16 يونيو/حزيران 2015) وتسللا إلى سوريا ومن هناك إلى العراق؛ لكي ينضما إلى «داعش» «لقتال الكفار». وفي البداية توجها إلى رومانيا، لكي يشاركا في حفل تخرج قريب العائلة من طرف الزوجة، الذي أنهى دراسته في إحدى جامعاتها. وهناك أبلغا القريب بأنهما سيسافران إلى تركيا مع الأطفال البالغين من العمر 3 و6 و8 أعوام، من أجل الذهاب إلى سوريا والانضمام إلى «داعش». وقد تركوا هناك هاتفيهما المحمولين لكي لا يعثر أحد على إثرهم. وفي تركيا التقوا شخصا كان الأب قد تواصل معه بواسطة الشبكات الاجتماعية، وهو أيضا مواطن عربي من إسرائيل يعتبر من أوائل المنتسبين إلى «داعش» من سنة 2013 فنقلهم إلى سوريا، حيث عملوا بداية في مدينة الرقة، ثم نقلهم إلى العراق.
ويستدل من لائحة الاتهام، أن وسام وصابرين زبيدات اعترفا خلال التحقيق معهما بأنهما انضما إلى مقاتلي «داعش» في الموصل محاربين. وسلما جوازات السفر الإسرائيلية التي يحملونها إلى مسؤول «داعش» الذي استقبلهم. فقد حصل وسام على رشاش كلاشنيكوف وخمس باغات وعلى درع فولاذية، وعبر دورة تعليمية في الإسلام وفي فنون القتال ثم انتقل إلى جبهة القتال. وقد أصيب بجروح متوسطة. وأما صابرين فقد عملت موظفة في مستشفى مراقبة لكاميرات الحراسة.
وقد روى وسام أن زوجته هي التي أقنعته بالانضمام إلى «داعش»، وأن تجربتهما كانت مريرة، وانتهت بخيبة أمل فظيعة كادت تكلفهم وأطفالهم حياتهم. ومما ورد في شهادتهما، أن الحياة في ظل «داعش» مناقضة تماما للصورة التي تنشر في مواقعه وبياناته. فقد عاشوا وأولادهم في شقة صغيرة ضيقة لم تتسع لهم، وكان مقطوعا عنها التيار الكهربائي والغاز وحتى المياه، وأنهم رغم المصاريف التي حصلوا عليها مرت عليهم أيام جوع وعطش. وأن العلاج الطبي الذي تلقاه المرضى هناك فقير للغاية، ويوجد نقص دائم في أبسط الأدوية. والأوضاع الصحية خطيرة ولا يوجد أي نظام حماية من الأمراض المعدية. وهذا كله يضاف إلى معاناة الأسر من العمليات الحربية والقصف الدائم.
لكن أبشع ما عانوه هو رؤية نتائج نظام العقوبات لدى «داعش»، والذي وصل إلى درجة بتر أعضاء في الجسم: إصبع أو يد أو قدم، وضرب الفلقات وقطع الرؤوس. وقد تسببت هذه الحالة في صدمات نفسية عدة للأطفال، الذين لم يعتادوا على حياة بهذا المستوى في سخنين، حيث كان للعائلة منجرة لصنع الأثاث عاشوا منها بشكل كريم. ورووا كيف يؤخذ الأطفال إلى معسكرات التدريب العسكري في سن الثامنة. ولهذا؛ قررا الهرب والعودة إلى إسرائيل، رغم علمهم بأن ذلك سيكلفهم السجن لسنوات عدة.



ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
TT

ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)

احتفل سكان دمشق بسقوط نظام بشار الأسد بعد حرب وحشية استمرت 13 عاماً، لكن أصحاب أماكن السهر في المدينة اعتراهم القلق وهم يعيدون فتح أبواب حاناتهم وملاهيهم.

فقد قادت «هيئة تحرير الشام» فصائل المعارضة التي أطاحت بنظام الأسد، وكانت هناك خشية لدى بعض الناس من أن تمنع الهيئة شرب الكحول.

ظلت حانات دمشق ومحلات بيع الخمور فيها مغلقة لأربعة أيام بعد دخول مقاتلي «هيئة تحرير الشام» المدينة، دون فرضهم أي إجراءات صارمة، والآن أعيد فتح هذه الأماكن مؤقتاً.

ما يريده صافي، صاحب «بابا بار» في أزقة المدينة القديمة، من الجميع أن يهدأوا ويستمتعوا بموسم عيد الميلاد الذي يشهد إقبالاً عادة.

مخاوف بسبب وسائل التواصل

وفي حديث مع «وكالة الصحافة الفرنسية» في حانته، اشتكى صافي، الذي لم يذكر اسم عائلته حتى لا يكشف عن انتمائه الطائفي، من حالة الذعر التي أحدثتها وسائل التواصل الاجتماعي.

فبعدما انتشرت شائعات أن المسلحين المسيطرين على الحي يعتزمون شن حملة على الحانات، توجه إلى مركز الشرطة الذي بات في أيدي الفصائل في ساحة باب توما.

وقال صافي بينما كان يقف وخلفه زجاجات الخمور: «أخبرتهم أنني أملك حانة وأود أن أقيم حفلاً أقدم فيه مشروبات كحولية».

وأضاف أنهم أجابوه: «افتحوا المكان، لا مشكلة. لديكم الحق أن تعملوا وتعيشوا حياتكم الطبيعية كما كانت من قبل»، فيما كانت الموسيقى تصدح في المكان.

ولم تصدر الحكومة، التي تقودها «هيئة تحرير الشام» أي بيان رسمي بشأن الكحول، وقد أغلق العديد من الأشخاص حاناتهم ومطاعمهم بعد سقوط العاصمة.

لكن الحكومة الجديدة أكدت أيضاً أنها إدارة مؤقتة وستكون متسامحة مع كل الفئات الاجتماعية والدينية في سوريا.

وقال مصدر في «هيئة تحرير الشام»، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، طلب عدم كشف هويته، إن «الحديث عن منع الكحول غير صحيح». وبعد الإلحاح عليه بالسؤال شعر بالغضب، مشدداً على أن الحكومة لديها «قضايا أكبر للتعامل معها».

وأعيد فتح «بابا بار» وعدد قليل من الحانات القريبة، لكن العمل محدود ويأمل صافي من الحكومة أن تطمئنهم ببيان يكون أكثر وضوحاً وقوة إلى أنهم آمنون.

في ليلة إعادة الافتتاح، أقام حفلة حتى وقت متأخر حضرها نحو 20 شخصاً، ولكن في الليلة الثانية كانت الأمور أكثر هدوءاً.

وقال إن «الأشخاص الذين حضروا كانوا في حالة من الخوف، كانوا يسهرون لكنهم في الوقت نفسه لم يكونوا سعداء».

وأضاف: «ولكن إذا كانت هناك تطمينات (...) ستجد الجميع قد فتحوا ويقيمون حفلات والناس مسرورون، لأننا الآن في شهر عيد الميلاد، شهر الاحتفالات».

وفي سوريا أقلية مسيحية كبيرة تحتفل بعيد الميلاد، مع تعليق الزينات في دمشق.

في مطعم العلية القريب، كان أحد المغنين يقدم عرضاً بينما يستمتع الحاضرون بأطباق من المقبلات والعرق والبيرة.

لم تكن القاعة ممتلئة، لكن الدكتور محسن أحمد، صاحب الشخصية المرحة والأنيقة، كان مصمماً على قضاء وقت ممتع.

وقال لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «كنا نتوقع فوضى عارمة في الموقف»، فيما كانت الأضواء تنعكس على ديكورات المطعم، مضيفاً: «لكننا عدنا سريعاً إلى حياتنا، حياتنا الليلية، وحقوقنا».

حفلة مع مغنٍ

وقال مدير المطعم يزن شلش إن مقاتلي «هيئة تحرير الشام» حضروا في ليلة إعادة الافتتاح ولم يغلقوا المكان.

وأضاف: «بدأنا العمل أمس. كانت الأمور جيدة جداً. كانت هناك حفلة مع مغنٍ. بدأ الناس بالتوافد، وفي وسط الحفلة حضر عناصر من (هيئة تحرير الشام)»، وأشار إلى أنهم «دخلوا بكل أدب واحترام وتركوا أسلحتهم في الخارج».

وبدلاً من مداهمة المكان، كانت عناصر الهيئة حريصين على طمأنة الجميع أن العمل يمكن أن يستمر.

وتابع: «قالوا للناس: لم نأتِ إلى هنا لنخيف أو نرهب أحداً. جئنا إلى هنا للعيش معاً في سوريا بسلام وحرية كنا ننتظرهما منذ فترة طويلة».

وتابع شلش: «عاملونا بشكل حسن البارحة، نحن حالياً مرتاحون مبدئياً لكنني أخشى أن يكون هذا الأمر آنياً ولا يستمر».

ستمارس الحكومة الانتقالية الجديدة في سوريا بقيادة «هيئة تحرير الشام» عملها حتى الأول من مارس (آذار). بعد ذلك، لا يعرف أصحاب الحانات ماذا يتوقعون.