«قلنديا الدولي» ينطلق لإعادة البحر للوجدان الفلسطيني

«هذا البحر لي» يثير أسئلة مغايرة حول مفهوم «العودة» بمشاركة 16 مؤسسة ثقافية

إعادة البحر إلى الوجدان الفلسطيني  -  البحر محور مادة  فنية بصرية
إعادة البحر إلى الوجدان الفلسطيني - البحر محور مادة فنية بصرية
TT

«قلنديا الدولي» ينطلق لإعادة البحر للوجدان الفلسطيني

إعادة البحر إلى الوجدان الفلسطيني  -  البحر محور مادة  فنية بصرية
إعادة البحر إلى الوجدان الفلسطيني - البحر محور مادة فنية بصرية

أطلق محفل قلنديا الدولي «الملهم للفنون المعاصرة» فعاليته الثالثة، أمس، تحت شعار «هذا البحر لي»، في محاولة لإثارة كثير من الأسئلة حول «العودة» وإيجاد أفكار وتصورات لعودة ممكنة في المستقبل.
وعلى غير العادة تشاركت هذه المرة 16 مؤسسة ثقافية في فلسطين والخارج، في إطلاق النسخة الاستثنائية، متجاوزين الحدود إلى بيروت وعمان ولندن مع 220 فنان يطلقون العنان لإبداعهم في 15 معرضا فنيا و80 فعالية حتى نهاية أكتوبر (تشرين الأول).
وافتتح جاك بيرسكيان، العضو المؤسس لـ«قلنديا الدولي»، نسخة هذا العام، أمس، بحفل افتتاحي من حيفا، بث بالتزامن مع غزة وبيروت ولندن وعمان، قائلا إنه كان لا بد من التعمق في موضوع العودة من خلال طرحه كفكر وكفعل نقيض لموضوع النكبة.
وشرح بيرسكيان لـ«الشرق الأوسط» فكرته قائلا: «فكرة العودة لا تقتصر على العودة إلى ما قبل النكبة، وإنما العودة - من وجهة نظري الشخصية - عبر سلوك الطريق المؤدي إلى رأب ذلك الصدع في تاريخنا الجمعي وتواريخنا الشخصية»، وأضاف: «أردنا أن ننظر إلى الأمور من زوايا متعددة ومغايرة، وأن نحاول أن نفككها، ونعيد قراءتها وتركيبها بطرق ووسائط غير مألوفة وغير اعتيادية. والحاجة إلى تفكيك مفهوم العودة، وإعادة بنائه بمنظور مستقبلي تكمن في صلبِ التجربة التي نخوضها الآن. لا نحتاج اليوم، أن نعود إلى الماضي، وإنما أن نحث الخطى إلى المستقبل».
ويرى بيرسكيان أن العودة الفلسطينية ستبدأ عمليا حين يدرك الفلسطينيون أن عليهم التوقف عن اعتبار النكبة مشروع بكاء وهزيمة، وإنما مشروع فعل وبناء، ومشروع شراكة وتشبيك ووحدة وتمكين.
ووفق هذا الفهم، اختار القائمون على «قلنديا» نصا للشاعر الكبير محمود درويش «هذا البحر لي»، ليكون محاولة لاقتراح مدخلٍ مغاير فعلا ينفض فيه الغبار عن الطريقة التي جرى فيها تصوير النكبة وتخيُّل العودة في أوقات سابقة.
وقال مدير برنامج الثقافة والفنون في مؤسّسة «عبد المحسن القطّان»، محمود أبو هشهش، في مؤتمر صحافي: «لأنّ خطاب النكبة الذي يركّز على فقدان البيت والأرض، سقطت منه، إلى حدٍّ كبير، خسارة البحر مكوّنًا أساسيا في هذا الوطن، ودون البحر لا يمكن تخيّل فلسطين أصلاً، نحن نريد إعادة هذا المكوّن من مكوّنات الوطن والجغرافيا الروحيّة إلى الوجدان والخطابين الثقافي والسياسيّ».
وأخرج فنانون من فلسطين والخارج كل ما جعبتهم، من أجل إعادة البحر إلى الوجدان الثقافي والسياسي، وبدأوا بفعاليات محلية ودولية تركز أكثر على البحر.
وانطلقت الفعاليات بمعرض لجمعية الثقافة العربية في حيفا تحت عنوان «أهل البحر»، وهو من المبادرات الفنيّة الجماعيّة الأُولى في فلسطين، التي تضع البحر كمادة فنيّة بصريّة، من خلال معرضٍ يجمع الفوتوغرافية بكل تفرعاتها: تصوير فوتوغرافيّ، وتركيبات بصريّة معتمدة على التصوير، وأعمال فيديو آرت، ويتعمّق المعرض أكثر في العلاقة بين الفلسطينيّ/ة والبحر.
وبالتزامن افتتحت مجموعة التقاء وشبابيك للفن المعاصر معرض «هذا البحر لي»، في غزة، وقدمت مجموعة احتمالات مكانية (بارت) معرض «لحظات للاحتمالات: الهواء والأرض والبحر»، في لندن، وقدمت مؤسسة دارة الفنون - مؤسسة خالد شومان معرضا أنجز فيه سبعة فنانين فلسطينيين يقيمون في عمّان أعمالا فنيّة جديدة تحت ثيمة «هذا البحر لي» في عمان، كما قدمت دار النمر للفن والثقافة في بيروت، معرض «بحر من حكايات» الذي سيستكشف أشكال النزوح والعودة المتخيَلة للمجتمع الفلسطيني في لبنان عبر البحر الأبيض المتوسط.
وقالت رنا عناني، المنسقة الإعلامية لمؤسسة «المعمل»، المشاركة في «قلنديا الدولي»، إن العروض ستستمر لأسبوعين بما في ذلك مدينة القدس.
وأضافت عناني لـ«الشرق الأوسط»: «شعارنا هو أن العودة هي نقيض النكبة، والمستقبل هو نقيض الماضي.. نريد العودة للمستقبل بدل البكاء على الماضي».
ويشارك المعمل في معرض كبير في مدينة القدس تحت عنوان «على أبواب الجنة الثامن: ما قبل وبعد الأصول»، يوم الخميس المقبل بمشاركة أكثر من 30 فنانا محليا وعالميا. وتبحث الأعمال الفنية المشاركة في المعرض موضوع العودة من زاوية مقدسية، وتجمع ما بين فنانين من مخيم شعفاط، وبيت لحم، ورام الله، والجولان، وجنوب أفريقيا، وأستراليا، والكونغو، وبورما وألمانيا وهولندا.
وقالت عناني: «أردنا أن نثير نقاشا مختلفا حول النكبة، وأن نضع سيناريوهات لعودة ممكنة بدلا من الخطابات الجوفاء».
ويبحث المعرض في مقر مؤسّسة المعمل في مسألة العودة من خلال قطعتين مهمتين من الإرث الثّقافي الفلسطيني واللّتين لا تستطيعان العودة إلى موطنهما. إحداهما هي لوحة فسيفسائيّة من القرن السّادس الميلاديّ، سُلبت من مكانها في صحراء النّقب بعد الحرب العالميّة الأولى ونقلت إلى أستراليا حيث ثبتت بشكل دائم في المتحف التذكاري للحرب في العاصمة كامبيرا. وأوضحت عناني أن الفنّان توم نيكلسون سيسلط الضوء على هذه القطعة من خلال عمل فني يقوم من خلاله بطرح مفهوم عودة هذه القطعة. أما القطعة الثّانية فتتعلق بمجموعة من الحجب والتعويذات التي قام بجمعها الدكتور توفيق كنعان الطبيب المقدسي والباحث في الأعراق البشريّة في فترة الحكم العثماني والانتداب البريطاني.
وتنضم مؤسسات فلسطينية أخرى إلى «المعمل» في إقامة معارض مختلفة في القدس ورام الله وحيفا وغزة ولندن وبيروت وعمان.



«البحر الأحمر السينمائي» يشارك في إطلاق «صنّاع كان»

يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
TT

«البحر الأحمر السينمائي» يشارك في إطلاق «صنّاع كان»

يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما

في مسعى لتمكين جيل جديد من المحترفين، وإتاحة الفرصة لرسم مسارهم المهني ببراعة واحترافية؛ وعبر إحدى أكبر وأبرز أسواق ومنصات السينما في العالم، عقدت «معامل البحر الأحمر» التابعة لـ«مؤسسة مهرجان البحر الأحمر السينمائي» شراكة مع سوق الأفلام بـ«مهرجان كان»، للمشاركة في إطلاق الدورة الافتتاحية لبرنامج «صنّاع كان»، وتمكين عدد من المواهب السعودية في قطاع السينما، للاستفادة من فرصة ذهبية تتيحها المدينة الفرنسية ضمن مهرجانها الممتد من 16 إلى 27 مايو (أيار) الحالي.
في هذا السياق، اعتبر الرئيس التنفيذي لـ«مؤسسة مهرجان البحر الأحمر السينمائي» محمد التركي، أنّ الشراكة الثنائية تدخل في إطار «مواصلة دعم جيل من رواة القصص وتدريب المواهب السعودية في قطاع الفن السابع، ومدّ جسور للعلاقة المتينة بينهم وبين مجتمع الخبراء والكفاءات النوعية حول العالم»، معبّراً عن بهجته بتدشين هذه الشراكة مع سوق الأفلام بـ«مهرجان كان»؛ التي تعد من أكبر وأبرز أسواق السينما العالمية.
وأكّد التركي أنّ برنامج «صنّاع كان» يساهم في تحقيق أهداف «مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي» ودعم جيل جديد من المواهب السعودية والاحتفاء بقدراتها وتسويقها خارجياً، وتعزيز وجود القطاع السينمائي السعودي ومساعيه في تسريع وإنضاج عملية التطوّر التي يضطلع بها صنّاع الأفلام في المملكة، مضيفاً: «فخور بحضور ثلاثة من صنّاع الأفلام السعوديين ضمن قائمة الاختيار في هذا البرنامج الذي يمثّل فرصة مثالية لهم للنمو والتعاون مع صانعي الأفلام وخبراء الصناعة من أنحاء العالم».
وفي البرنامج الذي يقام طوال ثلاثة أيام ضمن «سوق الأفلام»، وقع اختيار «صنّاع كان» على ثمانية مشاركين من العالم من بين أكثر من 250 طلباً من 65 دولة، فيما حصل ثلاثة مشاركين من صنّاع الأفلام في السعودية على فرصة الانخراط بهذا التجمّع الدولي، وجرى اختيارهم من بين محترفين شباب في صناعة السينما؛ بالإضافة إلى طلاب أو متدرّبين تقلّ أعمارهم عن 30 عاماً.
ووقع اختيار «معامل البحر الأحمر»، بوصفها منصة تستهدف دعم صانعي الأفلام في تحقيق رؤاهم وإتمام مشروعاتهم من المراحل الأولية وصولاً للإنتاج.
علي رغد باجبع وشهد أبو نامي ومروان الشافعي، من المواهب السعودية والعربية المقيمة في المملكة، لتحقيق الهدف من الشراكة وتمكين جيل جديد من المحترفين الباحثين عن تدريب شخصي يساعد في تنظيم مسارهم المهني، بدءاً من مرحلة مبكرة، مع تعزيز فرصهم في التواصل وتطوير مهاراتهم المهنية والتركيز خصوصاً على مرحلة البيع الدولي.
ويتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما عبر تعزيز التعاون الدولي وربط المشاركين بخبراء الصناعة المخضرمين ودفعهم إلى تحقيق الازدهار في عالم الصناعة السينمائية. وسيُتاح للمشاركين التفاعل الحي مع أصحاب التخصصّات المختلفة، من بيع الأفلام وإطلاقها وتوزيعها، علما بأن ذلك يشمل كل مراحل صناعة الفيلم، من الكتابة والتطوير إلى الإنتاج فالعرض النهائي للجمهور. كما يتناول البرنامج مختلف القضايا المؤثرة في الصناعة، بينها التنوع وصناعة الرأي العام والدعاية والاستدامة.
وبالتزامن مع «مهرجان كان»، يلتئم جميع المشاركين ضمن جلسة ثانية من «صنّاع كان» كجزء من برنامج «معامل البحر الأحمر» عبر الدورة الثالثة من «مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي» في جدة، ضمن الفترة من 30 نوفمبر (تشرين الثاني) حتى 9 ديسمبر (كانون الأول) المقبلين في المدينة المذكورة، وستركز الدورة المنتظرة على مرحلة البيع الدولي، مع الاهتمام بشكل خاص بمنطقة الشرق الأوسط.