ليبيا: حفتر يعلن قرب تحرير بنغازي وينتقد اتفاق الصخيرات

الجيش يقصف مواقع «داعش» في بني جواد

ليبيا: حفتر يعلن قرب تحرير بنغازي وينتقد اتفاق الصخيرات
TT

ليبيا: حفتر يعلن قرب تحرير بنغازي وينتقد اتفاق الصخيرات

ليبيا: حفتر يعلن قرب تحرير بنغازي وينتقد اتفاق الصخيرات

نفت، أمس، الحكومة الليبية رسميًا، وصول أي قوات أجنبية إلى الأراضي الليبية، فيما كشف القائد العام للجيش الليبي الفريق خليفة حفتر النقاب عن أن المادة الثامنة من الاتفاق السياسي الذي رعته بعثة الأمم المتحدة نهاية العام الماضي بين ممثلين عن مجلس النواب وبرلمان طرابلس غير المعترف به دوليًا في منتجع الصخيرات بالمغرب، تقف حجر عثرة أمام تسليح الجيش الليبي.
وأوضح حفتر في اجتماع عقده مساء أول من أمس مع أعيان ونشطاء برقة وعمداء بلدياتها وأعضاء من مجلس النواب والحكومة الانتقالية، أنه نقل إلى رئيس البعثة الأممية لدى ليبيا مارتن كوبلر، خلال لقائهما الأخير الأسبوع الماضي بشرق ليبيا، عدم رضا الشعب الليبي عن هذه المادة.
وأضاف في اللقاء الذي كان يفترض بثه مساء أمس ونشرت الوكالة الرسمية فقرات مطولة منه: «الجيش الليبي لا يتدخل في السياسية، لكنه لن ينتظر حتى تحظر عنه الأسلحة ويقف متفرجا أمام الإرهابيين الذين عاثوا في الأرض فسادا»، لافتًا إلى أن كوبلر يحاول تسريع إعلان الحكومة دون وصول الليبيين إلى التوافق نتيجة لانتشار الإرهاب وأن عددًا من المشاركين في الحوار السياسي يقعون تحت وطأته.
وأعلن حفتر قرب تحرير مدينة بنغازي بشرق البلاد، حيث يخوض الجيش الليبي معارك شبه يومية ضد فلول الميلشيات والجماعات الإرهابية التي ما زالت تتحصن داخل المدينة منذ نحو عامين، وقال: «أيام معدودات تفصلنا عن إعلان تحرير مدينة بنغازي من قبضة الإرهاب، بنغازي باتت آمنة بنسبة قاربت 100 في المائة».
كما كشف النقاب عن أن المعركة المقبلة بعد الانتهاء من تحرير بنغازي ودرنة عما قريب ستكون في سرت لتحريرها من قبضة الإرهاب.
واستغل حفتر اللقاء، للرد على الانتقادات المثيرة للجدل التي وجهها إليه أخيرًا أحد أبرز مساعديه، وهو محمد حجازي الناطق الرسمي السابق باسم قوات الجيش الذي أعلن انشقاقه على حفتر.
وقال حفتر الذي استعرض تاريخه العسكري والسياسي، إنه لبى نداء الشعب الليبي في ثورته على نظام العقيد الراحل معمر القذافي، وفي حربه على الإرهاب التي شنها الإرهابيون بمؤامراتهم على الجيش الليبي لإضعافه والاستيلاء على البلد.
واعتبر أن الوفاق بين الليبيين يجب أن يكون للقضاء على الإرهاب ومن ثم الاتفاق على تسمية حكومة لا تكون حكومة وصاية ومنبثقة عن حوار ليبي - ليبي حقيقي. كما أشاد برئيس الحكومة الانتقالية عبد الله الثني، ووصفه بأنه رجل وطني بامتياز، مشيرًا إلى أن هناك تنسيقًا كبيرًا بين الحكومة والجيش بما يسهم في الإسراع بانتهاء المعركة. وكان حفتر قد اجتمع بشكل مفاجئ، مساء أول من أمس، مع رئيس مجلس النواب المستشار عقيلة صالح ورئيس الأركان العامة للجيش الليبي اللواء عبد الرازق الناظوري، وعلي القطراني المنسحب من عضويته في المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق الوطني المقترحة من بعثة الأمم المتحدة. وأفاد المكتب الإعلامي لحفتر بأن اللقاء تضمن دراسة الأوضاع العسكرية والسياسية الراهنة، بالإضافة إلى التأكيد على الإسراع في عقد الحوار الليبي - الليبي الذي يضمن تسمية حكومة وفاق وطني ليست خاضعة للوصاية الدولية. إلى ذلك، نفت الحكومة الانتقالية التي يترأسها عبد الله الثني، نفيًا قاطعًا وصول أي قوات أجنبية إلى الأراضي الليبية. وقال حاتم العريبي الناطق الرسمي باسم الحكومة في تصريحات له أمس: «إننا ننفي نفيًا قاطعًا وصول أي قوات أجنبية للأراضي الليبية»، مضيفا: «الحكومة لم ولن تطلب أي تدخلات عسكرية من الخارج في الشأن الليبي».
واعتبر أن دور المجتمع الدولي يجب أن يقتصر على رفع الحظر عن تسليح الجيش الذي يخوض حربًا ضد الإرهاب.
من جهة أخرى، أعلن الجيش الليبي أنه شن غارات جوية استهدفت تجمعات لعناصر تنظيم داعش في منطقة بن جواد وسط الساحل الليبي، مما ألحق بهم خسائر فادحة في الأرواح والعتاد. ونقلت وكالة الأنباء الليبية الرسمية عن الناطق باسم سلاح الطيران، أن طائرة «ميغ 21» قصفت 15 آلية لعناصر «داعش» في البلدة التي تقع على بعد 30 كيلومترا فقط إلى الغرب من السدر على الطريق المتجه إلى سرت. من جهة أخرى، تمكن رجال الإطفاء من إخماد حريق بمرفأ رأس لانوف النفطي الرئيسي، نجم عن هجوم شنه مسلحو تنظيم داعش، وقال علي الحاسي المتحدث باسم حرس المنشآت النفطية إن السلطات ما زالت تعمل على تقييم حجم الضرر.
واشتعلت النيران بخمسة صهاريج على الأقل من أصل 13 صهريجًا في المرفأ بسبب الهجوم الذي شنه التنظيم يوم الخميس الماضي، فيما تهدم أحد الصهاريج بشكل كامل. وأعلنت المؤسسة الوطنية للنفط أنها تخشى من فقد ما يصل إلى 3 ملايين برميل من الخام، وأن المرفأ المغلق منذ نهاية عام 2014 يواجه توقفًا طويلاً. وتعاني ليبيا من العنف والقلاقل السياسية منذ الانتفاضة التي أطاحت بحكم القذافي في 2011. وتتصارع حكومتان متنافستان تدعمهما مجموعات مسلحة في طرابلس والشرق للسيطرة على السلطة والثروة النفطية في البلاد.
واستغل مسلحو «داعش» الفراغ الأمني لتوطيد أقدامهم في مدينة سرت التي تبعد نحو 200 كيلومتر إلى الغرب من راس لانوف ومرفأ السدر القريب المغلق أيضًا، بينما انخفض إنتاج النفط الليبي عن 400 ألف برميل يوميًا أي أقل من ربع ذروة 2011 البالغة 1.6 مليون برميل يوميًا.



تقارير حقوقية توثّق انتهاكات الحوثيين في 3 محافظات يمنية

تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)
تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)
TT

تقارير حقوقية توثّق انتهاكات الحوثيين في 3 محافظات يمنية

تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)
تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)

سلطت أحدث التقارير الحقوقية في اليمن الضوءَ على آلاف الانتهاكات التي ارتكبتها الجماعة الحوثية ضد المدنيين في 3 محافظات، هي العاصمة المختطفة صنعاء، والجوف، والحديدة، بما شملته تلك الانتهاكات من أعمال القمع والقتل والخطف والتجنيد والإخضاع القسري للتعبئة.

وفي هذا السياق، رصد مكتب حقوق الإنسان في صنعاء (حكومي) ارتكاب جماعة الحوثيين نحو 2500 انتهاك ضد المدنيين في صنعاء، خلال عامين.

بقايا منازل فجرها الحوثيون في اليمن انتقاماً من ملاكها (إكس)

وتنوّعت الانتهاكات التي طالت المدنيين في صنعاء بين القتل والاعتداء الجسدي والاختطافات والإخفاء القسري والتعذيب ونهب الممتلكات العامة والخاصة وتجنيد الأطفال والانتهاكات ضد المرأة والتهجير القسري وممارسات التطييف والتعسف الوظيفي والاعتداء على المؤسسات القضائية وانتهاك الحريات العامة والخاصة ونهب الرواتب والتضييق على الناس في سُبل العيش.

وناشد التقرير كل الهيئات والمنظمات الفاعلة المعنية بحقوق الإنسان باتخاذ مواقف حازمة، والضغط على الجماعة الحوثية لإيقاف انتهاكاتها ضد اليمنيين في صنعاء وكل المناطق تحت سيطرتها، والإفراج الفوري عن المخفيين قسراً.

11500 انتهاك

على صعيد الانتهاكات الحوثية المتكررة ضد السكان في محافظة الجوف اليمنية، وثق مكتب حقوق الإنسان في المحافظة (حكومي) ارتكاب الجماعة 11500 حالة انتهاك سُجلت خلال عام ضد سكان المحافظة، شمل بعضها 16 حالة قتل، و12 إصابة.

ورصد التقرير 7 حالات نهب حوثي لممتلكات خاصة وتجارية، و17 حالة اعتقال، و20 حالة اعتداء على أراضٍ ومنازل، و80 حالة تجنيد للقاصرين، أعمار بعضهم أقل من 15 عاماً.

عناصر حوثيون يستقلون سيارة عسكرية في صنعاء (أ.ف.ب)

وتطرق المكتب الحقوقي إلى وجود انتهاكات حوثية أخرى، تشمل حرمان الطلبة من التعليم، وتعطيل المراكز الصحية وحرمان الموظفين من حقوقهم وسرقة المساعدات الإغاثية والتلاعب بالاحتياجات الأساسية للمواطنين، وحالات تهجير ونزوح قسري، إلى جانب ارتكاب الجماعة اعتداءات متكررة ضد المناوئين لها، وأبناء القبائل بمناطق عدة في الجوف.

ودعا التقرير جميع الهيئات والمنظمات المحلية والدولية المعنية بحقوق الإنسان إلى إدانة هذه الممارسات بحق المدنيين.

وطالب المكتب الحقوقي في تقريره بضرورة تحمُّل تلك الجهات مسؤولياتها في مناصرة مثل هذه القضايا لدى المحافل الدولية، مثل مجلس حقوق الإنسان العالمي، وهيئات حقوق الإنسان المختلفة، وحشد الجهود الكفيلة باتخاذ موقف حاسم تجاه جماعة الحوثي التي تواصل انتهاكاتها بمختلف المناطق الخاضعة لسيطرتها.

انتهاكات في الحديدة

ولم يكن المدنيون في مديرية الدريهمي بمحافظة الحديدة الساحلية بمنأى عن الاستهداف الحوثي، فقد كشف مكتب حقوق الإنسان التابع للحكومة الشرعية عن تكثيف الجماعة ارتكاب مئات الانتهاكات ضد المدنيين، شمل بعضها التجنيد القسري وزراعة الألغام، والتعبئة الطائفية، والخطف، والتعذيب.

ووثق المكتب الحقوقي 609 حالات تجنيد لمراهقين دون سن 18 عاماً في الدريهمي خلال عام، مضافاً إليها عملية تجنيد آخرين من مختلف الأعمار، قبل أن تقوم الجماعة بإخضاعهم على دفعات لدورات عسكرية وتعبئة طائفية، بغية زرع أفكار تخدم أجنداتها، مستغلة بذلك ظروفهم المادية والمعيشية المتدهورة.

الجماعة الحوثية تتعمد إرهاب السكان لإخضاعهم بالقوة (إ.ب.أ)

وأشار المكتب الحكومي إلى قيام الجماعة بزراعة ألغام فردية وبحرية وعبوات خداعية على امتداد الشريط الساحلي بالمديرية، وفي مزارع المواطنين، ومراعي الأغنام، وحتى داخل البحر. لافتاً إلى تسبب الألغام العشوائية في إنهاء حياة كثير من المدنيين وممتلكاتهم، مع تداعيات طويلة الأمد ستظل تؤثر على اليمن لعقود.

وكشف التقرير عن خطف الجماعة الحوثية عدداً من السكان، وانتزاعها اعترافات منهم تحت التعذيب، بهدف نشر الخوف والرعب في أوساطهم.

ودعا مكتب حقوق الإنسان في مديرية الدريهمي المجتمع الدولي إلى التدخل العاجل لإيقاف الانتهاكات التي أنهكت المديرية وسكانها، مؤكداً استمراره في متابعة وتوثيق جميع الجرائم التي تواصل ارتكابها الجماعة.