«صوتنا فن».. أول تجمع لفناني «الدوبلاج» السوريين لحماية حقوقهم

انطلق بـ170 فنانًا.. ويزداد حاليًا بعيدًا عن نقابة الفنانين

لقطة من مسلسل ايزيل
لقطة من مسلسل ايزيل
TT

«صوتنا فن».. أول تجمع لفناني «الدوبلاج» السوريين لحماية حقوقهم

لقطة من مسلسل ايزيل
لقطة من مسلسل ايزيل

قبل عدة سنوات، غزت المسلسلات المدبلجة، خصوصا التركية منها، وما زالت، القنوات الفضائية العربية، لتغطي ساعات البث الطويلة لها، وكانت الدبلجة، وما زالت، بأصوات فنانين سوريين، منهم من عمل بالدوبلاج كنوع من أنواع الدراما، فكان يشارك فيها عندما يكون لديه الوقت مع أدائه لأدواره في المسلسلات التلفزيونية السنوية، فيما عمل الكثيرون فيها كمصدر رزق لهم، بسبب تغييبهم عن التمثيل في المسلسلات لأسباب كثيرة، أبرزها الشللية التي تحكم الوسط الفني السوري.
وفي ظل الأزمة السورية، ومع الوضع الاقتصادي الصعب، ظلّ الفنانون المدبلجون يعملون مع شركات الإنتاج التي زادت من نشاطاتها وتنوعت، فلم تقتصر على دبلجة المسلسلات التركية، بل الهندية والأميركية اللاتينية والأوروبية وغيرها، واستغلتهم ماديًا لمعرفتها بحاجتهم للمال للعيش بأدنى حد ممكن، مما اضطر العشرات من الفنانين المدبلجين لرفع الصوت، وتشكيل تجمع لهم تحت عنوان (صوتنا فن)، وقاموا بحملة واسعة مستثمرين صفحات التواصل الاجتماعي وغيرها لتحقيق مطالبهم، وهذا ما تحقق لهم أخيرا.
رئيس التجمع الوليد والمبادر الرئيسي له، الفنان إياس أبو غزالة، تحدث شارحًا ولادة التجمع الفني الجديد لـ«الشرق الأوسط» قائلاً: «ولدت فكرة تأسيس هذا التجمع من خلال الظلم الذي لحق بفناني الدوبلاج، حيث ظلت شركات الإنتاج تعطيهم أجورهم كما كانت قبل الأزمة في حين أن الدولار تضاعف أكثر من عشر مرات مقابل الليرة السورية في سنوات الأزمة الخمس.
والمعروف أن شركات الإنتاج تبيع المسلسلات المدبلجة بأصواتنا بالدولار الأميركي، مما يعني أنها لم تتأثر بانخفاض قيمة الليرة السورية أمامه، فيما تحاسبنا بسعر الليرة كما كان قبل الأزمة. من هنا، فما نأخذه كان بالكاد يكفي أجرة الطريق للوصول إلى استوديو الدوبلاج، وكانت المبادرة مني بدعوة كل الفنانين الذين يعملون بالدوبلاج إلى اجتماع، كقطاع خاص، دون الرجوع لنقابة الفنانين، أو لأي جهة أخرى، حيث استأجرت نادي الفيحاء الرياضي بمشروع دمر غرب دمشق، وأمهلنا شركات الإنتاج عشرة أيام إذا لم ترفع أجورنا خلالها سنقاطعها، ولن نعمل معها، وأطلقنا على التجمع الذي تأسس من الاجتماع اسم (صوتنا فن)، وبالفعل رضخت الشركات لمطالبنا، ورفعت أجورها، وعندما علمت نقابة الفنانين بتجمعنا ومطالبنا دعمتها، وأصدرت بيانًا دعمت الحراك الذي قمنا به.
وإجابة عن سؤال حول عددهم عند تأسيس التجمع، قال أبو غزالة: «كان العدد 170 فنانًا، ولكن بعد نجاح اجتماعنا التأسيسي، وتحوله لجهة مدافعة عن فناني الدوبلاج، صار كل من يعمل بفن الدوبلاج يريد الانتساب إلى تجمعنا، وهذا ما يحصل بالفعل حاليًا، ومن هؤلاء فنانين أكاديميين من خريجي المعهد العالي للفنون المسرحية، وبعد هذا النجاح سنقوم بإجراء انتخابات لتشكيل مجلس إدارة للتجمع يمثلنا أمام الشركات الإنتاجية، وأمام الجهات المعنية، كنقابة الفنانين والإعلام».
وعن مستقبل التجمع الوليد، يرى أبو غزالة أن الدوبلاج فن قائم بذاته، كغيره من فنون الدراما، ولذلك سيعمل التجمع إلى جانب حماية أعضائه ماديًا على تقريب الدوبلاج للناس، والتوضيح لهم بأنه فن عالمي موجود في كثير من دول العالم، وفي العالم العربي كذلك، ولكن نحن في سوريا كنا المتفوقين في المسلسلات المدبلجة، وبشهادة المعنيين، بسبب محبة المشاهدين العرب للهجة السورية الشامية التي تدبلج فيها المسلسلات التركية وغيرها.



«البحر الأحمر السينمائي» يشارك في إطلاق «صنّاع كان»

يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
TT

«البحر الأحمر السينمائي» يشارك في إطلاق «صنّاع كان»

يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما

في مسعى لتمكين جيل جديد من المحترفين، وإتاحة الفرصة لرسم مسارهم المهني ببراعة واحترافية؛ وعبر إحدى أكبر وأبرز أسواق ومنصات السينما في العالم، عقدت «معامل البحر الأحمر» التابعة لـ«مؤسسة مهرجان البحر الأحمر السينمائي» شراكة مع سوق الأفلام بـ«مهرجان كان»، للمشاركة في إطلاق الدورة الافتتاحية لبرنامج «صنّاع كان»، وتمكين عدد من المواهب السعودية في قطاع السينما، للاستفادة من فرصة ذهبية تتيحها المدينة الفرنسية ضمن مهرجانها الممتد من 16 إلى 27 مايو (أيار) الحالي.
في هذا السياق، اعتبر الرئيس التنفيذي لـ«مؤسسة مهرجان البحر الأحمر السينمائي» محمد التركي، أنّ الشراكة الثنائية تدخل في إطار «مواصلة دعم جيل من رواة القصص وتدريب المواهب السعودية في قطاع الفن السابع، ومدّ جسور للعلاقة المتينة بينهم وبين مجتمع الخبراء والكفاءات النوعية حول العالم»، معبّراً عن بهجته بتدشين هذه الشراكة مع سوق الأفلام بـ«مهرجان كان»؛ التي تعد من أكبر وأبرز أسواق السينما العالمية.
وأكّد التركي أنّ برنامج «صنّاع كان» يساهم في تحقيق أهداف «مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي» ودعم جيل جديد من المواهب السعودية والاحتفاء بقدراتها وتسويقها خارجياً، وتعزيز وجود القطاع السينمائي السعودي ومساعيه في تسريع وإنضاج عملية التطوّر التي يضطلع بها صنّاع الأفلام في المملكة، مضيفاً: «فخور بحضور ثلاثة من صنّاع الأفلام السعوديين ضمن قائمة الاختيار في هذا البرنامج الذي يمثّل فرصة مثالية لهم للنمو والتعاون مع صانعي الأفلام وخبراء الصناعة من أنحاء العالم».
وفي البرنامج الذي يقام طوال ثلاثة أيام ضمن «سوق الأفلام»، وقع اختيار «صنّاع كان» على ثمانية مشاركين من العالم من بين أكثر من 250 طلباً من 65 دولة، فيما حصل ثلاثة مشاركين من صنّاع الأفلام في السعودية على فرصة الانخراط بهذا التجمّع الدولي، وجرى اختيارهم من بين محترفين شباب في صناعة السينما؛ بالإضافة إلى طلاب أو متدرّبين تقلّ أعمارهم عن 30 عاماً.
ووقع اختيار «معامل البحر الأحمر»، بوصفها منصة تستهدف دعم صانعي الأفلام في تحقيق رؤاهم وإتمام مشروعاتهم من المراحل الأولية وصولاً للإنتاج.
علي رغد باجبع وشهد أبو نامي ومروان الشافعي، من المواهب السعودية والعربية المقيمة في المملكة، لتحقيق الهدف من الشراكة وتمكين جيل جديد من المحترفين الباحثين عن تدريب شخصي يساعد في تنظيم مسارهم المهني، بدءاً من مرحلة مبكرة، مع تعزيز فرصهم في التواصل وتطوير مهاراتهم المهنية والتركيز خصوصاً على مرحلة البيع الدولي.
ويتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما عبر تعزيز التعاون الدولي وربط المشاركين بخبراء الصناعة المخضرمين ودفعهم إلى تحقيق الازدهار في عالم الصناعة السينمائية. وسيُتاح للمشاركين التفاعل الحي مع أصحاب التخصصّات المختلفة، من بيع الأفلام وإطلاقها وتوزيعها، علما بأن ذلك يشمل كل مراحل صناعة الفيلم، من الكتابة والتطوير إلى الإنتاج فالعرض النهائي للجمهور. كما يتناول البرنامج مختلف القضايا المؤثرة في الصناعة، بينها التنوع وصناعة الرأي العام والدعاية والاستدامة.
وبالتزامن مع «مهرجان كان»، يلتئم جميع المشاركين ضمن جلسة ثانية من «صنّاع كان» كجزء من برنامج «معامل البحر الأحمر» عبر الدورة الثالثة من «مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي» في جدة، ضمن الفترة من 30 نوفمبر (تشرين الثاني) حتى 9 ديسمبر (كانون الأول) المقبلين في المدينة المذكورة، وستركز الدورة المنتظرة على مرحلة البيع الدولي، مع الاهتمام بشكل خاص بمنطقة الشرق الأوسط.