قبيلة التبو الليبية تبحث خيار الاستقلال في دويلة جنوب البلاد

غنية بالنفط وتقع على حدود تشاد والسودان ومصر

جنود ليبيون بجانب مدرعة بعد الانتهاء من الاشتباكات مع الميليشيات المتطرفة (رويترز)
جنود ليبيون بجانب مدرعة بعد الانتهاء من الاشتباكات مع الميليشيات المتطرفة (رويترز)
TT

قبيلة التبو الليبية تبحث خيار الاستقلال في دويلة جنوب البلاد

جنود ليبيون بجانب مدرعة بعد الانتهاء من الاشتباكات مع الميليشيات المتطرفة (رويترز)
جنود ليبيون بجانب مدرعة بعد الانتهاء من الاشتباكات مع الميليشيات المتطرفة (رويترز)

علمت «الشرق الأوسط» من مصادر ليبية مسؤولة في العاصمة طرابلس قيام مقربين من زعيم قبيلة التبو، المستشار عيسى عبد المجيد، ببحث خيار استقلال القبيلة في دويلة تقع في جنوب البلاد على الحدود مع دولة تشاد، لكن عبد المجيد رفض التعليق على هذه المعلومات.
وأضافت المصادر أن مقربين من الزعيم التباوي زاروا عدة بلدان أوروبية وأفريقية في الأيام الأخيرة، وناقشوا موضع إعلان استقلال قبيلة التبو في دولة على حدود مصر والسودان وتشاد، على أن تكون عاصمتها مدينة «الكفرة» في جنوب شرقي ليبيا، أو مدينة «ربيانة» التي تقع على بعد نحو 140 كيلومترا شمال الكفرة، وهي «منطقة غنية بالذهب والبترول».
ويشغل عبد المجيد نفسه، موقع مستشار رئيس البرلمان الليبي، وهو البرلمان الذي يعقد جلساته في طبرق ومعترف به دوليا، ويساند الجيش في محاربة الإرهاب. وتعد منطقة الدويلة المقترحة واحدة من منافذ الهجرة غير الشرعية التي تتجه من قلب القارة الأفريقية إلى أوروبا، مرورا بالأراضي والسواحل الليبية.
وينخرط عدة ألوف من قبيلة التبو في الجيش الذي يقوده الفريق أول خليفة حفتر، ويشاركون بقوة في معارك بنغازي وعدة مدن أخرى في شمال البلاد ضد المتطرفين، كما تولت قيادات عسكرية منهم مسؤولية حماية حقول النفط في الجنوب من المتطرفين، خصوصا الحقل الضخم المعروف باسم الفيل.
وقال المصدر المسؤول يبدو أن قبيلة التبو قد تضررت بشدة من انفلات الأوضاع في ليبيا، منذ عام 2011 حتى اليوم، إضافة إلى إدراك عدد من زعماء القبيلة بعدم جدية المجتمع الدولي في مساعدة الليبيين على فرض الاستقرار في هذا البلد، إلى جانب مشكلات أخرى داخلية تتعلق برفض المشرعين الليبيين العروبيين (أي من المنتمين للقبائل العربية) الاعتراف بحقوق التبو الثقافية في الدستور المقترح، وهي قضية أصبحت، منذ الإطاحة بنظام معمر القذافي، تثير الجدل لدى عرقيات ليبية أخرى من بينها قبائل الأمازيغ في غرب طرابلس والطوارق في جنوب غربي البلاد.
وتقاطع هذه العرقيات أعمال لجنة الدستور منذ بداية عملها احتجاجا على ما يقولون إنه «سيطرة العروبيين» على صياغته. ويبلغ عدد التبو الليبيين أكثر من نصف مليون نسمة، ولديهم امتدادات قبلية في دول الجوار الليبي خصوصا تشاد والنيجر.
ووفقا لإفادة من مصادر أمنية رفيعة المستوى في العاصمة الليبية فإن بعض زعماء من التبو سبق وتحدثوا مع البرلمان ومع الفريق أول حفتر «بشأن إصرار العسكريين على تسمية الجيش باسم القوات المسلحة العربية الليبية». وأضافت أن أحد قيادات التبو طلب من الجيش الاكتفاء باسم «القوات المسلحة الليبية»، إلا أن طلبه قوبل بالرفض.
واتصلت «الشرق الأوسط» بالمستشار عيسى بشأن هذه المعلومات، وما إذا كان من بين المنخرطين في مشاورات تأسيس الدويلة المقترحة، لكنه رفض التعليق على الموضوع، لا بالتأكيد ولا بالنفي. إلا أن المصادر أشارت إلى أن عبد المجيد قام بعدة زيارات لبعض البلدان خلال الأيام الماضية كان من بينها دول أوروبية إضافة إلى تشاد والسنغال.



إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
TT

إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)

أوقفت الجماعة الحوثية عشرات القادة والمسؤولين التربويين في العاصمة المختطفة صنعاء عن العمل، وأحالتهم إلى المحاسبة تمهيداً لفصلهم من وظائفهم، بعد أن وجّهت إليهم تهماً برفض حضور ما تُسمى «برامج تدريبية» تُقيمها حالياً في صنعاء وتركّز على الاستماع إلى سلسلة محاضرات لزعيمها عبد الملك الحوثي.

وفي سياق سعي الجماعة لتعطيل ما تبقى من مؤسسات الدولة تحت سيطرتها، تحدّثت مصادر تربوية في صنعاء لـ«الشرق الأوسط»، عن إرغام الجماعة أكثر من 50 مسؤولاً وقيادياً تربوياً يشملون وكلاء قطاعات ومديري عموم في وزارة التعليم الحوثية على الخضوع لبرامج تعبوية تستمر 12 يوماً.

ملايين الأطفال في مناطق سيطرة الحوثيين عُرضة لغسل الأدمغة (رويترز)

وبموجب التعليمات، ألزمت الجماعة القادة التربويين بحضور البرنامج، في حين اتخذت إجراءات عقابية ضد المتغيبين، وكذا المنسحبون من البرنامج بعد انتهاء يومه الأول، لعدم قناعتهم بما يتمّ بثّه من برامج وأفكار طائفية.

وكشفت المصادر عن إحالة الجماعة 12 مديراً عاماً ووكيل قطاع تربوي في صنعاء ومدن أخرى إلى التحقيق، قبل أن تتخذ قراراً بإيقافهم عن العمل، بحجة تخلفهم عن المشاركة في برنامجها التعبوي.

وجاء هذا الاستهداف تنفيذاً لتعليمات صادرة من زعيم الجماعة وبناء على مخرجات اجتماع ترأسه حسن الصعدي المعيّن وزيراً للتربية والتعليم والبحث العلمي بحكومة الانقلاب، وخرج بتوصيات تحض على إخضاع التربويين لبرامج تحت اسم «تدريبية» على ثلاث مراحل، تبدأ بالتعبئة الفكرية وتنتهي بالالتحاق بدورات عسكرية.

توسيع التطييف

تبرّر الجماعة الحوثية إجراءاتها بأنها رد على عدم استجابة التربويين للتعليمات، ومخالفتهم الصريحة لما تُسمّى مدونة «السلوك الوظيفي» التي فرضتها سابقاً على جميع المؤسسات تحت سيطرتها، وأرغمت الموظفين تحت الضغط والتهديد على التوقيع عليها.

وأثار السلوك الحوثي موجة غضب في أوساط القادة والعاملين التربويين في صنعاء، ووصف عدد منهم في حديثهم لـ«الشرق الأوسط»، ذلك التوجه بأنه «يندرج في إطار توسيع الجماعة من نشاطاتها الطائفية بصورة غير مسبوقة، ضمن مساعيها الرامية إلى تطييف ما تبقى من فئات المجتمع بمن فيهم العاملون في قطاع التعليم».

عناصر حوثيون يرددون هتافات الجماعة خلال تجمع في صنعاء (إ.ب.أ)

واشتكى تربويون في صنعاء، شاركوا مكرهين في البرامج الحوثية، من إلزامهم يومياً منذ انطلاق البرنامج بمرحلته الأولى، بالحضور للاستماع إلى محاضرات مسجلة لزعيم الجماعة، وتلقي دروس طائفية تحت إشراف معممين جرى استقدام بعضهم من صعدة حيث المعقل الرئيس للجماعة.

ويأتي تحرك الجماعة الحوثية لتعبئة ما تبقى من منتسبي قطاع التعليم فكرياً وعسكرياً، في وقت يتواصل فيه منذ سنوات حرمان عشرات الآلاف من المعلمين من الحصول على مرتباتهم، بحجة عدم توفر الإيرادات.

ويتحدث ماجد -وهو اسم مستعار لمسؤول تعليمي في صنعاء- لـ«الشرق الأوسط»، عن تعرضه وزملائه لضغوط كبيرة من قبل مشرفين حوثيين لإجبارهم بالقوة على المشاركة ضمن ما يسمونه «برنامجاً تدريبياً لمحاضرات زعيم الجماعة من دروس عهد الإمام علي عليه السلام لمالك الأشتر».

وأوضح المسؤول أن مصير الرافضين الانخراط في ذلك البرنامج هو التوقيف عن العمل والإحالة إلى التحقيق وربما الفصل الوظيفي والإيداع في السجون.

يُشار إلى أن الجماعة الانقلابية تركز جُل اهتمامها على الجانب التعبوي، عوضاً الجانب التعليمي وسط ما يعانيه قطاع التعليم العمومي من حالة انهيار وتدهور غير مسبوقة.