قال قائد القوات الأميركية في أفغانستان يوم أمس (الأربعاء) إن تنظيم القاعدة سيعيد تنظيم صفوفه، وأنه سيستخدم أفغانستان كنقطة انطلاق لشن هجمات أخرى ضد الغرب في حال انسحبت القوات الدولية بالكامل من البلاد بنهاية عام 2014.
ولدى مثوله أمام لجنة الخدمات العسكرية بمجلس الشيوخ، أضاف الجنرال جوزيف دانفورد، قائد القوة الدولية للمساعدة الأمنية في أفغانستان، أنه على ثقة من أنه ما إن يتسلم الرئيس الجديد مقاليد السلطة في أفغانستان بحلول شهر أغسطس (آب) المقبل، فسوف يجري توقيع اتفاقية أمنية جديدة تسمح للقوات الدولية والأميركية بالإبقاء على قوة صغيرة في البلاد، كما يرغب القادة العسكريون الأميركيون، كما يراه الرئيس باراك أوباما خياره المفضل.
لكن الجنرال دانفورد حذر من أنه في حال لم تفرز الانتخابات القادمة رئيسا جديدا لأفغانستان بحلول أغسطس، فإن القوة الصغيرة والاستقرار الطويل الأمد، الذي شهدته البلاد، سيتعرضان للتهديد.
وأشار دانفورد إلى أنه "تبدأ المخاطر المتعلقة بانسحاب القوات المنظم في التصاعد في شهر سبتمبر (أيلول)، وذلك بسبب عدد المهام التي ينبغي انجازها،" مضيفا أنه "مازال لدينا حظ وافر من المرونة نستطيع من خلاله تعديل أوضاعنا في شهر يوليو (تموز)".
ويمضي الجنرال دانفورد قائلا إنه في حال وقعت أفغانستان اتفاقية أمنية جديدة مع الولايات المتحدة الأميركية، فإنه سيشعر بالاطمئنان إذا تراوح عدد جنود القوة الدولية المتبقية بين 8.000 و12.000 فرد. وسوف يقوم أعضاء تلك القوة بتوفير التدريب والمشورة والمساعدة للقوات الأفغانية، وكذلك تأمين عمليات القوات الخاصة في أفغانستان. وحسب الخطة الحالية لوزارة الدفاع الأميركية، فإن حوالى ثلثي عدد القوة الدولية المتبقية سيكون من الولايات المتحدة.
وكان الرئيس الاميركي باراك أوباما قد أعلن قبل أسبوعين أنه أعطى تعليماته إلى وزارة الدفاع لبدء التخطيط لانسحاب كامل للقوات الأميركية بسبب استمرار رفض الرئيس المنتهية ولايته حامد كرزاي، لتوقيع الاتفاقية الأمنية. إلا أنه وخلال شهادته أمام اللجنة في مجلس الشيوخ، كرر الجنرال دانفورد الحديث عن المخاوف التي أعرب عنها عدد من القادة العسكريين، الذين حذروا من أن الانسحاب الكامل للقوات يمكن أن يجهض كل ما قامت به أميركا طوال 12 عاما من القتال في أفغانستان.
وأوضح دانفورد أنه من دون الإبقاء على قوات غربية قادرة على توفير الدعم للحكومة الأفغانية والاستمرار في تدريب قوات الأمن، تتزايد احتمالات كبيرة بأن تقع أجزاء كبيرة من البلاد تحت سيطرة حركة طالبان مرة أخرى، كما كان الحال قبل الحادي عشر من سبتمبر (أيلول) 2001.
ورغم ذلك، واصل السناتور الديمقراطي جو مانشين، عضو الكونغرس عن ولاية فرجينيا الغربية، الضغط على الجنرال دانفورد وسأله لماذا ينبغي أن تبقى القوات الأميركية في أفغانستان بعد أكثر من عشر سنوات من الحرب في البلاد.
يسأل مانشين الجنرال دانفورد: "هل يمكنك أن تخبر الشعب الأميركي والناس في فرجينيا الغربية بكل صراحة أنه ينبغي علينا أن نكون في أفغانستان، أن نبقى في أفغانستان، هل من بين أهدافنا أن نبقى هناك؟ إن الكلام عن ضرورة بقاء القوات الأميركية في أفغانستان يبدو لا معنى له على الإطلاق بالنسبة لأي مواطن في أي مكان ذهبت إليه في ولايتي، فيرجينيا الغربية".
ويصر الجنرال دانفورد أنه في حال لم تترك أميركا أية قوات على الإطلاق في أفغانستان، فإن فرض حركة طالبان سيطرتها مجددا في البلاد سيكون مجرد مسألة وقت. يقول دانفورد "سيبدأ تدهور قدرات القوات الأفغانية بشكل سريع إلى حد ما في عام 2015، حيث سينفد الوقود من الوحدات العسكرية والأمنية، ولن تعمل أنظمة دفع الرواتب للقوات بشكل كامل، كما لن تكون قطع غيار المركبات متاحة لتعويض الخسائر التي قد تحدث، وهكذا فإنا سنشهد تراجعا كبيرا في الاستعداد القتالي لقوات الأمن الأفغانية".
وتطرقت جلسة الاستماع كذلك لمناقشة الأزمة الأوكرانية. وبسؤاله عما إذا كانت الولايات المتحدة ستظل قادرة على إخراج معداتها من أفغانستان في حال إقدام روسيا على قطع طرق الإمداد ردا على فرض واشنطن عقوبات ضد موسكو، أجاب الجنرال دانفورد، "نعم".
*خدمة النيويورك تايمز
جنرال أميركي يحذر من مخاطر انسحاب القوات من أفغانستان
قال إنه من دونها تتزايد احتمالات وقوع البلاد تحت سيطرة حركة طالبان مجددا
جنرال أميركي يحذر من مخاطر انسحاب القوات من أفغانستان
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة