مصائب «سامسونغ».. عند «آبل» فوائد

«الكوري» ينخفض بأكبر معدل منذ الأزمة المالية العالمية.. و«الأميركي» يقود سوق بلاده للارتفاع

مصائب «سامسونغ».. عند «آبل» فوائد
TT

مصائب «سامسونغ».. عند «آبل» فوائد

مصائب «سامسونغ».. عند «آبل» فوائد

أوقفت شركة «سامسونغ» للإلكترونيات إنتاج ومبيعات هاتفها الذكي غالاكسي نوت 7 أمس الثلاثاء وأبلغت مالكيه بوقف استخدامه بينما تحقق الشركة في تقارير حول اشتعال النار في الأجهزة مما يغذي توقعات بأن عملاق التكنولوجيا سيلغي هذا الطراز الرئيسي، وقالت الشركة الكورية الجنوبية العملاقة أيضا إنها قررت وقف إنتاج نوت 7 بسبب مخاوف تتعلق بسلامة المستهلكين.
وقال مصدر مطلع إن «سامسونغ» تبحث حاليا إيقاف مبيعات هاتفها الذكي بشكل دائم كخيار، وذلك بعد تقارير جديدة حول اشتعال النيران في أجهزة جديدة جرى استبدالها مما أثار تحذيرات جديدة من قبل الجهات التنظيمية وشركات الاتصالات والطيران.
وقال متحدث باسم «سامسونغ» إنه لم يتقرر أي شيء بخصوص خطط البيع المستقبلية.
وكانت «سامسونغ» أكبر منتج للهواتف الذكية في العالم قالت في وقت سابق إنها طلبت من جميع شركات الاتصالات العالمية وقف مبيعات غالاكسي نوت 7، والاستبدال بالأجهزة الأصلية أخرى مع استمرار العمل مع الجهات التنظيمية للتحقيق في المشكلة، وتعرض الشركة استبدال غالاكسي نوت 7 بمنتجات أخرى أو برد القيمة.
وقالت الشركة في بيان: «يجب على العملاء ممن يملكون هاتف غالاكسي نوت 7 أصلي أو آخر مستبدل أن يغلقوا أجهزتهم ويتوقفوا عن استخدامها».
ولا يثير قرار «سامسونغ» بسحب أجهزة غالاكسي نوت 7 من الأسواق للمرة الثانية في أقل من شهرين شكوكا جديدة بشأن مراقبة الجودة لدى الشركة فقط، لكن قد ينتج عنه تكاليف مالية ضخمة وأخرى تمس سمعتها.
وتضاربت آراء الخبراء بعد إعلان مجموعة «سامسونغ» الكورية الجنوبية الوقف التام لإنتاج أجهزة الهاتف الذكي «غالاكسي نوت 7». وأدى إعلان الشركة التوقف عن إنتاجه إلى فقدان نحو 17 مليار دولار من قيمتها في السوق.
وفي اتصال لـ«الشرق الأوسط» مع «سامسونغ السعودية» للحصول على تفاصيل حول عملية استبدال واسترجاع أجهزة «غالاكسي نوت 7» المُحسنة، أفاد ممثلو الشركة بأنهم طلبوا من شركات الاتصالات ومتاجر التجزئة في المملكة إيقاف بيع الهاتف فورا، وتنصح الشركة المستخدمين الحاليين بإطفاء الجهاز تماما وعدم استخدامه إلى حين كشفها عن آلية الاستبدال والاسترجاع الجديدة في السعودية خلال يومين.
من جهة اخرى قال البروفسور موهان سودهي الباحث في جامعة «كاس بزنيس سكول» في لندن إنه إن كانت خطوة الشركة الأولى باستدعاء أجهزتها تعتبر من علامات «الحظ العاثر» فإن خطوتها الأخيرة تندرج في خانة الإهمال. وأضاف أنه كان بمقدور الشركة تقديم عرض لاختبار مجاني للأجهزة ومنح المتضررين تعويضا ماليا عن أجهزتهم.
ويقول محللون إن الإيقاف النهائي لمبيعات نوت 7 قد يكلف «سامسونغ» ما يصل إلى 17 مليار دولار وإنه سيشوه منتجاتها الأخرى من الهواتف في أذهان المستهلكين ولدى شركات الاتصالات.
وخسر المستثمرون ما قيمته 18.8 مليار دولار من القيمة السوقية لشركة «سامسونغ» للإلكترونيات أمس الثلاثاء مع إغلاق أسهمها منخفضة ثمانية في المائة في أكبر انخفاض يومي بالنسبة المئوية منذ عام 2008، أي منذ الأزمة المالية العالمية.
وأُطلق نوت 7 في أغسطس (آب)، وكان من المفترض أن ينافس أحدث نسخة من هاتف آيفون الذي تنتجه شركة «آبل» في الهيمنة على سوق الهواتف الذكية.
ورغم استقباله بشكل جيد من قبل المتخصصين فإن مشكلته الأولى تمثلت في نقص المعروض مع زيادة أوامر الشراء المسبقة عن الإمدادات، لكن في غضون أيام من إطلاقه بدأت صور الأجهزة المتفحمة من نوت 7 في الظهور على وسائل الإعلام الاجتماعية في أول إشارة إلى أن ثمة خللا جديا في الهاتف، واستدعت «سامسونغ» منذ ذلك الحين 2.5 مليون جهاز من طراز غالاكسي نوت 7 بسبب بطاريات معيبة.
وقال إدوارد سنايدر العضو المنتدب لشركة شارتر ايكويتي ريسيرش: «هذا على الأرجح قضى على اسم العلامة التجارية نوت 7، من يدري ما إذا كان سيُسمح لهم بإعادة إصداره». وأضاف: «بحلول الوقت الذي سيحلون فيه المشكلة سيكون عليهم أن يخوضوا عملية إعادة الحصول على شهادات وكذلك إعادة التأهل وعند الانتهاء من ذلك سيكون الوقت قد حان لطرح إس 8 غالاكسي». وقالت صحيفة «هانكيوريه» الكورية الجنوبية في وقت سابق إن الشركة تخطط لوقف مبيعات نوت 7 بشكل نهائي.
ولم تعلق الشركة الكورية الجنوبية بشأن ما إذا كانت حددت سبب اشتعال النيران في الأجهزة المستبدلة رغم أن مسؤولين في سيول قالوا إنها تبحث احتمالات مختلفة بما في ذلك البطاريات.
وقال مسؤول في الوكالة الكورية للتكنولوجيا والمعايير «من الصعب تحليل سبب الحوادث هذه المرة بسبب وقوع أنماط مختلفة منها»، وقالت هيئة معنية بمراقبة الجودة في الصين إن «سامسونغ» استدعت جميع أجهزة نوت 7 التي جرى بيعها داخل البلاد والبالغ عددها 190 ألف و984 جهاز.
وقالت المفوضية الأميركية لسلامة المستهلك إن «سامسونغ» اتخذت القرار الصحيح بوقف المبيعات واستبدال الأجهزة.
وضمت إدارة الطيران الاتحادية الأميركية ووزارة النقل الكورية الجنوبية أصواتهما إلى المخاوف الصادرة من قطاع الطيران قائلتين أن هواتف نوت 7 يجب ألا تُستخدم أو تُشحن على متن الطائرات.
وقالت «فرايزون للاتصالات» أكبر شركة اتصالات محمولة في الولايات المتحدة إنها قد تحول عمليات التسويق بعيدا عن نوت 7 وهي في طريقها إلى موسم مبيعات مهم خلال العطلات.
كانت «سامسونغ» قالت الجمعة الماضي إنها تتوقع زيادة في أرباحها بنسبة 5.6 في المائة في الربع الثالث من العام الحالي 2016، رغم مشكلة «غالاكسي نوت 7». وتوقعت الشركة العملاقة أن تصل أرباحها من وراء أعمالها الأساسية إلى (7.02 مليار دولار) في الفترة من يوليو (تموز) إلى سبتمبر (أيلول)، من العام الحالي، وفي الوقت نفسه، توقعت «سامسونغ» أن تهبط المبيعات بنسبة 5.2 في المائة.
وجاء الرقم الخاص بالأرباح أعلى من المتوقع بعد تعويض تكلفة استرجاع هاتف «غالاكسي نوت 7» على المستوى العالمي بدعم من مبيعات «سامسونغ» القوية في قطاعات رقائق الذاكرة وشاشات العرض.
من ناحية أخرى ارتفعت الأسهم الأميركية أول من أمس الاثنين مع صعود شركات الطاقة، في حين قفز سهم «آبل» إثر المشاكل التي تواجه المنافس «سامسونغ».
وصعد المؤشر داو جونز الصناعي 88.89 نقطة بما يعادل 0.49 في المائة ليصل إلى 18329.38 نقطة وزاد المؤشر ستاندرد آند بورز 500 بمقدار 9.93 نقطة أو 0.46 في المائة، وتقدم المؤشر ناسداك المجمع 36.27 نقطة أو 0.69 في المائة.
ووفقا لـ«إنتربراند»، الشركة الرائدة في الاستشارات الخاصة بالعلامات التجارية، فإن «آبل» و«غوغل» و«كوكاكولا»، هي العلامات التجارية الأكثر قيمة لعام 2016.
وقد استحوذت كل من «آبل» و«غوغل» للعام الرابع على التوالي على المراكز الأولى، فقد نمت قيمة علامة «آبل» التجارية بنسبة 5 في المائة لتتجاوز الـ178 مليون دولار أميركي، فيما نمت قيمة علامة «غوغل» التجارية لتصل إلى 133.252 مليون دولار أميركي، بينما حلت «سامسونغ» في المركز السابع عالميا، ومن الطبيعي أن تتأثر العلامة التجارية بأزمة نوت 7، حيث يستند التصنيف إلى ثلاثة عناصر أساسية تساهم في القيمة الإجمالية للعلامة التجارية، وهي: الأداء المالي للخدمات والمنتجات التي تحمل العلامة التجارية، والدور الذي تؤديه العلامة التجارية في التأثير على خيار العملاء، والقوة التي تملكها العلامة التجارية في فرض أسعار عالية أو تأمين أرباح للشركة.
ولن يتوقف الأمر على «آبل» فقط، فقد كشفت «غوغل» الأسبوع الماضي عن إنتاجها هاتفا ذكيا جديدا باسم «بيكسل»، في تحرك منسق لاقتحام مجال الإلكترونيات الاستهلاكية في الشريحة العليا بسوق الهاتف الذكي العالمية التي تتجاوز قيمتها 400 مليار دولار، ما يزيد عبء المنافسة على «سامسونغ» المُحملة بأزمة نوت 7.



إنشاء 18 منطقة لوجيستية في السعودية باستثمارات تتجاوز 2.6 مليار دولار

وزير النقل والخدمات اللوجيستية متحدثاً للحضور في «مؤتمر سلاسل الإمداد والخدمات اللوجيستية»... (الشرق الأوسط)
وزير النقل والخدمات اللوجيستية متحدثاً للحضور في «مؤتمر سلاسل الإمداد والخدمات اللوجيستية»... (الشرق الأوسط)
TT

إنشاء 18 منطقة لوجيستية في السعودية باستثمارات تتجاوز 2.6 مليار دولار

وزير النقل والخدمات اللوجيستية متحدثاً للحضور في «مؤتمر سلاسل الإمداد والخدمات اللوجيستية»... (الشرق الأوسط)
وزير النقل والخدمات اللوجيستية متحدثاً للحضور في «مؤتمر سلاسل الإمداد والخدمات اللوجيستية»... (الشرق الأوسط)

أعلن وزير النقل والخدمات اللوجيستية السعودي، المهندس صالح الجاسر، عن تحقيق الموانئ تقدماً كبيراً بإضافة 231.7 نقطة في مؤشر اتصال شبكة الملاحة البحرية، وفق تقرير «مؤتمر الأمم المتحدة للتجارة والتنمية (أونكتاد)» لعام 2024، إلى جانب إدخال 30 خطاً بحرياً جديداً للشحن.

كما كشف عن توقيع عقود لإنشاء 18 منطقة لوجيستية باستثمارات تتجاوز 10 مليارات ريال (2.6 مليار دولار).

جاء حديث المهندس الجاسر خلال افتتاح النسخة السادسة من «مؤتمر سلاسل الإمداد والخدمات اللوجيستية»، في الرياض، الذي يهدف إلى تعزيز التكامل بين أنماط النقل ورفع كفاءة الخدمات اللوجيستية، ويأتي ضمن مساعي البلاد لتعزيز موقعها مركزاً لوجيستياً عالمياً.

وقال الوزير السعودي، خلال كلمته الافتتاحية في المؤتمر، إن «كبرى الشركات العالمية تواصل إقبالها على الاستثمار في القطاع اللوجيستي؛ من القطاع الخاص المحلي والدولي، لإنشاء عدد من المناطق اللوجيستية».

يستضيف المؤتمر، الذي يقام يومي 15 و16 ديسمبر (كانون الأول) الحالي، عدداً من الخبراء العالميين والمختصين، بهدف طرح التجارب حول أفضل الطرق وأحدث الممارسات لتحسين أداء سلاسل الإمداد ورفع كفاءتها. كما استُحدثت منصة تهدف إلى تمكين المرأة في القطاع من خلال الفرص التدريبية والتطويرية.

وأبان الجاسر أن منظومة النقل والخدمات اللوجيستية «ستواصل السعي الحثيث والعمل للوصول بعدد المناطق اللوجيستية في السعودية إلى 59 منطقة بحلول 2030، من أصل 22 منطقة قائمة حالياً، لتعزيز القدرة التنافسية للمملكة ودعم الحركة التجارية».

وتحقيقاً لتكامل أنماط النقل ورفع كفاءة العمليات اللوجيستية، أفصح الجاسر عن «نجاح تطبيق أولى مراحل الربط اللوجيستي بين الموانئ والمطارات والسكك الحديدية بآليات وبروتوكولات عمل متناغمة؛ لتحقيق انسيابية حركة البضائع بحراً وجواً وبراً، بالتعاون مع الجهات ذات العلاقة، ودعم العمليات والخدمات اللوجيستية وترسيخ مكانة المملكة مركزاً لوجيستياً عالمياً».

وخلال جلسة بعنوان «دور الازدهار اللوجيستي في تعزيز أعمال سلاسل الإمداد بالمملكة وتحقيق التنافسية العالمية وفق (رؤية 2030)»، أضاف الجاسر أن «الشركة السعودية للخطوط الحديدية (سار)» تعمل على تنفيذ ازدواج وتوسعة لـ«قطار الشمال» بما يتجاوز 5 مليارات ريال (1.3 مليار دولار)، وذلك مواكبةً للتوسعات المستقبلية في مجال التعدين بالسعودية.

إعادة التصدير

من جهته، أوضح وزير الصناعة والثروة المعدنية السعودي، بندر الخريف، أن السعودية سجلت في العام الحالي صادرات بلغت 61 مليار ريال (16.2 مليار دولار) من قطاع إعادة التصدير، بنمو قدره 23 في المائة مقارنة بالعام الماضي، «وهو ما تحقق بفضل البنية التحتية القوية والتكامل بين الجهات المعنية التي أسهمت في تقديم خدمات عالية الكفاءة».

وأشار، خلال مشاركته في جلسة حوارية، إلى أن شركة «معادن» صدّرت ما قيمته 7 مليارات ريال (1.8 مليار دولار) من منتجاتها، «وتحتل السعودية حالياً المركز الرابع عالمياً في صادرات الأسمدة، مع خطط لتحقيق المركز الأول في المستقبل».

جلسة حوارية تضم وزير النقل المهندس صالح الجاسر ووزير الصناعة والثروة المعدنية بندر الخريف (الشرق الأوسط)

وبين الخريف أن البلاد «تتمتع بسوق محلية قوية، إلى جانب تعزيز الشركات العالمية استثماراتها في السعودية، والقوة الشرائية الممتازة في منطقة الخليج»، مما يرفع معدلات التنمية، مبيناً أن «قوة السعودية في المشاركة الفاعلة بسلاسل الإمداد تأتي بفضل الموارد الطبيعية التي تمتلكها. وسلاسل الإمداد تساهم في خفض التكاليف على المصنعين والمستثمرين، مما يعزز التنافسية المحلية».

وفي كلمة له، أفاد نائب رئيس «أرامكو السعودية» للمشتريات وإدارة سلاسل الإمداد، المهندس سليمان الربيعان، بأن برنامج «اكتفاء»، الذي يهدف إلى تعزيز القيمة المُضافة الإجمالية لقطاع التوريد في البلاد، «أسهم في بناء قاعدة تضم أكثر من 3 آلاف مورد ومقدم خدمات محلية، وبناء سلاسل إمداد قوية داخل البلاد؛ الأمر الذي يمكّن الشركة في الاستمرار في إمداد الطاقة بموثوقية خلال الأزمات والاضطرابات في الأسواق العالمية».

توقيع 86 اتفاقية

إلى ذلك، شهد «مؤتمر سلاسل الإمداد والخدمات اللوجيستية» في يومه الأول توقيع 86 اتفاقية؛ بهدف تعزيز أداء سلاسل الإمداد، كما يضم معرضاً مصاحباً لـ65 شركة دولية ومحلية، بالإضافة إلى 8 ورشات عمل تخصصية.

جولة لوزيرَي النقل والخدمات اللوجيستية والصناعة والثروة المعدنية في المعرض المصاحب للمؤتمر (الشرق الأوسط)

وتسعى السعودية إلى لعب دور فاعل على المستوى العالمي في قطاع الخدمات اللوجيستية وسلاسل التوريد، حيث عملت على تنفيذ حزمة من الإصلاحات الهيكلية والإنجازات التشغيلية خلال الفترة الماضية، مما ساهم في تقدمها 17 مرتبة على (المؤشر اللوجيستي العالمي) الصادر عن (البنك الدولي)، وساعد على زيادة استثمارات كبرى الشركات العالمية في الموانئ السعودية».