بين الخطأ والصواب

بين الخطأ والصواب
TT

بين الخطأ والصواب

بين الخطأ والصواب

** انخفاض الوزن في رمضان
هل انخفض وزنك، فعلاً، مع نهاية رمضان، أم أنه زاد؟ هذا ما يتساءل عنه معظم الصائمين، وهم يودعون شهر رمضان؟
إننا جميعًا على يقين بأن شهر رمضان هو شهر الصوم عن الطعام والشراب لأكثر من 12 ساعة في اليوم، ومن البديهي أن تنخفض أوزاننا مع نهاية الشهر الكريم ما دام التزمنا بالقواعد الدينية والصحية للصوم الإسلامي الذي يساعد الجسم في هضم المواد المخزنة، أي الشحوم من تجويف البطن وتحت الجلد.
أما الذين أفرطوا في تناول الولائم الدسمة والحلويات والسكريات وما لذ وطاب من أنواع الطعام، فإنهم حتمًا سيزيدون عددًا من الكيلوغرامات إلى أوزانهم الطبيعية وسيصابون بالسمنة ويعانون من ويلات مضاعفاتها، خصوصًا الذين تعودوا الإفراط في وجبة الإفطار خلال شهر رمضان، حيث يكون الجسم مهيأً لخزن أكبر كمية ممكنة من السعرات الحرارية التي يحتويها الغذاء.
فهنيئًا لمن التزم بالتعليمات وفاز بصحة البدن أيضًا التي تتمثل في فقدان الوزن أو على الأقل عدم زيادته. أما الذين زادت أوزانهم فعليهم من الآن وصاعدًا إعادة النظر في مكونات طعامهم من حيث الكم والنوع، واتباع النمط الطبيعي لتناول الغذاء الذي يحافظ على التوازن بين معدلات عمليتي التمثيل الغذائي والحرق، للوصول إلى الصحة والسلامة البدنية والنفسية مع ضبط الوزن.
وننصح هؤلاء باتباع الآتي بعد انتهاء شهر رمضان:
* تقنين كمية الطعام في الوجبات الثلاث، بحيث يتوقفون عن تناول الطعام قبل الشعور بالشبع.
* أن تكون وجباتهم سهلة الهضم والامتصاص وتعطي شعورًا سريعًا وطويلاً بالشبع.
* أن يكون محتوى الطعام الذي يتناولونه ضئيلاً في سعراته الحرارية.
* أن يحتوي الطعام على العناصر الغذائية الأساسية ومكونات الغذاء المتوازن.
* يفضل تناول الدجاج والسمك أكثر من اللحوم مصدرًا للبروتين.
* الإكثار من تناول الفاكهة والخضراوات كالسلطة الخضراء التي تمدهم بالفيتامينات والمعادن، وهما مصدر الطاقة.
* تجنب تناول الطعام المقلي والغني بالدهون المشبعة والاعتماد على الأطعمة المشوية بدلاً منها.
* ممارسة النشاط البدني الحركي مثل المشي أو أي رياضة أخرى لحرق الشحوم الزائدة المخزنة بالجسم وإكساب أجسامهم الصحة واللياقة على مدار شهور السنة.
** الهواء النقي مهم لصحة الأطفال
تشهد جميع دول العالم تلوثًا في الهواء الذي نستنشقه جميعنا وخصوصًا شرائح الأطفال، حيث يؤثر هذا التلوث على صحتهم ونموهم وعلى إنتاجيتهم في المستقبل، ليس على المرضى من هؤلاء الأطفال بل حتى على الأصحاء منهم. وقد قاد هذا الخطر المحيط بأطفال العالم مجموعة من العلماء للقيام بدراسة على مجتمعات سكانية مختلفة ومتباينة لتحديد مدى هذا التأثير السيئ الذي يتعرض له الأطفال.
وقد حللت مجموعة من العلماء الأميركان من جامعة جنوب كاليفورنيا في لوس أنجليس، بيانات من 4602 طفل، في ثلاث مجموعات (أطفال يعانون من مرض الربو - أطفال لا يعانون من الربو - أطفال أصحاء تمامًا)، كانت أعمارهم تتراوح بين 5 و8 سنوات. وقد تم جمع البيانات في الفترة بين عامي 1993 و2012 من 8 مجتمعات في كاليفورنيا.
واستند العلماء في هذه الدراسة على عمل قياسات نوعية للهواء مع إجراء مقابلات مع الآباء والأمهات حول أعراض التهاب القصبة الهوائية (bronchitic symptoms) التي اشتملت على أعراض محددة فقط، وهي: السعال كل يوم لأكثر من 3 أشهر، واحتقان الحلق أو وجود بلغم لا علاقة له بالبرد، والتهاب الأغشية المخاطية. ونشرت نتائج هذه الدراسة الأميركية في مجلة الجمعية الطبية الأميركية (JAMA).
ووجد الباحثون أنه تم خفض الجسيمات الملوثة للهواء بنسبة 47 في المائة بين عامي 1992 و2011 في المناطق التي أجريت فيها الدراسة، كما تم خفض ثاني أكسيد النيتروجين بنسبة 49 في المائة. ووفقًا للباحثين، فقد وجد أن الأطفال الذين يعانون من الربو كانوا أقل عرضة لأعراض التهاب القصبة الهوائية بنسبة 32 في المائة بسبب الحد من الجسيمات. أما الأطفال الذين لا يعانون من الربو فكان خطر تعرضهم للأعراض أقل من 21 في المائة. ووجد أن مستويات انخفاض ثاني أكسيد النيتروجين كانت مرتبطة مع انخفاض أعراض التهاب القصبة الهوائية عند الأطفال الذين يعانون من الربو بنسبة 21 في المائة، وانخفاض الأعراض عند الأطفال الأصحاء بنسبة 16 في المائة. وعليه أكد رئيس فريق البحث في هذه الدراسة الدكتور كيروس برهاني (Kiros Berhane) على أهمية نظافة الهواء من الملوثات، سواء الجسيمات الدقيقة أو الغازات لما للهواء النقي من مردود إيجابي كبير على صحة الأطفال، وتحديد كيف سيعيشون مستقبلاً وما مدى إنتاجيتهم، فجميع الأطفال سواء الذين يعانون من مرض الربو أو الأصحاء استفادوا من عملية تحسين نوعية وجودة الهواء.
ونظرًا للاختلافات الكبيرة في مستويات تلوث الهواء بين المجتمعات التي شاركت في تحليل بياناتها، وما توصلت إليه هذه الدراسة من أن انخفاض مستوى تلوث الهواء والضباب الدخاني في جنوب كاليفورنيا بالولايات المتحدة قد أدى بالفعل إلى انخفاض في مشكلات الجهاز التنفسي لدى الأطفال على مدى العقدين الماضيين، يمكن تطبيق هذه الدراسة في أجزاء أخرى من الولايات المتحدة، وربما حتى في أجزاء أخرى من العالم.

استشاري في طب المجتمع
مدير مركز المساعدية التخصصي ـ مستشفى الملك فهد بجدة
[email protected]



لماذا لا يستطيع البعض النوم ليلاً رغم شعورهم بالتعب الشديد؟

لا يستطيع بعضنا النوم في بعض الأحيان رغم شعورنا بالتعب والإرهاق الشديدين (رويترز)
لا يستطيع بعضنا النوم في بعض الأحيان رغم شعورنا بالتعب والإرهاق الشديدين (رويترز)
TT

لماذا لا يستطيع البعض النوم ليلاً رغم شعورهم بالتعب الشديد؟

لا يستطيع بعضنا النوم في بعض الأحيان رغم شعورنا بالتعب والإرهاق الشديدين (رويترز)
لا يستطيع بعضنا النوم في بعض الأحيان رغم شعورنا بالتعب والإرهاق الشديدين (رويترز)

أحياناً، لا يستطيع بعضنا النوم، رغم شعورنا بالتعب والإرهاق الشديدين، الأمر الذي يعود إلى سبب قد لا يخطر على بال أحد؛ وهو الميكروبات الموجودة بأمعائنا، وفقاً لما توصلت إليه دراسة جديدة.

وكل ليلة، ومع غروب الشمس، تبدأ بعض ميكروبات الأمعاء، المعروفة بميكروبات الليل، التكاثر والازدهار، بينما تموت ميكروبات أخرى، وتتغير المواد الكيميائية التي تفرزها هذه الميكروبات أيضاً، مما يسهم في النعاس، وفق ما نقله موقع «سايكولوجي توداي» عن مؤلفي الدراسة الجديدة.

ويصل بعض هذه المواد الكيميائية إلى منطقة تحت المهاد، وهي جزء من دماغك يساعدك على البقاء هادئاً في أوقات التوتر.

وقال الباحثون في الدراسة الجديدة: «من المدهش أن الميكروبات التي تحكم أمعاءك لها إيقاعات يومية، فهي تنتظر الإفطار بفارغ الصبر في الصباح، وفي الليل تحب أن تأخذ قسطاً من الراحة، لذا فإن تناول وجبة خفيفة، في وقت متأخر من الليل، يؤثر إيجاباً بشكل عميق على ميكروبات الأمعاء لديك، ومن ثم على نومك ومدى شعورك بالتوتر».

وأضافوا أن عدم التفات الشخص لما يأكله في نهاية يومه ربما يؤثر بالسلب على نومه، حتى وإن كان يشعر بالتعب الشديد.

كما أن هذا الأمر يزيد من شعوره بالتوتر، وهذا الشعور يؤثر سلباً أيضاً على النوم.

ولفت الفريق، التابع لجامعة كوليدج كورك، إلى أنه توصّل لهذه النتائج بعد إجراء اختبارات على عدد من الفئران لدراسة تأثير الميكروبيوم على الإجهاد والإيقاعات اليومية لديهم.

وقد حددوا بكتيريا واحدة على وجه الخصوص؛ وهي «L. reuteri»، والتي يبدو أنها تهدئ الأمعاء وتؤثر إيجاباً على الإيقاعات اليومية والنوم.

ويقول الباحثون إن دراستهم تقدم «دليلاً دامغاً على أن ميكروبات الأمعاء لها تأثير عميق على التوتر وجودة النوم».

ونصح الباحثون بعدم تناول الأطعمة والمشروبات السكرية ليلاً، أو الوجبات السريعة، وتلك المليئة بالدهون، واستبدال الأطعمة الخفيفة والمليئة بالألياف، بها.