دبلوماسيون واقتصاديون: زيارة ولي العهد لتركيا لبنة تحتية لمشروع تكامل اقتصادي وأمني

تطلعات لإطلاق اتفاقية منطقة التجارة الحرة وزيادة الاستثمارات البالغة 9 مليارات دولار

دبلوماسيون واقتصاديون: زيارة ولي العهد لتركيا لبنة تحتية لمشروع تكامل اقتصادي وأمني
TT

دبلوماسيون واقتصاديون: زيارة ولي العهد لتركيا لبنة تحتية لمشروع تكامل اقتصادي وأمني

دبلوماسيون واقتصاديون: زيارة ولي العهد لتركيا لبنة تحتية لمشروع تكامل اقتصادي وأمني

ينظر دبلوماسيون واقتصاديون، إلى زيارة الأمير محمد بن نايف ولي العهد السعودي إلى تركيا، على أنها لبنة تحتية لمشروع تكامل اقتصادي وأمني، حيث يعوّل قطاع الأعمال في البلدين على التعجيل بإطلاق اتفاقية منطقة التجارة الحرة، وزيادة الاستثمارات المتبادلة والتي يبلغ مجملها 9 مليارات دولار، حيث نمت الاستثمارات السعودية في تركيا العام الماضي بنسبة 300 في المائة، عما كان عليه الوضع في العام الماضي فقط، وبلغ التبادل التجاري حاليا 5.8 مليار دولار، مع تطلعات لبلوغه 10.6 مليار دولار في عام 2020.
وقال المهندس مصطفى كوكصو، كبير المستشارين بوكالة دعم وترويج الاستثمار التركية، التابعة لرئاسة مجلس الوزراء التركي: «إن زيارة ولي العهد السعودي إلى تركيا، بين يومي 29 و30 سبتمبر (أيلول) الجاري، تعتبر زيارة كبرى، كونها تؤكد على إثبات تميز الشراكة السعودية التركية الشاملة في المجالات الاقتصادية والأمنية كافة، وتدفع بعجلة التنمية بين البلدين في وقت يشهدان فيه تعاونا وثيقا في كل المجالات».
ولفت كوكصو إلى أن من أسباب نجاح هذه الشراكة تطابق الرؤى السعودية التركية السياسية حول القضايا الإقليمية والدولية كافة، في وقت تشهد فيه منطقة الشرق الأوسط موجة من الصراعات والأزمات، مشيرا إلى زيارة عادل الجبير وزير الخارجية السعودي إلى تركيا مطلع الشهر الجاري، التي توّجت بزيارة ولي العهد الحالية لبلاده.
وأكد كبير المستشارين بوكالة دعم وترويج الاستثمار التركية، أن المباحثات التي ستجرى بين الأمير محمد بن نايف ولي العهد السعودي مع الرئيس التركي رجب طيب إردوغان، ستعمل على توفير فرص التعاون المشترك، وتؤكد على وقوف الرياض إلى جانب أنقرة، ضد أصناف الإرهاب الدولي كافة، الذي عانت منه المنطقة، على حد تعبيره، كما تؤكد وقوف المملكة إلى جانب الحكومة التركية ودعمها ضد الانقلاب الفاشل مؤخرا.
ونوه بأنه سيكون هناك لقاء لقطاع الأعمال التركي بولي العهد السعودي، ومناقشة الفرص الاستثمارية واستكشاف الفرص الجديدة في السوق السعودية بشكل خاص، والخليج بشكل عام، مشيرا إلى أن سوق المملكة تمثل مركزا حيويا لدول الخليج ومنطقة شمال أفريقيا كافة، موضحا أن المباحثات ستتطرق إلى موضوع اتفاقية التجارة الحرة بين تركيا والدول الخليجية.
ووفق كوكصو، فإنه من المزمع أن يلتقي الأمير محمد بن نايف ولي العهد السعودي مع الرئيس التركي رجب طيب إردوغان وكبار المسؤولين في الدولة، للتباحث حول إمكانية زيادة حجم التبادل التجاري بين البلدين، مع توقعات بتوقيع عدد من الاتفاقيات المهمة بين الجانبين، بهدف توطيد فرص التعاون بين البلدين في المجالات كافة.
وقال: «إن الجانب التركي ووكالة دعم وترويج الاستثمار التركية، يولي زيارة ولي العهد السعودي اهتماما بالغا، حيث إن رجال الأعمال السعوديين يعتبرون أكبر الشركاء التجاريين لتركيا في المنطقة، حيث يبلغ عدد الشركات السعودية التي تستثمر في تركيا نحو 700 شركة، ويبلغ إجمالي استثماراتها أكثر من 6 مليارات دولار، محمية بموجب اتفاقيات لا يمكن تجاوزها، مع توقعات بتصاعد حجم التبادل التجاري في ظل العلاقات المزدهرة بين البلدين».
من جانبه، قال مازن رجب رئيس مجلس الأعمال السعودي – التركي، لـ«الشرق الأوسط»: «إن السعودية وتركيا، يعتبران أكبر دولتين من حيث حجم الإنتاج المحلي في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، إذ يبلغ حجم إنتاجهما المحلي مجتمعين 1.5 تريليون دولار (تركيا 850 مليار دولار والسعودية 750 مليار دولار)».
وزاد رجب على ذلك، أن السعودية وتركيا، عضوان بارزان في «مجموعة العشرين» وفي منظمة التعاون الإسلامي، وفي كيانات إقليمية ودولية أخرى، ما يمنحهما زخما كبيرا من خلال ما يتمتعان به من حجم اقتصادي لا يستهان به، وبالتالي القدرة على خلق تكتل اقتصادي ضخم وتأسيس مشروعات اقتصادية نوعية مشتركة، مشددا على ضرورة تفعيل مجلس الأعمال المشترك، ومنسوبيهما من القطاعات الاقتصادية المختلفة، مع هذا التوجه.
وأمّن على أن زيارة ولي العهد السعودي محمد بن نايف إلى تركيا، ستعزز ربط مستوى التعامل بين البلدين بهذا المستوى، والاستمرار قدما تحت قيادتي البلدين في هذا الاتجاه، منوها بأن زيارة خادم الحرمين الشريفين، الملك سلمان بن عبد العزيز لتركيا بصحبة عدد من الوزراء في وقت سابق، أسست لشكل التعاون الاستراتيجي الاقتصادي المطلوب بين البلدين، ووفرت فرصة كبيرة لتبادل القضايا المشتركة والقضايا العالقة، وبحث مزيد من الملفات المهمة، بشكل أسرع وحجم أكبر.
وقال: «ما نؤمله في الفترة المقبلة أن يكون مجلس الأعمال السعودي – التركي المشترك، والمجلس التنسيقي المشترك الذي أسس إبان زيارة الملك سلمان لتركيا، والذي يرأسه وزير الخارجية، هما الدينامو المحرّك لهذه العلاقة، بشكل مستمر، وأن ينبثق من خلالهما بالطبع لجان مختلفة، ونأمل في أن يكون لمجلس الأعمال دور مهم في تمثيل القطاع الخاص؛ لأنه يلعب دوره منفذا فعليا لهذه السياسيات الاقتصادية الكبيرة».
وزاد رجب: «كذلك نأمل في إكمال مشروع اتفاقية سوق ومنطقة التجارة الحرة بين البلدين، وهو ملف مرتبط بدول مجلس التعاون الخليجي، وهذا سيؤدي إلى زيادة كبيرة في التبادل التجاري بين البلدين، والذي يبلغ نحو 22 مليار ريال (5.8 مليار دولار)، وهو لا يتناسب مع إجمالي الناتج المحلي للبلدين».
وفيما يتعلق بحركة ونمو التبادل التجاري بين البلدين، قال رجب: «في عام 2015 كان هناك انخفاض، حيث كان قد بلغ 26 مليار ريال (6.9 مليار دولار) في عام 2014، ولكن هذا الانخفاض كان بسبب العوامل الجيوسياسية التي تحيط بمنطقة الشرق الأوسط، والتي أثرت بشكل مباشر على الاقتصاد والتجارة بالمنطقة عموما».
ولفت إلى أنه لا توجد صعوبات من ناحية سياسية تحد من زيادة حجم التجارة البينية في الوقت الحالي، منوها بأن خدمات النقل حاليا أصبحت مواكبة، حيث إن هناك خطا بحريا مباشرا بين تركيا والسعودية بمدينة الملك عبد الله الاقتصادية، حجّم من مشكلات النقل البري، مشيرا إلى أن ذلك ساهم بشكل كبير خلال الأشهر الماضية في زيادة حركة البضائع التركية للسعودية والعكس، والذي بدأ على مدى أكثر من 6 أشهر.
وأضاف أن قطاع الأعمال السعودي، يطمح إلى أن يبلغ حجم التبادل التجاري بين البلدين 40 مليار ريال (10.6 مليار دولار) في عام 2020، مبينا أنه على مستوى القطاعات المختلفة، هناك اجتماعات دورية متخصصة، على سبيل المثال جمعنا في أنطاليا في بداية الصيف، التجار السعوديين المستوردين للخضراوات الطازجة مع المستوردين الأتراك، مشيرا إلى أن ذلك أدى إلى معالجات جديدة أكثر رحابة وحاويات جديدة.
وقال رئيس مجلس الأعمال المشترك: «طبعا الآن، تركيا ألغت الرسوم على التمور السعودية، وهذا فتح السوق لصادرات المملكة من التمور، وبخاصة تمور المدينة المنورة، لما لها من خصوصية دينية ودعوة الرسول (صلى الله عليه وسلم) لها بالبركة، وهي تمتاز بكثير من المزايا مقارنة بمنتجات عالمية مثيلة أخرى».
وتابع: «كانت التمور السعودية تصدر إلى تركيا في رمضان فقط، ولكن الآن بعد إعفائها من الرسوم، أخذت تنافس بقوة التمور الصادرة من جهات أخرى من العالم في السوق التركية، وسيكون هناك حضور للمنتج السعودي من التمور بأسواق تركيا بشكل أقوى، وبالتالي فإن اتفاقية التجارة الحرة من شأنها أن تحفز القطاعين في البلدين من حيث التصدير المتبادل بشكل أكبر مما هو عليه في الماضي».
أما فيما يتعلق بحجم الاستثمارات، وفق رجب، فإن حجم الاستثمارات السعودية في تركيا يتنامى، عاما بعد عام، مبينا أنه حتى الآن يبلغ ما يقدّر في مجمله بـ8 مليارات دولار، من بينها مليارا دولار من سلع تجارية وصناعية، بجانب 6 مليارات دولار في منتجات عقارية، مشيرا إلى أن هذا الحجم من الاستثمارات السعودية في تركيا، يعتبر رقما كبيرا بكل المقاييس.
وقال: «هذا الرقم يعني أن الاستثمارات السعودية في تركيا، نمت ثلاثة أضعاف عما كان عليه الوضع في العام الماضي فقط، بما يساوي نسبة نمو تبلغ 300 في المائة، غير أن الاستثمارات التركية في السعودية محدودة، ولا ترقى إلى مستوى حجم علاقة البلدين، حيث لا تتعدى مليار دولار فقط، ونتمنى أن يكون هناك تحفيز من الجانب التركي، بإطلاق استثمارات إضافية».



السعودية وبريطانيا تؤكدان ضرورة خفض التصعيد الإقليمي

الأمير محمد بن سلمان مستقبلاً كير ستارمر في قصر اليمامة بالرياض (واس)
الأمير محمد بن سلمان مستقبلاً كير ستارمر في قصر اليمامة بالرياض (واس)
TT

السعودية وبريطانيا تؤكدان ضرورة خفض التصعيد الإقليمي

الأمير محمد بن سلمان مستقبلاً كير ستارمر في قصر اليمامة بالرياض (واس)
الأمير محمد بن سلمان مستقبلاً كير ستارمر في قصر اليمامة بالرياض (واس)

أكدت الرياض ولندن، الخميس، ضرورة خفض التصعيد الإقليمي، والالتزام بالمعايير الدولية، وميثاق الأمم المتحدة، وذلك في بيان مشترك عقب زيارة كير ستارمر رئيس الوزراء البريطاني للسعودية هذا الأسبوع، التي جاءت انطلاقاً من أواصر علاقتهما المميزة.

وذكر البيان أن الأمير محمد بن سلمان ولي العهد رئيس مجلس الوزراء السعودي، وستارمر أكدا خلال جلسة مباحثات رسمية على أهمية الدور الذي يقوم به مجلس الشراكة الاستراتيجية في تعزيز التعاون بين البلدين، واستعرضا التقدم الكبير المحرز في تطوير العلاقات الثنائية وتنويعها.

وأكد الجانبان أهمية تعزيز الشراكة الاقتصادية بينهما، والتزامهما برفع حجم التجارة البينية إلى 37.5 مليار دولار بحلول عام 2030، وزيادة الاستثمار في صناعات الغد، بما يحقق النمو المستدام. كما اتفقا على برنامج طموح للتعاون يهدف لتعزيز الازدهار المتبادل، والأمن المشترك، ومعالجة التحديات العالمية.

وأشادا بنمو الاستثمارات المتبادلة، ونوّها بالاستثمارات السعودية الكبيرة في المملكة المتحدة خلال عام 2024، ومنها لصندوق الاستثمارات العامة، مثل «سيلفريدجز» و«مطار هيثرو»، والاستثمار الإضافي في نادي نيوكاسل يونايتد لكرة القدم، ما يعزز العلاقات المتنامية بين شمال شرقي إنجلترا والسعودية.

ولي العهد السعودي ورئيس الوزراء البريطاني خلال جلسة مباحثات رسمية في الرياض (واس)

وبينما تعدّ المملكة المتحدة من أكبر المستثمرين الأجانب في السعودية، نوّه الجانبان بإعلان الهيئة البريطانية لتمويل الصادرات عن خططها لزيادة حجم تعرضها السوقي إلى 6 مليارات دولار أميركي، وذلك في ضوء نجاح التمويل (المتوافق مع الشريعة الإسلامية) بقيمة تبلغ نحو 700 مليون دولار للاستثمار بمشروع القدية (غرب الرياض).

وأعربا عن تطلعهما إلى تطوير شراكات استراتيجية طويلة الأمد تخدم المصالح المتبادلة، والمساهمة في النمو الاقتصادي المستدام. ورحّبا بالتقدم الكبير المحرز بشأن اتفاقية التجارة الحرة بين مجلس التعاون الخليجي والمملكة المتحدة.

وأشادا بالتعاون القائم بين البلدين في قطاع الطاقة، وأكدا أهمية تعزيزه بمجالات الكهرباء، والطاقة المتجددة، والهيدروجين النظيف وتطبيقاته، والتكنولوجيا النظيفة، وابتكارات الطاقة والاستدامة. واتفقا على العمل المشترك لإنشاء تحالف الهيدروجين النظيف بين جامعاتهما بقيادة جامعتي «الملك فهد للبترول والمعادن»، و«نيوكاسل».

وأكدا أهمية تعزيز موثوقية سلاسل التوريد العالمية، وتحديداً مع إطلاق السعودية مبادرة لتأمين الإمدادات، وخاصة بمجالات الطاقة المتجددة، وإنتاج الهيدروجين، والمعادن الخضراء، والبتروكيماويات المتخصصة، وإعادة تدوير النفايات، والمركبات الكهربائية.

جانب من جلسة المباحثات بين الأمير محمد بن سلمان وكير ستارمر (واس)

كما رحّبا بإطلاق السعودية 5 مناطق اقتصادية خاصة تستهدف الصناعات والقطاعات الاستراتيجية، وتوفر للشركات البريطانية فرصة الاستفادة من مزايا وحوافز على جميع مستويات سلاسل التوريد.

وأكد الجانبان أهمية تعزيز التعاون في قطاع الخدمات المالية، ومجال تطوير قطاعات التعدين المستدامة، وتنويع إمدادات المعادن النادرة المستخدمة في التقنيات النظيفة. وأعربت بريطانيا عن دعمها وعزمها المشاركة على مستوى رفيع في «منتدى مستقبل المعادن السعودي» خلال شهر يناير (كانون الثاني) 2025.

كما أكدا على مركزية الاتفاقية الأممية الإطارية بشأن تغير المناخ، واتفاقية باريس، ونوّها بنتائج مؤتمر الأطراف «كوب 29»، وأهمية العمل لتحقيق نتيجة طموحة ومتوازنة في «كوب 30» عام 2025. ورحّبت بريطانيا بطموحات الرياض وقيادتها عبر مبادرتي «السعودية الخضراء» و«الشرق الأوسط الأخضر»، ورئاستها لمؤتمر الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة التصحر «كوب 16».

وأعربت بريطانيا أيضاً عن دعمها جهود السعودية في مجالات البيئة والتغير المناخي من خلال تنفيذ نهج الاقتصاد الدائري للكربون الذي أطلقته الرياض، وأقرّه قادة مجموعة العشرين، مؤكدة دعمها القوي لـ«رؤية 2030»، والتزامها بالفرص التي تتيحها في إطار الشراكة بين البلدين.

ولي العهد السعودي يصافح رئيس الوزراء البريطاني لدى وصوله إلى قصر اليمامة (واس)

ورحّب البلدان بتزايد عدد الزوار بينهما، وعبّرا عن تطلعهما إلى زيادة هذه الأعداد بشكل أكبر خاصة في ظل زيادة الربط الجوي بينهما، وتسهيل متطلبات الحصول على التأشيرة من الجانبين.

واتفقا على أهمية تعزيز التعاون في مختلف القطاعات الثقافية، بما في ذلك من خلال إطلاق برنامج تنفيذي جديد لتعزيز مشاركة بريطانيا في تطوير محافظة العُلا (شمال غربي السعودية)، كما رحّبا بالاتفاق على إطلاق شراكة بين الهيئة الملكية للعلا والمجلس الثقافي البريطاني تزامناً مع احتفال الأخير بمرور 90 عاماً على تأسيسه.

وأشادا بنتائج تعاونهما الاستراتيجي في مجالات التعليم والتعليم العالي والتدريب. ورحّبا بالخطط الاستراتيجية لزيادة عدد المدارس البريطانية في السعودية إلى 10 مدارس بحلول عام 2030، وافتتاح فروع للجامعات البريطانية في السعودية، كما عبّرا عن التزامهما بمواصلة التباحث حول زيادة التعاون في مجالات الاحتياجات التعليمية الخاصة، والتدريب التقني والمهني.

وأكد الجانبان أهمية تعزيز التعاون في مجال الرعاية الصحية، ومواجهة تحديات الصحة العالمية. ونوّها بالمناقشات الجارية بين الجامعات البريطانية والشركاء السعوديين المحتملين لإنشاء كلية لتدريب الممرضين بالسعودية. كما اتفقا على أهمية الاستفادة من فرصهما لزيادة التعاون بمجالات السلامة الغذائية، والمنتجات الزراعية.

ولي العهد السعودي يستقبل رئيس الوزراء البريطاني (واس)

واتفق الجانبان على تعزيز التعاون في الأنشطة والبرامج الرياضية، وأشادا بالمشروع المشترك بين الجامعات السعودية والبريطانية لدعم تطوير القيادات النسائية المستقبلية بمجال الرياضة، والشراكة المتنامية بمجال الرياضات الإلكترونية.

وأشادا بمستوى تعاونهما بمجال الدفاع والأمن على مرّ العقود الماضية، وأكدا التزامهما بشراكة دفاعية استراتيجية طموحة ومستقبلية، بما يسهم في تطويرها لتركز على الصناعة وتطوير القدرات، وزيادة التشغيل البيني، والتعاون بشأن التهديدات المشتركة بما يسهم في تحقيق الأمن والازدهار في البلدين.

واتفقا على توسيع التعاون في مجالات النشاط السيبراني والكهرومغناطيسي، والأسلحة المتقدمة، والقوات البرية، والطائرات العمودية، والطائرات المقاتلة. كذلك تعزيزه أمنياً حيال الموضوعات المشتركة، بما فيها مكافحة الإرهاب والتطرف.

وأكد الجانبان أهمية تعزيز التعاون في مجال العمل الإنساني والإغاثي، وشدّدا على ضرورة مواصلة التعاون في المحافل والمنظمات الدولية لمعالجة التحديات الاقتصادية العالمية، والتزامهما بتوحيد الجهود لتحقيق أهداف التنمية المستدامة 2030، وعقد حوار استراتيجي سعودي - بريطاني سنوياً بشأن المساعدات والتنمية الدولية، واتفقا على التمويل المشترك لمشاريع في هذا الإطار بقيمة 100 مليون دولار.

الأمير محمد بن سلمان وكير ستارمر قبيل جلسة المباحثات في قصر اليمامة (واس)

وحول تطورات غزة، أكد الجانبان ضرورة إنهاء الصراع، وإطلاق سراح الرهائن فوراً وفقاً لقرارات مجلس الأمن الدولي، مشددين على الحاجة الملحة لقيام إسرائيل بحماية المدنيين والبنية التحتية المدنية لإيصال المساعدات الإنسانية والإغاثية للشعب الفلسطيني، وتمكين المنظمات الدولية والإنسانية من القيام بعملها.

وبحثا كيفية العمل بينهما لتنفيذ حلّ الدولتين بما يحقق إحلال السلام الدائم للفلسطينيين والإسرائيليين. وأعربت بريطانيا عن تطلعها إلى انعقاد المؤتمر الدولي الرفيع المستوى بشأن الحل السلمي، الذي سترأسه السعودية وفرنسا في يونيو (حزيران) 2025.

وفي الشأن السوري، رحّب الجانبان بأي خطوات إيجابية لضمان سلامة الشعب السوري، ووقف إراقة الدماء، والمحافظة على مؤسسات الدولة ومقدراتها. وطالبا المجتمع الدولي بالوقوف بجانب الشعب، ومساعدته في تجاوز معاناته المستمرة منذ سنوات طويلة، مؤكدين أنه حان الوقت ليحظى بمستقبل مشرق يسوده الأمن والاستقرار والازدهار.

وفيما يخص لبنان، أكدا أهمية المحافظة على اتفاق وقف إطلاق النار، والتوصل لتسوية سياسية وفقاً للقرار 1701. كما اتفقا على ضرورة تجاوزه لأزمته السياسية، وانتخاب رئيس قادر على القيام بالإصلاحات الاقتصادية اللازمة.

ولي العهد السعودي يصافح الوفد المرافق لرئيس الوزراء البريطاني (واس)

وبشأن اليمن، أكد الجانبان دعمهما الكامل لمجلس القيادة الرئاسي، وأهمية دعم الجهود الأممية والإقليمية للتوصل لحلٍ سياسيٍ شاملٍ للأزمة اليمنية، وضمان أمن البحر الأحمر لتحقيق استقرار الاقتصاد العالمي.

وحول الأوضاع السودانية، أكدا أهمية البناء على «إعلان جدة» بشأن الالتزام بحماية المدنيين في السودان عبر مواصلة الحوار لتحقيق وقف كامل لإطلاق النار، وحل الأزمة، ورفع المعاناة عن شعبه، والمحافظة على وحدة البلاد، وسيادتها، ومؤسساتها الوطنية.

ورحّب الجانبان باستمرار التواصل بين البلدين بشأن الحرب في أوكرانيا، مؤكدين أهمية بذل كل الجهود الممكنة لتحقيق السلام العادل والمستدام الذي يحترم السيادة والسلامة الإقليمية بما يتماشى مع ميثاق الأمم المتحدة.

جانب من مراسم الاستقبال الرسمية لرئيس الوزراء البريطاني في قصر اليمامة بالرياض (واس)