مستشار أمني أميركي: الرياض ستبقى الحليف الاستراتيجي لواشنطن

طلبة قال لـ«الشرق الأوسط» إن نشاطات طهران العدوانية تحتم تعزيز الشراكة مع الخليج لخلق «إيران السلمية»

علي طلبة المستشار السابق لبوش
علي طلبة المستشار السابق لبوش
TT

مستشار أمني أميركي: الرياض ستبقى الحليف الاستراتيجي لواشنطن

علي طلبة المستشار السابق لبوش
علي طلبة المستشار السابق لبوش

أكد المستشار الاستراتيجي للرئيس الأميركي السابق جورج بوش لـ«الشرق الأوسط»، حتمية العلاقات الاستراتيجية بين الرياض وواشنطن على كل الصعد الاقتصادية والسياسية والأمنية، مشيرا إلى أن نتائج القمة الخليجية – الأميركية المشتركة التي عقدت أخيرا في الرياض، وضعت النقاط في الحروف، وأكدت على ضرورة العمل على إبقاء الشراكة الاستراتيجية لأجل الوصول بالتعاون بين الطرفين إلى أعلى مستوى، مشيرا إلى العمل معًا لخلق ما سماها «إيران السلمية»، لاستعادة الاستقرار في المنطقة.
وقال علي طلبة، المستشار الأمني والاستراتيجي للرئيس الأميركي السابق جورج بوش لـ«الشرق الأوسط»: «النشاطات العدوانية الإيرانية وانتشارها في سوريا واليمن ولبنان وغيرها، تحتم تعزيز الشراكة الاستراتيجية الخليجية – الأميركية، بقدر الأهمية التي نحاول من خلالها خلق (إيران المسالمة)، وهذا ما يعكس أبعاد أهمية القمة الخليجية - الأميركية التي أثمرت نتائج مهمة في هذا الإطار».
وأقرّ طلبة بأن «الدعم الأميركي للمعارضة السورية، مع أهميته، غير كاف لتغيير معادلة الحرب أو الصراع في ذلك الجزء من العالم»، مشددا على ضرورة العمل على تطوير آليات أكثر قوة للتنسيق بين أميركا وحلفائها الخليجيين، من أجل العمل الاستراتيجي المشترك على المدى البعيد، مشيرا إلى أن السعودية تعتبر مفتاح هذه الشراكة لخدمة المصالح الحيوية، ومقاومة الإرهاب والتطرف.
وأضاف طلبة وهو مدير «ماك لاتري» للاستشارات الاستراتيجية حاليا: «ليس خفيا أن روسيا وإيران تمدّان نظام الأسد بالدعم الرئيسي والحسّاس، الأمر الذي أطال أمد هذا الصراع، في حين أن أميركا كانت دائما تعتقد أنه لا مجال للحل العسكري في الصراع السوري، غير أن روسيا لا تريد أن تنحو هذا المنحى ولا تريد أن تلعب دورا فعالا في مجريات المفاوضات في جنيف، بهدف إبقاء الأسد على رأس السلطة».
وعلى المستوى الأميركي، لفت طلبة إلى أن لجوء بلاده لإنتاج الزيت الصخري، ليقلل اعتمادها على مصادر الطاقة الخارجية، مقرّا في الوقت نفسه بأن انخفاض أسعار الطاقة يحتم على واشنطن ضرورة تطوير تكنولوجيا كفاءة الإنتاج.
ويشير طلبة إلى أن زيارة الأمير محمد بن سلمان، ولي ولي العهد السعودي، للولايات الأميركية المتحدة، تأتي ضمن الرغبة المؤكدة الأميركية – السعودية، المدعومة بإرادة سياسية من قبل قيادتي البلدين، في العمل معًا لتعزيز العلاقات الثنائية على كل الصعد السياسية والاقتصادية والأمنية والعسكرية، «حيث جاءت القمة السعودية – الأميركية، والقمة الخليجية – الأميركية، اللتان عقدتا في العاصمة السعودية الرياض أخيرا، لدفع العلاقات السعودية - الأميركية نحو الأمام باعتبارها ركيزة العلاقات الخليجية - الأميركية، وخرجتا بحزمة من القرارات والتوصيات التي صبت في هذا الاتجاه، والتأكيد على حتمية الشراكة الاستراتيجية بين الطرفين».
ويشير طلبة إلى أن مخرجات القمة الخليجية – الأميركية أطلقت إشارات للتأكيد على الموقف الأميركي من حيث التعاون مع السعودية والخليج بشكل عام من أجل العمل على الاستقرار السياسي والأمني في المنطقة، مشيرا إلى أنها كانت مناسبة مهمة لتوضيح حقيقة وطبيعة تعاطي واشنطن مع بعض القضايا السياسية الصعبة جدا، خصوصا تلك التي عنيت بكيفية منع إيران من امتلاك قدرات نووية عسكرية وكيفية إنهاء الصراع في سوريا.
وقال طلبة: «أعتقد أن هذا ما جعل البعض يقول إن التحالف السعودي - الأميركي، مهم جدا بالنسبة لكلا البلدين، ولا بد من الإبقاء عليه».
وتعتبر السعودية مفتاح الشراكة الأميركية في عدة جوانب مهمة لمصالح واشنطن الحيوية، بما في ذلك مقاومة الإرهاب والتطرف، فضلا عن أن الرياض تمثل مركز أسواق الطاقة الدولية، وقال طلبة: «شخصيا أقرّ بهذه الحقيقة، على وجه رسمي لمستها من مسؤولين من حكومتي البلدين، وأقولها بكل ثقة إن حضور الرئيس باراك أوباما للرياض للمشاركة في القمة الخليجية – الأميركية الأخيرة، كان الهدف منه تصحيح المواقف على نحو أفضل، ومن ثم العمل على تعزيز العلاقات والتعاون الاستراتيجي بين البلدين».
وحول تساؤل البعض عن طبيعة الموقف الأميركي تجاه الأزمة السورية وأسباب إطالة أمد النظام السوري الحاكم، يقول طلبة: «كان في بادئ الأمر هناك اهتمام أميركي بالمساعدة في الحصول على حل سلمي للأزمة، ولكن لم يكن واردا أن تسوء الحال بهذا الشكل التراجيدي لدى الشعب السوري، وتتسبب في زعزعة بشكل غير مسبوق بالنسبة لدى حلفائنا الإقليميين، وأعتقد أن هناك حاجة لتشخيص حقيقي وإعادة النظر في ما يتعلق بكيفية التعاطي معها.. إلى أي حد يمكن لأميركا أن تبذل جهدا من أجل أن تبسط الاستقرار وتوقف هذه الحرب الأهلية».
ويضيف طلبة أنه اتفق مع كبار المسؤولين الأميركيين الذين صرحوا رسميا بأنهم يعتقدون بأنه كان بالإمكان أن تبذل أميركا كثيرا من الجهد من أجل دعم المعارضة السورية، مع محاولة جادة لتولي أو مشاركة الأهداف المنشودة، وقال: «أعتقد أن كثيرين من أصدقائنا في منطقة الشرق الأوسط، لديهم انطباع بأن أميركا قادرة على ضمانة النتائج، ولكن من الصعوبة بمكان القول بأن مزيدا من الدعم الأميركي يمكن أن يغير من معادلة الحرب أو الصراع في ذلك الجزء من العالم».
غير أنه من الأهمية بمكان الاستمرار في تعزيز جوهر استراتيجية واشنطن في تعميق العلاقات لترتقي إلى مستوى تعاطي وتفاعلات القادة، على سبيل المثال القمة الخليجية – الأميركية الأخيرة في الرياض، و«أكثر من ذلك، علينا العمل على تطوير آليات أكثر قوة للتنسيق من أجل العمل الاستراتيجي المشترك على المدى البعيد، خصوصا أن لدينا تاريخا طويلا من التعاون، وأرى من الأفضل لنا أن نمضي معًا نحو الأمام.. نحو مزيد من التنسيق والتعاون، وعندها من المؤكد جني نتائج أفضل لمساعينا في المنطقة لحصد نتائج نتوقعها ونتوافق عليها جميعا، وفقا للخطط التي يمكن أن تكون معقولة للحصول على نتائج مرضية».
وحول الدور الذي تلعبه موسكو وإيران في الأزمة السورية، قال طلبة إنهما تمدّان نظام الأسد بالدعم الرئيسي والحسّاس، «الأمر الذي أطال أمد هذا الصراع، في حين أن أميركا كانت دائما تعتقد أنه لا مجال للحل العسكري في الصراع السوري، فقط الحل السياسي هو الذي سيقودنا إلى السلام، غير أن روسيا لا تريد أن تنحو هذا المنحى، ولا تريد أن تلعب دورا فعالا في مجريات المفاوضات التي تجرى بين الفينة والأخرى في جنيف بين النظام الحاكم في سوريا والمعارضة، ولكن دعنا نكن واضحين؛ ذلك أن هدف أميركا يبقي على العمل على وضع حد للحرب من خلال الحل السياسي والدبلوماسي، بحيث نرى الأسد خارج السلطة الجديدة لسوريا.
إن الولايات المتحدة من المؤكد أنها ليست لديها رغبة في أن ترى مزيدا من المآسي في سوريا واستمرارها ليوم جديد».
وشدد طلبة على أن «السعودية أثبتت أنها حقيقة تقود الجهود الدولية لمكافحة التطرف العابر للدول، وبالتالي فإن التعاون في مجال مكافحة الإرهاب بين الرياض وواشنطن هو أساس العمل الدولي لإنجاز ذلك، فهو الأقوى والأكثر أهمية على مستوى العالم، كجزء لا يتجزأ من مجمل التعاون الثنائي بين البلدين خلال الأعوام الأخيرة. ومن نافلة القول، فإننا أحيانا نصل إلى استنتاجات مختلفة، مثل كيفية تصنيف الجماعات المتطرفة، ذلك ما يقود إلى بعض الخلافات حول كيفية إحراز وتحقيق الأهداف الاستراتيجية المشتركة، ومن المحتمل أن نرى ذلك في تصنيف الجماعات المعارضة في سوريا على وجه التحديد. عموما، فإن الدور السعودي في محاربة الإرهاب يعتبر مدرسة لمكافحة الإرهاب يمكن الاستفادة منها، وبالتالي التعاون بين السعودية وأميركا في هذا الجانب يدخل فيه عامل تبادل التجارب في هذا الجانب».



ما المنتظر من القمة العربية المقبلة بالمنامة؟

صورة جماعية للقادة المشاركين في القمة العربية - الإسلامية الأخيرة في الرياض (واس)
صورة جماعية للقادة المشاركين في القمة العربية - الإسلامية الأخيرة في الرياض (واس)
TT

ما المنتظر من القمة العربية المقبلة بالمنامة؟

صورة جماعية للقادة المشاركين في القمة العربية - الإسلامية الأخيرة في الرياض (واس)
صورة جماعية للقادة المشاركين في القمة العربية - الإسلامية الأخيرة في الرياض (واس)

بينما تستعد البحرين لاستضافة اجتماع مجلس جامعة الدول العربية على مستوى القمة في دورته العادية الثالثة والثلاثين، المقرر عقدها في 16 مايو (أيار) المقبل، تتطلع أنظار الشارع العربي لما سيخرج من قرارات عن اجتماع القادة العرب، في ظل أوضاع سياسية متوترة، ومخاوف من اتساع رقعة الصراع في الشرق الأوسط، إثر تداعيات الحرب الإسرائيلية المستمرة على قطاع غزة، المستمرة للشهر السابع على التوالي.

وتعد هذه هي المرة الأولى التي تستضيف فيها البحرين اجتماعاً من هذا النوع، سواء على مستوى القمم العربية العادية أو الطارئة. وكان العاهل البحريني الملك حمد بن عيسى آل خليفة أعلن عن رغبة المنامة استضافة الاجتماع خلال فعاليات قمة جدة في السعودية العام الماضي.

وعلى مدار الأشهر الماضية، دأبت الجامعة العربية، بالتعاون مع البحرين، على التحضير للقمة التي تعقد في «ظرف دولي استثنائي»، وفق مراقبين، حيث استقبل العاهل البحريني، في يناير (كانون الثاني) الماضي، الأمين العام لجامعة الدول العربية، «لبحث استعدادات البحرين لاستضافة القمة العربية»، كما تم عقد اجتماعات تنسيقية - تشاورية مكثفة بين الأمانة العامة لمجلس جامعة الدول العربية، والبحرين، شكلت من خلالها لجنة عامة للإعداد للقمة برئاسة الأمين العام المساعد لجامعة الدول العربية، السفير حسام زكي.

الأمين العام المساعد حسام زكي خلال المؤتمر الإنساني الدولي للسودان وجيرانه في باريس (الجامعة العربية)

وفي سياق الإعداد للقمة، استقبل وزير الخارجية البحريني عبد اللطيف بن راشد الزياني، الاثنين، بالمنامة، الأمين العام المساعد لجامعة الدول العربية، بهدف «استكمال التحضيرات والترتيبات اللازمة لاستضافة البحرين للقمة العربية في دورتها الثالثة والثلاثين، وتوفير متطلبات انعقادها على أفضل وجه»، حسب إفادة رسمية نشرتها وكالة الأنباء البحرينية.

وتكتسب القمة المقبلة زخماً دولياً، حيث أكد لقاء جمع وزير الخارجية البحريني، ووزير الدولة لشؤون الشرق الأوسط وشمال أفريقيا وجنوب آسيا والأمم المتحدة بالمملكة المتحدة اللورد طارق أحمد، الاثنين، «أهمية انعقاد القمة العربية المقبلة، في ظل الظروف والتحديات الأمنية التي تشهدها المنطقة، وضرورة التوصل إلى قرارات بناءة تسهم في تعزيز التضامن العربي ودعم جهود إحلال السلام والأمن والاستقرار في المنطقة»، حسب وكالة الأنباء البحرينية.

ويرى مدير «مركز الصحراء وأفريقيا للدراسات الاستراتيجية» في المغرب، عبد الفتاح الفاتحي، أن «انعقاد القمة العربية يأتي في سياق استمرار التصعيد والتوتر الذي يدفع في اتجاه حرب إقليمية بسبب الحرب المتواصلة في غزة، فضلاً عن استمرار القتال في السودان، وكذلك استمرار الأزمات السياسية والأمنية في عدة دول، كما هو الحال في ليبيا وسوريا وفي الصومال».

من اجتماع سابق لـ«لجنة الاتصال الوزارية العربية» في القاهرة (صفحة الأمين العام لجامعة الدول العربية)

وأكد الفاتحي لـ«الشرق الأوسط» أن «قمة المنامة تُعقد في ظروف تحتم عليها الخروج بقرارات أكثر جرأةً سياسياً لمواجهة تطورات الأحداث في قطاع غزة، وما يخلفه ذلك من تداعيات على البلدان العربية مستقبلاً»، مشيراً إلى أن «هناك مسؤولية أخلاقية وسياسية تجاه الوضع الكارثي للفلسطينيين، لا سيما أن الساحة تفتقر إلى تصورات لإيقاف الحرب وحماية المدنيين من رحى الآلة العسكرية الإسرائيلية».

وتعد القضية الفلسطينية بنداً رئيسياً على جدول أعمال القمم العربية، وهو ما أكده الأمين العام لجامعة الدول العربية، أحمد أبو الغيط، في تصريحات تلفزيونية، مساء الأحد الماضي، من أن «القضية الفلسطينية مطروحة في كل اجتماعات الجامعة العربية، وأنه تتم مناقشتها من قبل العديد من الدول العربية».

وقال السفير حسام زكي إن الاجتماع المقبل لمجلس الجامعة «سيتطرق إلى تداعيات استمرار الحرب في غزة، كما سيتم خلاله الاستماع إلى إحاطة معمقة من المقررة الخاصة المعنية بحالة حقوق الإنسان في الأراضي الفلسطينية المحتلة، فرانشيسكا ألبانيز».

بدوره، قال أستاذ العلوم السياسية والعلاقات الدولية في جامعة العلوم التطبيقية بالأردن، الدكتور عبد الحكيم القرالة لـ«الشرق الأوسط»، إن «جدول أعمال القمة العربية المقبلة مثقل بملفات شائكة وصعبة، على رأسها الملف الفلسطيني، في ظل استمرار حرب الإبادة في غزة، ما يتطلب موقفاً حازماً وقوياً من القادة العرب».

وأضاف أن «القمة تنعقد في ظل توتر وتصعيد وتشابك وتعقد الصراع مع دخول إيران على خط الأزمة، ما ينذر باتساع رقعة الصراع، بما يضر القضية الفلسطينية ويهدد الأمن والسلم الإقليمي والدولي». ولفت إلى أن «القمة العربية - الإسلامية الطارئة التي عقدت أخيراً لبحث الوضع في غزة، حققت بعض الانتصارات السياسية عبر مخاطبة الرأي العام العالمي، لكنها لم تحدث اختراقات كبيرة لحلحلة الصراع».

كانت القمة العربية - الإسلامية التي عقدت في الرياض 11 نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، قررت «تكليف وزراء خارجية السعودية بصفتها رئيسة القمتين العربية والإسلامية، وكل من الأردن، ومصر، وقطر، وتركيا، وإندونيسيا، ونيجيريا وفلسطين، والأمينين العامين للجامعة العربية ومنظمة التعاون الإسلامي بدء تحرك فوري باسم جميع الدول الأعضاء لبلورة تحرك دولي لوقف الحرب على غزة، والضغط من أجل إطلاق عملية سياسية جادة وحقيقية لتحقيق السلام الدائم والشامل وفق المرجعيات الدولية المعتمدة».

وقال القرالة إن التحديات الحالية «تحتم على القادة العرب قدراً عالياً من التنسيق، لإنتاج موقف موحد يستهدف وقف الحرب الإسرائيلية، بالتشبيك مع الفواعل الدولية، والقوى الوازنة، لا سيما الولايات المتحدة».

مجلس الجامعة خلال اجتماع الدورة غير العادية على مستوى المندوبين الدائمين في القاهرة (أرشيفية - الجامعة العربية)

وأكد «ضرورة مأسسة العمل العربي المشترك، بشأن خوض معركة سياسية ودبلوماسية وقانونية في أروقة الأمم المتحدة، واستخدام أمثل للعلاقات العربية الاستراتيجية ومكانتها مع القوى الوازنة وعواصم صنع القرار لإحداث اختراق حقيقي قادر على وقف إطلاق النار وفتح أفق سياسي لإحياء عملية السلام».

وشدد على أن «القضية الفلسطينية ستظل الموضوع الأبرز على جدول الأعمال»، داعياً إلى «البحث عن أفكار خارج الصندوق للتأثير في الولايات المتحدة باعتبارها تشكل غطاءً شرعياً وقانونياً لإسرائيل». كما أشار إلى «ضرورة توحيد الجهود العربية لتقديم المساعدات الإنسانية لقطاع غزة الذي يعاني وضعاً كارثياً».

وتعد التدخلات الإيرانية في المنطقة «أحد الملفات المهمة والمتكررة على جدول أعمال القمم العربية، التي تكتسب بعداً إضافياً هذه المرة في ظل التوترات في البحر الأحمر وتداعياتها الاقتصادية الناجمة عن هجمات جماعة (الحوثي) على السفن المارة بواحد من أهم ممرات التجارة العالمية»، حسب القرالة الذي يشير إلى «ملفات أخرى على جدول الأعمال اقتصادية وأمنية تتعلق بدعم العمل العربي المشترك على كافة الأصعدة».

كما تبحث القمة أيضاً «الأزمة الإثيوبية - الصومالية»، حسب تصريحات أبو الغيط الذي أكد أن «القانون الدولي والمصالح الدولية يرفضان المنهج الإثيوبي في فرض سياسة الأمر الواقع على المجتمع الدولي».


السعودية تشدّد على مواقفها الراسخة لإحلال الأمن والاستقرار في المنطقة والعالم

خادم الحرمين الشريفين مترئساً جلسة مجلس الوزراء في جدة - الثلاثاء (واس)
خادم الحرمين الشريفين مترئساً جلسة مجلس الوزراء في جدة - الثلاثاء (واس)
TT

السعودية تشدّد على مواقفها الراسخة لإحلال الأمن والاستقرار في المنطقة والعالم

خادم الحرمين الشريفين مترئساً جلسة مجلس الوزراء في جدة - الثلاثاء (واس)
خادم الحرمين الشريفين مترئساً جلسة مجلس الوزراء في جدة - الثلاثاء (واس)

شدّد مجلس الوزراء السعودي، على مواقف بلاده الراسخة نحو إحلال الأمن والاستقرار في المنطقة والعالم، ومطالبتها الدائمة للمجتمع الدولي بالاضطلاع بمسؤولياته تجاه وقف الاعتداءات الإسرائيلية على المدنيّين في قطاع غزة، ودعم حق الشعب الفلسطيني في تقرير مصيره وإقامة دولته على حدود عام 1967م وعاصمتها القدس الشرقية.

جاء ذلك خلال الجلسة التي عقدها المجلس برئاسة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز، الثلاثاء، في جدة، واطلاع أعضاء المجلس على مجمل الاتصالات والمحادثات التي جرت خلال الأيام الماضية بين المملكة وعدد من الدول الشقيقة والصديقة، حول العلاقات المشتركة وقضايا المنطقة والتطورات العالمية.

وأوضح سلمان الدوسري، وزير الإعلام السعودي، عقب الجلسة، أن مجلس الوزراء أشاد بمخرجات الاجتماع الوزاري (الثاني) للحوار الاستراتيجي بين دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية ودول آسيا الوسطى، مؤكداً حرص المملكة على مواصلة تعزيز جسور التواصل مع مختلف بلدان العالم، ودعم أوجه التنسيق المشترك، بما فيها العمل المتعدد الأطراف.

ورحّب المجلس، بالمشاركين في الاجتماع الخاص للمنتدى الاقتصادي العالمي الذي يعقد يومي الأحد والاثنين المقبلين بالرياض، في إطار ما توليه المملكة من الاهتمام بتعزيز التعاون الدولي وصياغة مسار المستقبل لمواجهة التحديات العالمية.

وعدّ مجلس الوزراء، اختيار البنك الدولي المملكة مركزاً للمعرفة لنشر ثقافة الإصلاحات الاقتصادية عالمياً؛ تأكيداً على ريادة ما حققته هذه البلاد من تقدم كبير في تقارير مؤشرات التنافسية العالمية.

جانب من الجلسة التي عقدها مجلس الوزراء في جدة (واس)

وبيّن أن المجلس نوّه بحصول 5 مدن سعودية على مراكز متقدمة في مؤشر المدن الذكية لعام 2024، الصادر عن المعهد الدولي للتنمية الإدارية؛ عاكسة بذلك ما تشهده المملكة من تطور وازدهار على الصعد كافة.

واطّلع مجلس الوزراء، على الموضوعات المدرجة على جدول أعماله، من بينها موضوعات اشترك مجلس الشورى في دراستها، كما اطّلع على ما انـتهى إليه كل من مجلس الشؤون الاقتصادية والتنمية، ومجلس الشؤون السياسية والأمنية، واللجنة العامة لمجلس الوزراء، وهيئة الخبراء بمجلس الوزراء في شأنها.

وأصدر المجلس عدداً من القرارات، من ضمنها الموافقة على مذكرة تفاهم للتعاون في مجالي الرياضة والشباب بين حكومة السعودية وحكومة قطر، وعلى اتفاقية عامة للتعاون بين حكومة السعودية والدومينيكان، وعلى مذكرة تفاهم بين وزارة البيئة والمياه والزراعة في السعودية ومركز علوم البيئة ومصائد الأسماك وتربية الأحياء المائية (سيفاس) التابع لوزارة البيئة والغذاء والشؤون الريفية في بريطانيا، للتعاون في مجال حماية البيئة البحرية.

مجلس الوزراء اطلع في بداية الجلسة على مجمل الاتصالات والمحادثات التي جرت بين المملكة وعدد من الدول الأيام الماضية (واس)

كما وافق المجلس على مذكرة تفاهم بين وزارة المالية في السعودية ووزارة المالية والخزانة في تركيا، وعلى مذكرة تفاهم للتعاون الفني في مجال التعدين بين حكومة السعودية وحكومة تشاد، وعلى مذكرة تفاهم للتعاون في مجال السياحة بين وزارة السياحة في السعودية ووزارة الاقتصاد والبحار في البرتغال، وعلى مذكرة تفاهم بين حكومة السعودية وحكومة منطقة هونغ كونغ الإدارية الخاصة التابعة لجمهورية الصين الشعبية؛ للتعاون في مجال تشجيع الاستثمار المباشر، في حين وافق المجلس على مذكرة تفاهم في مجال السلامة النووية والوقاية من الإشعاع بين هيئة الرقابة النووية والإشعاعية في السعودية واللجنة الوطنية للطاقة الذرية في اليمن.

بينما فوّض المجلس وزير الاقتصاد والتخطيط رئيس مجلس إدارة الهيئة العامة للإحصاء - أو من ينيبه - بالتباحث مع الجانب الأسترالي في شأن مشروع مذكرة تفاهم بين الهيئة العامة للإحصاء في السعودية ومكتب الإحصاءات الأسترالي في أستراليا؛ للتعاون في مجال الإحصاء، والتوقيع عليه.

وتفويض وزير النقل والخدمات اللوجيستية رئيس مجلس إدارة الهيئة العامة للنقل - أو من ينيبه - بالتباحث مع الجانب المصري في شأن مشروع مذكرة تفاهم للتعاون في مجال الربط البحري؛ لنقل الركاب في خليج العقبة بين الهيئة العامة للنقل في السعودية ووزارة النقل في مصر، والتوقيع عليه.

في حين وافق المجلس على مذكرة تفاهم بين هيئة الرقابة ومكافحة الفساد في السعودية ومكتب المدعي العام في كوريا، في مجال منع الفساد ومكافحته. وعلى اتفاقية تعاون في مجال الوثائق والأرشفة بين المركز الوطني للوثائق والمحفوظات في السعودية وإدارة محفوظات الدولة في الجمهورية الهيلينية. وعلى اتفاقية تعاون في مجال التقنية المالية والابتكار بين البنك المركزي السعودي بالسعودية وسلطة النقد في سنغافورة.

وفوّض المجلس، رئيس مجلس إدارة مدينة الملك عبد العزيز للعلوم والتقنية - أو من ينيبه - بالتباحث مع الجانب البهامي في شأن مشروع مذكرة تفاهم بين مدينة الملك عبد العزيز للعلوم والتقنية في السعودية ووزارتي السياحة والاستثمار والطيران، والبهاما الكبرى في كومنولث جزر البهاما؛ للتعاون في مجال العلوم والتقنية، والتوقيع عليه.

ووافق المجلس على الترخيص لبنك «يو بي إس إيه جي» السويسري بفتح فرع له لمزاولة الأعمال المصرفية في المملكة. كما وافق المجلس على النظام (القانون) الموحد للنقل البري الدولي بين دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية.

في حين أقرّ المجلس، منح المتضررين من أهالي قرية طابة بمنطقة حائل جراء تركهم مزارعهم وبيوتهم التراثية بسبب التصدعات والتشققات الأرضية مبلغاً تعويضاً إضافياً قدره 200 ألف ريال، أو أرضاً سكنية ضمن المخططات الحكومية المعتمدة، بحسب ما يختار كل متضرر أو ورثته حال وفاته.

واعتمد المجلس الحسابات الختامية للهيئة العامة لعقارات الدولة، ومجمع الملك سلمان العالمي للغة العربية، وجامعة تبوك، لأعوام مالية سابقة.

كما وافق المجلس على ترقيات إلى المرتبتين (الخامسة عشرة) و(الرابعة عشرة)، في حين اطّلع مجلس الوزراء، على عدد من الموضوعات العامة المدرجة على جدول أعماله، من بينها تقارير سنوية لوزارتي الطاقة، والنقل والخدمات اللوجيستية، والهيئة العامة لعقارات الدولة، وصندوق التنمية الصناعية السعودي، وقد اتخذ المجلس ما يلزم حيال تلك الموضوعات.


دعوات إماراتية - عمانية لضبط النفس في المنطقة لتجنيبها مخاطر التصعيد وعدم الاستقرار

السلطان هيثم بن طارق يلتقي الشيخ محمد بن راشد خلال زيارة دولة التي يقوم بها إلى الإمارات (وام)
السلطان هيثم بن طارق يلتقي الشيخ محمد بن راشد خلال زيارة دولة التي يقوم بها إلى الإمارات (وام)
TT

دعوات إماراتية - عمانية لضبط النفس في المنطقة لتجنيبها مخاطر التصعيد وعدم الاستقرار

السلطان هيثم بن طارق يلتقي الشيخ محمد بن راشد خلال زيارة دولة التي يقوم بها إلى الإمارات (وام)
السلطان هيثم بن طارق يلتقي الشيخ محمد بن راشد خلال زيارة دولة التي يقوم بها إلى الإمارات (وام)

دعت الإمارات وعمان في بيان مشترك الأطراف الإقليمية إلى التحلي بأقصى درجات ضبط النفس لتجنيب المنطقة وشعوبها مخاطر التصعيد وعدم الاستقرار، مؤكدين موقفهما الداعي إلى الالتزام بالقوانين الدولية، وحل الخلافات عبر الدبلوماسية والحوار، ومجددين مطالبتهما الأمم المتحدة ومجلس الأمن الدولي بالاضطلاع بمسؤولياتهما بتعزيز الأمن والسلم الدوليين.

وجاءت دعوات البلدين في بيان مشترك بختام زيارة دولة للسلطان هيثم بن طارق سلطان عمان إلى الإمارات استغرقت يومين، تناول فيها الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس دولة الإمارات والسلطان هيثم بن طارق سلطان عمان التطورات الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك وتبادلا وجهات النظر حولها، وأكدا تعزيز التنسيق في مواقفهما بما يخدم المصالح المشتركة ويقوي دعائم الاستقرار والأمن في المنطقة، مؤكدين مواقفهما الداعية إلى الاستقرار والأمن والازدهار والنماء لجميع دول وشعوب المنطقة والعالم أجمع.

وفي الشأن الاقتصادي والاستثماري الثنائي، وجّه قائدا البلدين بأهمية تحفيز وتشجيع القطاعين العام والخاص لتطوير وتنويع التبادل التجاري والاستثماري، وإقامة شراكات استراتيجية تلبي طموحات شعبي البلدين، وتعزّز آفاق التعاون الشامل نحو المستقبل.

وعلى هامش الزيارة نظم ملتقى الأعمال الإماراتي العُماني، الذي تم الإعلان خلاله عن عدد من مذكرات التفاهم والاتفاقيات وشراكات الاستثمارية بقيمة 129 مليار درهم (35.1 مليار دولار) في عدة مجالات.

وتضمنت الاتفاقيات مشاريع الطاقة المتجددة؛ والمعادن الخضراء؛ والاتصال بالسكك الحديدية من خلال اتفاقية ترسية مقاولي مشروع ربط السكك الحديدية بين عُمان والإمارات بقيمة 11 مليار درهم (2.9 مليار دولار)، والاستثمارات في البنية التحتية الرقمية والتكنولوجيا، وذلك في ظل الاتفاقيات الموقعة بين وزارة الاستثمار في دولة الإمارات ووزارة التجارة والصناعة وترويج الاستثمار في سلطنة عُمان.


«المجمع الفقهي الإسلامي» يستنكر الإساءة لأتباع الأديان... ويؤكد حق المرأة في التعليم

«المجمع الفقهي الإسلامي» أصدر قرارات وبيانات في عدد من القضايا والمستجدات في ختام دورته الـ23 (واس)
«المجمع الفقهي الإسلامي» أصدر قرارات وبيانات في عدد من القضايا والمستجدات في ختام دورته الـ23 (واس)
TT

«المجمع الفقهي الإسلامي» يستنكر الإساءة لأتباع الأديان... ويؤكد حق المرأة في التعليم

«المجمع الفقهي الإسلامي» أصدر قرارات وبيانات في عدد من القضايا والمستجدات في ختام دورته الـ23 (واس)
«المجمع الفقهي الإسلامي» أصدر قرارات وبيانات في عدد من القضايا والمستجدات في ختام دورته الـ23 (واس)

استنكر «المجمع الفقهي الإسلامي»، الإساءة لأتباع الأديان، والنيلَ من مقدساتهم المفضي إلى محاربة الإسلام والإساءة إلى نبيه الكريم. وأصدر خلال الدورة الثالثة والعشرين للمجمع التابع لرابطة العالم الإسلامي، التي استمرت لثلاثة أيام في الرياض، بمشاركة كبار علماء وفقهاء العالم الإسلامي ودول الأقليات، عدداً من البيانات والقرارات بخصوص مجموعة من القضايا والمستجدات بعد دراستها دراسةً وافيةً وشاملةً، وتداول الرأي حولها وفقاً لمنهجية علمية منضبطة على أيدي علماء وخبراء متخصّصين في مختلف المجالات.

الدكتور العيسى يشكر دعم السعودية ويثمِّن الجهود التي بذلها مفتو الأمة الإسلامية وكبار علمائها (واس)

وأصدر المجمع بياناً بشأن «الحكمة في الدعوة إلى الله وتأليف القلوب»، مبيِّناً أنَّ الحكمة في الدعوة إلى الله هي: «وضع الدعوة في موضعها، ودعوة كل أحد بحسب ما يليق بحاله ويناسبه، ويكون أقرب لحصول المقصود منه، وقد أمر الله نبيه عليه الصلاة والسلام بالالتزام بها في قوله تعالى: (ادْعُ إِلَىٰ سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ ۖ وَجَادِلْهُم بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ)».

واستنكر المجمع ما يصدر عن البعض من الإساءة لأتباع الأديان والنَّيل من مقدساتهم المفضي إلى محاربة الإسلام، والإساءة إلى نبيه صلى الله عليه وسلم.

كما أصدَرَ «المجمع الفقهي الإسلامي» بياناً عن «حق تعليم المرأة في الإسلام»، أوضح فيه أنَّ الإسلام هو دين العلم والحضارة، حيث استُهِلَّتْ آيات القرآن في تنزُّلها بنداءٍ إلهيٍّ كريمٍ هو قوله تعالى: (اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ).

وأكَّد المجمع في بيانه أنَّ الله أوجب على المسلمين التعلُّم بقدر طاقتهم وحاجتهم أفراداً ومجتمعات، فقد قال صلى الله عليه وسلم: «طَلَبُ العِلْمِ فَرِيضَةٌ عَلَى كُلِّ مُسْلِمٍ»، وهو تكليفٌ يشمل الرجال والنساء.

المجمع أكد حق المرأة في التعليم وأوصى جميع المسلمين في أنحاء العالم بتمكين النساء من التعلُّم (واس)

وأوصى المجمع الفقهي في بيانه جميعَ المسلمين في أنحاء العالم بتمكين النساء من تعلُّم العلم النافع في مجالاته المتعددة، وعدم حرمانهنَّ من ذلك، حتى يؤدينَ دورهنَّ المنوط بهنَّ في خدمة مجتمعاتهنَّ وأوطانهنَّ.

وأصدر المجمع بياناً بشأن منح المسلمين خارج دول العالم الإسلامي إجازاتٍ في أيام الأعياد، ناشد فيه الحكومات والبرلمانات خارج دول العالم الإسلامي، العمل على منْح المسلمين المقيمين فيها إجازات في أيام عيدَي الفطر والأضحى؛ أسوة بما يتمتع به غير المسلمين في أعيادهم، وأكَّد المجمع أنَّ هذا المطلب إنساني وحقوقي؛ تحقيقاً لمفهوم المواطنة المتساوية التي تنعكس إيجاباً على مستقبل التعايُش الديني والوئام المجتمعي.

كما أصدر المجمع بياناً بشأن «المنصات الإلكترونية الرسمية الخيرية في المملكة العربية السعودية».

وأوصى المجمع في البيان المسلمين - المواطنين والمقيمين - بالمملكة بدفع زكواتهم وصدقاتهم إلى هذه المنصات الموثوقة التي تعلن عنها الدولة؛ لتصل إلى المستحقين لها، مؤكِّداً أنَّ التعامُل مع المنصات المذكورة من شأنه ضبط عمليات التبرع، والمحافظة على الأموال؛ حتى تصل إلى مستحقيها بصفة آمنة ورسمية.

ندد المجمع بحملات تشريع الشذوذ الجنسي وتسويغه... وطالب الدول بالتصدي لها (واس)

وفي بيانٍ عن «الشذوذ الجنسي»، أكَّد «المجمع الفقهي الإسلامي»، أنه يتابع - بألمٍ بالغٍ - الحملات التي تصدُر عن بعض الدول والكيانات والأفراد في تشريع الشذوذ الجنسي وتسويغه، ومحاولة فرض هذا التوجُّه على الشعوب والأمم، بزعمهم أن هذا الفعلَ مندرجٌ ضمن الحرية الشخصية للأفراد.

وأدان المجمع هذه الحملات المغرضة؛ لإشاعة هذه الجريمة المنكَرَة، التي تخالف الفطرة الإنسانية السويَّة، وتهدِم القيم الأخلاقية، وتُصادم التشريعات الإلهية لجميع الأنبياء والرسل عليهم السلام.

وأكَّد المجمع أنه من واجب الدول التصدي لهذه الظاهرة، ومحاربتها، وعدم إقرارها مهما كانت المبررات التي يُنادَى بها، داعياً القائمين على المؤسسات التربوية، ووسائل الإعلام، والمنصات الإعلامية، ووسائل التواصل الاجتماعي، إلى القيام بواجبهم في تحصين الناشئة من هذه الانحرافات الخطيرة.

وأشاد المجمع بمواقف الدول الإسلامية وغيرها المندِّدة بالشذوذ الجنسي، مناشداً دول العالم كافة ومنظماته، لا سيما الحقوقية منها، اتخاذ موقف مماثل لرفض هذه الدعوات الشائنة.

وأصدر المجمع بياناً بشأن «حكم التحوُّل الجنسي»، وبياناً بشأن «استخدام الذكاء الاصطناعي»، مبيِّناً أن الذكاء الاصطناعي سلاح ذو حدين، فإن استُخدِم الاستخدامَ الصالح الذي فيه نفْع للبشرية بعيداً عن المحذورات الشرعية، فهو جائز شرعاً، وأما إن استُخدم للمفسدة، مثل تزوير الأصوات والصور، والخداع، وإلحاق الضرر بالغير ونحو ذلك من المفاسد الأخلاقية، فهو محرَّم شرعاً.

وإلى جانب هذه البيانات المهمة، أصدر «المجمع الفقهي الإسلامي» أيضاً عدداً من القرارات، وذلك بعد دراسة جملةٍ من القضايا والنوازل، دراسةً مستفيضةً لتوضيح الصورة الصحيحة لها قبل بيان الحكم الشرعي فيها، الذي سيكون نبراساً يَسترشِد به المسلمون حول العالم في تعاملاتهم.

عدد من علماء المسلمين الذين شاركوا في اجتماع «المجمع الفقهي الإسلامي» في الرياض (واس)

وشملت قراراتٍ بشأن «المتاجرة في العملات عبر الوسائل الحديثة بما في ذلك المنصات الإلكترونية»، و«إثبات رؤية الهلال عن طريق تقنية (كاميرا سي سي دي) »، وهي عبارة عن كاميرا متطورة تُرَكَّب على التلسكوب، وتُستخدم في التصوير الفلكي، وكذلك «تحميل الجاني تكاليف علاج المجني عليه».

كما أصدر قراراتٍ بشأن «تغيير شرط الواقف للمصلحة والتصرف فيما زاد من ريع الوقف»، و«حكم تكميم المعدة»، وهو إجراء طبي جراحي يتم من خلاله استئصال جزء من المعدة، أو تحويل مسار الطعام إلى الأمعاء الدقيقة مباشرة، وكذلك «السفر إلى بلاد يَقْصُر فيها النهار لأجل الصوم بها»، وقضية «استثمار أوقاف الجهات الخيرية»، و«الحِيَل في عدم دفع الزكاة»، التي يُقصد بها إسقاط الزكاة أو تقليلها عن العبد بواسطة مشروعة في الأصل، و«استخدام الشاشات الضوئية في الصلاة والخطب»، إضافة إلى «الدفن في أماكن مخصصة للمسلمين في إطار السُّور العام للمقبرة غير الإسلامية».

ورفع الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي، نائب رئيس «المجمع الفقهي الإسلامي»، الدكتور محمد العيسى، الشكرَ على الحفاوة والتقدير الكبير لعلماء الأمة الإسلامية من خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز، وولي العهد الأمير محمد بن سلمان على ما قدما ويقدمان للإسلام والمسلمين، مثمِّناً الجهود التي بذلها مفتو الأمة الإسلامية وعلماؤها واللجنة العلمية والباحثون والخبراء، وما قدموه لإنجاح هذه الاجتماع الفقهي المهم.

يُذكر أنَّ «المجمع الفقهي الإسلامي» يُعنى ببيان الأحكام الشرعيَّة التي تُواجِه المسلمين من مشكلاتٍ ونوازل، وإبراز سعة وتميز الفقه الإسلامي وقدرته - على ضوء نصوصه وقواعد الشريعة - على التصدي للمستجدات الفقهية كافة.


قطر وبنغلاديش توقعان اتفاقيات لتشجيع وحماية الاستثمار والتعاون في مجال العمل والنقل البحري

أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني ورئيسة وزراء بنغلاديش شيخة حسينة واجد يشهدان التوقيع على عدد من الاتفاقيات ومذكرات التفاهم والتعاون بين حكومتي البلدين اليوم (قنا)
أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني ورئيسة وزراء بنغلاديش شيخة حسينة واجد يشهدان التوقيع على عدد من الاتفاقيات ومذكرات التفاهم والتعاون بين حكومتي البلدين اليوم (قنا)
TT

قطر وبنغلاديش توقعان اتفاقيات لتشجيع وحماية الاستثمار والتعاون في مجال العمل والنقل البحري

أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني ورئيسة وزراء بنغلاديش شيخة حسينة واجد يشهدان التوقيع على عدد من الاتفاقيات ومذكرات التفاهم والتعاون بين حكومتي البلدين اليوم (قنا)
أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني ورئيسة وزراء بنغلاديش شيخة حسينة واجد يشهدان التوقيع على عدد من الاتفاقيات ومذكرات التفاهم والتعاون بين حكومتي البلدين اليوم (قنا)

وقّعت قطر وبنغلاديش اليوم الثلاثاء على حزمة اتفاقيات ومذكرات تفاهم، تتضمن اتفاقية التشجيع والحماية المتبادلة للاستثمار، والتعاون في المجال الرياضي، والعلمي، والقانوني.

وجاءت هذه الاتفاقيات ضمن زيارة أمير قطر إلى بنغلاديش، وهي المحطة الثانية في جولته الآسيوية التي شملت الفلبين، وتعقبها زيارة إلى نيبال.

وشهد أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني ورئيسة وزراء بنغلاديش شيخة حسينة واجد اليوم الثلاثاء مراسم التوقيع على عدد من الاتفاقيات ومذكرات التفاهم والتعاون بين حكومتي البلدين، حيث شهدا التوقيع على اتفاقية بشأن التشجيع والحماية المتبادلة للاستثمار، ومذكرة تفاهم بشأن التعاون في مجال التدريب الدبلوماسي بين المعهد الدبلوماسي التابع لوزارة الخارجية في دولة قطر وأكاديمية الخدمة الخارجية في بنغلاديش، ومذكرة تفاهم للتعاون في التعليم والتعليم العالي والبحث العلمي، ومذكرة تفاهم بشأن التعاون في مجالي الرياضة والشباب، واتفاقية بشأن إزالة الازدواج الضريبي فيما يتعلق بالضرائب على الدخل، ومنع التهرب، والتجنب الضريبي، واتفاقية في المجال القانوني.

كما شهدا التوقيع على مذكرة تفاهم بشأن التعاون في مجال العمل، واتفاقية النقل البحري، ومذكرة تفاهم بشأن التعاون في مجال الموانئ بين الشركة «القطرية لإدارة الموانئ» في دولة قطر وحكومة بنغلاديش، واتفاقية إنشاء مجلس أعمال مشترك قطري بنغلاديشي.

وذكرت وكالة الأنباء القطرية أن أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني عقد اجتماعاً في مع الرئيس البنغلاديشي محمد شهاب الدين، بقصر بانغابهابان الرئاسي في العاصمة دكا اليوم.

وخلال الاجتماع جرى استعراض علاقات التعاون بين البلدين، وأوجه تعزيزها، والارتقاء بها في مختلف المجالات، بالإضافة إلى تبادل الآراء ووجهات النظر حول عدد من المستجدات الإقليمية، والدولية.

فرص الاستثمار في بنغلاديش

ورحب لقمان حسين ميه، الرئيس التنفيذي لهيئة تنمية الاستثمار في بنغلاديش، بالاستثمارات القطرية في بلاده، ودعا رجال الأعمال والمستثمرين القطريين إلى الاستفادة من الفرص الاستثمارية الواعدة في القطاعات المختلفة، والتي تصل قيمتها إلى أكثر من 100 مليار دولار.

وقال لقمان ميه، في تصريحات لوكالة الأنباء القطرية: إن زيارة الشيخ تميم إلى بنغلاديش ستسهم في دفع العلاقات الثنائية بين البلدين قدماً، والارتقاء بها في مختلف المجالات، وتسليط الضوء على الاقتصاد الناشئ والديناميكي في بنغلاديش، والفرص الاستثمارية المتاحة في البلاد التي يقدر حجمها بنحو 100 مليار دولار.

وتابع: «الزيارة مهمة جداً بالنسبة لنا لتسليط الضوء على اقتصاد بنغلاديش للمستثمرين من قطر ومنطقة الشرق الأوسط كذلك، وفتح الباب لمزيد من الزيارات، واستكشاف الفرص الاقتصادية من قبل التجار والمستثمرين»، مؤكداً أن هيئة تنمية الاستثمار البنغلاديشية على أتم الاستعداد لتقديم كل أشكال الدعم اللازم.

وأشار لقمان حسين ميه إلى أن قطر وبنغلاديش تحرزان تقدماً بشأن تعزيز وترقية التعاون الاقتصادي والتجاري والفني بينهما، ومن ذلك السعي لتوقيع مذكرة تفاهم لتأطير هذا التعاون، بالإضافة إلى اتفاقية إطارية... وقال: «بمجرد التوقيع على المذكرة والاتفاقية، من المتوقع أن يتم إنشاء منصة لاستكشاف فرص جديدة للتجارة والاستثمار بين البلدين».

بينما أشار إلى أن حجم التجارة والاستثمار بين البلدين لا يزال دون المستوى المطلوب، رغم الفرص والعلاقات والصداقة القائمة بينهما، فقد أكد أن المناقشات والحوارات بين مسؤولي البلدين تحرز تقدماً نحو إقامة منصة دائمة للتعاون الاقتصادي، وخلق المزيد من الديناميكية في قطاعي التجارة والاستثمار.

وأشار إلى منتدى بنغلاديش للتجارة والاستثمار الذي عقد بالدوحة في مارس (آذار) 2023، خلال زيارة رئيسة وزراء بنغلاديش، والذي حظي باستجابة كبيرة وشهد حضور أكثر من 300 من التجار والمستثمرين القطريين... وقال: «حالياً تقوم هيئة تنمية الاستثمار البنغلاديشية بمتابعة نتائج المنتدى لجذب المزيد من الاستثمارات القطرية».


وزيرا دفاع السعودية وبريطانيا يبحثان تطورات المنطقة

الأمير خالد بن سلمان بن عبد العزيز وزير الدفاع السعودي (واس)
الأمير خالد بن سلمان بن عبد العزيز وزير الدفاع السعودي (واس)
TT

وزيرا دفاع السعودية وبريطانيا يبحثان تطورات المنطقة

الأمير خالد بن سلمان بن عبد العزيز وزير الدفاع السعودي (واس)
الأمير خالد بن سلمان بن عبد العزيز وزير الدفاع السعودي (واس)

بحث الأمير خالد بن سلمان بن عبد العزيز وزير الدفاع السعودي، الاثنين، مع نظيره البريطاني غرانت شابس، التصعيد العسكري في المنطقة وخطورة انعكاساته، وناقشا الجهود المبذولة تجاه احتواء تلك التطورات، بما يحقق الأمن والاستقرار على المستوى الإقليمي والدولي.

واستعرض الجانبان خلال اتصال هاتفي تلقاه الأمير خالد بن سلمان من الوزير شابس، العلاقات الاستراتيجية بين البلدين، ومجالات التعاون الدفاعي المشتركة.


اتفاق خليجي - أوروبي على خفض التصعيد في المنطقة

صورة جماعية للوزراء المشاركين في المنتدى (مجلس التعاون)
صورة جماعية للوزراء المشاركين في المنتدى (مجلس التعاون)
TT

اتفاق خليجي - أوروبي على خفض التصعيد في المنطقة

صورة جماعية للوزراء المشاركين في المنتدى (مجلس التعاون)
صورة جماعية للوزراء المشاركين في المنتدى (مجلس التعاون)

جدّد مجلس التعاون الخليجي، الدعوة إلى مؤتمر دولي تشارك فيه جميع الأطراف المعنية لمناقشة جميع الموضوعات المتعلقة بالقضية الفلسطينية، والتوصل إلى حل ينهي الاحتلال الإسرائيلي، وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية، وفقاً لقرارات الأمم المتحدة ذات الصلة ومبادرة السلام العربية.

وخلال المنتدى الخليجي الأوروبي رفيع المستوى للأمن والتعاون الإقليمي، في لوكسمبورغ، (الاثنين)، نوَّه جاسم البديوي أمين عام المجلس، بالظروف والتداعيات الخطيرة جداً التي أثرت على الاستقرار الإقليمي والدولي، ومن ذلك «استمرار إسرائيل في عملياتها العسكرية غير الإنسانية في غزة وانتهاكها لكل القوانين والأعراف والقيم الدولية والإنسانية، وقيامها بعمليات عسكرية في بعض الدول العربية المجاورة لها، منتهكةً بذلك سيادة هذه الدول، مروراً بالتصعيد الذي يحصل بشكل مستمر في منطقة البحر الأحمر، وانتهاء بالعمليات العسكرية المتبادلة بين إسرائيل وإيران»، مطالباً في هذا الإطار جميع الأطراف بالتحلي بأقصى درجات ضبط النفس وتغليب الحكمة، لتجنيب المنطقة وشعوبها مخاطر الحروب، نسبةً للتصعيد العسكري الأخير الذي شهدته.

وشدد البديوي على الرفض القاطع لأي مبررات وذرائع لاستمرار العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، وجدد المجلس إدانة دول الخليج استهداف الاحتلال الإسرائيلي المستمر والمتكرر للمنشآت المدنية والبنية التحتية في القطاع الفلسطيني، مؤكداً في الوقت ذاته على دعم المجلس لثبات الشعب الفلسطيني على أرضه ورفض الإجراءات الإسرائيلية التي تهدف لتشريد سكان غزة أو تهجيرهم.

وعرّج على أهمية الالتزام بالقانون الدولي والقانون الدولي الإنساني، وإدانة العدوان الإسرائيلي على غزة، وطالب في الوقت ذاته بالوقف الفوري والمستدام لإطلاق النار والعمليات العسكرية الإسرائيلية، وضمان توفير وصول جميع المساعدات الإنسانية والإغاثية والاحتياجات الأساسية لسكان غزة، داعياً المجتمع الدولي لاتخاذ موقف جاد وفقاً للقانون الدولي، للرد على ممارسات الحكومة الإسرائيلية وسياسة العقاب الجماعي التي تنتهجها ضد سكان غزة العزل، وتوفير الحماية الدولية للشعب الفلسطيني.

وفي الشأن اليمني، أشار البديوي إلى قرار مجلس الأمن رقم 2722، الذي يطالب جماعة الحوثي بالتوقف عن مهاجمة سفن الشحن العابرة في البحر الأحمر، لافتاً إلى أهمية دعم الجهود الكفيلة ببناء القدرات لقوات خفر السواحل اليمنية، ومنوهاً بدور السعودية والإمارات الكبير في ذلك، وأبدى تطلّعه إلى دعم الاتحاد الأوروبي لجهود السعودية وعمان والأمم المتحدة، لإنجاح الوساطة بين الأطراف اليمنية، واستكمال مسيرة السلام، وفقاً للمرجعيات الثلاث المتفق عليها.

من جانبٍ آخر، أكد البديوي أن الأوضاع في سوريا ولبنان تبقى تحت مظلة اهتمام مجلس التعاون بشكل مكثف، وأضاف: «فيما يخص سوريا، فإنَّ مجلس التعاون ما فتئ يدعو إلى حل سياسي شامل يضمن السلامة والأمن لجميع المكونات السورية، ويحترم سيادة ووحدة أراضي الجمهورية العربية السورية، وفقاً لقرار مجلس الأمن 2254»، موضّحاً أن موقف مجلس التعاون بالنسبة للبنان ثابت في دعم الاستقرار والسلام الداخلي من خلال حث جميع الفاعلين السياسيين على العمل معاً لتجاوز الانقسامات الطائفية والسياسية، والتركيز على إعادة البناء والتنمية الاقتصادية، وقال: «ندعم بقوة الجهود الرامية لتعزيز الحكومة اللبنانية ومؤسساتها الوطنية، مما يسهم في تحقيق تطلعات الشعب اللبناني في الحياة الكريمة والمستقبل الأفضل».

واعتبر البديوي، أن انعقاد المنتدى هو دلالة على رؤية واهتمام المجلس بتعزيز العلاقات مع الدول والمنظمات الإقليمية والعالمية، والمصداقية والمكانة رفيعي المستوى اللتان يحظى بهما، ويرتقي بالشراكة الاستراتيجية إلى مستوى أعلى من خلال مناقشة قضايا الأمن الإقليمي على هذا المستوى الرفيع، مشيداً بالعلاقات المتميّزة بين الجانبين، وبمخرجات حوار الأمن الإقليمي الخليجي الأوروبي الأول، الذي انعقد في يناير (كانون الثاني) الماضي.

صورة جماعية للوزراء المشاركين في المنتدى (مجلس التعاون)

من جانبه عدّ رئيس الوزراء وزير الخارجية القطري الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، المنتدى فرصة لتطوير العلاقات بين دول مجلس التعاون والاتحاد الأوروبي، وتكثيف العمل الدبلوماسي لتحقيق الأهداف المشتركة، منوّهاً بتحسن العلاقات الاستراتيجية بين المنطقتين بشكل ملحوظ على مر السنين لا سيّما في مجالي الأمن والطاقة، ومشيراً إلى التحديات التي تتطلب التعاون المشترك بينهما.

وقال آل ثاني إن بلاده عملت مع شركائها الإقليميين والدوليين بلا هوادة للتوصل إلى وقف فوري ومستدام لإطلاق النار في غزة، ومنع امتداد المواجهات إلى جبهات حرب أخرى في المنطقة، واستئناف عملية السلام، ولكن «للأسف دون جدوى»، وتابع: «الوسائل الدبلوماسية وحدها قادرة على حل الخلافات وإنهاء الصراعات»، مبدياً أمله في رؤية سلام دائم يعترف بحقوق الشعب الفلسطيني.

وأكد رئيس الوزراء القطري أنه يجب على الاتحاد الأوروبي ودول المجلس تسريع العمل المشترك للوقف الفوري لإطلاق النار، وإيصال المساعدات الإنسانية إلى الأراضي الفلسطينية.

من جهته قال جوزيب بوريل، الممثل السامي للاتحاد الأوروبي للشؤون الخارجية والسياسة الأمنية إن «المستوى العالي للمشاركة من كلا الجانبين دليل على الأهمية التي نعلقها على علاقتنا كما يعكس رغبتنا المشتركة في تعزيز حوارنا بشأن الأمن والتعاون»، وأضاف: «نتقاسم الكثير من الاهتمامات، ولدينا وجهات نظر متقاربة حول العديد من القضايا».

واتفق بوريل مع ضيوفه الخليجيّين، قائلاً: «علينا جميعا أن نركز على مضاعفة جهودنا لتهدئة الوضع المتوتر للغاية من خلال استخدام القنوات التي لدينا مع الجهات الفاعلة في المنطقة». وفي إشارة خاصة، قال بوريل: «قمنا بإدانة الهجوم الانتقامي الذي شنته إيران على إسرائيل، وكذلك الهجوم على المنشأة الدبلوماسية الإيرانية في دمشق، وقد تؤدي هذه الأحداث إلى مزيد من التصعيد في المنطقة، وكما فعلتم أيضاً، فإن الاتحاد الأوروبي يدعو بالإجماع إلى ضبط النفس».

اجتماع وزراء خارجية دول الخليج و«اتحاد البنلوكس» في لوكسمبورغ (مجلس التعاون)

وبحث المنتدى تعزيز التعاون الأمني والاستراتيجي بين دول الخليج والاتحاد الأوروبي، وناقش تكثيف العمل الدبلوماسي المشترك لتحقيق السلام والأمن والتنمية المستدامة، كما تطرق إلى التطورات في غزة ومحيطها، وأهمية التوصل إلى وقف فوري لإطلاق النار، وإيصال المزيد من المساعدات الإنسانية والإغاثية للشعب الفلسطيني، واستئناف عملية السلام لتنفيذ حل الدولتين، وتحقيق الاستقرار والأمن في المنطقة.

وعلى هامش المنتدى، بحث وزراء خارجية دول الخليج ونظرائهم في دول «اتحاد البنلوكس (الدنمارك، بلجيكا، هولندا)»، تطورات الأوضاع والتصعيد الأخير بالمنطقة، وتبادلوا وجهات النظر حيالها «بشكل شفاف ومباشر»، وفقاً للبديوي.

كان الاتحاد الأوروبي اعتمد، الاثنين، قراراً بمنح تأشيرة متعددة الدخول لمواطني دول الخليج، حيث يتيح لهم الحصول على تأشيرات «شنغن» لمدة 5 سنوات عند أول طلب لهم.


أزمة غزة تتصدر مباحثات وزير الخارجية السعودي مع نظرائه في أوروبا

وزير الخارجية السعودي خلال لقائه نظيره الإيطالي في لوكسمبورغ (الخارجية السعودية)
وزير الخارجية السعودي خلال لقائه نظيره الإيطالي في لوكسمبورغ (الخارجية السعودية)
TT

أزمة غزة تتصدر مباحثات وزير الخارجية السعودي مع نظرائه في أوروبا

وزير الخارجية السعودي خلال لقائه نظيره الإيطالي في لوكسمبورغ (الخارجية السعودية)
وزير الخارجية السعودي خلال لقائه نظيره الإيطالي في لوكسمبورغ (الخارجية السعودية)

تصدرت المستجدات على الساحتين الإقليمية والدولية، وخاصة الأزمة في قطاع غزة ومحيطها والجهود المبذولة للتعامل مع تداعياتها، مباحثات وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان مع نظرائه في عدد من الدول الأوروبية الذين التقاهم كل على حدة على هامش المنتدى رفيع المستوى حول الأمن والتعاون الإقليمي بين دول الخليج والاتحاد الأوروبي في لوكسمبورغ.

وبحث الأمير فيصل بن فرحان مع أنطونيو تاجاني نائب رئيس مجلس الوزراء ووزير الشؤون الخارجية والتعاون الدولي الإيطالي، أوجه تطوير التعاون المشترك بين المملكة وإيطاليا في شتى المجالات، كما ناقش الوزيران سبل تكثيف التنسيق الثنائي ومتعدد الأطراف في القضايا التي تهم البلدين، والمستجدات على الساحة الإقليمية وفي مقدمتها الأزمة في قطاع غزة.

كما بحث وزير الخارجية السعودي مع نظيره الإسباني خوسيه مانويل ألباريس، العلاقات الثنائية بين البلدين، والقضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك، وعلى رأسها التطورات في قطاع غزة ومحيطها، والجهود المبذولة بشأنها.

الأمير فيصل بن فرحان خلال لقائه هانكي برونز سلوت (الخارجية السعودية)

بينما استعرض الأمير فيصل بن فرحان مع نظيرته الهولندية هانكي برونز سلوت، العلاقات الثنائية بين البلدين، وسبل تعزيزها في مختلف المجالات، إضافة إلى بحث تطورات الأحداث الإقليمية والدولية، وعلى رأسها مستجدات الأوضاع في قطاع غزة ومحيطها، والجهود المبذولة للتعامل مع تداعياتها.

بينما شهدت مباحثات الأمير فيصل بن فرحان مع نظيره النمساوي ألكسندر شالنبرغ، استعراض أوجه العلاقات بين المملكة والنمسا، وسبل دعمها وتعزيزها بما يخدم مصالح البلدين والشعبين الصديقين، بالإضافة إلى تبادل وجهات النظر حيال العديد من القضايا الإقليمية والدولية، والجهود المبذولة بشأنها.

وزير الخارجية السعودي خلال لقائه نظيره البولندي على هامش المنتدى (الخارجية السعودية)

في حين بحث وزير الخارجية السعودي مع نظيره البولندي رادوسلاف سيكورسكي، سبل تعزيز العلاقات الثنائية في العديد من المجالات، بالإضافة إلى مناقشة المستجدات على الساحتين الإقليمية والدولية، وخاصة الأزمة في قطاع غزة ومحيطها، والجهود المبذولة للتعامل مع تداعياتها.

ولاحقاً، استعرض الأمير فيصل بن فرحان مع وزير الخارجية الدنماركي لارس لوكه راسموسن العلاقات الثنائية، وسبل تعزيزها، كما ناقشا الموضوعات ذات الاهتمام المشترك، لاسيما التطورات في قطاع غزة والجهود المبذولة بشأنها.

حضر اللقاءات، الدكتور خالد الجندان سفير السعودية لدى مملكة بلجيكا ودوقية لوكسمبورغ، وهيفاء الجديع سفيرة السعودية لدى الاتحاد الأوروبي، والدكتورة منال رضوان المستشار في وزارة الخارجية.


«الشنغن» للخليجيين لمدة 5 سنوات من أول طلب

جوزيب بوريل الممثل السامي للاتحاد الأوروبي للشؤون الخارجية والسياسة الأمنية (إ.ب.أ)
جوزيب بوريل الممثل السامي للاتحاد الأوروبي للشؤون الخارجية والسياسة الأمنية (إ.ب.أ)
TT

«الشنغن» للخليجيين لمدة 5 سنوات من أول طلب

جوزيب بوريل الممثل السامي للاتحاد الأوروبي للشؤون الخارجية والسياسة الأمنية (إ.ب.أ)
جوزيب بوريل الممثل السامي للاتحاد الأوروبي للشؤون الخارجية والسياسة الأمنية (إ.ب.أ)

أعلن الاتحاد الأوروبي، الاثنين، اعتماد قرار منح تأشيرة متعددة الدخول لمواطني دول الخليج، وذلك خلال افتتاح المنتدى رفيع المستوى حول الأمن الإقليمي بينه ومجلس التعاون في لوكسمبورغ.

وقال جوزيب بوريل، الممثل السامي للاتحاد الأوروبي للشؤون الخارجية والسياسة الأمنية: «أرحب بقرار اعتمدته المفوضية الأوروبية هذا الصباح من أجل مواءمة قواعد منح التأشيرات متعددة الدخول لدول مجلس التعاون الخليجي».

وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي ودول الخليج خلال المنتدى في لوكسمبورغ (إ.ب.أ)

وكتب السفير الفرنسي في الرياض لودفيك بوي، عبر حسابه على منصة «إكس» للتواصل الاجتماعي: «سيتمكن المواطنون السعوديون الآن من الحصول على تأشيرات (شنغن) لمدة 5 سنوات عند أول طلب لهم»، مشيراً إلى أن القرار الأوروبي دعمته باريس بقوة، و«نتطلع إلى رؤية المزيد من السعوديين في فرنسا سواء للسياحة أو العمل».

من جانبه، أوضح جاسم البديوي الأمين العام لمجلس التعاون، أن عقد المنتدى يؤكد الاهتمام الكبير بالعلاقات مع الاتحاد الأوروبي، مضيفاً: «نحن أمام منعطف خطير وعواقب كارثية إذا لم نتمكن من التعامل مع التطورات السلبية في المنطقة».

وجدد البديوي في كلمته خلال افتتاح المنتدى، إدانة مجلس التعاون الخليجي العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، ومطالبته بالوقف الفوري لإطلاق النار.


سلطان عُمان يزور الإمارات ويبحث مع محمد بن زايد التعاون والعمل المشترك

الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس دولة الإمارات خلال استقباله السلطان هيثم بن طارق سلطان عمان لدى وصوله المطار الرئاسي في مستهل زيارة دولة للإمارات (رويترز)
الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس دولة الإمارات خلال استقباله السلطان هيثم بن طارق سلطان عمان لدى وصوله المطار الرئاسي في مستهل زيارة دولة للإمارات (رويترز)
TT

سلطان عُمان يزور الإمارات ويبحث مع محمد بن زايد التعاون والعمل المشترك

الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس دولة الإمارات خلال استقباله السلطان هيثم بن طارق سلطان عمان لدى وصوله المطار الرئاسي في مستهل زيارة دولة للإمارات (رويترز)
الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس دولة الإمارات خلال استقباله السلطان هيثم بن طارق سلطان عمان لدى وصوله المطار الرئاسي في مستهل زيارة دولة للإمارات (رويترز)

بحث السلطان هيثم بن طارق، سلطان عُمان، والشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس دولة الإمارات، العلاقات ومختلف جوانب التعاون والعمل المشترك بين البلدين بما يخدم مصالحهما المتبادلة ويلبي تطلعات شعبيهما إلى التنمية والازدهار، إضافة إلى مجمل القضايا الإقليمية والدولية محل الاهتمام المشترك.

واستعرض الطرفان خلال اللقاء ضمن الزيارة الرسمية لسلطان عمان مختلف أوجه العلاقات بين البلدين، خاصة المسارات الاقتصادية والاستثمارية والتجارية التي شهدت نقلات نوعية خلال السنوات الماضية بما يخدم الأولويات التنموية ويعزّز ازدهار البلدين. وتطرق اللقاء الذي أقيم في قصر الوطن في أبوظبي إلى العمل الخليجي المشترك في ظل التحديات التي تشهدها المنطقة وأهمية تعزيزه بما يحقق المصالح المتبادلة لدول مجلس التعاون لدول الخليج العربية وشعوبها، ويساهم في تعزيز أمن المنطقة واستقرارها.

وبحث الجانبان عدداً من القضايا الإقليمية والدولية محل الاهتمام المشترك، وفي مقدمتها التطورات التي تشهدها منطقة الشرق الأوسط والعمل على احتواء التوترات فيها ومنع تصاعدها؛ لما ينطوي عليه ذلك من تهديد خطير لأمنها واستقرارها، بجانب أهمية ضبط النفس وتغليب الحكمة لتجنيب المنطقة أزمات جديدة تؤثر في الجميع وتعيق جهود التعاون والتنمية لمصلحة شعوبها.

وأكد الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، خلال جلسة المباحثات، أن العلاقات بين الإمارات وعُمان تاريخية ولها نسيج اجتماعي وثقافي خاص، وتميزها الروابط العائلية الوثيقة وحسن الجوار وعلاقات تعاون وتكامل فاعلين. وقال: «رحم الله الشيخ زايد والسلطان قابوس اللذين رسّخا نهجاً أصيلاً في بناء العلاقات الأخوية القوية المتحصنة بالمحبة والحكمة، وأنا على ثقة بأن هذا الترابط والتلاحم الاجتماعي يمثل مرتكزاً أساسياً لمواصلة بناء علاقات نموذجية تخدم مصالح البلدين وتحقق تطلعات الشعبين الشقيقين إلى التقدم والازدهار».

وأشار إلى أن العلاقات الاقتصادية مسار مهم وداعم للعمل الأخوي المشترك، وقد شهدت تطوراً مستمراً خلال السنوات الماضية، حيث تُوجّت بمسارات متنوعة من الشراكات الاقتصادية والاستراتيجية في الكثير من المجالات، مضيفاً: «إنه لا تزال طموحاتنا متواصلة في استكشاف الفرص الاقتصادية وتطويرها لصالح بلدينا وشعبينا».

وأكد رئيس دولة الإمارات أن بلاده تؤمن بمبدأ العمل الجماعي والتكاتف بما يحافظ على مصالح دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية ويعزز دوريها الإقليمي والدولي، ويلبي تطلعات شعوبها إلى مواصلة التقدم والازدهار، ويدعم السلام والاستقرار في المنطقة والعالم.

من جانبه، أكد السلطان هيثم بن طارق أهمية الشراكة الاستراتيجية البنّاءة التي جرى إطلاق فصل جديد ومشرق منها خلال زيارة الشيخ محمد بن زايد آل نهيان إلى سلطنة عُمان، وما نتج منها من مشروعات استثمارية استراتيجية وتعاون وثيق في مختلف المجالات. وتطرق إلى تحقيق الرؤية المشتركة ضمن التعاون على أرض الواقع من خلال البدء في تنفيذ مشروعات مشتركة في قطاعات استراتيجية، خاصة في قطاع الطاقة المتجددة وتدشين مشروع سكك حديدية لربط سلطنة عُمان بشبكة قطارات الإمارات، إضافة إلى الربط الكهربائي وغيرها. وأكد سلطان أن ما يربط البلدين من أواصر حسن الجوار والتاريخ المشترك يدعو إلى الارتياح والرضا، مشيراً إلى تطلعه إلى مستقبل بآفاق أرحب من التعاون في شتى المجالات بما يساهم في نمو اقتصاد البلدين وتحقيق تطلعات شعبيهما.

وشهد الشيخ محمد بن زايد آل نهيان والسلطان هيثم بن طارق سلطان عُمان، إعلان عدد من مذكرات التفاهم والاتفاقيات التي تهدف إلى تعزيز التعاون، وذلك في إطار زيارة الدولة التي يقوم بها سلطان عمان إلى الإمارات. وشملت الاتفاقيات والمذكرات التي أعلنها البلدان مجالات الاستثمار والطاقة المتجددة والاستدامة... إضافة إلى السكك الحديدية والتكنولوجيا والتعليم.

وكان السلطان هيثم بن طارق سلطان عُمان قد وصل إلى الإمارات في زيارة دولة، وكان الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، في مقدمة مستقبليه في مطار الرئاسة في أبوظبي.