نصائح طبية لمرضى السكري والقلب والنساء الحوامل في رمضان

دليل لصيام الشهر الفضيل دون مشاكل

نصائح طبية لمرضى السكري والقلب والنساء الحوامل في رمضان
TT

نصائح طبية لمرضى السكري والقلب والنساء الحوامل في رمضان

نصائح طبية لمرضى السكري والقلب والنساء الحوامل في رمضان

يشهد شهر رمضان حدوث تغيرات كبيرة في العادات ونمط الحياة والمعيشة، فتصبح الوجبات الرئيسية اثنتين بدلا من ثلاث، ويتغير محتواها أيضًا من الأنواع الدسمة والعالية الدهن التي تعود الكثيرون عليها طوال السنة إلى وجبات خفيفة معظمها من السوائل، وتخضع ساعات النوم هي الأخرى لبعض التغيير، وكذلك ساعات العمل وطبيعته. ولكل هذه التغييرات تأثيرها الإيجابي على الصحة سواء للإنسان السليم أو المريض بأحد الأمراض المزمنة.
وإجمالاً، فإن جميع الأبحاث العلمية قد أثبتت أن الصوم يساعد على ثبات الصحة، بتخليص الجسم من الدهنيات الزائدة، وتخفيض معدل الكولسترول للذين يعانون من ارتفاعه، وكذلك بخفض مستوى الأملاح في الدم.
ومع حلول شهر الصوم من كل عام، يتساءل كثير من المصابين بأمراض مزمنة عما إذا كان بإمكانهم الصيام أم يجب عليهم الإفطار كجزء من علاجهم أو تخوفًا من إصابتهم بمضاعفات مرضية قد تودي بحياتهم. ويأتي في مقدمة هؤلاء، المرضى المصابون بداء السكري وارتفاع ضغط الدم وأمراض القلب والفشل الكلوي وغيرهم، إضافة إلى النساء الحوامل خصوصًا في الشهور الأخيرة من الحمل.
* مريض السكري والصوم
يعتبر داء السكري من أكثر الأمراض المزمنة انتشارا وشيوعا في جميع أنحاء العالم. وتختلف الحالات حسب نوع ودرجة المرض، فهناك سكري الكبار وسكري الصغار المعتمد على الأنسولين.
هل يصوم مريض السكري أم لا؟ تقول الدكتورة منيرة خالد بلحمر استشارية طب المجتمع ومدير إدارة التوعية الصحية بالصحة العامة بصحة جدة إن الأطباء المسلمين قد اتفقوا أن يجيبوا عن هذا السؤال، وفقًا للدراسات العلمية والخبرة العملية.
- النوع الأول: وهم مرضى السكري غير المعتمد على الأنسولين، ولقد أكدت معظم الدراسات العلمية التي أجريت لهذا النوع من مرضى السكري أنهم يمكنهم الصيام في رمضان بأمان وسلام ودون مضاعفات. بل وجد في بعض الدراسات أن معدل سكر الدم قد تحسن لدى بعض المرضى من هذا النوع من داء السكري.
- النوع الثاني: وهم مرضى السكري المعتمد على الأنسولين: وهذا النوع كما هو معروف يحتاج إلى عناية طبية واجتماعية أكبر، حيث يكون مستوى السكر في الدم غير منتظم، متذبذبا صعودا وانخفاضا عند بعض المرضى. وفي هذه الحالة يكون الأرجح للمريض الإفطار، حيث يخشى عليه من الدخول في مضاعفات السكري الخطيرة المهددة للحياة كالإغماء، خصوصًا إذا كانت حالته الصحية غير مستقرة في الفترة قبل رمضان، وكانت لدى المريض حموضة كيتونية متكررة.
أما إذا كانت حالته الصحية جيدة ومستوى السكر في الدم مستقرًا ومنتظمًا فيسمح للمريض في هذه الحالة الصيام مع الاحتياط والانتباه بعمل فحص سكر الدم عدة مرات في اليوم، مع عدم الإجهاد وبذل نشاط بدني دون داعٍ. وعلى كل حال، يجب على مثل هذا المريض استشارة طبيبه المسلم لأخذ الرأي الطبي الصحيح. وفي حالة هبوط السكر نهارًا أثناء الصوم، يرخص للمريض من هذه الفئة أن يفطر وأن يتناول شيئًا من الأكل أو الشرب كي يقاوم حالة هبوط السكر.
* انخفاض سكر الدم
هناك احتمال حدوث انخفاض في مستوى سكر الدم خلال ساعات النهار التي تمتد إلى أكثر من 12 إلى 14 ساعة في اليوم. في حال الصيام بين 12 أو 14 ساعة يوميًا.
لذلك يجب الإلمام بأعراض انخفاض السكر وأهمها: الدوخة والبرودة والتعرق والقيء والارتجاف وغيرها. وقد يؤدي هذا الأمر في بعض الأحيان إلى تراكم «الحمض الكيتوني»، وتظهر في المريض نفسه رائحة حريفة تُذكر بمحلول الدهان أو سائل إزالة طلاء الأظافر. وإذا اجتمع ارتفاع السكر مع تراكم الحمض الكيتوني، يدخل المريض في غيبوبة تؤذي دماغه، وقد تودي به إلى الجلطة الدماغية والشلل والموت. وإضافة إلى ذلك، هناك المشكلات الناتجة من نقص المياه والأملاح، خصوصًا إذا كان المناخ حارًا، من دون أن ننسى الخطر المحدق بمريض السكري المعرض أصلاً للجلطة القلبية ولمضاعفات «السكري» على الأوعية الدموية.
وعليه، فقد أجمع الأطباء والفقهاء على استحسان عدم صيام مرضى السكري من النوع الأول الذين يُضطرون لتناول 3 - 4 جرعات من هرمون الأنسولين في اليوم، وكذلك مرضى النوع الثاني الذين يعانون قصورًا كلويًا ومشكلات في شبكية العين وإصابة خلايا الجهاز العصبي، حيث إنهم قد يصلون إلى حال هبوط السكر في الدم من دون أن يشعروا بأعراضه.
وينصح لتجنب انخفاض سكر الدم بشكل عام بالآتي:
- تناول السحور في وقت قريب من الإمساك.
- تغيير في جدول وكمية وتركيبة الأكل للتكيف مع الأدوية التي يتناولها المريض.
- خفض النشاطات البدنية خلال النهار، وتشجيع ممارسة الرياضة الخفيفة ليلا.
- الحفاظ على نوعية الأكل المخصص للمريض.
* مريض القلب والصوم
لا شك أن في الصيام فائدة عظيمة لكثير من مرضى القلب وارتفاع الضغط. ويقول الدكتور حسان شمسي باشا استشاري أمراض القلب والأوعية الدموية والقسطرة التداخلية للقلب، إن هناك حالات معينة يجب أن يستشار فيها طبيب القلب ليقرر مدى استطاعة المريض الصيام أم الإفطار ووضع الاحتياطات اللازمة لتفادي أي مضاعفات محتملة. ومن ذلك ما يلي:
- ارتفاع ضغط الدم: إن إنقاص الوزن الذي يرافق الصيام يخفض ضغط الدم بصورة ملحوظة، كما أن الرياضة البدنية من صلاة تراويح وتهجد وغيرها تفيد في خفض ضغط الدم المرتفع. وإذا كان ضغط الدم مسيطرًا عليه بالدواء أمكن للمريض الصيام شريطة أن يتناول أدويته بانتظام، فهناك حاليًا أدوية لارتفاع ضغط الدم تعطى مرة واحدة أو اثنتان في اليوم.
> فشل القلب (قصور القلب): فشل القلب نوعان: يشكو المريض عادة من ضيق النفس عند القيام بالجهد، وقد يحدث أثناء الراحة، وينصح المصاب بفشل القلب الحاد بعدم الصيام، حيث يحتاج لتناول مدرات بولية وأدوية أخرى مقوية لعضلة القلب وكثيرًا ما يحتاج إلى علاج في المستشفى. أما إذا تحسنت حالته واستقر وضعه، وكان لا يتناول سوى جرعات صغيرة من المدرات البولية فقد يمكنه الصيام. وينبغي استشارة الطبيب في هذه الأمور
- الذبحة الصدرية: وسببها تضييق في الشرايين التاجية المغذية لعضلة القلب. إذا كانت أعراض المريض مستقرة بتناول العلاج، ولا يشكو المريض من ألم صدري أمكنه الصيام في شهر رمضان، بعد أن يراجع طبيبه للتأكد من إمكانية تغيير مواعيد تعاطي الدواء. أما مرضى الذبحة الصدرية غير المستقرة، أو الذين يحتاجون لتناول حبوب النيتروغليسرين تحت اللسان أثناء النهار فلا ينصحون بالصوم، وينبغي عليهم مراجعة الطبيب لتحديد خطة العلاج.
- جلطة القلب (احتشاء العضلة القلبية): سببها انسداد في أحد شرايين القلب التاجية، وهذا ما يؤدي إلى أن تموت خلايا المنطقة المصابة من القلب، ولا ينصح مرضى الجلطة الحديثة، وخصوصًا في الأسابيع الستة الأولى بعد الجلطة بالصيام، أما إذا تماثل المريض للشفاء، وعاد إلى حياته الطبيعية، فيمكنه حينئذ الصيام، شريطة تناوله الأدوية بانتظام.
- أمراض صمامات القلب: تنشأ عادة عن إصابة هذه الصمامات بالحمى الرئوية (الحمى الروماتيزمية) في فترة الطفولة، فيحدث تضيق أو قصور في الصمام نتيجة حدوث تليف في وريقات الصمام. وإذا كانت حالة المريض مستقرة، ولا يشكو من أعراض تذكر أمكنه الصيام، أما إذا كان المريض يشكو من ضيق النفس ويحتاج إلى تناول المدرات البولية فينصح بعدم الصوم.
* مريض الكلى والصوم
يقول الدكتور حسان شمسي باشا: إذا كانت الكليتان سليمتين فالصوم لهما راحة وعافية، أما عندما تصبح الكلى مريضة، فلا تستطيع القيام بالكفاءة المطلوبة لتركيز البول والتخلص من المواد السامة كالبولة الدموية وغيرها، فيصبح الصيام عبئًا على المريض المصاب بالفشل الكلوي، وخصوصًا في المناطق الحارة، مما قد يؤدي إلى ارتفاع نسبة البولة الدموية والكرياتينين في الدم، وينبغي على أي مريض مصاب بمرض كلوي استشارة طبيبه قبل البدء بالصيام، فإذا لم يتناول مريض الكلى كمية كافية من الماء فقد يصاب بالفشل الكلوي.
- الحالات الحادة من أمراض الكلى: قد تستدعي دخول المستشفى لتلقي العلاج، وينبغي عدم الصوم.
- التهاب الكبد والكلى المزمن: وفيه تصاب الكلى بخلل في وظائفها، قد يؤدي إلى حدوث «التناذر الكلوي»، وفيه يصاب المريض بوذمة (انتفاخ) في الساقين، وبنقص في ألبومين الدم، وظهور كميات كبيرة من البروتين في البول. وينصح هؤلاء المرضى بعدم الصوم، وخصوصًا إذا كان المرض مصحوبًا بالتناذر الكلوي وارتفاع ضغط الدم أو الفشل الكلوي.
- الفشل الكلوي المزمن: حيث يرتفع مستوى البولة الدموية والكرياتينين، وقد يزداد بوتاسيوم الدم، وينصح المريض بعدم الصوم، أما إذا كان المريض يتلقى الغسيل الكلوي فقد يستطيع الصوم في اليوم الذي لا يجري فيه غسيل الكلى.
- الحصيات الكلوية: وهنا يخشى من أن تزداد حالتهم سوءًا بالجفاف إذا لم يشرب المريض السوائل بكميات كافية. ويستحسن الامتناع عن الصيام في الأيام الشديدة الحرارة، حيث تقل كمية البول بدرجة ملحوظة، مما يساعد على زيادة حجم الحصيات، ويعود تقدير الحالة إلى الطبيب المختص.
- التهاب الحويضة والكلية المزمن: يستحسن عدم الصوم خوفًا من حدوث الفشل الكلوي، ويعود تقرير ذلك إلى الطبيب المعالج.
* المرأة الحامل والصوم
تقول الدكتورة منيرة بلحمر إن معظم الدراسات تثبت قدرة المرأة الحامل على الصيام، مثلها مثل أي امرأة غير حامل، مع اختلاف طريقة الغذاء وكميته، وفي ظل بعض الاحتياطات، ومنها:
- تقسيم وجبة الإفطار إلى وجبات خفيفة كاملة من حيث القيم الغذائية، لأن تناول الإفطار بكمية واحدة كبيرة قد يؤثر عليها ويشعرها بالغثيان وصعوبة التنفس نتيجة التخمة.
- الإكثار من شرب السوائل قبل الوجبة أو بعدها وليس خلالها، خصوصًا إذا كان الجوّ حارًا.
- إذا كانت المرأة الحامل تشعر بالغثيان فيمكنها تناول وجبات متفرقة متعددة بدل وجبتين خفيفتين وتناول الأغذية الغنية بالكربوهيدرات.
- وإذا كانت تشكو من الإمساك نتيجة الضغط الزائد على الأمعاء من الجنين، فيمكنها التغلب على هذا الأمر بتناول الأغذية الغنية بالألياف وشرب السوائل، خصوصًا عصير الخوخ وممارسة الرياضة.
- يجب أن تستمر المتابعة الدورية مع طبيبها لقياس الضغط والوزن وعمل تحليل للبول والدم، علما بأن هذه التحاليل لا تؤثر على صيام الحامل بشكل خاص، ولا على صحتها بشكل عام.
وعمومًا، فخلال الثلاثة الأشهر الأولى من الحمل، يسمح لها بالصيام إذا لم تكن هناك مشكلة صحية تعيقها عن ذلك، وكذلك الحال في الأشهر الرابع والخامس والسادس من الحمل، فلا توجد محاذير طبية من الصيام. أما في الأشهر الأخيرة، فننصحها بالإفطار لأن الصيام قد يؤثر عليها وعلى جنينها أيضًا.



10 نقاط حول توقف «فياغرا» عن العمل

10 نقاط حول توقف «فياغرا» عن العمل
TT

10 نقاط حول توقف «فياغرا» عن العمل

10 نقاط حول توقف «فياغرا» عن العمل

وصل إلى بريد «استشارات» استفسار من أحد المرضى هو: «عمري فوق الستين، ولدي مرض السكري وارتفاع ضغط الدم. وتناولت (فياغرا) للتغلب على مشكلة ضعف الانتصاب. ولم أحصل على نتائج مُرضية في غالب الأحيان. ما تنصح؟»

وللإجابة فإني أفترض بداية أن تناوله فياغرا كان بعد استشارة الطبيب وإجرائه الفحص الإكلينيكي والفحوصات اللازمة لهذه الحالة، وأنه تناول الحبة حسب توجيهات الطبيب.

مفعول فياغرا

ولكن سواء كان الأمر كذلك أو لم يكن، فإن الأمر يتطلب متابعة عرض النقاط التالية بشكل سردي متسلسل لفهم أسباب فشل أو توقف مفعول فياغرا، أو غيره من أدوية تنشيط الانتصاب، عن العمل:

1. فياغرا دواء مصمم لمساعدة الشخص للحصول على الانتصاب والحفاظ عليه، إذا كان يعاني من ضعف الانتصاب. والدواء النشط هو «سيلدينافيل»، والذي يصنف على أنه من فئة أدوية «مثبط للفوسفوديستيراز - 5». وهناك أدوية أخرى من نفس الفئة، ولديها مميزات قد لا تتوفر في فياغرا، مثل سيالس (تادالافيل)، وليفيترا (فاردينافيل)، وستيندرا (أفانافيل).

وهذه الفئة من الأدوية هي خط العلاج الأول لضعف الانتصاب. ومع ذلك، قد تجد أن أياً منها لا يعمل أبداً أو يتوقف تدريجياً عن العمل، بعد استخدامه بنجاح لفترة.

وإذا حدث هذا، فأنت لست وحدك، حيث تشير المصادر الطبية إلى أن ما يصل إلى 40 في المائة من المرضى قد لا يستجيبون بشكل مرضٍ لهذه الأدوية ولا يجدون الرضا بتناولها. كما أنه، ووفقاً للجمعية الأميركية لجراحة المسالك البولية، فإن «الاستخدام غير الصحيح» لفئة أدوية «مثبط للفوسفوديستيراز - 5» يمثل 56 في المائة إلى 81 في المائة من حالات فشل العلاج.

2. يحدث الانتصاب عندما تكون هناك زيادة في تدفق الدم إلى القضيب. وإذا كان تدفق الدم هذا محدوداً، يعاني الشخص من ضعف الانتصاب. وأثناء الإثارة الجنسية، يتم إطلاق بروتين يسمى «أحادي فوسفات الغوانوزين الدوري». وهذا يزيد من تدفق الدم إلى القضيب للحصول على الانتصاب أو الحفاظ عليه. ولكن بمجرد إطلاقه، يقوم بروتين آخر يسمى «فوسفوديستيراز - 5» بتكسير بروتين «أحادي فوسفات الغوانوزين الدوري»، مما يحد من تدفق الدم إلى القضيب، وبالتالي يتلاشى الانتصاب (أي نتيجة تفاعل بين نوعين من البروتينات).

ويعمل دواء فياغرا وغيره من مجموعة أدوية مثبطة للفوسفوديستيراز - 5. عن طريق تثبيط وإعاقة عملية التكسير هذه مؤقتاً، بغية الحفاظ على زيادة تدفق الدم إلى القضيب واستمرار انتصابه بهيئة أقوى أثناء الجماع. وبهذا يستفيد منْ لديه ضعف في الانتصاب بشكل مُرضٍ، وكذلك يستفيد بشكل أقوى منْ ليس لديه ضعف في الانتصاب بالأصل، ولكن لديه عوامل نفسية وذهنية تشتت رغبته الجنسية في أن تترجم بطريقة طبيعية عبر تكوين انتصاب العضو الذكري.

حالات ضعف الانتصاب

3. عملية الانتصاب هي عملية معقدة تتطلب نجاح أجزاء مختلفة من الجهاز العصبي والأوعية الدموية والغدد الصماء والجهاز التناسلي والصحة النفسية، في تكوين الانتصاب. وتُعرّف الأوساط الطبية ضعف الانتصاب بأنه: عدم القدرة على تكوين الانتصاب والحفاظ عليه لإتمام ممارسة العملية الجنسية لفترة معتادة. ويحدد الإصدار الخامس للدليل التشخيصي والإحصائي للاضطراب العقلي DSM – 5 أن تستمر المشكلة لمدة لا تقل عن 6 أشهر كأحد عناصر تشخيص الإصابة به.

وتؤكد المصادر الطبية على أنه من الضروري إتمام عملية تشخيص الإصابة بضعف الانتصاب بطريقة طبية صحيحة، وليس الاعتماد فقط على ملاحظة الرجل أن لديه «عدم رضا واكتفاء» بدرجة الانتصاب للعضو الذكري. والطريقة الطبية الأكثر استخداماً هي «الفهرس الدولي لوظيفة الانتصاب» International Index of Erectile Function، وهو استبيان مكون من 15 عنصراً، ويعتبر المعيار الذهبي لتقييم المرضى بالنسبة لمشكلة ضعف الانتصاب.

4. تجدر ملاحظة أن هناك حالتين من ضعف الانتصاب، الحالة الأولى ضعف الانتصاب الذي قد يُعاني منه الرجل من آن لآخر أو أن الانتصاب الذي تكوّن لديه لا يستمر حتى إتمام العملية الجنسية. والحالة الثانية هي الضعف التام عن الانتصاب بشكل دائم. ولذا يقول أطباء كليفليلاند كلينك: «ثمة العديد من الدراسات التي حاولت معرفة مدى انتشار هذه المشكلة. وأفادت دراسة شيخوخة الذكور في ولاية ماساتشوستس أن المعاناة منها في أوقات دون أخرى ترتفع بشكل متزايد مع تقدم العمر، ونحو 40 في المائة من الرجال يتأثرون به بعد بلوغ سن 40 سنة، ونحو 70 في المائة من الرجال يتأثرون به في سن 70 سنة. أما حالة الضعف التام في الانتصاب فتصيب نحو 5 في المائة من الرجال في عمر 40 سنة، و15 في المائة منهم في عمر 70 سنة».

رصد عوامل الخطر والأسباب

5. قبل بدء تجربة العلاج الطبي لضعف الانتصاب، من الضروري معالجة عوامل الخطر القابلة للتعديل والتي تتسبب بضعف الانتصاب. ومعلوم أن عوامل الخطر لضعف الانتصاب تشمل التدخين، والسمنة، وأمراض القلب والأوعية الدموية، واضطرابات الكولسترول، وعدم انضباط مرض السكري، والاكتئاب، وجراحة البروستاتا، واضطرابات النوم، والتوتر النفسي، ومرض انقطاع النفس الانسدادي أثناء النوم، واضطرابات الغدة الدرقية، ونقص هرمون التستوستيرون.

وكل هذه حالات تتسبب بضعف الانتصاب، والتغلب على هذه المشكلة لديهم، يكون بضبط هذه العوامل ومعالجتها أولاً للتغلب على ضعف الانتصاب. كما يجب أن يستكشف التاريخ الدقيق للعوامل النفسية والاجتماعية والعلاقاتية مع شريكة الحياة والممارسات الجنسية، التي قد تؤثر على الأداء الجنسي. وقد يجدر النظر في الإحالة إلى معالج جنسي.

6. أولى خطوات معالجة ضعف الانتصاب، هي تحديد السبب أو الأسباب وراء نشوء حالة ضعف الانتصاب. وتوضح إرشادات علاج ضعف الانتصاب الصادرة عن الجمعية الأميركية لجراحة المسالك البولية، أن تعديل نمط عيش الحياة اليومية بطريقة صحية يحسن وظيفة الانتصاب ويقلل من معدل انخفاضه الوظيفي مع تقدم العمر.

وهذه نقطة مهمة يغفل عنها كثير من الرجال الذين يواجهون مشكلة ضعف الانتصاب ويتجهون تلقائياً نحو طلب تلقي أحد فئة أدوية مثبطات الفوسفوديستيراز من النوع 5 بأنواعها المختلفة في الصيدليات. ولا يلتفتون بشكل كامل نحو نصح الطبيب للمرضى بشأن تعديلات سلوكيات نمط الحياة اليومية.

وعلى سبيل المثال، تذكر الجمعية الأميركية لجراحة المسالك البولية أن بعد سنة واحدة من التوقف عن التدخين، وُجد أن المرضى لديهم تحسن بنسبة 25 في المائة في جودة الانتصاب. وكذلك الحال مع حفظ وزن الجسم ضمن المعدلات الطبيعية والحفاظ على ممارسة الرياضة البدنية ومعالجة انقطاع التنفس أثناء النوم وغيرها من الأسباب.

7. ضعف الانتصاب قد يظهر نتيجة الآثار الجانبية للأدوية التي يتناولها الشخص، وقد يُساهم في نشوء هذه المشكلة. وهنا قد يكون من الصعب على أدوية ضعف الانتصاب التغلب على تلك الآثار الجانبية. وعندما يشتبه الطبيب في أن «بعض» أدوية علاج الاكتئاب، أو ارتفاع ضغط الدم، أو الحساسية، أو إدرار البول، أو الأدوية الهرمونية، أو غيرها من أنواع الأدوية المستخدمة بشكل شائع في أوساط المرضى، قد تكون هناك ضرورية للبحث عن أدوية بديلة ذات آثار جانبية أفضل.

وللتوضيح على سبيل المثال، يرتبط تناول أدوية «حاصرات بيتا» بضعف الانتصاب، رغم عدم تحديد السبب بشكل جيد. وقد تساهم معرفة المريض بأن ضعف الانتصاب أحد الآثار الجانبية المحتملة لحاصرات بيتا، في عدم رضاه عن الوظيفة الانتصابية لديه بعد بدء تناوله حاصرات بيتا. ويمكن للطبيب النظر في تجربة دواء بديل للمرضى الذين يتناولون حاصرات بيتا من الجيل الأول (مثل بروبرانولول، أتينولول) إلى أدوية الجيل الثاني (ميتوبرولول، نيبيفولول) من حاصرات بيتا الأقل تسبباً بضعف الانتصاب. كما أن وصف أدوية أخرى لعلاج ارتفاع ضغط الدم، قد يكون أقل تسبباً في ضعف الانتصاب. ومع ذلك، يجب أن يظل علاج ارتفاع ضغط الدم هو الأولوية، لأن مرض ارتفاع ضغط الدم وعدم انضباط الارتفاعات فيه، سبب قوي في ضعف الانتصاب بحد ذاته. وكثيراً ما تتحسن قدرات الانتصاب بضبط ارتفاع ضغط الدم إلى المستويات المُستهدفة علاجياً.

أسباب عدم عمل «فياغرا»

8. السبب الأول لعدم عمل فياغرا أو غيره من أدوية فئة مثبط للفوسفوديستيراز - 5 هو أن مشكلة ضعف الانتصاب ليست ناجمة عن مشكلة في الأوعية الدموية التي تعمل على احتباس الدم في العضو الذكري. وهذا يعني أن عمل هذه الأدوية على زيادة تدفق الدم لا يُساعد في تنشيط الانتصاب. ويمكن أن يحدث هذا بسبب اعتلال الأعصاب أو مشاكل أخرى. وقد تشمل بعض الحالات العصبية التي قد تؤثر على فعالية الفياغرا ما يلي:

- اعتلال الأعصاب بسبب عدم انضباط نسبة السكر في الدم لدى مرضى السكري.

- مرض التصلب المتعدد.

- مرض باركنسون.

- جراحة سابقة في البروستاتا.

- السكتة الدماغية السابقة.

- إصابة مباشرة في أعصاب الحبل الشوكي.

9. الارتباط بين أمراض شرايين القلب وضعف الانتصاب قوي. ووجود مرض تضيق شرايين القلب قد يعني عدم عمل فياغرا نتيجة وجود عائق كبير أمام تدفق الدم في الشريان القضيبي. أي قد يكون هذا أحد أعراض تضيقات الشرايين المغذية للقضيب، وهو عامل خطر للإصابة بالنوبة القلبية والسكتة الدماغية. وفي هذه الحالة، لن تستجيب الشرايين للفياغرا لأنه مجرد موسع للأوعية الدموية. كما أن وجود تسريب وريدي، أي وجود صمامات لا تعمل بكفاءة في الأوردة التي تُصرّف تجمع الدم في القضيب، يعيق تماسك الانتصاب.

وبعد تناول فياغرا، قد يتدفق الدم بمعدل متزايد إلى القضيب، لكنه سيتسرب بالكامل ولن يبقى طويلاً بما يكفي للتسبب في الانتصاب. ووجود المشاكل النفسية بدرجة إكلينيكية مُؤثرة، قد يعيق عمل الفياغرا لدى البعض ممنْ لديهم القلق والاكتئاب والإجهاد المزمن، أو ضغوط في العلاقة مع شريكة الحياة أو لديهم قلق من كفاءة الأداء الجنسي.

الاستخدام غير الصحيح يمثل 56 - 81 % من حالات فشل العلاج

الجرعة ووقت تناول الدواء

10. وفقاً للجمعية الأميركية لجراحة المسالك البولية AUA، فإن «الاستخدام غير الصحيح» لفئة أدوية «مثبط للفوسفوديستيراز - 5» يمثل نسبة عالية من حالات فشل العلاج. وعدم تناول فياغرا، أو غيرها من أدوية تنشيط الانتصاب، بطريقة صحيحة، قد يُؤدي إلى عدم الاستفادة. وللتوضيح، هذه الأدوية تتشابه في طريقة عملها رغم أن ثمة اختلافات ثانوية فيما بينها نتيجة لأن لكل واحد منها تركيبة كيميائية مختلفة. الأمر الذي يُؤثر على طريقة عمل كل دواء منها، مثل مدى سرعة ظهور مفعول الدواء وسرعة اختفاء مفعوله والآثار الجانبية المحتملة. ويعمل عقار سيلدينافيل (فياغرا) بأقصى مستويات مفعوله عند تناوله على معدة فارغة قبل الممارسة الجنسية بساعة واحدة، ويدوم مفعوله لما يُقارب 6 ساعات. ولذا تجنب تناول الفياغرا مع وجبة كبيرة أو وجبة عالية الدهون، كما لا تتوقع أن تعمل الفياغرا قبل دقائق فقط من ممارسة الجنس. بينما يعمل عقار فاردينافيل (لفيترا) بأقصى مستويات مفعوله عند تناوله قبل الممارسة الجنسية بساعة واحدة، على معدة خالية أو ممتلئة. ويدوم مفعوله قرابة 7 ساعات. وبالمقابل، عقار تادالافيل (سيياليس) يُمكن تناوله مع الأكل أو من دونه قبل الممارسة الجنسية بمدة ساعة واحدة إلى اثنتين، ويدوم مفعوله لمدة 36 ساعة. وقد تكون الجرعة غير مناسبة.

ولذا فإن أول شيء يجب التحقق منه إذا لم يكن الفياغرا يعمل هو الجرعة المناسبة. والجرعة الأكثر شيوعاً من الفياغرا لعلاج ضعف الانتصاب هي 50 ملليغراما، والتي يتم تناولها قبل ساعة واحدة من النشاط الجنسي. ومع ذلك، قد لا يكون هذا كافياً لبعض الأشخاص. ويمكن للطبيب مساعدتك في تحديد ما إذا كانت الجرعة الأعلى من 100 ملليغرام تناسبك.

والمهم في كل ما تقدم ملاحظة أن فياغرا هو نوع من الأدوية المثبطة للفوسفوديستيراز 5. وتُستخدم أدوية مثبطة للفوسفوديستيراز 5 كعلاج أولي لضعف الانتصاب. ورغم أن مثبطات الفوسفوديستيراز 5 تميل إلى العمل بشكل جيد، فإنها قد لا تكون فعالة للجميع. وقد يكون هذا بسبب الظروف الصحية الأساسية وعوامل نمط الحياة، من بين أمور أخرى. وإذا لم يعمل أحد أنواع أدوية مثبطة للفوسفوديستيراز 5، قد يعمل نوع آخر من أدوية هذه الفئة. ولذا يجب التفكير في التحدث مع الطبيب إذا لم يساعد الفياغرا في علاج أعراض ضعف الانتصاب لديك. وقد يوصى بعلاج بديل بما سيكون هو الأفضل لك.