الأمير محمد بن سلمان.. يشرع أبواب المستقبل بعناوين المواجهة

الشفافية والاستثمار والموارد البشرية.. طموحات تتجاوز «الإدمان النفطي»

ولي ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان يجيب عن أسئلة وسائل الإعلام في المؤتمر الصحافي الذي جرى في الرياض ويكشف فيه عن «الرؤية السعودية 2030» (أ.ف.ب)
ولي ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان يجيب عن أسئلة وسائل الإعلام في المؤتمر الصحافي الذي جرى في الرياض ويكشف فيه عن «الرؤية السعودية 2030» (أ.ف.ب)
TT

الأمير محمد بن سلمان.. يشرع أبواب المستقبل بعناوين المواجهة

ولي ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان يجيب عن أسئلة وسائل الإعلام في المؤتمر الصحافي الذي جرى في الرياض ويكشف فيه عن «الرؤية السعودية 2030» (أ.ف.ب)
ولي ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان يجيب عن أسئلة وسائل الإعلام في المؤتمر الصحافي الذي جرى في الرياض ويكشف فيه عن «الرؤية السعودية 2030» (أ.ف.ب)

اجتمع السعوديون وغيرهم ترقبًا لحوار هو الأول مع المسؤول الاقتصادي والتنموي البارز في السعودية.. تحدث بالقليل، لكنها عناوين ضخمة، تفاصيلها شتى، تحقيقًا للوصول إلى «رؤية السعودية 2030» التي تسعى إلى تجاوز النفط في بناء اقتصاد البلاد، في يوم يعيد إلى الأذهان الترقب السنوي لإعلان الميزانية، لكن الحدث أكبر وأشمل من ذلك؛ لأنه حديث عن حاضر وتهيئته للمستقبل.
حضر الأمير محمد بن سلمان، في لقاء بثته قناة «العربية»، واشتركت معها قنوات سعودية أخرى، بعد دقائق من موافقة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز، الذي يرأس مجلس الوزراء، على الرؤية السعودية الجديدة، الطامحة إلى تحقيق مستقبل متنوع في الاقتصاد والتنمية الشاملة التي كانت، ولا تزال، هدف حاكم البلاد الأول.
بدا الأمير محمد بن سلمان، صريحًا، وظهر مواجهًا التحديات بقوة، التي كانت ترميها الصحافة جانبًا لأنها من الحساسيات التي لا يمكن الاقتراب منها، فأظهر الأمير محمد بعدًا إعلاميًا صريحًا، يعبر عن مرحلة مختلفة، بعد نجاح لم يبلغ من العمر سوى عام في بلورة اقتصاد يبشر بسهولة الانتقال نحو عالم ما بعد النفط، أو مرحلة النفط الرخيص.
بث الأمل، وأعاد حماس الشارع السعودي.. وقف بجانب الطبقة المتوسطة الغالبة في المجتمع، وأشعل مواقع التواصل الاجتماعي العاكسة للرأي العام في المملكة، ولم يكن موقعه إلا ثقة وطموحًا، فهو عادة لا يظهر، لكن صيته ظاهر ومدوٍ، ولا يتكلم إلا في دوائر العمل، حيث يتحدث بذلك من عملوا معه، يعلمون حرصه الدقيق حتى على ظلال السطور قبل بهرجة العناوين، فيجعلون الإخلاص واردا لخدمة وطنهم؛ لأنه الباقي لهم وللأجيال المقبلة.
أعطى بفكر يوازي طموح شباب بلده الذين يشكلون أغلبية شعب السعودية، لذلك يتطلع الشباب معه إلى تنمية حقيقية كانت تحتكرها دهاليز متعرجة هدأت من تسارع التنمية. الرؤى الاستراتيجية دومًا ما تهدف إلى تساؤلات: «ماذا؟» و«كيف؟»، فأجاب عنها الأمير محمد بلغة الأرقام المقنعة دون الاتجاه إلى بهرجة الحديث.. بنقاط جذابة وذات مصداقية، لمواجهة أنشطة وأداء القطاعات، فانطلق بالإجابات، ورسم مسار الاتجاه السعودي.
أعاد الأمير محمد بن سلمان، في دقائق حواره الأول، للتاريخ نبضه وتحدي الرجال الأوائل في قيادة البلاد المترامية دون نفط، قائلا إنه «أصبحت لدينا حالة إدمان نفطية في السعودية، فعطلت تنمية القطاعات كثيرا»، مؤكدا أن التركيز على النفط عطل تنمية قطاعات كثيرة جدًا في السنوات الماضية؛ «بسبب تقديسنا للنفط، وكأنه دستور للبلاد».
لم يكن لمسؤول سعودي خلال سنوات سابقة، أن يظهر بجرأة معترفًا بالأخطاء، لكن الأمير محمد انتقد، وكانت وزارة الدفاع التي يحمل حقيبتها اليوم من الجهات التي طالها الانتقاد، واعترف ببعض التقصير في أدائها، كاشفًا أن التخطيط الجيد الذي استغرق بناء الرؤية السعودية للخمسة عشر عامًا المقبلة، يمكن دعمه بالطموح والإدارة والإرادة.
أركان ثلاثة تقوم عليها رؤية السعودية الاستراتيجية المقبلة، وتشكل مزايا حصرية لا تجد المنافسة، فالسعودية تعد العمق العربي والإسلامي بوجود الحرمين الشريفين، والموقع الاستثماري المحرك للاقتصاد، حيث يشكلان موارد إضافية للبلد، وآخرها الموقع الجغرافي الاستراتيجي للمملكة، بوصفها تربط ثلاث قارات معًا، واصفا هذه الأسس بأنها تسهم في صياغة هيكل جديد للبلاد الذي يتطلب التنظيم العالي وليس الإنفاق العالي.
مزايا القوة الاستثمارية ستكون بيد صندوق الاستثمارات العامة، الذي أعيدت هيكلته؛ حيث استطاع في العام الماضي أن يحقق أرباحا بما يقارب 30 مليار ريال سعودي، مما ساهم في رفع المداخيل غير النفطية بـ35 في المائة خلال عام؛ بسبب التخطيط الجيد، وعلى الرغم من قصر العمر في ذلك، عادًا أن الصندوق السيادي انعكاس لثقافة استثمارية سعودية؛ حيث قال: «العقلية السعودية هي عقلية استثمارية، ويجب استغلالها، ويجب الدفع بالصندوق السيادي والصناديق الأخرى، وكل الشركات السعودية، كي تكون قوة استثمارية تحرك السوق السعودية».
عام 2017 سيكون العام البارز في قياس حجم التطلعات وحجم الإنجاز الأول، كما أشار الأمير محمد، بعد «إصلاح سريع» تحدث عنه الأمير محمد بن سلمان خلال عام فقط، باثًا التركيز الحكومي على نوعين من مصادر الدخل؛ الاستثمارات، وآخر يتضح أثره عبر الإيرادات غير النفطية، سواء من الرسوم، أو من الإجراءات الحكومية المختلفة الأخرى.
«نستطيع العيش من دون نفط في 2020» جملة أطلقها محمد بن سلمان، ليست مدوية بالنظر إلى ما يغطيها من طموح، فالطموح كما يقول الأمير محمد بن سلمان، هو ما سيبتلع التحديات، متحدثًا عن أولوية لمواجهة تحديات ومشكلات الإسكان والبطالة، ومن المخطط له أن تسهم الخطة الوطنية في توظيف مليون سعودي وسعودية حتى عام 2020؛ مما يجعل الاتجاه يتسارع نحو رفع الرقم إلى مستويات عالية بعد خمسة عشر عامًا.
نهر كبير هو الرؤية، وروافده عدة ببرامج تتعاظم بعد أن شارك فيها كثير من الخبراء والمعنيين في الأجهزة والقطاعات العامة والخاصة، خلال أشهر ماضية، من ضمنها، كما أشار الأمير: برنامج إعادة هيكلة «أرامكو»، وبرنامج التحول الوطني، وبرنامج الشراكة الاستراتيجية الدولية، وبرنامج إعادة هيكلة صندوق الاستثمارات العامة.
سيد الاقتصاد السعودي اليوم، ومهيئ مفاتح الغد، أوضح أن طاقة مهمة في السعودية، ليست في النفط أو الاستثمار أو غيره، فكما كان للملك المؤسس عبد العزيز تقدير لرجاله ومسانديه في رحلة التوحيد الملحمية قبل ثمانين عامًا، كان الأمير في موقف المشيد بقدرات السعوديين، خصوصًا الشباب الذين يشكلون أكثر من 68 في المائة من المجتمع.
متخصص القانون الأمير محمد، يؤمن بالشباب، ويعرف التعامل معهم وخلق الريادة وحل المعضلات، لتكون بلاده علامة الحضور إقليميًا ودوليًا، فقد انتفضت القيادة السعودية خلال أسبوع، وحققت قفزات استثنائية في تولي الشباب ذوي الكفاءات مسؤولية الملفات المعقدة؛ لأنها ستحكي غدا عن قصة شباب دخلوا كيان العمل الحكومي للتطوير، وتسريع الإنجاز، مشيرا إلى أن السعودية تمتلك عقليات سعودية مبهرة ومشرفة، تتحلى بشجاعة وثقافة عالية، وتمتلك أيضًا احترافية جيدة وقوية. وليس أمامهم سوى «العمل»، فالاستثمار البشري في الأجيال المقبلة هو الأهم. قال الأمير محمد: «نعمل لصناعة السعودية التي نريدها في المستقبل، ونركز ونكثف في كيفية تثقيف وتعليم وتطوير أجيالنا القادمة».
تحديات كبيرة يجابهها الأمير محمد، من التنمية والاقتصاد إلى الدفاع، حيث مرابط القوة الاقتصادية والتنموية أمامه، وأمامه أيضًا تحديات الذود عن وطن قوي في مجابهة المتغيرات على مدار أكثر من ثمانين عامًا، جعلته مستمرا في القوة والحماية واستكمال خطوات تطويره التي بدأها وقطف بعض ثمارها في فترة وجيزة إبان فترة والده الملك سلمان خلال أعوام أربعة.
محمد بن سلمان، الذي لفت كثيرا من صحافة العالم، وجعلته محور حديثها، مر بكثير من الأحداث العريضة، فهو يمر مغلقًا الأسماع، لا يكترث بكثير مما يقال أو سيقال، لأن من آمن بقدراته ملكان، سيكون وقود العبور نحو المستقبل، متحديًا - بثقة القائد الملك سلمان، وولي العهد الأمير محمد بن نايف - الفساد، وعازمًا على تطبيق الشفافية، عبر خصخصة في القطاعات، وتحقيق المبدأ المبهج في أن «الشعب سيراقب» في وقت يرى فيه الأمير محمد أن هذا الزمن من الصعب إخفاء شيء فيه، ضامنًا العدالة في توزيع الدعم، من دون الأمراء والوزراء وكبار المسؤولين، ورجال الأعمال، وأصحاب الدخل العالي.
يرأس الأمير محمد، أكبر مجلس بعد مجلس الوزراء الذي يرأسه الملك سلمان، ومعه وفيه يحمل الأمير آمال شعب سعودي كبيرة، غالبا ما تقتصر عليه اهتماماته، هو «الشؤون التنموية»، بداية بالصحة والإسكان والبلديات، وهي مثلث يمس أكثر السعوديين، مرورًا بالعمل والتعليم والنقل والطاقة والإعلام.
تقليص الفجوة في التنظيم وتحقيق التطلعات حول كل ما يمس حياة الناس، يقعان تحت عين محمد بن سلمان برئاسته للمجلس الذي يضم غالبًا وزراء الدولة، ويتوقع معه أن يكون خريطة طريق لبدء مرحلة تنمية واستكمال إنجاز بعض ما تعثر في مشاريع سابقة.



فيصل بن فرحان يناقش المستجدات السورية مع بيدرسون

الأمير فيصل بن فرحان في لقاء سابق مع بيدرسون بمقر وفد السعودية الدائم لدى الأمم المتحدة في نيويورك (واس)
الأمير فيصل بن فرحان في لقاء سابق مع بيدرسون بمقر وفد السعودية الدائم لدى الأمم المتحدة في نيويورك (واس)
TT

فيصل بن فرحان يناقش المستجدات السورية مع بيدرسون

الأمير فيصل بن فرحان في لقاء سابق مع بيدرسون بمقر وفد السعودية الدائم لدى الأمم المتحدة في نيويورك (واس)
الأمير فيصل بن فرحان في لقاء سابق مع بيدرسون بمقر وفد السعودية الدائم لدى الأمم المتحدة في نيويورك (واس)

ناقش الأمير فيصل بن فرحان وزير الخارجية السعودي، مع غير بيدرسون المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة إلى سوريا، مستجدات الأوضاع السورية.

جاء ذلك في اتصال هاتفي تلقاه وزير الخارجية السعودي من المبعوث الأممي إلى سوريا، الأربعاء.

وزير الخارجية السعودي ونظيرته الإسواتينية عقب التوقيع على اتفاقية التعاون في الرياض الأربعاء (واس)

ولاحقاً، وقّع الأمير فيصل بن فرحان وفوليلي شاكانتو وزيرة خارجية إسواتيني على اتفاقية عامة للتعاون بين حكومتي البلدين، عقب مباحثات أجراها الجانبان في العاصمة الرياض، تناولت سبل تنمية التعاون المشترك في مختلف المجالات.

واستقبل الأمير فيصل بن فرحان في وقت لاحق شاكانتو، يرافقها الأمير لينداني ابن ملك إسواتيني عضو البرلمان، في ديوان وزارة الخارجية السعودي، حيث جرى خلال الاستقبال استعراض العلاقات الثنائية بين البلدين.