السعودية ترحب بنتائج «لقاء بروكسل» وتشدد على قدرة التحالف الإسلامي في مواجهة «داعش»

مجلس الوزراء يقر برنامج التشغيل الذاتي لهيئة الغذاء والدواء

خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز لدى ترؤسه جلسة مجلس الوزراء أمس (واس)
خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز لدى ترؤسه جلسة مجلس الوزراء أمس (واس)
TT

السعودية ترحب بنتائج «لقاء بروكسل» وتشدد على قدرة التحالف الإسلامي في مواجهة «داعش»

خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز لدى ترؤسه جلسة مجلس الوزراء أمس (واس)
خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز لدى ترؤسه جلسة مجلس الوزراء أمس (واس)

رحبت السعودية بنتائج اجتماع دول التحالف الدولي حول التعاون لمحاربة تنظيم داعش الإرهابي، والذي عقد أخيراً بمقر حلف «الناتو» في بروكسل. وثمن مجلس الوزراء تقدير وزراء دفاع التحالف بالخطوات الرائدة التي أقدمت عليها المملكة بإنشاء تحالف إسلامي عسكري لمحاربة الإرهاب.
وجاء الترحيب السعودي، ضمن الجلسة التي عقدها مجلس الوزراء في قصر اليمامة بمدينة الرياض، بعد ظهر أمس، برئاسة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز، حيث أشاد ببيان اجتماع بروكسل، الذي رأس وفد السعودية فيه الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز ولي ولي العهد النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع، مشددًا على أن التحالف الإسلامي «سيكون داعمًا للجهود الدولية لمحاربة الجماعات الإرهابية وعلى رأسها تنظيم داعش الإرهابي».
وأطلع خادم الحرمين الشريفين المجلس على نتائج استقبالاته رئيس الوزراء البريطاني الأسبق توني بلير، ووزير الخارجية السويسري ديدييه بوركهالتر، والأمين العام للاتحاد الدولي للاتصالات هولين زهاو الذي سلم الملك سلمان جائزة تكنولوجيا المعلومات والاتصالات في التنمية المستدامة، بمناسبة الذكرى المائة والخمسين لتأسيس الاتحاد، وفي هذا السياق، أكد مجلس الوزراء أن تسلم خادم الحرمين الشريفين هذه الجائزة «يجسد مدى ما يحظى به من تقدير دولي، وما تقوم به المملكة من دور ريادي في الاتحاد الدولي للاتصالات، وجهودها في مجال التقنية والاتصالات».
وعقب الجلسة، أوضح الدكتور عادل بن زيد الطريفي، وزير الثقافة والإعلام، لوكالة الأنباء السعودية، أن مجلس الوزراء استعرض عددًا من التقارير عن مجريات الأحداث ومستجداتها على الساحتين الإقليمية والدولية، خصوصًا تطورات الوضع في سوريا، والجهود الدولية لمحاربة تنظيم داعش الإرهابي، ونوه باجتماعات مجموعة الدعم الدولية لسوريا التي انعقدت في مدينة ميونيخ بألمانيا بمشاركة 17 دولة، بالإضافة إلى الأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي وجامعة الدول العربية ومنظمة التعاون الإسلامي، وما تضمنته الاجتماعات من مداولات حول معالجة الوضع المتأزم في سوريا.
وفي الشأن المحلي، أفاد الدكتور الطريفي بأن مجلس الوزراء اطلع على الموضوعات المدرجة على جدول أعمال جلسته، ومن بينها موضوعات اشترك مجلس الشورى في دراستها، حيث وافق على إضافة وزارة التعليم إلى عضوية اللجنة العليا المشكلة بموجب البند «ثانيًا» من قرار مجلس الوزراء رقم 350 وتاريخ 3 - 11 - 1434هـ، للإشراف على تنفيذ الخطة الاستراتيجية الوطنية للسلامة المرورية.
ووافق مجلس الوزراء على تفويض وزير الدفاع، أو من ينيبه، بالتباحث مع الجانب الكوري في شأن مشروع اتفاقية بين حكومة المملكة العربية السعودية وحكومة جمهورية كوريا حول حماية المعلومات العسكرية المصنفة، والتوقيع عليه، ومن ثم رفع النسخة النهائية الموقعة لاستكمال الإجراءات النظامية.
وقرر المجلس، بعد الاطلاع على ما رفعه رئيس الهيئة السعودية للحياة الفطرية، حذف الفقرة «10» من البند «أولاً» من قراره رقم: «77» وتاريخ 2 - 6 - 1417هـ، الخاصة باعتبار محمية «الجندلية» ضمن المناطق المحمية وتسليمها إلى وزارة الزراعة لتكون منطقة مراعٍ يطبق عليها نظام المراعي والغابات.
كما وافق مجلس الوزراء على تفويض رئيس «مدينة الملك عبد العزيز للعلوم والتقنية»، أو من ينيبه، بالتباحث مع الجانب الدنماركي في شأن مشروع مذكرة تفاهم للتعاون العلمي والتقني بين مدينة «الملك عبد العزيز للعلوم والتقنية» في السعودية ووزارة التعليم العالي والعلوم في الدنمارك، والتوقيع عليه، ورفع النسخة النهائية الموقعة لاستكمال الإجراءات النظامية.
وقرر المجلس، بعد الاطلاع على ما رفعه وزير المالية، والنظر في قرار مجلس الشورى رقم 55 / 101 وتاريخ 29 - 12 - 1436هـ، الموافقة على اتفاقية التعاون الجمركي بين الحكومة السعودية، وحكومة جمهورية مصر العربية، الموقعة في مدينة القاهرة بتاريخ 28 - 5 - 1436هـ، فيما أُعد مرسوم ملكي بذلك.
ووافق المجلس، على تفويض وزير الخارجية، أو من ينيبه، بالتباحث مع الجانب النيكاراغوي في شأن مشروع اتفاقية عامة للتعاون بين السعودية وحكومة جمهورية نيكاراغوا، والتوقيع عليه، ومن ثم رفع النسخة النهائية الموقعة، لاستكمال الإجراءات النظامية.
وقرر المجلس، وبعد الاطلاع على المعاملة المرفوعة من الهيئة العامة للغذاء والدواء، وبعد الاطلاع على توصية اللجنة الدائمة لمجلس الشؤون الاقتصادية والتنمية رقم 3 – 37 / 1 / د، وتاريخ 25 - 2 - 1437هـ، الموافقة على برنامج التشغيل الذاتي للهيئة العامة للغذاء والدواء.
ووافق مجلس الوزراء على تفويض رئيس هيئة حقوق الإنسان، أو من ينيبه، بالتباحث مع المنظمة الدولية للهجرة في شأن مشروع مذكرة تفاهم للتعاون الفني بين هيئة حقوق الإنسان في المملكة العربية السعودية والمنظمة الدولية للهجرة، والتوقيع عليه، ومن ثم رفع النسخة النهائية الموقعة لاستكمال الإجراءات النظامية.
كما وافق المجلس، على تعيين الآتية أسماؤهم على وظيفة «سفير» وهم: عبد الكريم بن سعيد بن عبد الله الجهني، وسعود بن سعد بن خلف الثبيتي، وشديّد بن حامد بن شديّد السهلي، وخالد بن مساعد بن مشاري العنقري، وغرم بن سعيد بن غرم آل ملحان، وعبد الله بن أحمد بن رفدان آل عبدان، ومصطفى بن إبراهيم بن علي آل الشيخ مبارك، وسليمان بن صالح بن علي الفريح، وأحمد بن محمد بن عبد الله البهلال.
كما وافق المجلس على تعيين كل من: نايف بن مناحي بن جرمان بن سعيدان على وظيفة «رئيس بلدية محافظة حفر الباطن» بالمرتبة الرابعة عشرة بوزارة الشؤون البلدية والقروية، وعبد الرحمن بن علي بن ماطر النفيعي على وظيفة «وكيل الوزارة المساعد للتخطيط والتطوير» بذات المرتبة بوزارة الحج.
واطلع مجلس الوزراء على تقارير سنوية للرئاسة العامة لرعاية الشباب، ووزارة الشؤون الاجتماعية، ومعهد الإدارة العامة، عن عام مالي سابق، وقد أحاط المجلس بما جاء فيها ووجه حيالها بما رآه.



مسؤول إيراني لـ«الشرق الأوسط»: عازمون مع الرياض على إرساء السلام في المنطقة

نائب وزير الخارجية الإيراني مجيد تخت روانجي (رويترز)
نائب وزير الخارجية الإيراني مجيد تخت روانجي (رويترز)
TT

مسؤول إيراني لـ«الشرق الأوسط»: عازمون مع الرياض على إرساء السلام في المنطقة

نائب وزير الخارجية الإيراني مجيد تخت روانجي (رويترز)
نائب وزير الخارجية الإيراني مجيد تخت روانجي (رويترز)

أكد نائب وزير الخارجية الإيراني مجيد تخت روانجي، أن إيران والسعودية تعتزمان إرساء السلام وديمومة الهدوء في منطقة متنامية ومستقرّة، مضيفاً أن ذلك يتطلب «استمرار التعاون الثنائي والإقليمي وتعزيزه، مستهدفين تذليل التهديدات الحالية».

وفي تصريحات لـ«الشرق الأوسط» على هامش زيارته إلى السعودية التي تخلّلها بحث العلاقات الثنائية وسبل تعزيزها وتطويرها في شتى المجالات، بالإضافة إلى مناقشة المستجدات على الساحتين الإقليمية والدولية، خلال لقاء، الاثنين، مع وليد الخريجي، نائب وزير الخارجية السعودي، قال روانجي: «الإجراءات الإيرانية - السعودية تتوّج نموذجاً ناجحاً للتعاون الثنائي ومتعدد الأطراف دوليّاً في إطار التنمية والسلام والأمن الإقليمي والدولي»، مشدّداً على استمرار البلدين في تنمية التعاون في مختلف المجالات السياسية والأمنية والاقتصادية والتجارية والقنصلية؛ بناءً على الأواصر التاريخية والثقافية ومبدأ حسن الجوار، على حد وصفه.

الجولة الثانية من المشاورات الثلاثية عُقدت في الرياض الثلاثاء (واس)

والثلاثاء، رحبت السعودية وإيران «بالدور الإيجابي المستمر لجمهورية الصين الشعبية وأهمية دعمها ومتابعتها لتنفيذ (اتفاق بكين)»، وفقاً لبيان صادر عن الخارجية السعودية، أعقب الاجتماع الثاني للجنة الثلاثية السعودية - الصينية - الإيرانية المشتركة لمتابعة «اتفاق بكين» في العاصمة السعودية الرياض.

وأشار نائب وزير الخارجية الإيراني إلى أن الطرفين «تبادلا آراءً مختلفة لانطلاقة جادة وعملية للتعاون المشترك»، ووصف اجتماع اللجنة الثلاثية في الرياض، بأنه «وفَّر فرصة قيّمة» علاقات متواصلة وإيجابية بين إيران والسعودية والصين.

روانجي الذي شغل سابقاً منصب سفير إيران لدى الأمم المتحدة، وعضو فريق التفاوض النووي الإيراني مع مجموعة «5+1»، اعتبر أن أجواء الاجتماعات كانت «ودّية وشفافة»، وزاد أن الدول الثلاث تبادلت الآراء والموضوعات ذات الاهتمام المشترك وأكّدت على استمرار هذه المسيرة «الإيجابية والاستشرافية» وكشف عن لقاءات «بنّاءة وودية» أجراها الوفد الإيراني مع مضيفه السعودي ومع الجانب الصيني، استُعرضت خلالها مواضيع تعزيز التعاون الثنائي، والثلاثي إلى جانب النظر في العلاقات طوال العام الماضي.

الجولة الأولى من الاجتماعات التي عُقدت في بكين العام الماضي (واس)

وجدّد الجانبان، السعودي والإيراني، بُعيد انعقاد الاجتماع الثاني للجنة الثلاثية السعودية - الصينية - الإيرانية المشتركة لمتابعة «اتفاق بكين» في الرياض، الخميس، برئاسة نائب وزير الخارجية السعودي وليد الخريجي، ومشاركة الوفد الصيني برئاسة نائب وزير الخارجية الصيني دنغ لي، والوفد الإيراني برئاسة نائب وزير خارجية إيران للشؤون السياسية مجيد تخت روانجي؛ التزامهما بتنفيذ «اتفاق بكين» ببنوده كافة، واستمرار سعيهما لتعزيز علاقات حسن الجوار بين بلديهما من خلال الالتزام بميثاق الأمم المتحدة وميثاق منظمة التعاون الإسلامي والقانون الدولي، بما في ذلك احترام سيادة الدول واستقلالها وأمنها.

من جانبها، أعلنت الصين استعدادها للاستمرار في دعم وتشجيع الخطوات التي اتخذتها السعودية وإيران، نحو تطوير علاقتهما في مختلف المجالات.

ولي العهد السعودي والنائب الأول للرئيس الإيراني خلال لقاء في الرياض الشهر الحالي (واس)

ورحّبت الدول الثلاث بالتقدم المستمر في العلاقات السعودية - الإيرانية وما يوفره من فرص للتواصل المباشر بين البلدين على المستويات والقطاعات كافة، مشيرةً إلى الأهمية الكبرى لهذه الاتصالات والاجتماعات والزيارات المتبادلة بين كبار المسؤولين في البلدين، خصوصاً في ظل التوترات والتصعيد الحالي في المنطقة؛ ما يهدد أمن المنطقة والعالم.

كما رحّب المشاركون بالتقدم الذي شهدته الخدمات القنصلية بين البلدين، التي مكّنت أكثر من 87 ألف حاج إيراني من أداء فريضة الحج، وأكثر من 52 ألف إيراني من أداء مناسك العمرة بكل يسر وأمن خلال الأشهر العشرة الأولى من العام الحالي.

ورحّبت الدول الثلاث بعقد الاجتماع الأول للجنة الإعلامية السعودية - الإيرانية المشتركة، وتوقيع مذكرة تفاهم بين معهد الأمير سعود الفيصل للدراسات الدبلوماسية ومعهد الدراسات السياسية والدولية، التابع لوزارة الخارجية الإيرانية.

كما أعرب البلدان عن استعدادهما لتوقيع اتفاقية تجنب الازدواج الضريبي (DTAA)، وتتطلع الدول الثلاث إلى توسيع التعاون فيما بينهما في مختلف المجالات، بما في ذلك الاقتصادية والسياسية.

ودعت الدول الثلاث إلى وقف فوري للعدوان الإسرائيلي في كلٍ من فلسطين ولبنان، وتدين الهجوم الإسرائيلي وانتهاكه سيادة الأراضي الإيرانية وسلامتها، كما دعت إلى استمرار تدفق المساعدات الإنسانية والإغاثية إلى فلسطين ولبنان، محذرة من أن استمرار دائرة العنف والتصعيد يشكل تهديداً خطيراً لأمن المنطقة والعالم، بالإضافة إلى الأمن البحري.

وفي الملف اليمني، أكدت الدول الثلاث من جديد دعمها الحل السياسي الشامل في اليمن بما يتوافق مع المبادئ المعترف بها دولياً تحت رعاية الأمم المتحدة.

وكانت أعمال «الاجتماع الأول للجنة الثلاثية المشتركة السعودية - الصينية - الإيرانية»، اختتمت أعمالها في العاصمة الصينية بكّين، ديسمبر (كانون الأول) من العام الماضي، وأكد خلاله المجتمعون على استمرار عقد اجتماعات اللجنة الثلاثية المشتركة، وعلى مدى الأشهر الماضية، خطت السعودية وإيران خطوات نحو تطوير العلاقات وتنفيذ «اتفاق بكين»، بإعادة فتح سفارتيهما في كلا البلدين، والاتفاق على تعزيز التعاون في كل المجالات، لا سيما الأمنية والاقتصادية.

وأعادت إيران في 6 يونيو (حزيران) الماضي، فتح أبواب سفارتها في الرياض بعد 7 أعوام على توقف نشاطها، وقال علي رضا بيغدلي، نائب وزير الخارجية للشؤون القنصلية (حينها): «نعدّ هذا اليوم مهماً في تاريخ العلاقات السعودية - الإيرانية، ونثق بأن التعاون سيعود إلى ذروته»، مضيفاً: «بعودة العلاقات بين إيران والسعودية، سنشهد صفحة جديدة في العلاقات الثنائية والإقليمية نحو مزيد من التعاون والتقارب من أجل الوصول إلى الاستقرار والازدهار والتنمية».