تقدم العمر وفقدان الحواس
> يتأثر تقريبا جميع من تقدم بهم العمر ووصلوا إلى مرحلة الشيخوخة، من العجز في جميع الحواس الخمس للإنسان ولكن بدرجات متفاوتة من حاسة لأخرى. هذا ما أشارت إليه دراسة أميركية نشرت نتائجها في «مجلة الجمعية الأميركية لطب الشيخوخة» Journal of the American Geriatrics Society، حيث اتضح للباحثين أن 94 في المائة من كبار السن لديهم عجز في واحد أو أكثر في الحواس الخمسة، وأكثرها يكون ذا أهمية كبيرة تؤثر على حياة الشخص المصاب. وقد نشر الموقع الطبي يونيفاديز univadis msd ملخصا لهذا البحث.
تبنت هذه الدراسة وقامت بها جامعة شيكاغو (إيلينوي) the University of Chicago (Illinois)، كجزء من المشروع الوطني للحياة الاجتماعية والصحية في مرحلة الشيخوخة، التي تهدف إلى قياس جميع الحواس الخمس في الأشخاص الذين تتراوح أعمارهم بين 57 و85 عاما. وتم التوصل إلى أن 94 في المائة من المشاركين في هذه الدراسة كان لديهم عجز حسي واحد على الأقل، وكان عند 38 في المائة من المشاركين عجزان حسيان اثنان، وعانى 28 في المائة من عجز في ثلاث حواس أو أكثر. كما كان من بين النتائج أن ما يقرب من ثلثي جميع المشاركين (64 في المائة) كانوا يعانون من عجز حقيقي كبير في حاسة واحدة أو أكثر على الأقل، وكان عند أكثر من خُمس (22 في المائة) المشاركين عجز خطير في اثنين أو أكثر من الحواس.
أما عن الحواس التي تأثرت أكثر من غيرها، فقد وجد في هذه الدراسة أن نقص حاسة التذوق taste كانت تشكل المشكلة الأكثر شيوعا، مما كان يؤثر على 74 في المائة من المشاركين، وفي 48 في المائة منهم تم تقييم هذا النقص بأنه من الدرجة الخطيرة. وتأتي حاسة اللمس touch في المرتبة الثانية، حيث شكا من نقصها نحو 70 في المائة من الذين خضعوا للدراسة.
وقال مؤلف الدراسة د. جايانت بينتو Jayant Pinto معلقًا على أهمية هذه النتائج أن من المعروف أن العجز الحسي غالبًا ما يكون مؤشرا على (أو يخفي وراءه) مشكلات صحية أكثر خطورة، وذلك استنادا إلى دراسات سابقة قد أظهرت ارتباطا بين ضعف حاسة الشم وحاسة السمع وزيادة خطر الموت.
ولذلك ينبغي على أفراد الأسرة وكذلك على مقدمي الرعاية إيلاء هذه النتائج اهتمامًا كبيرًا للتخطيط لوسائل الوقاية المناسبة. كما أن من الضروري البحث عن العلاقة البيولوجية الرابطة بين العمر وفقدان الحواس لإيجاد أفضل السبل لمنع هذه التدهورات الصحية.
مشكلات عضلات الورك
> يهمل كثير من مقدمي الرعاية الصحية الحديث عن مشكلات عضلات الفخذين، والأسباب التي تؤدي إلى شدها وتشنجها والتمارين التي تساعد على بناء قوة الورك وذلك في الدورات التعليمية وورش العمل التطبيقية التي يعقدونها كجزء من برامج التعليم الطبي المستمر. وأكثر الأمثلة شيوعا في هذا المجال حال أي شخص، في هذه الأيام، تعود على الجلوس في المكتب لساعات طويلة دون تحريك جسمه ومفاصله وتقوية عضلاته. وهذا أمر مهم للغاية، فضعف عضلات الورك يمكن أن يقود إلى سلسلة من التغييرات السلبية في الحركة وقوام الجسم. وهذا بدوره قد يؤدي إلى آلام في الوركين والظهر وقد تمتد المشكلة إلى الركبتين والكاحلين والقدمين. وفقا لدورية الطب الرياضي (Clin J Sport Med. 2005 Jan;15(1):14 - 21)..
إن الجلوس الطويل هو المتهم الرئيسي في الشد العضلي للوركين والفخذين لقلة تحريكها. هناك تقنيات خاصة لتمارين اللياقة البدنية لإطالة وتقوية هذه المجموعة من العضلات، وفكّ تشنجها، وتحسين مرونتها وحركتها وهي لا تستغرق أكثر من 2 - 5 دقائق في اليوم. فإذا عرفنا أن مفصل الورك هو على شكل كرة ومقبس، فإنه قطعا يحتاج إلى حركة يومية منتظمة للحفاظ على قوته وكفاءته بدرجة عالية، والإنسان الذي يعيش حياة سكون وخمول دون حركة، قطعا، سوف تتأثر عنده صحة الورك وتقل مرونته وتضعف حركته وتصبح مؤلمة.
ولا ننسى أن الألم عند نقطة معينة من الجسم ليس شرطًا أن يكون سببه في تلك النقطة نفسه، بل قد يكون مصدره مشكلات صحية تحدث في أماكن أخرى بعيدة عنه. وهذا ينطبق تماما في حالة ألم الركبة، فقد تبدأ المشكلة فعليا في الوركين. وعلى سبيل المثال، فان متلازمة ألم الفخذ وصابونة مفصل الركبة patellofemoral pain syndrome (PFP)، والتي تحدث في كثير من الأحيان عند العدائين، عندما تبدأ عظمة الفخذ بالاحتكاك والفرك ضد الجزء الخلفي من غطاء الركبة أثناء الجري ويكون السبب ضعف عضلات الورك.
ووفقا لدراسة تجريبية استطلاعية قامت بها خبيرة تحليل حركات الجسم د. تريسي ديركس Tracy Dierks، Ph.D. بجامعة إنديانا، فقد أمكن تخفيف هذا الألم أو حتى القضاء عليه ببساطة عن طريق تعزيز عضلات الوركين، وذلك بتطبيق برنامج تعزيز الورك، التزم به المشاركون في الدراسة مرتين أسبوعيا لمدة ستة أسابيع، حصلوا بعدها على تحسن كبير في مستوى الألم.
وهذه النتائج تدعم تطبيق برامج التدخل بتقوية العضلات وتؤكد على نجاحها في الحد من الألم.