قائد الأركان المسلحة الإيرانية: نوظف خبراتنا العسكرية في 5 دول عربية

تصعيد عسكري إيراني في ذكرى حرب الخليج الأولى

العرض العسكري السنوي للقوات المسلحة بمناسبة الذكرى الـ36 لانطلاق الحرب الإيرانية - العراقية في طهران أمس (أ.ف.ب)
العرض العسكري السنوي للقوات المسلحة بمناسبة الذكرى الـ36 لانطلاق الحرب الإيرانية - العراقية في طهران أمس (أ.ف.ب)
TT

قائد الأركان المسلحة الإيرانية: نوظف خبراتنا العسكرية في 5 دول عربية

العرض العسكري السنوي للقوات المسلحة بمناسبة الذكرى الـ36 لانطلاق الحرب الإيرانية - العراقية في طهران أمس (أ.ف.ب)
العرض العسكري السنوي للقوات المسلحة بمناسبة الذكرى الـ36 لانطلاق الحرب الإيرانية - العراقية في طهران أمس (أ.ف.ب)

عاد قادة القوات العسكرية أمس إلى تصعيد نبرة التهديد العسكري في مشهد يتكرر كل عام في الذكرى السنوية لحرب الخليج الأولى وسط استعراض عسكري في طهران وعدد من المناطق الاستراتيجية في إيران، وتفاخر قائد أركان المسلحة محمد باقري بحرب الخليج الأولى، معتبرا دور إيران في خمس دول عربية هي العراق وسوريا ولبنان واليمن وفلسطين من تجارب من تلك السنوات، بينما طالب قائد الحرس الثوري القوات الأميركية بالخروج من مياه الخليج العربي.
في هذا الصدد، استعرضت القوات العسكرية الإيرانية صواريخ وأسلحة مع تأكيد قادة الجيش والحرس الثوري على تطوير مزيد من الأسلحة في رسالة تحد موجهة إلى قرارات الأمم المتحدة التي تطالب إيران بالابتعاد عن النشاطات المثيرة للقلق والتوتر في المنطقة.
وعرضت إيران في طهران صاروخ «عماد» الباليستي لأول مرة فضلا عن عشرات الصواريخ الهجومية بما فيها الصواريخ باليستية والنظام الصاروخي إس 300، وفي ميناء «بندر عبارس» بحضور قائد الحرس الثوري الإيراني محمد علي جعفري شاركت في العرض العسكري مقاتلات سوخو 17 الروسية و«ناتو فيتر» البريطانية الصنع وإف 4 وإف 14 تام كت الأميركية وقطع من البحرية الإيرانية في مياه الخليج العربي، كما كشفت إنتاج صاروخ «ذو الفقار» الباليستي الذي يبلغ مدى نوعه الأول 700 كيلومتر.
كذلك شارك في العرض العسكري لأول مرة مقاتلات سوخو 22 الروسية. في السياق ذاته، شدد قائد قوات «الصاروخية» في الحرس الثوري أمير علي حاجي زاده على أن طهران ستواصل إنتاج وتطوير مدى الصواريخ الباليتسية وفقا لوكالة «مهر» الإيرانية، كما افتتح في طهران وزير الدفاع حسين دهقان خط إنتاج صواريخ «ذو الفقار» الباليستية وفق ما ذكرت وكالة «فارس».
وقال قائد الأركان المسلحة محمد باقري في خطاب الافتتاح للاستعراض العسكري في طهران إن قواته العسكرية و«إخوانهم في العقيدة» في اليمن والعراق وسوريا وفلسطين ولبنان استفادوا من خبراتها في حرب الخليج الأولى في «الجهاد الأكبر والأصغر».
وافتتح قائد الأركان المسلحة محمد باقري الاستعراض العسكري التقليدي في إيران بدلا من الرئيس الإيراني حسن روحاني الذي يوجد في نيويورك لحضور الدورة الـ71 للجمعية العامة للأمم المتحدة، وعلى خلاف قادة القوات العسكرية الإيرانية حاول خلال حضوره طمأنة الدول الغربية على استعداد طهران للتوافق مع المجتمع الدولي.
في غضون ذلك، جدد باقري الرواية الإيرانية عن حرب الخليج الأولى بقوله إن «التاريخ يشهد أن إيران لم تكن البادئ بالحرب والتوتر وإنها لم تعتد على أي بلد وهو ما يثبت أن الشعب الإيراني مسالم». كما اتهم أميركا وفرنسا والاتحاد السوفياتي وبريطانيا وألمانيا ودول الخليج والمغرب والأردن ومصر بتشكيل ائتلاف دولي للوقوف مع العراق ضد إيران في حرب الخليج الأولى.
وفي وقت أبدت فيه حكومة روحاني مخاوفها من تأثير مناورات صواريخ الباليستية على منافع مرحلة ما بعد الاتفاق النووي شدد باقري على مضي القوات المسلحة قدما في المناورات الصاروخية، مؤكدا التزام القوات العسكرية بالجداول الزمنية المحددة للقيام بتلك المناورات كما شدد على تطوير برنامج التسلح الإيراني في مختلف الأصعدة البحرية والجوية والبرية والصاروخية.
وبصفته قائدا لأركان القوات المسلحة أشار باقري ضمنا إلى ما يتردد عن صراع خفي بين الحرس الثوري والجيش الإيراني، معتبرا ما يتردد عن الخلافات بين القوى المتنافسة على القوة العسكرية في إيران محاولات «منابر إعلامية وسيناريوهات وحرب نفسية تابعة للدول الاستكبارية».
يعد هذا أول تعليق من باقري القائد السابق لمخابرات الحرس الثوري منذ تعيينه في منصب رئيس هيئة الأركان في يونيو (حزيران) الماضي. ولم يمض على تعيينه أكثر من شهر حتى تفجرت أزمة بين الحرس الثوري والجيش حاول النظام الإيراني التكتم عليها بعدما سربت وسائل إعلام مقطع فيديو للمحلل الاستراتيجي حسن عباسي الذي تربطه صلات وثيقة بالحرس الثوري يصف الجيش صراحة بعديم الفائدة و«وفق مشتهى الأجانب وأميركا وصامت وبلا موقف في القضايا الداخلية».
تلك التصريحات أثارت غضب قادة الجيش الإيراني وخرج قائد القوات البرية في الجيش الإيراني أحمد رضا بوردستان لوسائل الإعلام كاشفا عن رفع دعوى ضد منظر الحرس الثوري. بدوره الحرس الثوري سارع إلى إبعاد الشبهة عنه نفسه وقال المتحدث باسمه رمضان شريف أن الجهاز العسكري «يدين أي تحرك يضعف أجهزة ومؤسسات الثورة». لكن رغم ذلك فالإعلام الإيراني كان أكثر من تحدث عن هذا الموضوع خلال الفترة الماضية. في 23 من مايو (أيار) الماضي كشف قائد مخابرات الجيش الإيراني في فيلق 92 الذي يستقر في وسط الأحواز أن الخلافات بين الجيش والحرس الثوري بلغت ذروتها في حرب الخليج الأولى وفق ما نقلت عنه وكالة «إيسنا» الإيرانية. وأشار إلى أن تقسيم مناطق المهام بين الجيش والحرس الثوري يعود إلى صراعهما السابق في حرب الخليج الأولى.
في مايو الماضي، نفى مساعد قائد الأركان الجنرال عليرضا أفشار وجود أي تنافس بين الحرس الثوري والجيش، ونقل موقع «انتخاب» أن «الحرس الثوري ليس بديلا للجيش ولا يعتبر قوة موازية له».
قبل سبع سنوات في 22 سبتمبر (أيلول) 2009 أجرى قائد الحرس الثوري حوار مع صحيفة «جام جم» بمناسبة ذكرى الحرب وتهكم ضمنا على الجيش، وقال إن «قوة» الحرس الثوري تعود إلى أنه «لم يكن عديم الفائدة بعد الحرب وفي زمن السلام»، في إشارة إلى تدخل الحرس الثوري في النشاط الاقتصادية والسياسية والثقافية والاجتماعية وإنتاج الأسلحة والصواريخ.
لكن كثيرون في إيران يعتقدون أن دور الجيش تراجع بعد صعود الحرس الثوري. خلال السنوات الماضية أسس الحرس الثوري مكاتب تابعة للباسيج داخل قواعد الجيش الإيراني وبذلك أصبح الانتماء للباسيج من الطرق التي يلجأ لها ضباط الجيش من أجل الحصول على ترقية في الرتب العسكرية.
أمس في الذكرى السادسة والثلاثين لحرب الخليج الأولى حاول كل من قادة الحرس الثوري والجيش الإيراني ترطيب الأجواء والتأكيد على التعاون ونفي وجود أي خلافات. من جانب الجيش برز ذلك في خطاب قائد القوات البحرية حبيب الله سياري وفي الجهة المقابلة قائد الحرس الثوري محمد علي جعفري.
في هذا السياق، هاجم جعفري القوات الأميركية في مياه الخليج العربي متهما إياها بـ«السلوك غير الاحترافي» وفقا للموقع الإعلامي للحرس الثوري «سباه نيوز». وكرر عبارات خامنئي التي طالب فيها الأميركيين بمغادرة الخليج والتوجه إلى «خليج الخنازير لاستعراض قوتهم والمغامرة».
وتوجه جعفري أمس إلى شمال الخليج العربي بميناء «بندرعباس» لحضور الاستعراض العسكري. وقال إن بلاده «يقظة لتجوال الأعداء في جواره». ودافع عن تكليف القوات البحرية في الحرس الثوري الإيراني بتأمين «أمن» مضيق هرمز ومياه الخليج العربي بدلا من بحرية الجيش الإيراني وقال إنه قرار «ذكي ودقيق وصحيح». ويعد الخليج منطقة الحرس الثوري بينما الجيش الإيراني يتكفل بحراسة المياه الإيرانية في بحر العرب.
من جانبه قال أمين عام لجنة الأمن القومي علي شمخاني إن بلاده «لم تقصد الاعتداء على أي بلد لكنها ترد على أي اعتداء بقوة»، فاتحا باب الدعاية أمام الإيرانيين من مثقفين وفنانين لما اعتبره الدفاع عن صورة إيران «السلمية» بمختلف الأساليب والوسائل. ووضع رسم صورة إيران في الحرب الخليج الأولى على عاتق المجالات الثقافية والفنية. وبموازاة دعوة شمخاني دافعت وسائل إعلام ناطقة باللغة الفارسية خارج إيران عن أداء الجيش الإيراني في حرب الخليج الأولى.



التقى هاليفي وكاتس... كوريلا بحث في إسرائيل الوضع بسوريا والمنطقة

قائد القيادة المركزية الأميركية الجنرال مايكل كوريلا (رويترز)
قائد القيادة المركزية الأميركية الجنرال مايكل كوريلا (رويترز)
TT

التقى هاليفي وكاتس... كوريلا بحث في إسرائيل الوضع بسوريا والمنطقة

قائد القيادة المركزية الأميركية الجنرال مايكل كوريلا (رويترز)
قائد القيادة المركزية الأميركية الجنرال مايكل كوريلا (رويترز)

زار قائد القيادة المركزية الأميركية الجنرال مايكل كوريلا، إسرائيل، من الأربعاء إلى الجمعة، حيث التقى بمسؤولين من الجيش الإسرائيلي، وناقش الوضع في سوريا وعدداً من المواضيع الأخرى المتعلقة بمنطقة الشرق الأوسط، وفق «رويترز».

وقالت القيادة المركزية الأميركية (سنتكوم) إن الجنرال كوريلا التقى رئيس أركان الجيش الإسرائيلي هرتسي هاليفي، ووزير الدفاع يسرائيل كاتس.

وحثت واشنطن إسرائيل على التشاور الوثيق مع الولايات المتحدة بشأن مستجدات الأوضاع في سوريا، بعد أن أنهى مقاتلو المعارضة بقيادة أحمد الشرع، المكنى أبو محمد الجولاني، قبل أيام، حكم عائلة الأسد الذي استمر 50 عاماً عقب فرار الرئيس المخلوع بشار الأسد من البلاد.

ويراقب العالم لمعرفة ما إذا كان بمقدور حكام سوريا الجدد تحقيق الاستقرار في البلاد التي شهدت على مدى أكثر من 10 سنوات حرباً أهلية سقط فيها مئات الآلاف من القتلى، وأثارت أزمة لاجئين كبيرة.

وفي أعقاب انهيار الحكومة السورية، قال الجيش الإسرائيلي إن طائراته نفذت مئات الضربات في سوريا، ودمرت الجزء الأكبر من مخزونات الأسلحة الاستراتيجية لديها.

وأمر كاتس القوات الإسرائيلية بالاستعداد للبقاء خلال فصل الشتاء على جبل الشيخ، وهو موقع استراتيجي يطل على دمشق، في إشارة جديدة إلى أن الوجود الإسرائيلي في سوريا سيستمر لفترة طويلة.

وقال بيان القيادة المركزية الأميركية: «ناقش القادة مجموعة من القضايا الأمنية الإقليمية، بما في ذلك الوضع المستمر بسوريا، والاستعداد ضد التهديدات الاستراتيجية والإقليمية الأخرى».

وقالت القيادة المركزية الأميركية إن كوريلا زار أيضاً الأردن وسوريا والعراق ولبنان في الأيام القليلة الماضية.

ورحبت إسرائيل بسقوط الأسد، حليف عدوتها اللدودة إيران، لكنها لا تزال متشككة إزاء الجماعات التي أطاحت به، والتي ارتبط كثير منها بتنظيمات إسلاموية.

وفي لبنان، زار كوريلا بيروت لمراقبة انسحاب القوات الإسرائيلية الأولى بموجب اتفاق وقف إطلاق النار الذي تم التوصل إليه الشهر الماضي، في حرب تسببت في مقتل الآلاف ونزوح أكثر من مليون شخص.

وتشن إسرائيل حرباً منفصلة في قطاع غزة الفلسطيني منذ نحو 14 شهراً. وحصدت هذه الحرب أرواح عشرات الآلاف، وقادت إلى اتهامات لإسرائيل بارتكاب إبادة جماعية وجرائم حرب وهو ما تنفيه إسرائيل.