زايد الزياني لـ«الشرق الأوسط»: رؤى البحرين والسعودية متوازية.. لكن التحديات مختلفة

وزير الصناعة والتجارة والسياحة البحريني يكشف عن خطة نوعية لتحويل البلاد إلى وجهة سياحية عالمية

جانب من لقاء «الشرق الأوسط» مع وزير الصناعة والتجارة والسياحة البحريني زايد بن راشد الزياني في سفارة البحرين بلندن (تصوير: جيمس حنا)
جانب من لقاء «الشرق الأوسط» مع وزير الصناعة والتجارة والسياحة البحريني زايد بن راشد الزياني في سفارة البحرين بلندن (تصوير: جيمس حنا)
TT

زايد الزياني لـ«الشرق الأوسط»: رؤى البحرين والسعودية متوازية.. لكن التحديات مختلفة

جانب من لقاء «الشرق الأوسط» مع وزير الصناعة والتجارة والسياحة البحريني زايد بن راشد الزياني في سفارة البحرين بلندن (تصوير: جيمس حنا)
جانب من لقاء «الشرق الأوسط» مع وزير الصناعة والتجارة والسياحة البحريني زايد بن راشد الزياني في سفارة البحرين بلندن (تصوير: جيمس حنا)

استقبلنا بنفسه بكل تواضع في السفارة البحرينية وسط لندن. ومن دون مقدمات ورسميات، جلسنا معه بالصالون بعدما استطعنا اختطاف بعض من وقته بعد عودته من الجلسة الأولى للمنتدى البحريني - البريطاني في أمل الاستفسار عن مصير علاقات المنامة بشكل خاص، ودول مجلس التعاون مع بريطانيا و«الأوروبي» بعد خروج حليف الخليج الأكبر منه. ولشدة إلمامه وتفانيه لتحقيق رؤى التنمية في بلده، تحول اللقاء والأسئلة المحددة إلى جلسة «دردشة» مطولة وموسعة مع زايد الزياني.. وزير الدقة والأرقام.
وخلال اللقاء المسكون بالطاقة الإيجابية، كشف لنا وزير الصناعة والتجارة والسياحة البحريني، بالإحصاءات المفصلة، عن أبرز مشاريع المملكة لتنمية الناتج المحلي من خلال تطوير القطاعات الصناعية والسياحية والبنكية بجميع جوانبها والاستثمار بالطاقات الشبابية ومنحهم «مسارا واضحا لتحويل أحلامهم إلى نجاحات كبيرة». وحول تشابه رؤى البحرين والسعودية أكد الزياني أنها متوازية، مضيفا أن تحديات المملكتين مختلفة.
وردا على تساؤل «الشرق الأوسط» حول منافسة البحرين مع دبي على مكانة المركز المالي لدول الخليج، أجاب الزياني ضاحكا، وقال: «السوق تتسع لأكثر من لاعب» ولكنه استغل الفرصة للكشف عما يميز البحرين عن غيرها.
وخلال احتسائنا القهوة العربية التي صاحبها التمر البحريني، أطلعنا الوزير على مشاريع البحرين في مجال السياحة أبرزها الجسر الجديد للقطارات والصفقة التاريخية التي ستعيد هيكلة هوية «طيران الخليج». وفيما يلي نص الحوار:
* ما الفرص الجديدة للتعاون بين المملكة المتحدة والبحرين بشكل خاص ومجلس التعاون بشكل عام بعد «بريكسيت»؟
- العلاقات البحرينية البريطانية قديمة جدا؛ إذ نحتفل هذه السنة بمرور مائتي عام على العلاقات بين البلدين وبريطانيا، بالنسبة لنا في البحرين وفي منطقة الخليج بصورة عامة بريطانيا شريك استراتيجي في مجال التجارة والاستثمار والتعاون في كثير من المجالات الأخرى كالدفاع والتعليم. بالنسبة للتغيرات التي تطرأ على الساحة بعد التصويت إلى صالح خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، نحن ننظر لها بوصفها فرصة لبريطانيا لاتخاذ قرارات بمفردها عوضا عن القرارات الجماعية التي كانت ملزمة بها ضمن الاتحاد. وعمق العلاقات بيننا وبين بريطانيا إلى جانب سهولة اللغة والتنقل بينها وبين الخليج، وسهولة التعاون مع حكومة واحدة عوضا عن 27 حكومة، نعتبرها كلها عوامل إيجابية ستمنح زخما وستدفع العلاقات التجارية بين الخليج وبريطانيا إلى الأمام. نحن الآن في مرحلة انتظار بريطانيا لبدء عملية الخروج الرسمية بتفعيل المادة 50 من قانون الاتحاد التي ستليها فترة قد تتجاوز عامين لإنهاء المعاملات.
التقيت وزير التجارة الدولية البريطاني ليام فوكس ثلاث مرات منذ إعلان التصويت، وآخرها كان صباحا. كما زار الوزير البحرين قبل 10 أيام والتقى القيادة. والتوجه بتنمية العلاقات بين البلدين واضح ونعمل على ذلك من خلال مسارين: المسار الثنائي، ومن ضمن منظومة مجلس التعاون الخليجي.
جزء من تطوير العلاقات ليس فقط التركيز على التبادل التجاري، بل تطويره أكثر إلى الاستثمار المشترك سواء كان استثمارا على مستوى فردي أو مؤسساتي، في البحرين وفي بريطانيا. ونحن نتفق تماما أن وجود قاعدة استثمارية كبيرة من الطبيعي أن تنعكس إيجابيا على التبادل التجاري. ولكن الذي يوفره الاستثمار ولا يوفره التبادل التجاري هو العلاقة الطويلة الأمد المستدامة؛ لأن التبادل التجاري يتأثر بعوامل كثيرة كتفاوت أسعار النفط، والأوضاع الأمنية والمنافسة من الدول الثانية واختلاف العملة ولكن وجود الاستثمار يضمن قاعدة أبدية ومنها تخلق فرص جديدة.
* علما بأن بريطانيا هي الحليف الأقوى للبحرين في الاتحاد، ما مصير علاقة البلاد مع دول «الأوروبي» بعد خروج بريطانيا منه؟
- نحن نتفق مع البريطانيين أن تقاربنا معهم ليس على حساب تقاربنا مع دول الاتحاد، وهم كذلك. كل ما هنالك أنهم يعتقدون أن قرارهم بات في يدهم وبإمكانهم التحرك بمرونة أكبر. نرحب بالتعاون معهم ومع أوروبا أيضا. التقرب من جهة لا يعني الابتعاد عن أخرى.
* بحسب تقديرات مجلس التنمية الاقتصادية، من المتوقع أن ينمو الناتج المحلي الإجمالي بالأسعار الثابتة بنسبة 3.2 في المائة في العام الحالي، وتشير الإحصاءات إلى أن الاقتصاد البحريني ماض بخطى ثابتة رغم التقلبات أبرزها تدهور أسعار النفط والاضطرابات الجيوسياسية. ولكن، كيف تؤثر التحولات السياسية على الأوضاع الاقتصادية في منطقة الخليج والبحرين خاصة؟ وكيف تخطط المملكة للوصول إلى هذا النمو؟
- معدل النمو في منطقة الخليج كلها هو 4.5 في المائة. الآن نمر بظروف صعبة منها انخفاض أسعار النفط. من الممكن القول إن البحرين من الدول السباقة في المنطقة في تنويع مصادر الدخل بعيدا عن النفط والوضع السياسي في المنطقة في اليمن وسوريا والعراق.. ولكن بالنسبة للبحرين نرى أن الاقتصاد ما زال في نمو وأن هناك مشاريع مرتقبة على مدار الخمس سنوات المقبلة بقيمة 32 مليار دولار وهو تقريبا الناتج المحلي للبحرين سنويا، ما يعني أننا أضفنا عاما وستنعكس إيجابيا على معدل النمو. كثير من المشاريع تبناها القطاع الخاص وسيكون تأثير تذبذب النفط أقل لأن المشاريع مستمرة. كثير منها يستهدف تطوير البنية التحتية في البحرين تمهيدا لمشاريع ستليها، والآخر يركز على توسعة مشاريع حالية، التي ستخرج منها صناعات تحويلية. وبذلك بإمكاننا القول إن قاعدة الاقتصاد في البلاد في توسع والثقة في الاستثمار عالية. إلى ذلك، تعتبر نسبة نمو 3.2 في المائة بإمكاننا الوصول إليها واقعيا. وقمنا بتحرير سوق العمل بإدخال نظام الكفالة الشخصية للأجانب عن طريق وظيفتهم ونظام العمالة الجزئية للأجانب ونظام الرسوم الإضافية للشركات التي تعدت نسب بحرنة الوظائف وترغب في توظيف أجانب. إلى ذلك تؤكد إحصائية أن عدد العمالة في البحرين ازدادت خلال الستة أشهر الأولى من عام 2016 الحالي، إذ ارتفع عدد البحرينيين بنسبة 1 في المائة وازدادت نسبة الأجانب 8 في المائة، علما بأن معدل البطالة في البحرين أقل من 3 في المائة. وعليه، نما سوق العمل بنسبة 1 في المائة للبحرينيين و8 في المائة للأجانب في النصف الأول من 2016 مع الحفاظ على نسبة البطالة في حدود 3 في المائة. وهنا نستنتج أن الاقتصاد ينمو بوتيرة أسرع من معدل دخول البحرينيين إلى سوق العمل، ما يجبرنا على استقطاب العمالة الأجنبية. وفي الآونة الأخيرة قمنا بتوجيه من القيادة، على أن يكون دورنا في الوزارة بالتعاون مع مجلس التنمية الاقتصادية تحرير الاقتصاد أكثر وفتح المجالات للبحريني وللأجنبي للاستثمار وتسهيل إجراءات تسجيل الشركات. وبعد عام ونصف من التحليل والدراسة بدأنا بحصاد ثمار المبادرة.
* ما أهم نقاط التعاون بينكم وبين مجلس التنمية الاقتصادية؟
- قمنا بتغيير أربعة قوانين خلال العام الماضي بعضها قديم من ستينات القرن الماضي. وأصدرنا قوانين جديدة انعكست إيجابا على البحرين وظهر ذلك في عدد السجلات التجارية في البحرين، اليوم، الذي وصل إلى 93 ألف سجل من 77 ألف سجل أول العام الحالي، ما يؤكد نموا مطردا. وبالإضافة إلى ذلك، قمنا بإطلاق نظام إلكتروني لتسجيل الشركات واسمه «سجلات» وكان معدل المعاملات 8 آلاف معاملة شهريا في السجل التجاري، ووصل في شهر أغسطس (آب) الماضي إلى 19600 معاملة شهريا؛ حيث أصبح بإمكان المراجعين إتمام جميع عمليات التسجيل والسجل التجاري عبر برنامج «سجلات» إلكترونيا من داخل وخارج البحرين. ومنذ تدشين النظام في أبريل (نيسان) 2016 تمكنا من اختصار زمن إصدار السجل والآن الرقم القياسي لذلك 93 ثانية. وكل هذه المؤشرات تؤكد أن الاقتصاد يمشي في الاتجاه الصحيح.
* علما بأن البحرين أعلنت عن إنشاء مناطق جديدة للصناعة بقيمة تصل إلى 128 مليار دولار تقريبًا، وهو ما يؤدي إلى تعزيز ترتيب مركز المملكة اقتصاديا وماليًا على مستوى المنطقة والعالم. إلى أين وصلت تلك المناطق، وكم الوقت المتوقع لتبدأ التشغيل؟
- نواجه في البحرين تحديين بمجال الصناعة، الأول هو الأراضي الصناعية والثاني هو الطاقة، خصوصا الغاز. انتهينا الآن من إعادة هيكلة الأراضي الصناعية وتصدينا لكثير من المخالفات وخلال عام استطعنا حل أكثر من 70 في المائة من المخالفات واسترجعنا كثيرا من الأراضي التي أساء استخدامها بعض الناس لأغراض غير صناعية وخصصناها لمشاريع صناعية جديدة. نحن أيضا في طور إعداد مناطق صناعية جديدة ستكون جاهزة في أواخر 2018 أو في أول 2019 حدا أقصى. في الوقت نفسه، أحد المشاريع الكبيرة في البحرين هو بناء مرفأ للغاز المسال بحلول 2019، وبهذا نكون قد حللنا المشكلتين الرئيستين في القطاع الصناعي وهما تأمين الأراضي الصناعية والطاقة التشغيلية.
* ما الصناعات التي تهم البحرين؟
- رؤية مجلس التمنية الاقتصادية البحريني يرتكز على خمسة قطاعات ولكن هذا لا يعني أننا لا ننظر لقطاعات أخرى. وهي: القطاع المالي والمصرفي بما فيه التكنولوجيا البنكية، والقطاع اللوجستي ونطمح إلى أن تكون البحرين المركز اللوجستي في الخليج، خصوصا لتغذية سوق المملكة العربية السعودية وشمال الخليج وهو السوق الكبرى بحكم موقع البحرين الجغرافي والبنية التحتية الموجودة؛ حيث تم التركيز على قطاع الشحن (برا وبحرا وجوا) والعمليات اللوجستية لجعل البحرين مركزا إقليميا لتخليص البضائع وإعادة تصديرها وتمكنا من التوصل والالتزام بمدة لا تتجاوز 24 ساعة من وصول البضائع حتى تسليمها في المملكة العربية السعودية.
أما القطاع الثالث فهو التصنيع، ونحن نعمل بمواردنا ولكن في 2019 سيزيد مجالنا وستكون قفزة أكبر. القطاع الرابع هو السياحة. والقطاع الخامس هو تكنولوجيا المعلومات والتقنية، ونركز في الوزارة على دعم رواد الأعمال والمؤسسات الصغيرة والمتوسطة. وكثير من المشاريع في هذا المجال عبارة عن ذلك. وتعاونا مع مجلس التنمية الاقتصادية والبنك البحريني في خطة نهوض بهذا القطاع، ومن المهام التي أسندت إلينا بصفتنا وزارة متابعة والإشراف على بورصة البحرين، وأحد الأسباب وراء هذا التوكيل هو أننا نطمح إلى خلق مسار لرواد الأعمال للبدء من أفراد إلى شركة مساهمة بما فيها المراحل التي تتخللها من تمويل. ونمنحهم مسارا واضحا لتحويل حلم إلى نجاح كبير.
* البحرين الأولى في مجال التقنية والاتصالات بالخليج فما الخطط للبقاء في الصدارة؟
- نحاول خلق بيئة محفزة في البحرين لهذا المجال؛ لأن اعتقادنا الراسخ يقوم على تطوير الطاقات الشبابية ودعم الإبداع. حتى ذكر ولي العهد البحريني الشهر الماضي أن الحكومة تتجه لدعم الإبداع الشخصي. وهذا القطاع مجال مفتوح ومرن جغرافيا. أحد الأهداف التي نحاول غرسها في عقول الشباب ألا تفكر بالتوظف بعد التخرج.. بل تطوير التفكير ليكون الخريج هو موفر العمل (صاحب العمل) عوضا عن أن يكون الباحث عن عمل. وبرنامج «تمكين» من أهم المبادرات التي اتخذناها لدعم الشباب، وهو صندوق أسس لدعم البحرينيين وتدريبهم وتأهيلهم لسوق العمل، وصرف إلى الآن نحو ملياري دولار في 7 سنوات لتدريب البحرينيين، واستفاد منه 35 ألف مؤسسة ومائة ألف بحريني، وهذه الأموال تعتبر استثمارا في الاقتصاد لأنها تعود بفائدة. وتعتبر البحرين من الدول السباقة في المنطقة في عدة مجالات، منها التعليم (نحتفل بمائة عام في عام 2019)، كما بدأ تعليم المرأة في عام 1928. وكلها أمور موجودة، ولكن يتوجب إعادة الاستثمار بها وتحديثها لمواكبة الدول العالمية الأخرى.
* كثير من السبل التي ذكرتها لتنمية الاقتصاد تتوازى مع بنود رؤية المملكة العربية السعودية «2030» في مجال الاقتصاد بما فيها تخفيض الاعتماد على النفط، وتشجيع الاستثمار الأجنبي، والتعاون بين القطاعين الخاص والعام إلى جانب تشجيع الصناعة المحلية والمشاريع الصغيرة والمتوسطة.. ماذا يمثل لكم التوافق في الرؤى؟
- طبعا البحرين كانت أول دولة في الخليج تطلق رؤية اقتصادية وكان ذلك في عام 2008، الملامح هي تقريبا الشيء نفسه، لأنها المنطقة ذاتها، وكل الحكومات عند تأسيسها كانت تلعب دور الحكومة والمستثمر والممول أي الراعي من الألف إلى الياء.. واليوم ليس ممكنا أن تستمر الحكومات كذلك، وولي عهد البحرين ركز على هذا، وقال إنه من الآن فصاعدا يجب أن تعلب الحكومة دورا رقابيا وتشريعيا مساندا، وقد تلعب دور الشريك ولكن لا تكون هي المحرك الرئيسي للاقتصاد. اليوم الضرورة تحتم على القطاع الخاص أخذ هذا الدور ويكون الاقتصاد مبنيا على أساس أن القطاع الخاص في الصدارة، من دون الاعتماد على النفط الذي سينفق عاجلا أم آجلا. في البحرين يمثل الاعتماد على النفط تحديا أصغر لنا مقارنة بباقي دول مجلس التعاون النفطية، وذلك لأننا بدأنا بتنويع دخلنا منذ الستينات. ولكن تحدينا يكمن في أن البلد صغير ولكن السكان في تزايد. الرؤى متوازية، ولكن بحكم الموقع الجغرافي والتعداد السكاني والاعتماد على النفط، قد تختلف التحديات.
* هل ما زالت البحرين تحتل مكانة المركز المالي لدول الخليج أم سحبت دبي البساط من تحتها؟ وما العوامل التي تميز البحرين عن غيرها؟
- لا أحد يسحب البساط من تحت أحد آخر وهذا ليس تفكير حكومات الخليج. اليوم أصبحت كل الأسواق متداخلة ومتشابكة، وللنمو يجب أن تفكر الدول بالعالمية. وأكبر دليل هو «بريكسيت».. فالدافع الرئيسي الذي دفع بريطانيا للخروج من الأوروبي هو إرادة التحرر من الاتحاد للتحرك وبناء علاقات خارج الأوروبي من دون فقدان العلاقات معه. أعتقد أن حجم السوق يكفي لأكثر من لاعب ودبي عندها استثمار كبير في التجارة ولا بد أن يتوفر قطاع بنكي لدعمه، ولكن لا يعني ذلك ضعف القطاع البنكي في البحرين، بل هو في نمو والمفرح فيه أنه يدار من بحرينيين أي أن فيه استدامة ونموا. واستفادت منه البحرين. وعندنا بنوك في البحرين تفوق نسبة البحرنة فيها الـ90 في المائة. والقطاع البنكي البحريني 70 في المائة منه بحريني. وهذا القطاع يعمل على مستوى عالمي ومهني، وهناك كثير من البحرينيين يعملون في المراكز البنكية العالمية وهم مؤهلون لأفضل الوظائف، وهذا فخر لنا، نحن لا نستورد القطاع، بل نعمل على استدامته ونموه.
* ما زالت مساهمة قطاع السياحة في البحرين دون المستوى المأمول فنسبته تقل عن 5 في المائة من مجمل الناتج المحلي الإجمالي، وذلك وفق آخر تقرير لمجلس التنمية الاقتصادية، بينما في دول مجاورة وصلت النسبة إلى نحو 17 في المائة، ما خطط المملكة لرفع نسبة القطاع السياحي بالنسبة للناتج المحلي؟
قدمنا استراتيجية السياحة إلى ولي العهد واعتمدت العام الماضي. وجزء من الاستراتيجية كان التزاما بتطوير الرقم إلى نحو 7 في المائة بحلول 2018، أي شبه مضاعفة النسبة في غضون ثلاث سنوات.
* كيف تنوون فعل ذلك؟
ابتدأنا بتحليل الوضع الراهن نظرا إلى النواقص والمعوقات وكيفية تصحيحها أو التغلب عليها. وأشارت تحاليلنا إلى أن 70 في المائة من سياحتنا من السعودية، استقبلنا تقريبا 11 مليون مواطن سعودي والرقم الثاني بعد ذلك هو الكويت 700 ألف سائح. والفجوة كبيرة جدا. والجنسيات الأجنبية الأخرى بحدود مليونين ونصف إجمالا. وابتكرنا استراتيجية تدعمها أربعة أعمدة: الهوية السياحية، والجذب السياحي، والمنافذ، والإقامة أو الإيواء.
في مجال الهوية السياحية، أطلقنا حملة جديدة بعنوان «بلدنا بلدكم» داخل وخارج البحرين ولاقت الحملة نجاحا باهرا. وتحت الجذب السياحي يندرج نوعان، وهما المنشآت والفعاليات. وبدأنا تطوير المجالين، ومن الأمور التي ننوي تطبيقها، بناء مركز جديد للمؤتمرات. وقمنا بإطلاق كثير من المهرجانات والفعاليات في البحرين بعضها محلي والآخر بمساهمات أجنبية. وأما في مجال المنافذ فيدخل 83 في المائة من السياح إلى البحرين عن طريق الجسر الذي يربطنا مع السعودية. ويعتبر هذا الجسر الشريان الرئيسي ولكنه بني عام 1986 ولم نتوقع أن يستقبل هذا الكم الهائل من حركة السير. لذلك هناك مشاريع لبناء جسر ثان، جسر الملك حمد، وبالإضافة إلى مسار السيارات، سيتضمن الجسر قطارا لنقل البضائع والمسافرين ليكون جزءا من منظومة الربط الخليجي بالسكة الحديدية. كما نظرنا إلى موضوع التأشيرات وتسهيلها لغير الخليجيين طبعا.. وقمنا بتخفيض تكلفة الفيزا من 25 دينارا إلى 5 دنانير بدءا من الأول من شهر أكتوبر (تشرين الأول) المقبل. كما قمنا بإصدار تأشيرات لمدة سنة وسنتين لرجال الأعمال والمستثمرين. كما قمنا بزيادة عدد الجنسيات التي بإمكانها الحصول على التأشيرة عند الوصول ليصل عدد الدول إلى 47 دولة.
أما في مجال الإيواء فهناك مشاريع لتشييد فنادق أربع نجوم وفنادق ذات واجهة بحرية إلى جانب دعم الاستثمار في مجال تشييد الشقق المفروشة. كما لدينا خطط لتطوير الشواطئ.. لأننا حاليا جزيرة من دون شواطئ وهناك مناقصات لبدء ذلك. ولتنويع جنسيات السائحين في البحرين قررنا الوصول إلى العالمية.. فبعد النظر إلى الأسواق المحتملة، قمنا بتعيين سبع أسواق رئيسية وافتتحنا فيها مكاتب تمثيلية للسياحة، وهي بريطانيا وألمانيا وفرنسا وروسيا والصين والهند والمملكة العربية السعودية.
* لماذا وقع اختياركم على هذه الدول؟
لأنها الدول التي نوفر إليها رحلات جوية مباشرة على متن طيران الخليج. ولأن جميعها يحتوي على مؤسسات سياحية وشركات سياحة توفر عروضا للرحلات ولكثافتها السكانية. وفي الخطوة الثانية سنقوم بالتوسع، حتى في أميركا بعد عام 2018؛ إذ سيسير طيران الخليج رحلات مباشرة دون توقف إلى الولايات المتحدة الأميركية عند تسلمها الطائرات الجديدة. وحتى الآن لاقينا نجاحا باهرا، وأصبحنا وجهة عطلة نهاية الأسبوع، لأن معدل المنامة في البحرين تعدى اليومين، ونطمح للوصول إلى أربعة ثم إلى سبعة أيام. ونستثمر حاليا في افتتاح مدارس فندقة وطبخ. ونحن واثقون في أننا سنصل إلى أهدافنا كما بدأنا بتشجيع السياحة الداخلية.
* ما آخر الخطط لتحسين وضع «طيران الخليج» بعد التحديات التي جابهته.. علما بأن تمنية السياحة تستوجب شركة طيران قوية أيضا؟
جراء انسحاب سلطنة عمان وإمارة أبوظبي وقطر، اضطرت البحرين إلى تملك شركة الطيران بأكملها؛ ما رتب على «طيران الخليج» ديونا وخسائر متراكمة وفرض عليها التقشف بطريقة مفاجئة. ولكن في شهر أغسطس الماضي جرى تسديد آخر قسط من الديون. خلال الصعوبات التي مرت بها الشركة، حرصت على ألا نتوقف عن تقديم خدمات الطيران ودفع الأقساط لآخر قرش. واليوم «طيران الخليج» مقبلة على ثورة تحديث وعهد جديد؛ إذ سيتم إضافة 45 طائرة جديدة ابتداء من عام 2018 (16 طائرة من طراز 787 و29 طائرة من طرازي 320 و321). قبل يومين كان لدينا اجتماع للجنة التنفيذية وشغلت منصب عضو فيها، وكان معظم الاجتماع مخصصا للهوية الجديدة والطائرات الجديدة للشركة، وسنعيد إطلاقها بحلة جديدة. واليوم إحدى صعوبات الشركة هي محدودية الأسطول، ومن الصعب عليها التوسع بمحطات جديدة ولكن بوصول الطائرات بين 2018 و2022 سيكون بإمكان الشركة التوسع لوجهات جديدة، ما سيساعد البحرين في السياحة واستقطاب الاستثمارات وترويج البحرين عالميا.



لا مفاجأة في مارس... التضخم الأميركي يحافظ على وتيرته المُعتدلة

عامل يرتدي درعاً للوجه يقوم بفحص المنتجات على رف متجر بقالة في حي مانهاتن بمدينة نيويورك بالولايات المتحدة (رويترز)
عامل يرتدي درعاً للوجه يقوم بفحص المنتجات على رف متجر بقالة في حي مانهاتن بمدينة نيويورك بالولايات المتحدة (رويترز)
TT

لا مفاجأة في مارس... التضخم الأميركي يحافظ على وتيرته المُعتدلة

عامل يرتدي درعاً للوجه يقوم بفحص المنتجات على رف متجر بقالة في حي مانهاتن بمدينة نيويورك بالولايات المتحدة (رويترز)
عامل يرتدي درعاً للوجه يقوم بفحص المنتجات على رف متجر بقالة في حي مانهاتن بمدينة نيويورك بالولايات المتحدة (رويترز)

تماشياً مع التوقعات، ارتفع التضخم الأميركي بشكل معتدل في مارس (آذار)، لكن من غير المرجح أن يؤثر ذلك على توقعات الأسواق المالية بأن يحتفظ مجلس الاحتياطي الفيدرالي بأسعار الفائدة دون خفض حتى سبتمبر (أيلول).

وقال مكتب تحليل البيانات الاقتصادية التابع لوزارة التجارة يوم الجمعة إن مؤشر أسعار نفقات الاستهلاك الشخصي ارتفع بنسبة 0.3 في المائة الشهر الماضي. ولم يتم تعديل بيانات فبراير (شباط) لتظهر ارتفاع مؤشر أسعار نفقات الاستهلاك الشخصي بنسبة 0.3 في المائة كما ورد سابقاً، وفق «رويترز».

وخلال الاثني عشر شهراً التي سبقت مارس، ارتفع التضخم بنسبة 2.7 في المائة بعد أن ارتفع بنسبة 2.5 في المائة في فبراير.

وتوقع خبراء الاقتصاد الذين استطلعت «رويترز» آراءهم ارتفاع مؤشر أسعار نفقات الاستهلاك الشخصي بنسبة 0.3 في المائة على أساس شهري، وزيادة بنسبة 2.6 في المائة على أساس سنوي.

ويعد مؤشر أسعار نفقات الاستهلاك الشخصي أحد مقاييس التضخم التي يتابعها «المركزي» الأميركي لهدفه البالغ 2 في المائة. وهناك حاجة إلى قراءات شهرية للتضخم تبلغ 0.2 في المائة بمرور الوقت لإعادة التضخم إلى معدله المستهدف.

وكانت هناك مخاوف من أن يتجاوز التضخم التوقعات في مارس بعد أن أظهر تقرير الناتج المحلي الإجمالي للربع الأول يوم الخميس ارتفاع ضغوط الأسعار بأكبر قدر في عام، مدفوعاً بارتفاع تكاليف الخدمات، وخاصة النقل والخدمات المالية والتأمين. وقد عوض ذلك بشكل كبير انخفاض أسعار السلع.

ويبدو أن معظم عودة التضخم للارتفاع كان في الشهرين الأول والثاني من العام.

ومن المتوقع أن يترك مسؤولو «الفيدرالي» أسعار الفائدة دون تغيير الأسبوع المقبل. وأبقى «المركزي» سعر الفائدة الأساسي ليوم واحد في نطاق 5.25 - 5.50 في المائة منذ يوليو (تموز). وقد رفع سعر الفائدة الأساسي بمقدار 525 نقطة أساس منذ مارس 2022.

وتوقعت الأسواق المالية في البداية أن يأتي أول خفض للفائدة في مارس، ثم تأجل إلى يونيو (حزيران)، والآن إلى سبتمبر، حيث واصلت بيانات سوق العمل والتضخم مفاجأة الأسواق بالارتفاع هذا العام.


«المركزي» الروسي يُبقي أسعار الفائدة عند 16 % ويرفع توقعات التضخم

علم روسيا يرفرف فوق مقر المصرف المركزي في موسكو (رويترز)
علم روسيا يرفرف فوق مقر المصرف المركزي في موسكو (رويترز)
TT

«المركزي» الروسي يُبقي أسعار الفائدة عند 16 % ويرفع توقعات التضخم

علم روسيا يرفرف فوق مقر المصرف المركزي في موسكو (رويترز)
علم روسيا يرفرف فوق مقر المصرف المركزي في موسكو (رويترز)

أبقى المصرف المركزي الروسي سعر الفائدة الرئيسي عند 16 في المائة للمرة الثالثة على التوالي، يوم الجمعة، لكنه رفع توقعات التضخم لعام 2024، معترفاً للمرة الأولى بأنه قد يواجه صعوبة في تحقيق هدفه البالغ 4 في المائة هذا العام.

وكان القرار متماشياً مع استطلاع أجرته «رويترز» بين خبراء اقتصاد، توقعوا أن استمرار التضخم الذي تغذيه قوة الطلب الاستهلاكي ونقص العمالة على نطاق واسع، سيمنع «المركزي» من تخفيف تكاليف الاقتراض بشكل أسرع، وفق «رويترز».

ورفع «المركزي» توقعات التضخم إلى 4.3 - 4.8 في المائة من 4 - 4.5 في المائة في السابق.

وقال المصرف في بيان: «بسبب استمرار ارتفاع الطلب المحلي، الذي يفوق القدرات على توسيع العرض، فإن التضخم سيعود إلى المستهدف بوتيرة أبطأ إلى حد ما عما توقعه بنك روسيا في فبراير (شباط)».

وكان بنك روسيا قد رفع أسعار الفائدة بمقدار 850 نقطة أساس في النصف الثاني من عام 2023، بما في ذلك رفع طارئ غير مجدول في أغسطس (آب) مع انخفاض الروبل إلى ما دون 100 مقابل الدولار، وطالب الكرملين بسياسة نقدية أكثر تشدداً.

وبلغ التضخم، وهو المجال الرئيسي الذي يثير قلق «المركزي»، 7.4 في المائة في عام 2023، مقارنة بـ11.9 في المائة في عام 2022. ويتوقع خبراء الاقتصاد أن يظل أعلى بكثير من هدفه البالغ 4 في المائة هذا العام.

لا تغيير في أسعار الفائدة حالياً

وبعد قرار «المركزي» قالت محافِظة المصرف إلفيرا نابيولينا، خلال مؤتمر صحافي: «كان معظم المشاركين في الاجتماع يؤيدون تثبيت سعر الفائدة. واتفق الجميع على أن المجال لخفض سعر الفائدة أصبح أصغر. ولكن كانت هناك بعض الآراء لصالح رفع سعر الفائدة».

وحول السياسة النقدية، قالت: «في ظل السيناريو الأساسي، سيبدأ الاقتصاد في التحرك نحو معدلات نمو أكثر توازناً في الربع الثاني. وستنخفض الفجوة بين الطلب والعرض تدريجياً، ما يدعم تباطؤ ديناميكيات الأسعار. وفي هذه الحالة، فإن الزيادات المتراكمة في أسعار الفائدة ستكون كافية لتقريب التضخم من المستوى المستهدف بحلول نهاية هذا العام. وفي ظل هذا السيناريو، ستبدأ تخفيضات أسعار الفائدة في النصف الثاني من هذا العام».

وأضافت: «إذا كان تراجع التضخم بطيئاً للغاية، فإننا لا نستبعد إبقاء سعر الفائدة الرئيسي دون تغيير حتى نهاية هذا العام. لقد ساعدت القرارات المتعلقة برفع أسعار الفائدة الرئيسية العام الماضي على الحد بشكل كبير من الضغوط التضخمية المستمرة. وبسبب تلك القرارات، سوف يتباطأ التضخم إلى 4.3 - 4.8 في المائة بحلول نهاية هذا العام».

وتابعت: «لقد رفعنا متوسط ​​توقعات المعدل للفترة 2024 - 2025. وسيكون في نطاق 15 - 16 في المائة هذا العام ونطاق 10 - 12 في المائة العام المقبل».

وعن الاقتصاد الروسي، قالت: «ما زلنا نعتقد أن ذروة النشاط الاقتصادي قد مرت في الخريف الماضي، ولكن النشاط الاقتصادي لا يزال مستمراً. وهذا يعني أن الطلب ينمو بشكل أسرع مما يمكن أن ينمو العرض. نعتقد أن هذه الفجوة ستتقلص تحت تأثير السياسة النقدية، وستكون هذه العملية مصحوبة بانخفاض الضغوط التضخمية المستمرة».

أما لناحية المدفوعات الدولية، فقالت: «نرى أن مخاطر العقوبات الثانوية تزداد وأن سداد المدفوعات أصبح أكثر تعقيداً. ونحن على اتصال مع شركائنا لنرى كيف يمكن تسهيل المدفوعات».

توقعات نمو اقتصادي أفضل

وحدّث المصرف المركزي توقعاته للاقتصاد الكلي، حيث رفع توقعات النمو الاقتصادي لروسيا إلى 2.5 - 3.5 في المائة من النطاق السابق البالغ 1 - 2 في المائة. ورفع توقعاته لنطاق متوسط سعر الفائدة الرئيسي في عام 2024 إلى 15 - 16 في المائة من 13.5 - 15.5 في المائة.

وتعافى الاقتصاد الروسي بشكل حاد، العام الماضي، من انخفاض حاد في عام 2022، لكن النمو يعتمد بشكل كبير على إنتاج الأسلحة والذخائر التي تموّلها الدولة ويخفي مشاكل أخرى.

وقال المصرف المركزي: «يأتي نقص العمالة عقبة رئيسية أمام توسيع إنتاج السلع والخدمات. وفي الوقت نفسه، يستمر تشديد سوق العمل».

وتعكس توقعات الناتج المحلي الإجمالي المحسنة للمصرف توقعات وزارة الاقتصاد، التي تتوقع الآن نمواً اقتصادياً بنسبة 2.8 في المائة هذا العام، مع توقع لضعف الروبل وتقلص فائض الحساب الجاري في السنوات المقبلة. وتتوقع سيناريوهات الإجهاد التي وضعتها الوزارة تعثر النمو وانهيار الروبل.

ورفع «المركزي» توقعاته لفائض الحساب الجاري لعام 2024 إلى 50 مليار دولار من 42 مليار دولار سابقاً.

وفي النصف الأول من عام 2023، خفّض «المركزي» أسعار الفائدة إلى 7.5 في المائة، وعكس تدريجياً رفعاً طارئاً إلى 20 في المائة تم تنفيذه في فبراير 2022 بعد أن أرسلت موسكو جيشها إلى أوكرانيا، ما أدى إلى فرض عقوبات غربية واسعة النطاق.

الروبل يحقق أعلى مستوى في شهر

وارتفع الروبل الروسي إلى أعلى مستوى في شهر، متجاوزاً 92 مقابل الدولار يوم الجمعة، بعد أن أبقى «المركزي» أسعار الفائدة عند 16 في المائة، كما كان متوقعاً، وتسبب ذلك في تدهور طفيف لتوقعات التضخم في روسيا.

وبحلول الساعة 10:48 (بتوقيت غرينتش)، كان الروبل أقوى بنسبة 0.1 في المائة مقابل الدولار عند 91.86، وهو أقوى مستوى له منذ 27 مارس (آذار).

وارتفع سعر الروبل بنسبة 0.2 في المائة ليصل إلى 98.49 مقابل اليورو وانخفض بنسبة 0.2 في المائة مقابل اليوان إلى 12.62.


مزيج التفاؤل والمخاوف يكسر خسائر النفط الأسبوعية

منشأة للتكرير النفطي في ولاية ألبرتا الكندية (رويترز)
منشأة للتكرير النفطي في ولاية ألبرتا الكندية (رويترز)
TT

مزيج التفاؤل والمخاوف يكسر خسائر النفط الأسبوعية

منشأة للتكرير النفطي في ولاية ألبرتا الكندية (رويترز)
منشأة للتكرير النفطي في ولاية ألبرتا الكندية (رويترز)

ارتفعت أسعار النفط، يوم الجمعة، واتجهت لإنهاء الأسبوع على ارتفاع بعد خسارتين أسبوعيتين متتاليتين، وذلك في أعقاب إبداء مسؤولة أميركية كبيرة تفاؤلاً بشأن النمو الاقتصادي ومع استمرار المخاوف بشأن الإمدادات نتيجة الصراعات في الشرق الأوسط.

وبحلول الساعة 13:35 بتوقيت غرينتش، ارتفعت العقود الآجلة لخام برنت 66 سنتاً بما يعادل 0.74 في المائة إلى 89.67 دولار للبرميل، وزادت العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط الأميركي 72 سنتاً أو 0.86 في المائة إلى 84.29 دولار للبرميل. وبرنت مرتفع نحو 3 في المائة منذ بداية الأسبوع، في حين تقدم غرب تكساس الوسيط نحو 1.5 في المائة.

قالت وزيرة الخزانة الأميركية جانيت يلين لـ«رويترز»، مساء الخميس، إن نمو الناتج المحلي الإجمالي الأميركي في الربع الأول من العام قد يخضع لتعديل بالزيادة وإن التضخم سيتراجع بعد مجموعة من العوامل «الفارقة» التي دفعت الاقتصاد إلى أضعف أداء له خلال ما يقرب من عامين.

ورجحت أن يكون النمو الاقتصادي الأميركي أقوى مما تشير إليه البيانات الفصلية التي جاءت أضعف من المتوقع.

وأظهرت البيانات أن النمو الاقتصادي تباطأ في الربع الأول. وقبل تصريحات يلين، تأثرت أسعار النفط بتسارع التضخم، إذ دفع ذلك المستثمرين لاستبعاد تخفيض مجلس الاحتياطي الفيدرالي (البنك المركزي الأميركي) أسعار الفائدة قبل شهر سبتمبر (أيلول) المقبل.

وأشارت البيانات إلى ارتفاع مؤشر أسعار نفقات الاستهلاك الشخصي، باستثناء الغذاء والطاقة، بوتيرة سنوية 3.7 في المائة مقارنة مع 2 في المائة في الربع الأخير من 2023.

وقال تاماس فارغا، المحلل لدى «بي في إم أويل»: «نمو الناتج المحلي الإجمالي الأميركي 1.6 في المائة... الذي جاء دون التوقعات، قد يعد أيضاً تطوراً موضع ترحيب يؤكد فاعلية التشديد النقدي في الآونة الأخيرة، غير أن مؤشر أسعار نفقات الاستهلاك الشخصي هو الذي حرك المعنويات».

من ناحية أخرى، تلقت الأسعار دعماً في وقت مبكر من الجلسة في ظل المخاوف حيال الإمدادات مع استمرار التوتر في الشرق الأوسط.

فقد كثّفت إسرائيل ضرباتها الجوية على رفح بعد أن قالت إنها ستجلي المدنيين من المدينة الواقعة في جنوب قطاع غزة وستشن هجوماً شاملاً، رغم تحذيرات حلفائها من أن ذلك قد يتسبب في خسائر بشرية كبيرة.


حكومة تركيا تتعهد بخفض سريع للتضخم في أشهر الصيف

وزير الخزانة والمالية التركي محمد شيمشك (من حسابه على إكس)
وزير الخزانة والمالية التركي محمد شيمشك (من حسابه على إكس)
TT

حكومة تركيا تتعهد بخفض سريع للتضخم في أشهر الصيف

وزير الخزانة والمالية التركي محمد شيمشك (من حسابه على إكس)
وزير الخزانة والمالية التركي محمد شيمشك (من حسابه على إكس)

تعهدت الحكومة التركية بخفض التضخم الذي يحلق حالياً عند مستوى يقترب من 70 في المائة بسرعة كبيرة خلال أشهر الصيف.

وقال وزير الخزانة والمالية التركي، محمد شيمشك، إن «التضخم سينخفض ​​بسرعة كبيرة في أشهر الصيف، هناك تأثير أساسي وهناك تأثير للبرنامج الاقتصادي متوسط الأجل للحكومة، ونحن نعتقد أن توقعات السوق سوف تتقارب مع أهدافنا مع مرور الوقت».

وأضاف شيمشك، خلال «قمة أولوداغ الاقتصادية» في مدينة بورصة (غرب تركيا)، يوم الجمعة: «أولويتنا القصوى هي استقرار الأسعار ودعم الانضباط المالي، يستغرق تباطؤ التضخم وقتاً، ومكافحة التضخم عملية مستمرة وطويلة، وسوف نعمل على خفض التضخم من خلال سياسة نقدية ومالية متشددة، وسياسة دخل متوافقة مع الأهداف، وعبر التحول الهيكلي وزيادة الإنتاجية، وسنبدأ في رؤية النتائج في النصف الثاني من العام».

سياسة متشددة وإصلاحات هيكلية

ولفت شيمشك إلى أن المصرف المركزي التركي اتخذ خطوات مهمة في السياسة النقدية، وينفذ حالياً سياسة ائتمانية انتقائية، وأن السياسة النقدية أكثر صرامة من أسعار الفائدة.

وقال إنه «ابتداءً من العام المقبل، سوف نعمل على خفض عجز الموازنة، بما في ذلك النفقات المتعلقة بالزلزال، إلى أقل من 3 في المائة»، مضيفاً: «برنامجنا الاقتصادي يؤتي ثماره، ونحن مصممون على حل مشاكل الاقتصاد الكلي في تركيا».

وتابع شيمشك أنه سيتم اتخاذ خطوات للسياسة المالية والإصلاحات الهيكلية، مشيراً إلى أن جهود الادخار في مؤسسات الدولة وصلت إلى نقطة النهاية، وستدخل السيطرة على الإنفاق العام حيز التنفيذ في النصف الثاني من العام.

وبالإشارة إلى أن مسألة مراجعة الإعفاءات الضريبية تم تضمينها في البرنامج الاقتصادي متوسط الأجل، قال شيمشك: «نحن نعرف ما يجب القيام به، نحن فقط نقرر متى وبأي ترتيب وبأي جرعة، وفقاً لاحتياجات البرنامج».

النمو وعجز الحساب الجاري

وأضاف شيشك: «سوف ندعم البنك المركزي لخفض التضخم، وسنعمل على خلق حيز مالي للإصلاحات الهيكلية على المدى المتوسط، قد يكون هناك تباطؤ مؤقت في النمو، ولكن إمكانات النمو لدينا سوف تتعزز وسيظل أداء النمو لدينا قوياً جداً على المديين المتوسط ​​والطويل مقارنة ببقية العالم».

ولفت إلى أنه في حين أن الطلب المحلي سوف يتراجع ابتداءً من النصف الثاني من العام، فإن صافي الصادرات سيتحول إلى الجانب الإيجابي مع انتعاش الطلب الخارجي، وسيحدث انتقال سلس في النمو، لكنه سيظل عند مستوى معقول وستبدأ عملية تباطؤ التضخم.

وتوقع شيمشك أن يبلغ العجز في الحساب الجاري 3.1 في المائة في البرنامج متوسط ​​الأجل، وأن يكون عجز الموازنة 6.4 في المائة، قائلاً: «هدفنا سيكون أقل من 5 في المائة، وخفض نسبة عجز الحساب الجاري إلى الدخل القومي إلى أقل من 2.5 في المائة، ما سيوفر لنا الفرصة لمراكمة الاحتياطيات».

وأوضح شيمشك أن البرنامج الاقتصادي يعمل بشكل أفضل في بعض المجالات وبشكل أقل من توقعات الحكومة في مجالات أخرى، مؤكداً أن السياسات العقلانية والإصلاحات الهيكلية سوف تجلب المستثمرين.

تقلبات سعر الصرف

وأشار وزير الخزانة والمالية التركية إلى انخفاض تقلبات أسعار الصرف، ودخول الأسواق مرحلة الاستقرار، وأن حاجة تركيا إلى الموارد الأجنبية آخذة في التناقص، وهناك الكثير من تدفق الموارد إلى تركيا، وأنها لا تواجه حالياً مشكلة في الوصول إليها.

وقال إنه «في الأشهر الثلاثة الماضية، وجدت بنوكنا ما مجموعه 3.5 مليار دولار من الموارد الشبيهة برأس المال الخارجي، وهناك انتعاش في الاحتياطيات».

وذكر أن هناك بعض وكالات التصنيف الائتماني الدولية رفعت تصنيف تركيا، كما أن إحداها أعطتها تصنيفاً إيجابياً، مشيراً إلى أن مسألة التصنيف الإيجابي ستتحقق قريباً. ولفت إلى أنه سيعقد لقاءً، الاثنين المقبل، مع كبار المديرين في وكالات التصنيف الائتماني الدولية.

تحذير من «فيتش»

في غضون ذلك، وبينما أبقى مصرف تركيا المركزي على سعر الفائدة عند 50 في المائة في اجتماع لجنته للسياسة النقدية، الخميس، حذّرت وكالة التصنيفات الائتمانية الدولية «فيتش» من أن تكاليف التمويل تضغط على هامش أرباح البنوك متوقعة حدوث انخفاض في أرباحها بنهاية العام الحالي.

ولفت تقرير مراقبة بيانات البنوك التركية الفصلي الصادر عن «فيتش»، الجمعة، إلى تأثير الضغط على هامش الأرباح وارتفاع تكاليف الودائع والمقايضة وانخفاض الأرباح المرتبطة بمؤشر أسعار المستهلك وتكاليف انخفاض قيمة القروض والضغوط التضخمية على النفقات التشغيلية في انخفاض الربحية.

وتوقع التقرير حدوث ضعف معتدل في جودة الأصول في تركيا في عام 2024، وذلك بعدت أصدرت «فيتش» مؤخراً من التوسع المالي في حلقة نقاشية حول تركيا.

وقال المدير الأول محلل تركيا في «فيتش»، إريك أريسبي موراليس، إن الموقف المالي لتركيا من الواضح أنه في وضع توسعي، مؤكداً أن تعديل السياسة المالية ضروري لدعم تشديد السياسة النقدية.

ولفت إلى أن هشاشة الاقتصاد التركي تراجعت، وأن عجز الحساب الجاري مستمر في الانخفاض، وأن تراجع واردات تركيا من الطاقة والذهب انعكس في عجز الحساب الجاري، وأن الاحتياطيات الدولية ارتفعت إلى مستويات بداية مارس (آذار).


تباطؤ الإقراض وتراجع توقعات التضخم يدعمان خفض الفائدة في منطقة اليورو

تباطؤ الإقراض وتراجع توقعات التضخم يدعمان خفض الفائدة في منطقة اليورو
TT

تباطؤ الإقراض وتراجع توقعات التضخم يدعمان خفض الفائدة في منطقة اليورو

تباطؤ الإقراض وتراجع توقعات التضخم يدعمان خفض الفائدة في منطقة اليورو

أظهرت تقارير «المصرف المركزي الأوروبي» يوم الجمعة أن إقراض منطقة اليورو استمر في الركود في مارس (آذار)، وقام المستهلكون بخفض توقعات التضخم لديهم، حيث استمرت تكاليف الاقتراض المرتفعة التي سجلت مستويات قياسية في كبح جماح اقتصاد منطقة اليورو.

ومن المرجح أن تعزز هذه البيانات خطة «المركزي الأوروبي» لبدء خفض أسعار الفائدة في يونيو (حزيران) بعد انخفاض التضخم إلى ما يزيد قليلاً على هدفه البالغ 2 في المائة ووصول النمو الاقتصادي إلى طريق مسدودة، وفق «رويترز».

وقال كبير الاقتصاديين في منطقة اليورو لدى بنك «آي إن جي»، بيرت كولين: «تتماشى بيانات اليوم مع بدء خفض حذر للفائدة».

وأظهرت بيانات قروض المصارف كيف أن ارتفاع معدلات الفائدة من المحتمل أن يثبط عزيمة المقترضين والمقرضين على حد سواء - وهو جزء من الثمن الذي يتعين دفعه مقابل معركة «المركزي الأوروبي» ضد التضخم المرتفع.

وارتفعت قروض المصارف للشركات بنسبة 0.4 في المائة فقط في مارس، مقارنة بـ 0.3 في المائة في الشهر السابق. وسجل نمو الإقراض للأسر، الذي كان أكثر صموداً حتى صيف العام الماضي، أدنى مستوى له في عقد من الزمن عند 0.2 في المائة، انخفاضاً من 0.3 في المائة في فبراير (شباط).

وفي إشارة إلى أن الدواء المر الذي يتبناه «المركزي الأوروبي» قد بدأ يؤتي ثماره، أظهر مسح أجراه المصرف أن المستهلكين في مارس خفضوا توقعات التضخم لديهم للأشهر الاثني عشر التالية إلى أدنى مستوى لها منذ ديسمبر (كانون الأول) 2021 عند 3 في المائة.

وقال «المركزي الأوروبي» في استطلاعه الشهري الذي شمل نحو 19 ألف مستهلك، إن توقعات التضخم للسنوات الثلاث المقبلة ظلت ثابتة للشهر الرابع على التوالي عند 2.5 في المائة.

وقال صانع السياسة في «المركزي الأوروبي»، فابيو بانيتا: «من الآن فصاعداً، يجب أن نزن خطر تشديد السياسة النقدية بشكل مفرط. يمكن أن يؤدي الموقف النقدي الصارم إلى زيادة مخاطر فترة طويلة من الضعف الاقتصادي».

وعلى الجانب الإيجابي، استمر تداول كمية الأموال المتداولة في منطقة اليورو - وهو مقياس يعمل غالباً كمؤشر رئيسي - في الارتفاع بنسبة 0.9 في المائة، وهي أسرع وتيرة منذ مايو (أيار) الماضي.

وتتماشى هذه النتيجة مع بعض البيانات الحديثة التي تشير إلى مؤشرات مؤقتة على التعافي، أو على الأقل الاستقرار، في الاقتصاد.

وانخفض التضخم بسرعة على مدار العام الماضي، لكن التوقعات لا تزال معتمة بسبب ارتفاع تكاليف الطاقة، والتضخم المستمر في قطاع الخدمات، واستمرار التوترات الجيوسياسية التي تهدد بتعطيل التجارة.


يلين: الاقتصاد الأميركي قوي... وكل خيارات مواجهة بكين على الطاولة

وزيرة الخزانة الأميركية جانيت يلين خلال حوار مع «رويترز» مساء الخميس (رويترز)
وزيرة الخزانة الأميركية جانيت يلين خلال حوار مع «رويترز» مساء الخميس (رويترز)
TT

يلين: الاقتصاد الأميركي قوي... وكل خيارات مواجهة بكين على الطاولة

وزيرة الخزانة الأميركية جانيت يلين خلال حوار مع «رويترز» مساء الخميس (رويترز)
وزيرة الخزانة الأميركية جانيت يلين خلال حوار مع «رويترز» مساء الخميس (رويترز)

قالت وزيرة الخزانة الأميركية جانيت يلين إن نمو الاقتصاد الأميركي من المرجح أنه أقوى مما أشارت إليه بيانات الناتج المحلي الإجمالي في الربع الأول، والتي جاءت أضعف من المتوقع. وذكرت أن إدارة الرئيس جو بايدن تبقي كل الخيارات متاحة للرد على تهديدات ناجمة عن قدرة الصين الصناعية المفرطة.

وذكرت يلين أيضاً خلال مقابلة مع «رويترز نكست» مساء الخميس تناولت موضوعات كثيرة أن المقترح الأميركي لاستغلال فوائد أصول روسية مجمدة بقيمة 300 مليار دولار في مساعدة أوكرانيا قد تحظى بتأييد واسع من الحلفاء في مجموعة السبع.

وأضافت أن نمو الناتج المحلي الإجمالي في الربع الأول قد يُعدل برفعه بعد توافر مزيد من البيانات، وأن التضخم سيتراجع إلى مستويات طبيعية أكثر بعد أن أدت مجموعة من العوامل «غير المألوفة» إلى تراجع الاقتصاد إلى أضعف مستوياته منذ قرابة عامين.

وتابعت يلين في المقابلة: «يواصل الاقتصاد الأميركي أداءه الجيد للغاية»؛ وذلك رداً على تقرير لوزارة التجارة أظهر أن الناتج المحلي الإجمالي في الولايات المتحدة نما 1.6 في المائة على أساس سنوي في الربع الماضي.

ويأتي ذلك أقل من نسبة 2.4 في المائة التي قدّرها اقتصاديون وأقل من نصف معدل الربع الأخير من 2023. وأظهر التقرير أيضاً تزايداً مقلقاً في التضخم مع صعود مؤشر أسعار نفقات الاستهلاك الشخصي الأساسي، الذي يستثني أسعار الأغذية والطاقة، 3.7 في المائة على أساس سنوي، بعد ارتفاعه 2 في المائة في الربع الأخير من 2023.

وقللت يلين من أهمية ارتفاع التضخم عن المستوى المستهدف عند 2 في المائة، وقالت إنها لا ترى أن ذلك يشير إلى أن سوق العمل أو مجالات أخرى من الاقتصاد في حاجة إلى تدخل لإعادة التضخم إلى هدف بنك الاحتياطي الفيدرالي البالغ 2 في المائة، مؤكدة أن «الأساسيات هنا تتماشى مع استمرار تراجع التضخم إلى مستويات طبيعية».

وقالت يلين إن مكافحة التضخم تظل الأولوية القصوى للرئيس جو بايدن، وسلّطت الضوء على جهود إدارته لخفض تكاليف الرعاية الصحية والطاقة والإسكان.

لكن بايدن رغم ذلك يواجه صعوبات في ترجمة القوة الاقتصادية الأميركية إلى دعم الناخبين قبل الانتخابات الرئاسية في نوفمبر (تشرين الثاني). وتقدم المنافس الجمهوري دونالد ترمب على بايدن بسبع نقاط مئوية في استطلاع أجرته «رويترز - إبسوس» مؤخراً عندما سُئل الناخبون عن المرشح الأفضل للاقتصاد.

وقالت يلين: «أكثر ما أركز عليه هو قوة الإنفاق الاستهلاكي والإنفاق الاستثماري. هذان العنصران من الطلب النهائي جاءا متماشيين مع معدل النمو في العام الماضي... لذا؛ فهذه هي الدعائم الأساسية للاقتصاد الأميركي الذي أظهر قوة مستمرة».

وقالت يلين إن قوة الدولار كانت نتيجة ثانوية أخرى للنمو الأميركي والسياسة النقدية المتشددة. واعترفت بأن هذا قد فرض بعض الضغوط على الدول الأخرى، لكنها قالت إن التدخلات في العملة يجب أن تحدث فقط في «ظروف نادرة واستثنائية للغاية»، عندما تكون الأسواق غير منظمة وتشهد تقلبات مفرطة.

ورفضت التعليق على قيمة الين الياباني عندما سُئلت عما إذا كانت لا تتماشى مع الأساسيات.

وفي الأسبوع الماضي، وافقت كل من الولايات المتحدة واليابان وكوريا الجنوبية على التشاور من كثب بشأن العملات، مع الاعتراف بمخاوف طوكيو وسيول بشأن الانخفاضات الحادة الأخيرة في عملتيهما مقابل الدولار.

القدرة الفائضة في الصين

وقالت يلين لـ«رويترز» إنه لا يوجد خيار «مستبعد» للتعامل مع التهديد الأول للاقتصاد الأميركي، وهو الإفراط في الإنتاج في الصين والذي يضرّ بالمصنعين في الكثير من البلدان.

وقالت إنه على الرغم من اعتراف صناع السياسات الصينيين بأن لديهم مشكلة تتعلق بالقدرة الصناعية الزائدة على السيارات الكهربائية والألواح الشمسية، وغيرها من سلع الطاقة النظيفة، فإنهم في حاجة إلى معالجتها. وأضافت أن هذه القضية «نوقشت بشكل مكثف» الأسبوع الماضي في اجتماع أميركي - صيني على هامش اجتماعات الربيع لصندوق النقد الدولي والبنك الدولي في واشنطن.

ورداً على سؤال حول احتمال فرض رسوم جمركية جديدة أو إجراءات أخرى لحماية المنتجين الأميركيين من التدفق المتوقع للصادرات الصينية، قالت يلين إنها لن تلغي أي خيارات كرد محتمل.

وقالت إن الإنتاج الزائد الصيني يهدد قدرة المصنعين على البقاء في الولايات المتحدة، وأوروبا، واليابان، والمكسيك والهند، لكن المشكلة لن يتم حلها «في يوم أو أسبوع. لذلك؛ من المهم أن تدرك الصين هذا القلق وأن تفعل ذلك»، مشددة: «لكننا لا نريد أن يتم القضاء على صناعتنا في هذه الأثناء؛ لذلك لا أريد أن أحذف أي شيء من على الطاولة».

وتستكمل إدارة بايدن مراجعة «المادة 301» للتعريفات التجارية غير العادلة على الواردات الصينية التي فرضها ترمب في عام 2018، والتي قال مسؤولون أميركيون إنها قد تؤدي إلى زيادة الرسوم الجمركية على بعض المنتجات. ودعا بايدن الأسبوع الماضي إلى المراجعة لزيادة رسوم على الصلب الصيني ثلاث مرات إلى 25 في المائة.

كما أخبرت الممثلة التجارية الأميركية كاثرين تاي أعضاء مجلس الشيوخ أن الولايات المتحدة في حاجة إلى اتخاذ «إجراءات مبكرة، وإجراءات حاسمة» لحماية قطاع السيارات الكهربائية الأميركي الناشئ من الواردات الصينية. وتبلغ الرسوم الجمركية الأميركية على واردات السيارات الصينية الآن نحو 27.5 في المائة، ولا يُباع سوى عدد قليل من السيارات الكهربائية الصينية في الولايات المتحدة في الوقت الحالي.

خطط الأصول الروسية

وقالت يلين إن الاقتراح قيد المناقشة من قِبل وزراء مالية مجموعة الدول الصناعية السبع لتسخير الأرباح من أصول البنك المركزي الروسي المجمدة لمساعدة أوكرانيا يمكن تحقيقه دون مصادرة تامة لتلك الأصول؛ مما يهدئ مخاوف بعض الدول.

ورحّبت يلين بما وصفته «بالخطوة البناءة للغاية» التي اتخذها الاتحاد الأوروبي لفصل العائدات عن الأصول التي تحتفظ بها «يوروكلير» ومقرّها بروكسل وتحويلها إلى أوكرانيا، مشيرة إلى أنه يمكن أيضاً سحب الفوائد المستقبلية لدعم القروض المقدمة لأوكرانيا.

وقالت يلين: «هذا نهج يمكن دعمه على نطاق واسع من قِبل الدول التي تشعر بالقلق بشأن الاستيلاء على الأصول ويمكن تقديم بعض الفوائد من خلال قرض على سبيل المثال». وأضافت أن هذا النهج كان من بين الكثير من الخيارات التي تناقشها دول مجموعة السبع قبل قمة الزعماء في يونيو (حزيران)، مضيفة: «إنه بالتأكيد ينتمي إلى القائمة».

وقال مسؤولان من المجموعة لـ«رويترز» في وقت سابق يوم الخميس إن النهج الأميركي، الذي يقوده نائب مستشار الأمن القومي ديليب سينغ، يكتسب زخماً بين دول مجموعة السبع.

وقالت يلين لـ«رويترز» إن معظم الأصول الروسية التي تحتفظ بها «يوروكلير» تم تحويلها الآن أموالاً نقدية. ويقول مسؤولون في مجموعة السبع إن الأصول يمكن أن تدر فوائد بنحو خمسة مليارات دولار سنوياً.


الين عند أدنى مستوى في 34 عاماً مع تثبيت بنك اليابان الفائدة

مارة في أحد شوارع العاصمة اليابانية طوكيو ينظرون إلى شاشة تعرض هبوط سعر الين إلى مستوى غير مسبوق في 34 عاماً (إ.ب.أ)
مارة في أحد شوارع العاصمة اليابانية طوكيو ينظرون إلى شاشة تعرض هبوط سعر الين إلى مستوى غير مسبوق في 34 عاماً (إ.ب.أ)
TT

الين عند أدنى مستوى في 34 عاماً مع تثبيت بنك اليابان الفائدة

مارة في أحد شوارع العاصمة اليابانية طوكيو ينظرون إلى شاشة تعرض هبوط سعر الين إلى مستوى غير مسبوق في 34 عاماً (إ.ب.أ)
مارة في أحد شوارع العاصمة اليابانية طوكيو ينظرون إلى شاشة تعرض هبوط سعر الين إلى مستوى غير مسبوق في 34 عاماً (إ.ب.أ)

سجل الين أدنى مستوى في ثلاثة عقود أمام الدولار، يوم الجمعة، بعد أن أبقى بنك اليابان أسعار الفائدة دون تغيير، ما زاد من ترقّب المتداولين لتوقيت ونطاق تدخل السلطات في طوكيو لدعم العملة.

وهبط الين بنحو 0.2 في المائة وسجل 156.1 للدولار في الدقائق التالية لإعلان بنك اليابان قراره. كما لامس الين أدنى مستوى أمام اليورو في 16 عاماً مسجلاً 167.38 لليورو وأقل مستوى في نحو عقد أمام الدولار الأسترالي.

وأبقى بنك اليابان أسعار الفائدة للمدى القصير عند نطاق بين صفر و0.1 في المائة، وتوقع أن يظل التضخم حول 2 في المائة على مدى السنوات الثلاث المقبلة. ولم تتوقع الأسواق أي تغيير في السياسة النقدية، ولذلك جاءت التحركات محدودة.

وصرح وزير المالية الياباني شونيتشي سوزوكي، يوم الجمعة، بأن بلاده تراقب من كثب تحركات العملة وأنها مستعدة لاتخاذ الخطوات الضرورية في هذا الصدد، وسط حذر بالأسواق إزاء تدخل لإبطاء انخفاض قيمة الين.

وقال سوزوكي إنه يشعر بقلق إزاء الجانب السلبي لتراجع الين، لكنه أشار إلى أن هذا الأمر له أيضاً جانب إيجابي. ورفض الوزير الكشف عن موعد وطبيعة الخطوات المعينة التي سوف تتخذها الحكومة ضد التقلبات الشديدة في سوق العملة.

ويأتي تراجع الين من الفرق الذي ما زال كبيراً في سعر الفائدة بين اليابان والولايات المتحدة، رغم قرار بنك اليابان، الشهر الماضي، زيادة أسعار الفائدة للمرة الأولى في غضون 17 عاماً.

وخفضت الأسواق المالية التوقعات بأن بنك الاحتياطي الفيدرالي (البنك المركزي) الأميركي سوف يبدأ خفض أسعار الفائدة في وقت مبكر من شهر يونيو (حزيران) بعد سلسلة من البيانات الاقتصادية القوية.

ويؤدي ضعف الين إلى ارتفاع تكاليف الواردات بالنسبة لليابان التي تعاني من ندرة في الموارد، وأيضاً إلى تسريع وتيرة التضخم، بينما يعزز مكاسب المصدرين اليابانيين.

وفي أسواق الأسهم، ارتفع المؤشر نيكي الياباني، يوم الجمعة، بعدما اختار بنك اليابان المركزي إبقاء أسعار الفائدة دون تغيير كما كان متوقعاً على نطاق واسع، وقال إن ظروف التيسير النقدي من المرجح أن تستمر في الوقت الحالي.

وصعد نيكي 0.8 في المائة إلى 37934.76 نقطة عند الإغلاق بزيادة 0.4 في المائة عن الجلسة الصباحية بعد أن أعلن بنك اليابان قراره بشأن السياسة النقدية خلال فترة الراحة في منتصف النهار.

وربح المؤشر أكثر من واحد في المائة خلال الجلسة، وتجاوز الحاجز النفسي عند 38 ألف نقطة لكنه لم يتمكن من الاحتفاظ بهذا الزخم.

وسجل المؤشر صعوداً أسبوعياً بنسبة 2.3 في المائة ليعوض جزءاً من خسائر الأسبوع السابق حين انخفض 6.2 في المائة وسجل أسوأ أداء أسبوعي منذ يونيو 2022.

وزاد المؤشر توبكس الأوسع نطاقاً 0.86 في المائة عند الإغلاق بارتفاع 2.3 في المائة أيضاً في الأسبوع.

وحقق قطاع العقارات أفضل أداء على المؤشر نيكي بفضل التوقعات باستمرار أسعار الفائدة منخفضة، وصعد سهم «ميتسوي فودوسان» 3.6 في المائة.

وظلت أسهم شركات التكنولوجيا في منطقة الارتفاع، مقتفية أثر مكاسب نظيراتها الأميركية خلال الليل مع ارتفاع مؤشر فيلادلفيا لأشباه الموصلات 2 في المائة تقريباً رغم انخفاض المؤشرات الثلاثة الرئيسية في وول ستريت.

وربح سهم شركة طوكيو إلكترون العملاقة لمعدات تصنيع الرقائق 2 في المائة تقريباً، وزاد سهم مجموعة سوفت بنك المستثمرة في الشركات الناشئة 2.35 في المائة.

وخالف سهم شركة شين - إتسو كيميكال لإنتاج السيليكون اتجاه أسهم شركات أشباه الموصلات وانخفض بأكثر من 6 في المائة بعد إعلانها أنها ستقدم علاوة ضخمة في عرض الاستحواذ على شركة ميماسو.


«بايتدانس» الصينية تؤكد عدم نيتها بيع «تيك توك» رغم التهديد الأميركي

شعار تطبيق «تيك توك» فوق علمي الصين والولايات المتحدة (رويترز)
شعار تطبيق «تيك توك» فوق علمي الصين والولايات المتحدة (رويترز)
TT

«بايتدانس» الصينية تؤكد عدم نيتها بيع «تيك توك» رغم التهديد الأميركي

شعار تطبيق «تيك توك» فوق علمي الصين والولايات المتحدة (رويترز)
شعار تطبيق «تيك توك» فوق علمي الصين والولايات المتحدة (رويترز)

أعلنت «بايتدانس»، الشركة الصينية الأم لمنصة «تيك توك»، أنها لا تنوي إطلاقاً بيع تطبيقها، على الرغم من القانون الأميركي الجديد الذي يلزمها بقطع علاقتها مع الشبكة الاجتماعية تحت طائلة حظرها في الولايات المتحدة.

وقالت الشركة على منصة «توتياو»، المملوكة لها في وقت متأخر يوم الخميس، إن «المعلومات الواردة في الصحافة الأجنبية، التي تفيد بأن (بايتدانس) تنوي بيع (تيك توك) غير صحيحة»، مؤكدة أنها «لا تخطط لبيع (تيك توك)».

ويعدّ الكونغرس الأميركي أن التطبيق يمثل تهديداً للأمن القومي؛ بسبب ارتباطه بعملاق الترفيه الصيني.

وأقرّ مجلس الشيوخ نصّاً وقعه الرئيس جو بايدن، الأربعاء، يلزم الشركة الصينية الأم لـ«تيك توك» ببيع التطبيق خلال 12 شهراً وإلا سيتم استبعاده من متجرَي «أبل» و«غوغل» على الأراضي الأميركية.

وظل «تيك توك» لسنوات في مرمى السلطات الأميركية التي تقول إن التطبيق يسمح لبكين بالتجسس على المستخدمين في الولايات المتحدة وجمع معلومات شخصية، كما أنه يخدم الدعاية الصينية.

وترفض «تيك توك» هذه الاتهامات، مؤكدة أنها لم تنقل أبداً بيانات عن المستخدمين الأميركيين إلى بكين، ولا تنوي القيام بذلك. ووعد شو زي تشيو، الرئيس التنفيذي لـ«تيك توك» المستخدمين قائلاً: «سنواصل النضال من أجل حقوقكم في المحاكم».

وقبل إعلانها لموقفها رسمياً، ذكرت 4 مصادر أن شركة «بايتدانس» ستفضّل إغلاق تطبيقها بدلاً من بيعه إذا استنفدت الشركة الصينية جميع الخيارات القانونية لتحدي التشريعات الرامية إلى حظر المنصة من متاجر التطبيقات في الولايات المتحدة.

وقالت المصادر القريبة من الشركة الأم إن الخوارزميات التي يعتمد عليها «تيك توك» في عملياته تعد أساسية لعمليات «بايتدانس» الشاملة، مما يجعل بيع التطبيق، بما يشمل الخوارزميات، أمراً مستبعداً إلى حد كبير.

وذكرت أن «تيك توك» يمثل حصة صغيرة من إجمالي إيرادات «بايتدانس» والمستخدمين النشطين يومياً، لذلك تفضّل الشركة إغلاق التطبيق في الولايات المتحدة في أسوأ السيناريوهات بدلاً من بيعه إلى أي مشترٍ أميركي.

وأوضحت المصادر، التي طلبت عدم الكشف عن هوياتها؛ لأنها غير مصرح لها بالتحدث إلى وسائل الإعلام، أن الإغلاق سيكون له تأثير محدود في أعمال «بايتدانس»، بينما لن تضطر الشركة إلى التخلي عن الخوارزميات الأساسية.

وقالت في وقت متأخر من يوم الخميس، في بيان نُشر على منصة «توتياو» الإعلامية التابعة لها، إنه لا خطة لديها لبيع «تيك توك» رداً على تقرير لموقع «ذا إنفورميشن» ذكر أن «بايتدانس» تستكشف سيناريوهات لبيع أعمال «تيك توك» في الولايات المتحدة دون الخوارزميات التي توصي بمقاطع الفيديو للمستخدمين. ورداً على طلب من «رويترز» للتعليق، أشار متحدث باسم «تيك توك» إلى بيان «بايتدانس» المنشور على «توتياو».

وقال شو زي تشيو، الأربعاء، إن الشركة تتوقع الفوز في معركة قانونية لوقف تنفيذ القانون الذي وقّع عليه الرئيس جو بايدن، وقال إنه سيحظر التطبيق الذي يستخدمه 170 مليون أميركي.

والقانون يحدد موعداً نهائياً في 19 يناير (كانون الثاني) لبيع أصول التطبيق، أي قبل يوم واحد من انتهاء فترة ولاية بايدن، لكن يمكنه تمديد الموعد النهائي 3 أشهر إذا رأى أن «بايتدانس» تحرز تقدماً.

ولا تفصح «بايتدانس» عن أدائها المالي أو التفاصيل المالية لأي من وحداتها. وقالت مصادر أخرى إن الشركة تواصل جني معظم أموالها في الصين من تطبيقات أخرى.

وقال مصدر منفصل، مطلع على الأمر، إن الولايات المتحدة مثلت نحو 25 في المائة من إجمالي إيرادات «تيك توك» العام الماضي.

وأجرت «رويترز» مقابلات مع أكثر من 6 مصرفيين استثماريين قالوا إنه من الصعب تقييم قيمة «تيك توك» مقارنة بالمنافسين الآخرين مثل «فيسبوك» و«سناب»، نظراً لأن البيانات المالية للتطبيق ليست متاحة على نطاق واسع، ولا يسهل الوصول إليها.

وأفاد اثنان من المصادر الـ4 بأن إيرادات «بايتدانس» لعام 2023 ارتفعت إلى نحو 120 مليار دولار من 80 مليار دولار في عام 2022. وقال أحد المصادر إن مستخدمي «تيك توك» النشطين يومياً في الولايات المتحدة يشكّلون نحو 5 في المائة فقط من مستخدمي تطبيقات «بايتدانس» حول العالم.


هيمنة «إنفيديا» على سوق الذكاء الاصطناعي تُلحق الضرر بـ«إنتل»

شعار شركة «إنتل» لصناعة الرقائق الإلكترونية أمام مقر الشركة الرئيسي (د.ب.أ)
شعار شركة «إنتل» لصناعة الرقائق الإلكترونية أمام مقر الشركة الرئيسي (د.ب.أ)
TT

هيمنة «إنفيديا» على سوق الذكاء الاصطناعي تُلحق الضرر بـ«إنتل»

شعار شركة «إنتل» لصناعة الرقائق الإلكترونية أمام مقر الشركة الرئيسي (د.ب.أ)
شعار شركة «إنتل» لصناعة الرقائق الإلكترونية أمام مقر الشركة الرئيسي (د.ب.أ)

تراجعت أسهم شركة «إنتل» بنسبة 8 في المائة تقريباً بعد أن توقعت الشركة تحقيق إيرادات وأرباح للربع الثاني أقل من تقديرات السوق. وتواجه الشركة طلباً ضعيفاً على معالجات الحاسوب المركزية (CPU) الخاصة بها المستخدمة في مراكز البيانات وأجهزة الكمبيوتر الشخصية، كما أنها تتخلف عن شركة «إنفيديا» في مجال رقائق الذكاء الاصطناعي سريعة النمو.

وأصبحت شركات الأعمال تركز إنفاقها على رقائق خوادم الذكاء الاصطناعي المتقدمة والسريعة، مما أثر على الطلب على معالجات «إنتل» المركزية التي كانت هي الأساس في تشغيل مراكز البيانات لعقود من الزمان، وفق «رويترز».

وتسيطر شركة «إنفيديا» على سوق رقائق الذكاء الاصطناعي بفضل وحدات معالجة الرسومات (GPUs) القوية التي تتيح لها حصةً في السوق تبلغ حوالي 80 في المائة عام 2023.

وعلى الرغم من أن سوق رقائق معالجات أجهزة الكمبيوتر الشخصية - السوق الرئيسية الأخرى لشركة «إنتل» - شهدت صعوبات على مدار العامين الماضيين، فإنها أظهرت بعض التحسن في بداية عام 2024.

وبينما خسرت «إنتل» 11 مليار دولار في قيمة سوق الأسهم بعد نتائجها التي صدرت يوم الخميس، ارتفعت قيمة شركة «إنفيديا» بمقدار 40 مليار دولار، مدعومةً بالنتائج القوية لشركتي «مايكروسوفت» و«ألفابت»، حيث يتسابق عملاقا الحوسبة السحابية لتوسيع تشكيلة منتجاتهما في مجال الذكاء الاصطناعي.

وقال المحلل في «ويدبوش» ماثيو برايسون: «(إنتل) لا تزال بحاجة إلى إثبات جدارتها. لذلك أعتقد أنه عندما تحصل على أرباع لا تحقق فيها الأداء المطلوب وتعد بأداء أفضل في المستقبل، فهناك بعض الشكوك حول قدرتها على التنفيذ».

بالإضافة إلى استخدام رقائق الذكاء الاصطناعي من «إنفيديا»، تقوم «مايكروسوفت» و«غوغل» التابعة لـ«ألفابت» بتصميم رقائق داخلية لمراكز البيانات الخاصة بهما.

ومن المحتمل أن تحقق رقائق «غاودي» الخاصة بالذكاء الاصطناعي من «إنتل» إيرادات تزيد عن 500 مليون دولار هذا العام، وفقاً لما قاله الرئيس التنفيذي للشركة بات غيلسنغر في مقابلة. وأطلقت «إنتل» معالج «غاودي 3» من الجيل الثالث في أبريل (نيسان) في محاولة للتنافس بشكل أفضل مع «إنفيديا».

وقال غيلسنغر: «الأكثر إثارةً بالنسبة لي هم عملاء الذكاء الاصطناعي من المؤسسات. أعتقد أن تحقيق الدخل من الذكاء الاصطناعي يحدث في النهاية عندما يبدأ في تحويل المؤسسات».

وهبطت أسهم الشركة، ومقرها سانتا كلارا في ولاية كاليفورنيا، إلى 32.35 دولار في التداولات خارج أوقات السوق، وهو أدنى مستوى لها منذ أغسطس (آب).

وتوقعت شركة «إيه إم دي» المنافسة بيع رقائق ذكاء اصطناعي بقيمة 3.5 مليار دولار هذا العام عندما أعلنت عن أرباحها في يناير (يناير). وارتفعت أسهم الشركة، التي تتنافس أيضاً مع «إنتل» في معالجات أجهزة الكمبيوتر الشخصية، بنسبة 2.6 في المائة بعد تقرير «إنتل».

وعلى الرغم من البداية الباهتة لهذا العام وتوقعاتها الضعيفة للربع الثاني، قال غيلسنغر إن جميع منتجات «إنتل» تقريباً ستتعافى في النصف الثاني من عام 2024.

وقال: «إنها قصة صعود ونزول بالنسبة للصناعة في النصف الأول والثاني من العام. نتوقع أن يتحسن أداء جميع أقسام (إنتل) تقريباً في النصف الثاني من عام 2024».

وتسيطر وحدات معالجة الرسومات من «إنفيديا» على سوق الذكاء الاصطناعي، حيث سعت الشركات الكبيرة والصغيرة إلى شراء رقائق بمليارات الدولارات. وأدى ارتفاع الطلب والإمداد المحدود لشركة «إنفيديا» من هذه الرقائق المتقدمة إلى منح «إنتل» و«إيه إم دي» فرصاً لكسب حصة سوق.

وتتوقع «إنتل» تحسناً في مبيعات أجهزة الكمبيوتر الشخصية في النصف الثاني من عام 2024. ويعتمد هذا التفاؤل على توقعها بدورة جديدة لترقية أجهزة الكمبيوتر الشخصية مع إطلاق إصدار جديد من نظام تشغيل «ويندوز» من «مايكروسوفت». بالإضافة إلى ذلك، تتوقع الشركة أن يؤدي طرح منتجات الجيل التالي من قِبل شركات البرمجيات إلى زيادة الطلب على أجهزة الكمبيوتر الشخصية ورقائق «إنتل»، حسب تصريحات الرئيس التنفيذي للشركة.

ومع ذلك، أقر مسؤولو الشركة خلال مكالمة المحللين بوجود عقبة في عملية التصنيع تحد من قدرتهم على توفير معالجات أجهزة الكمبيوتر الشخصية الأكثر تقدماً لديهم.

وتوقعت «إنتل» تحقيق إيرادات تتراوح بين 12.5 مليار دولار و13.5 مليار دولار في الربع الثاني، وهو أقل من متوسط تقديرات المحللين البالغ 13.57 مليار دولار وفقاً لبيانات «إل إس إي جي». كما توقعت أرباحاً معدلةً للسهم الواحد تبلغ 10 سنتات في الربع الثاني، وهي أيضاً أقل من التوقعات.

وحققت الشركة إيرادات إجمالية قدرها 12.72 مليار دولار في الربع الأول، وهو ما يقارب قليلاً التوقعات البالغة 12.78 مليار دولار. وارتفعت مبيعات قطاع مراكز البيانات لديها بنسبة 5 في المائة لتصل إلى 3 مليارات دولار خلال الفترة.

وتسعى أعمال التصنيع التعاقدي لشركة «إنتل»، المعروفة أيضاً باسم «المصنع الخاص بها»، إلى اللحاق بركب شركة «تس إس إم سي»، الشركة الرائدة في هذا المجال. لكن تحقيق الأرباح يتطلب سنوات عديدة. وانخفضت إيرادات أعمال التصنيع التعاقدي بنسبة 10 في المائة في الربع الأول من عام 2024.

وخلال مكالمة مع المحللين، يوم الخميس، قال مسؤولو «إنتل» إن أعمال المصنع ستشهد تحسناً ربعاً بعد ربع حتى عام 2030. كما كشفت الشركة عن خسائر تشغيل في المصنع بقيمة 2.5 مليار دولار في الربع الأول كجزء من خططها للإبلاغ عن عمليات المصنع كوحدة مستقلة.

وعلى الرغم من التوقعات المحبطة، ارتفعت نسبة الربح الإجمالي المعدلة إلى 45.1 في المائة مقارنة بـ38.4 في المائة في الربع الأول من عام 2023، متجاوزةً متوسط تقديرات المحللين البالغ 44.3 في المائة.


«ألفابت» تعزز ثقة المستثمرين بإعلان توزيع أرباح وإعادة شراء أسهم ضخمة

شعار «ألفابت» على الشاشة في «ناسداك ماركت سايت» في نيويورك (أ.ب)
شعار «ألفابت» على الشاشة في «ناسداك ماركت سايت» في نيويورك (أ.ب)
TT

«ألفابت» تعزز ثقة المستثمرين بإعلان توزيع أرباح وإعادة شراء أسهم ضخمة

شعار «ألفابت» على الشاشة في «ناسداك ماركت سايت» في نيويورك (أ.ب)
شعار «ألفابت» على الشاشة في «ناسداك ماركت سايت» في نيويورك (أ.ب)

أعلنت شركة «ألفابت»، الشركة الأم لشركة «غوغل»، أول توزيع أرباح لها على الإطلاق وإعادة شراء أسهم بقيمة 70 مليار دولار، الأمر الذي أسعد المستثمرين الذين دفعوا السهم إلى الارتفاع بنسبة 16 في المائة تقريباً بعد إغلاق السوق.

وتعيد «ألفابت» رأس المال إلى المستثمرين، بينما تنفق مليارات الدولارات على مراكز البيانات؛ لملاحقة المنافسين في مجال الذكاء الاصطناعي التوليدي. وستكون قيمة توزيع الأرباح 20 سنتاً للسهم الواحد.

وقبل 3 أشهر فقط، أعلنت شركة «ميتا بلاتفورمز»، المنافِسة التكنولوجية الكبرى لشركة «ألفابت»، أول توزيع أرباح لها على الإطلاق، وهي خطوة رفعت القيمة السوقية لشركة وسائل التواصل الاجتماعي بمقدار 196 مليار دولار في اليوم التالي. أما شركة «أمازون» فهي الشركة الوحيدة المتبقية بين شركات التكنولوجيا الكبرى التي لا تقدم توزيعات أرباح.

وحققت «ألفابت» نتائج أفضل من المتوقع في الربع الأول من حيث المبيعات والأرباح والإعلانات، وهي جميع المقاييس التي يتم مراقبتها من كثب.

وقال كبير المحللين في «إنفستينغ دوت كوم»، توماس مونتيرو، إن توزيع الأرباح وإعادة شراء الأسهم التي أعلنتها «ألفابت»، بالإضافة إلى تجاوز الأرباح القوية ليست مجرد جرعة من الهواء النقي لسوق التكنولوجيا كلها، ولكنها أيضاً استراتيجية ذكية للغاية بالنسبة لعملاق محركات البحث في وقت صعب من السنة.

وارتفع سهم «ألفابت» بعد ساعات العمل بنسبة 16 في المائة تقريباً بعد صدور التقرير، مما زاد من قيمتها السوقية بنحو 300 مليار دولار إلى أكثر من تريليوني دولار.

وفي مكالمة لمناقشة النتائج، أشاد الرئيس التنفيذي سوندار بيتشاي، بعروض الذكاء الاصطناعي من «غوغل» على أنها نعمة لنتائج البحث الأساسية. وقال: «نحن نشعر بالتشجيع لأننا نرى زيادة في استخدام البحث بين الأشخاص الذين يستخدمون عروض الذكاء الاصطناعي».

وبلغت الإيرادات 80.54 مليار دولار للرُّبع المنتهي في 31 مارس (آذار)، مقارنة بتقديرات بلغت 78.59 مليار دولار، وفقاً لبيانات «إل إس إي جي».

وجاء تفوق شركة البحث على إيرادات الرُّبع الأول مدعوماً بالطلب المتزايد على خدماتها السحابية على خلفية الاعتماد المتزايد على الذكاء الاصطناعي، وإنفاق ثابت على الإعلانات.

وأفادت «غوغل» بأن مبيعات الإعلانات ارتفعت بنسبة 13 في المائة في الرُّبع لتصل إلى 61.7 مليار دولار. ويقارن ذلك بالمتوسط المتوقع البالغ 60.2 مليار دولار.

وتخرج شركة «ألفابت» من الرُّبع الرابع الذي فشلت فيه مبيعات الإعلانات في تحقيق الهدف، مما أدى إلى تراجع الأسهم، وسط منافسة متزايدة من «أمازون» و«فيسبوك» والوافدين الجدد مثل «تيك توك». ويواجه الأخير مستقبلاً غامضاً بعد أن وقّع الرئيس الأميركي جو بايدن على مشروع قانون يحظر التطبيق الشهير إذا لم يتم بيعه خلال الـ9 إلى 12 شهراً المقبلة.

وفي الوقت نفسه، نمت إيرادات «غوغل كلاود» بنسبة 28 في المائة في الربع الأول، مدعومة بطفرة في أدوات الذكاء الاصطناعي التوليدي التي تعتمد على الخدمات السحابية لتقديم التكنولوجيا للعملاء.

وكانت نفقات رأسمال «ألفابت» 12 مليار دولار، بزيادة 91 في المائة عن العام السابق، وهو رقم وصفه مدير المحفظة في «صناديق غابيلي»، هانا هوارد، بأنه «أعلى من المتوقع».

ومع ذلك، قالت المديرة المالية روث بوريت، في المكالمة مع المحللين، إنها تتوقع أن تكون هذه النفقات عند هذا المستوى أو أعلى طوال بقية العام، حيث تنفق الشركة على بناء عروض الذكاء الاصطناعي.

وعلى الرغم من الارتفاع في النفقات الرأسمالية، قالت بوريت إن هامش التشغيل في عام 2024 سيكون أعلى من العام الماضي، دون الخوض في التفاصيل.

وتعدّ خدمات «غوغل» السحابية جذابة للشركات الناشئة التي تدعمها رؤوس الأموال المغامرة، التي تعمل على تطوير تقنيات الذكاء الاصطناعي التوليدي؛ وذلك بسبب أسعارها وسهولة دمجها مع أدوات أخرى، وفقاً لما قاله المستثمرون والخبراء سابقاً.

وروّجت «غوغل» للدردشة الآلية التي تعمل بالذكاء الاصطناعي «جيميني» على أنها علاج شامل للأتمتة، بدءاً من البرمجة حتى إنشاء المستندات. ومع ذلك، تَعرّض البرنامج لانتقادات واسعة النطاق بعد اكتشاف أنه يولد صوراً غير دقيقة تاريخياً، بما في ذلك صور قادة أميركيين سابقين وجنود ألمان من عصر الحرب العالمية الثانية.

وقد صرحت «غوغل» بأنها على علم بهذه المشكلات وتعكف على معالجتها.