اجتماع فيينا للمجموعة الدولية لدعم سوريا اليوم يأمل في تعزيز الهدنة

السفير روبرت فورد: احتمالات نجاح الاجتماع في وقف العنف «ضئيلة»

اجتماع فيينا للمجموعة الدولية لدعم سوريا اليوم يأمل في تعزيز الهدنة
TT

اجتماع فيينا للمجموعة الدولية لدعم سوريا اليوم يأمل في تعزيز الهدنة

اجتماع فيينا للمجموعة الدولية لدعم سوريا اليوم يأمل في تعزيز الهدنة

يشارك وزير الخارجية الأميركي جون كيري في اجتماع مجموعة دعم سوريا في العاصمة النمساوية فيينا، اليوم الثلاثاء، وسط مخاوف من انهيار وقف الأعمال العدائية واحتمالات ضئيلة لقدرة الدول في المجموعة على دفع قوى المعارضة والنظام على وقف العنف. وتسعى واشنطن لإيجاد مخرج لاستئناف محادثات السلام السورية التي ترعاها الأمم المتحدة، والاستمرار في التفاوض بين وفدي المعارضة والنظام.
واستبق وزير الخارجية الأميركي جون كيري الاجتماع بعقد اجتماع ثنائي مع نظيره الروسي سيرغي لافروف مساء أمس الاثنين، وقال مارك تونر، نائب المتحدث باسم الخارجية الأميركية، إن الوزيرين بحثا كيفية تعزيز الجهود لوقف الأعمال العدائية، ودفع الأطراف السورية إلى التفاوض تحت رعاية الأمم المتحدة.
ويأتي اجتماع كيري ولافروف عقب اجتماع كيري في جدة مع الملك سلمان وولي العهد الأمير محمد بن نايف وولي ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، حيث بحث سبل دعم اتفاق وقف إطلاق النار بين القوات الحكومية السورية والمعارضة.
من جانبه، أوضح جون كيربي، المتحدث باسم الخارجية الأميركية، أن كيري سيقوم بزيارة إلى القاهرة يوم الأربعاء بعد اجتماع فيينا حول سوريا. ويلتقي كيري الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، لمناقشة الأوضاع الإقليمية.
وقال روبرت فورد، سفير الولايات المتحدة السابق إلى سوريا والباحث بمعهد «آتلانتيك»، إن وزير الخارجية الأميركي سيسعى خلال اجتماع مجموعة دعم سوريا لحشد الجهود لإقناع حكومة الأسد وقوى المعارضة لوقف العنف من جديد، لكن الاحتمالات ضئيلة لنجاح تلك الجهود، وقال: «الحكومة الروسية تفتقر إلى النية في الضغط لإجبار الرئيس السوري بشار الأسد لوقف الهجوم على جماعات المعارضة المسلحة، والتوقف عن قصف المدن التي تسيطر عليها المعارضة».
وأضاف فورد: «موسكو لم تنجح في إقناع النظام السوري بالسماح بدخول قوافل المساعدات الإنسانية. ويبدو أن النفوذ الإيراني أقوى من النفوذ الروسي في سوريا، حيث نجحت إيران في إرسال مقاتلين للقتال في ساحة المعركة، إلى جانب النظام السوري، بينما تبقى المملكة العربية السعودية متشددة في مطالبها برحيل الأسد، إما عن طريق التفاوض وإما بالهزيمة العسكرية. وأصبحت تركيا أقل مطالبة برحيل الأسد».
واستبعد فورد أن يتم إعلان وقف جديد للأعمال العدائية، ورجح أن ينهار الاتفاق الحالي، «حيث لا يزال الجانبان في الصراع السوري أكثر التزاما بالفوز عسكريا، عوضا عن تقديم تنازلات متبادلة للوصول إلى اتفاق سياسي».
وشدد السفير الأميركي السابق لدى سوريا على أن المعارضة السورية المعتدلة تكره «جبهة النصرة» و«القاعدة»، لكنها عندما تضطر إلى الاختيار فإنها تفضل العمل مع «النصرة» عن العمل مع النظام السوري. وأكد فورد أن استمرار القتال وحصار المدن سيمنعان حدوث مناقشات سياسية حقيقية حتى تنهك قوى الجانبين، ويتم وقف الأعمال العدائية والدخول في محادثات سلام، وهي السبيل الوحيد للنجاح.
وتضم مجموعة دعم سوريا كلا من روسيا والولايات المتحدة وبريطانيا والصين وألمانيا وفرنسا ومصر والعراق وإيران والأردن ولبنان وعمان والإمارات وقطر وتركيا والمملكة العربية السعودية، إضافة إلى منسقة الشؤون الخارجية بالاتحاد الأوروبي، والأمين العام لجامعة الدول العربية، والأمين العام للأمم المتحدة.
وكان وزير الخارجية الأميركي جون كيري قد التقى نظيره الأردني ناصر جودة على هامش لقاء مجموعة دعم ليبيا صباح أمس الاثنين، لمناقشة الأزمة السورية، وسبل دفع محادثات السلام ووقف الأعمال القتالية.



«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
TT

«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)

وسط حديث عن «تنازلات» وجولات مكوكية للمسؤولين، يبدو أن إسرائيل وحركة «حماس» قد اقتربتا من إنجاز «هدنة مؤقتة» في قطاع غزة، يتم بموجبها إطلاق سراح عدد من المحتجزين في الجانبين، لا سيما مع تداول إعلام أميركي أنباء عن مواقفة حركة «حماس» على بقاء إسرائيل في غزة «بصورة مؤقتة»، في المراحل الأولى من تنفيذ الاتفاق.

وتباينت آراء خبراء تحدثت إليهم «الشرق الأوسط»، بين من أبدى «تفاؤلاً بإمكانية إنجاز الاتفاق في وقت قريب»، ومن رأى أن هناك عقبات قد تعيد المفاوضات إلى المربع صفر.

ونقلت صحيفة «وول ستريت جورنال» الأميركية، عن وسطاء عرب، قولهم إن «حركة (حماس) رضخت لشرط رئيسي لإسرائيل، وأبلغت الوسطاء لأول مرة أنها ستوافق على اتفاق يسمح للقوات الإسرائيلية بالبقاء في غزة مؤقتاً عندما يتوقف القتال».

وسلمت «حماس» أخيراً قائمة بأسماء المحتجزين، ومن بينهم مواطنون أميركيون، الذين ستفرج عنهم بموجب الصفقة.

وتأتي هذه الأنباء في وقت يجري فيه جيك سوليفان، مستشار الأمن القومي للرئيس الأميركي، محادثات في تل أبيب مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الخميس، قبل أن يتوجه إلى مصر وقطر.

ونقلت «رويترز» عن دبلوماسي غربي قوله إن «الاتفاق يتشكل، لكنه على الأرجح سيكون محدود النطاق، ويشمل إطلاق سراح عدد قليل من الرهائن ووقف قصير للأعمال القتالية».

فلسطينيون بين أنقاض المباني المنهارة في مدينة غزة (أ.ف.ب)

في حين أشار القيادي في «حماس» باسم نعيم إلى أن «أي حراك لأي مسؤول أميركي يجب أن يكون هدفه وقف العدوان والوصول إلى صفقة لوقف دائم لإطلاق النار، وهذا يفترض ممارسة ضغط حقيقي على نتنياهو وحكومته للموافقة على ما تم الاتفاق عليه برعاية الوسطاء وبوساطة أميركية».

ومساء الأربعاء، التقى رئيس جهاز المخابرات الإسرائيلي، ديفيد برنياع، مع رئيس الوزراء القطري، الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، في الدوحة؛ لبحث الاتفاق. بينما قال مكتب وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، في بيان، إنه «أبلغ وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن في اتصال هاتفي، الأربعاء، بأن هناك فرصة للتوصل إلى اتفاق جديد يسمح بعودة جميع الرهائن، بمن فيهم المواطنون الأميركيون».

وحال تم إنجاز الاتفاق ستكون هذه هي المرة الثانية التي تتم فيها هدنة في قطاع غزة منذ بداية الحرب في 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023. وتلعب مصر وقطر والولايات المتحدة دور الوساطة في مفاوضات ماراثونية مستمرة منذ نحو العام، لم تسفر عن اتفاق حتى الآن.

وأبدى خبير الشؤون الإسرائيلية بـ«مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية» الدكتور سعيد عكاشة «تفاؤلاً حذراً» بشأن الأنباء المتداولة عن قرب عقد الاتفاق. وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «التقارير تشير إلى تنازلات قدمتها حركة (حماس) بشأن الاتفاق، لكنها لا توضح نطاق وجود إسرائيل في غزة خلال المراحل الأولى من تنفيذه، حال إقراره».

وأضاف: «هناك الكثير من العقبات التي قد تعترض أي اتفاق، وتعيد المفاوضات إلى المربع صفر».

على الجانب الآخر، بدا أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس السياسي الفلسطيني، الدكتور أيمن الرقب، «متفائلاً بقرب إنجاز الاتفاق». وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «هناك حراكاً أميركياً لإتمام الصفقة، كما أن التقارير الإسرائيلية تتحدث عن أن الاتفاق ينتظر الضوء الأخضر من جانب تل أبيب و(حماس) لتنفيذه».

وأضاف: «تم إنضاج الاتفاق، ومن المتوقع إقرار هدنة لمدة 60 يوماً يتم خلالها الإفراج عن 30 محتجزاً لدى (حماس)»، مشيراً إلى أنه «رغم ذلك لا تزال هناك نقطة خلاف رئيسية بشأن إصرار إسرائيل على البقاء في محور فيلادلفيا، الأمر الذي ترفضه مصر».

وأشار الرقب إلى أن «النسخة التي يجري التفاوض بشأنها حالياً تعتمد على المقترح المصري، حيث لعبت القاهرة دوراً كبيراً في صياغة مقترح يبدو أنه لاقى قبولاً لدى (حماس) وإسرائيل»، وقال: «عملت مصر على مدار شهور لصياغة رؤية بشأن وقف إطلاق النار مؤقتاً في غزة، والمصالحة الفلسطينية وسيناريوهات اليوم التالي».

ويدفع الرئيس الأميركي جو بايدن والرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب، من أجل «هدنة في غزة»، وكان ترمب طالب حركة «حماس»، في وقت سابق، بإطلاق سراح المحتجزين في غزة قبل توليه منصبه خلفاً لبايدن في 20 يناير (كانون الثاني) المقبل، وإلا فـ«الثمن سيكون باهظاً».