بينما أبلغ مسؤول في حلف شمال الأطلنطي (الناتو)، «الشرق الأوسط» أمس أن الحلف مستعد لتقديم مساعدات إلى ليبيا بشأن إصلاح المؤسسات الدفاعية والأمنية، شريطة وجود حكومة وحدة وطنية متفق عليها، قال وزير الخارجية الأميركي جون كيري إن التحالف الدولي يدفع مقاتلي تنظيم داعش إلى التقهقر في معاقلهم في سوريا والعراق. لكن التنظيم يهدد ليبيا وقد يسيطر على ثرواتها النفطية، فيما نفى وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس اعتزام بلاده التدخل عسكريا ضد تنظيم داعش في ليبيا.
جاءت هذه التطورات فيما أعرب راشد الغنوشي، رئيس حركة النهضة التونسية، خلال اتصال هاتفي أجراه أمس مع فائز السراج، رئيس الحكومة الليبية الجديدة المقترحة من بعثة الأمم المتحدة، عن استعداده لتقديم كل عون يرى الليبيون أنه قادر عليه.
وقال السراج في بيان وزعه مكتبه الإعلامي إن الغنوشي أكد مساندته للمجلس الرئاسي لحكومة السراج، موضحا أنه «لا استقرار في ليبيا دون حوار يجمع الليبيين ولا يقصي أحدا». وأوضح البيان أن السراج رحب في المقابل بما وصفها بـ«هذه اللفتة الطيبة»، شاكرا للغنوشي الذي أثنى على تمكن الليبيين من قطع شوط وصفه بـ«الهام» في رحلة التوافق بينهم، صدق المشاعر تجاه ليبيا وشعبها.
وكان الناطق الصحافي باسم السراج قد أعلن أنه تسلم رسميا قرار مجلس النواب الليبي برفض منح الثقة للتشكيلة الوزارية الأولى، التي قدمها لحكومته، وطلب إعادة تشكيلها في غضون عشرة أيام، مع ضرورة تقليص عدد الوزارات. وقال في هذا السياق إن «المجلس لم يحدد عدد الوزارات التي يرى ضرورة أن يتقيد بها المجلس الرئاسي عند إعادة تشكيل الحكومة، ولم يقدم ملاحظات على الشخصيات التي أسندت لها الحقائب الوزارية»، مشيرا إلى أن المجلس «سيعمل على تشكيل الحكومة، مراعيا الملاحظة الواردة في كتاب مجلس النواب، والذي استلمناه منذ يومين فقط».
ومن المنتظر أن يعقد مجلس النواب بمقره في مدينة طبرق، بأقصى الشرق الليبي، جلسة تصويت حاسمة الاثنين المقبل، وذلك لحسم مصير الحكومة الجديدة للسراج، علما بأنه رفض قائمتها الأولى التي ضمت 32 حقيبة وزارية.
إلى ذلك، قال مسؤول في حلف الناتو لـ«الشرق الأوسط»، اشترط عدم ذكر اسمه، إن الحل الوحيد للأزمة الليبية هو حل سياسي ليبي، عادّا أن الوضع الأمني في ليبيا، وانتشار تنظيم داعش على وجه الخصوص، هو تذكير صارخ بحاجة الليبيين إلى وضع خلافاتهم جانبا. وأضاف المسؤول ذاته أن «حلف شمال الأطلسي يواصل تقديم الدعم الكامل لجهود المجتمع الدولي من خلال الأمم المتحدة، بقيادة الولايات المتحدة، التي تهدف إلى تشكيل حكومة وحدة وطنية شاملة، وهذه هي أفضل وسيلة للمضي قدما».
وحول ما إذا كان حلف الناتو مستعدا لتقديم دعم عسكري إلى ليبيا، أوضح المسؤول أن «حلف شمال الأطلسي مستعد لمساعدة ليبيا، مع تقديم المشورة بشأن إصلاح المؤسسات الدفاعية والأمنية؛ ولكن يجب أولا أن تكون هناك حكومة وحدة وطنية شاملة في المكان»، مضيفا أن «هذه الحكومة يجب أن تطلب مثل هذا الدعم من الحلف؛ ويجب أن تكون هناك الظروف الأمنية المناسبة على أرض الواقع».
وبموجب خطة تدعمها الأمم المتحدة للتحول السياسي، فإنه من المتوقع أن تشكل الحكومتان المتنافستان حكومة وحدة. لكن الاقتتال الداخلي ما زال يعطل تشكيلها بعد شهر من الاتفاق على ذلك في المغرب.
وتدرس دول غربية كذلك توجيه ضربات للمتشددين في ليبيا، وهي بوابة لعشرات الآلاف من المهاجرين الراغبين في الوصول إلى أوروبا، لكنها تريد موافقة حكومة الوحدة التي يعتزم تشكيلها، قبل أن تبدأ العمل.
«الناتو» يعلن استعداده لدعم ليبيا.. شريطة وجود حكومة موحدة
الغنوشي يؤكد مساندته المجلس الرئاسي لحكومة السراج
«الناتو» يعلن استعداده لدعم ليبيا.. شريطة وجود حكومة موحدة
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة