قتلت قوات الشرعية القيادي الانقلابي أبو حمزة الحوثي، وذلك خلال المعارك الشديدة الدائرة في الصبيحة (جنوب البلاد)، بعد مواجهات مباشرة في منطقة المشاولة، فيما تمكن الجيش في المناطق الجنوبية من أسر العشرات، ويتوقع أن يكون من بينهم قيادات مهمة نزعت ملابسها العسكرية وتخلصت من هوياتها الشخصية قبل القبض عليها.
وقال قائد المنطقة العسكرية الرابعة اللواء أحمد سيف، إن مقتل أبو حمزة الحوثي جاء في الهجوم المعاكس التي شنته القوات المسلحة باتجاه «المشاولة» في الصبيحة، لافتا إلى أن الجيش وخلال تلك المعارك تمكن من أسر العشرات من ميليشيات الحوثيين وحليفهم المخلوع علي صالح، ويجري التحقق من هوياتهم خاصة.
وتتواصل العمليات الميدانية في مختلف الجبهات، وسط تأكيدات عسكرية يمنية بظهور أسلحة حديثة تستخدمها ميليشيا الحوثي والمخلوع، في كثير من الجبهات المشتعلة في اليمن خلال اليومين الماضيين.
وقالت المصادر إن الأسلحة المرصودة تمثلت في الصواريخ الحرارية «إم دي» روسية الصنع، التي يبلغ مداها قرابة 505 كيلومترات، إضافة إلى أسلحة القنص الأميركية الحديثة التي يبلغ مداها 3.5 كيلومتر.
يتزامن ذلك، مع اشتداد المواجهات في حيفان تعز، ومناطق أخرى تابعة للمحافظة، شملت ظبي الأعبوس والشقب، في محاولات بائسة للميليشيات التي ترغب في تعويض خسائرها باستعادة بعض المناطق في المحافظة المحاصرة.
وأسهمت الأسلحة الحديثة، خصوصا الصواريخ الحرارية، في تقدم الميليشيا الحوثية في بعض الجبهات، وفقا لمصادر عسكرية تحدثت مع «الشرق الأوسط»، وأكدت أن الأسلحة تمتلك كثيرا من الخيارات في الاستخدام سواء كان حراريا أو بالليزر، كما أنها تستطيع أن تدمر الدبابات العسكرية الحديثة، وهذا ما ساعد الميليشيا في التقدم ولو جزئيا في باب المندب؛ الجبهة الاستراتيجية التي عاد الجيش واستعادها مع بقية المناطق المجاورة.
وقال اللواء أحمد سيف لـ«الشرق الأوسط» إن الجيش الوطني رصد في المواجهات العسكرية الأخيرة مع الحوثيين استخدامهم هذه الأسلحة. وحول أهمية هذه الأسلحة في المعارك، أكد اللواء سيف أن هذه الصواريخ ذات قيمة عسكرية كبيرة لقدرتها على تدمير أي هدف عسكري بما في ذلك الدبابات العسكرية المدرعة، ويمكن لهذه الصواريخ أن تخترق «دشمة» سواتر إسمنتية بعرض 3 أمتار، ولا تستطيع أي من الدبابات الحديثة الصمود أمام هذه الصواريخ.
يكمل اللواء سيف: «لذلك، فإن أهميتها تكمن في إصابة الطرف الآخر بشكل مباشر، إضافة إلى أن الميليشيا استخدمت في المواجهات الأخيرة في عدد من الجبهات، القناصات الأميركية التي يبلغ مداها 3.5 كيلومتر، وهذه الأسلحة القناصة مزودة بأجهزة أشعة الليزر وأيضا النواظير الليلية».
واستطرد قائد المنطقة العسكرية الرابعة بأن «الجيش الوطني صد كثيرا من الهجمات التي سعى الحوثيون للقيام بها في الجبهات الجنوبية، وتحديدا في المناطق المحررة جنوب البلاد، ونجح الجيش في التقدم نحو مواقع الحوثيين ودفعهم للانسحاب باتجاه الغرب، وكانت النتائج قوية ومباشرة في تكبيد الحوثيين خسائر كبيرة».
وأشار إلى أن «القدرة العسكرية التي تمتلكها الميليشيا، جاءت من استغلال الانقلابيين في فترة ماضية وقف طيران التحالف العربي الذي تقوده السعودية ضرب أهداف الميليشيا وحليفهم الرئيسي المخلوع علي عبد الله صالح، بسبب الهدنة، ومفاوضات الكويت، وقاموا خلال هذه الفترة بتجميع المئات من المقاتلين من الداخل والخارج، وحشدوهم في اتجاهات مختلفة؛ منها، باب المندب، وكرش، ومريس، ومكيراس»، موضحا أن «هذه الحشود حاولت الهجوم على الجبهات الرئيسية، إلا أنها فشلت، ونجح الجيش والمقاومة الشعبية في دفعها للتراجع».
وأضاف اللواء سيف أن «الجيش مدعوما بالمقاومة تقدم في جبهة باب المندب، واستطاع أن يدمر العشرات من آليات الانقلابيين، إضافة إلى النجاح في جبهة مريس، والمنطقة الثالثة في مأرب، والوضع متماسك، ولا توجد أي مخاطر عسكرية على هذه الجبهات، لأن الحوثيين لا يشكلون خطرا فعليا، وإن دعم في بعض الجبهات».
وشدد على أن «الحوثيين ليس لهم هدف أو رغبة في تقاسم السلطة، لأن هدفهم الرئيسي الوصول إلى باب المندب، والوصول إلى عدن والسيطرة على خليجه، والاستمرار بالاتجاه الشرقي لإسقاط حضرموت، لتسليم المنطقة لطهران، كي تتمكن من الإشراف على المنافذ البحرية الرئيسية للبلاد والمطلة على المحيط الهندي عن طريق بحر العرب».
وبالانتقال إلى الأوضاع الميدانية في تعز، شهدت جبهة حيفان، جنوب المحافظة، مواجهات عنيفة بين قوات الشرعية، وميليشيات الحوثي والمخلوع صالح، رافقها قصف عنيف شنته الميليشيات الانقلابية على مواقع الشرعية في ظبي الأعبوس بحيفان، وهي المنطقة التي تم تحريرها حديثا بعدما كانت تحت سيطرة الميليشيات.
وقال سهيل الخرباش، وهو قيادي في المقاومة الشعبية بحيفان، لـ«الشرق الأوسط» إن «الميليشيات قصفت بشكل عنيف قرى ظبي الاعبوس بمختلف الأسلحة، وكان القصف من ثلاثة محاور، وهي جبل الريامي وجبل الهتاري وجبل الجزب، في ظل صمود قوات الشرعية، ومحاولات الميليشيات الانقلابية المستميتة للسيطرة على مواقع في قرية ظبي الاعبوس».
وأضاف: «جرى تبادل لإطلاق النار بين الانقلابيين والأبطال المتمركزين في جبهة قمل، والميليشيات المتمركزة في جبل السويداء، في حين انسحبت المقاومة في جبهة ظبي الأعبوي من تبة المنشارة وتبة الشريرة بعد نفاد الذخائر، وأعادت تمركزها بمحيط التبة في مدرسة الإرشاد وتبة الأحلى، ولا تزال الاشتباكات متواصلة رغم فارق الإمكانات».
ورافق احتدام المعارك في جبهة حيفان، شن الميليشيات قصفا عنيفا على أحياء مدينة تعز، ومواقع قوات الشرعية في جبهة الشقب شرق صبر، في محاولة من الميليشيات للسيطرة على المنطقة، علاوة على حشد تعزيزات عسكرية كبيرة للميليشيات في مختلف الجبهات والمواقع التي لا تزال تسيطر عليها، خصوصا في منطقة غراب وشارع الخمسين الواقعين شرق وشمال معسكر «اللواء 35» بالمطار القديم، غرب المدينة.
وتشجيعا لقوات الشرعية، أجرى القيادي في قوات الشرعية هاشم السيد، زيارة إلى جبهة حيفان، وقال إن «الروح المعنوية التي يتمتع بها أبطال الجيش الوطني والمقاومة الشعبية دافع للنصر، لأن الروح المعنوية للميليشيات الانقلابية أصبحت منتهية، والمال هو المحرك الرئيسي لهم».
وفي الجانب الإنساني، دشنت «جمعية بناء الخيرية للتنمية الإنسانية»، عضو «ائتلاف الإغاثة الإنسانية بتعز»، مشروع توزيع 341 أسطوانة أكسجين لعدد من المستشفيات العاملة بمدينة تعز وسط اليمن، بتمويل من «منظمة الأيادي النقية»، وبالتنسيق مع «اللجنة اليمنية - الأميركية»، حيث استهدف المشروع في مرحلته الأولى توزيع 150 أسطوانة أكسجين لمستشفيات «الثورة»، و«الروضة»، و«المظفر»، و«التعاون»، و«الأمل» لعلاج الأورام السرطانية، وبحسب ما قالت المؤسسة، فإنه سيتم ستوزع بقية الأسطوانات في الأيام المقبلة.
وقال مسؤول المشاريع في جمعية بناء، سليمان الصمدي، إن «هذا المشروع جاء استجابة لنداءات الاستغاثة التي أطلقتها المستشفيات بنفاد مادة الأكسجين، الأمر الذي يعرض عشرات الجرحى للخطر»، وإن «متوسط الاحتياج للمستشفيات من مادة الأكسجين يصل إلى 80 أسطوانة في اليوم الواحد»، داعيا المنظمات المحلية والدولية إلى إنقاذ مستشفيات تعز بالأكسجين والأدوية.
وفي السياق ذاته، وبينما تواصل الميليشيات الانقلابية حصارها المطبق على جميع منافذ المدينة، منذ أكثر من عشرة أشهر، دشنت «مؤسسة خيرون للإغاثة والتنمية» مشروع توزيع السلال الغذائية لـ165 أسرة في منطقة جبل جرة بمحافظة تعز، وذلك ضمن سلسلة من المشاريع الإغاثية التي تنفذها المؤسسة في محافظة تعز، ومنها مشروع «سقيا الماء الكوثر» ومشاريع الدعم النفسي للأطفال ضحايا الحرب في المحافظة التي تتشهد قصفا عشوائيا وتبادلا لإطلاق النار مما زاد في معاناة أبنائها.
مقتل أبو حمزة «الحوثي».. وظهور أسلحة حديثة مع الانقلابيين
اشتداد المواجهات في حيفان تعز * قوات الشرعية تدمر عشرات الآليات في باب المندب
مقتل أبو حمزة «الحوثي».. وظهور أسلحة حديثة مع الانقلابيين
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة