مقتل عدد من قيادات المتمردين الحوثيين في صعدة

منهم نجل مؤسس الحركة إضافة إلى ابن عم زعيم المتمردين

مقتل عدد من قيادات المتمردين الحوثيين في صعدة
TT

مقتل عدد من قيادات المتمردين الحوثيين في صعدة

مقتل عدد من قيادات المتمردين الحوثيين في صعدة

تمكنت قوات التحالف بقيادة المملكة العربية السعودية، أمس، من تنفيذ عملية عسكرية خاطفة، لم يكشف عن تفاصيلها، في محافظة صعدة، المعقل الرئيسي للمتمردين الحوثيين.
وقالت مصادر في صعدة إن العملية أسفرت عن مقتل عدد من قيادات التمرد الحوثية أثناء قيامها بإدارة العمليات العسكرية التي تنفذ على الأراضي السعودية والمحافظات اليمنية من داخل أحد أوكار المتمردين في صعدة. وذكرت المعلومات أن بين القتلى قيادات بارزة من أسرة زعيم المتمردين، عبد الملك الحوثي، ومنهم عبد الله حسين بدر الدين الحوثي، نجل مؤسس الحركة الحوثية والذي قاد أول تمرد للحوثيين في صعدة عام 2004. قبل أن يلقى مصرعه على يد القوات الحكومية، إضافة إلى البدر حميد الدين الحوثي، ابن عم زعيم المتمردين. وتأتي هذه العملية الخاطفة بعد أيام قلائل على مقتل عدد من القيادات الحوثية في قصف لمقرهم في مدينة ضحيان بمحافظة صعدة، في وقت يتحفظ الحوثيون عن إعلان مقتل قياداتهم بشكل كامل.
ومن جانب آخر قالت مصادر لوكالة الأنباء الألمانية إن القيادي الحوثي أبو تراب قتل أثناء المواجهات المسلحة التي اندلعت مع قوات الجيش والمقاومة الشعبية أثناء «تطهير» سوق نجد قسيم جنوب غربي تعز من «ميليشيا» الحوثي وصالح. وأشارت المصادر إلى أن رجال الجيش والمقاومة تمكنوا من «تطهير» سوق نجد قسيم وقرية القبع، والتحموا بعدها مع رجال المقاومة في جبهة الضباب غرب تعز: «ولا يزال رجال الجيش والمقاومة يقومون بتمشيط المنطقة لاحتوائها على بعض الجيوب والألغام». وأوضحت المصادر أن 10 من مسلحي الحوثي والقوات العسكرية الموالية للرئيس السابق علي صالح قتلوا وجرح العشرات خلال تلك المواجهات، كما دُمرت دورية عسكرية لهم على يد رجال الجيش والمقاومة.
في غضون ذلك، ذكرت المصادر أن مقاتلات التحالف العربي قصفت مواقع للحوثيين وقوات صالح بعدة غارات جوية، واستهدف القصف منطقة الحرير وتبة الأربعين، كما استهدف مواقع «الميليشيا» في جبل منفر (الدفاع الجوي) الواقع بداخل معسكر اللواء 35 بالمطار القديم غرب تعز. وتشهد المحافظة مواجهات عنيفة منذ 10 أشهر بين الحوثيين مدعومين بقوات صالح من جهة، وقوات الجيش والمقاومة الشعبية من جهة أخرى، مخلفة خسائر مادية وبشرية كبيرة، بينهم مدنيون.



«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
TT

«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)

وسط حديث عن «تنازلات» وجولات مكوكية للمسؤولين، يبدو أن إسرائيل وحركة «حماس» قد اقتربتا من إنجاز «هدنة مؤقتة» في قطاع غزة، يتم بموجبها إطلاق سراح عدد من المحتجزين في الجانبين، لا سيما مع تداول إعلام أميركي أنباء عن مواقفة حركة «حماس» على بقاء إسرائيل في غزة «بصورة مؤقتة»، في المراحل الأولى من تنفيذ الاتفاق.

وتباينت آراء خبراء تحدثت إليهم «الشرق الأوسط»، بين من أبدى «تفاؤلاً بإمكانية إنجاز الاتفاق في وقت قريب»، ومن رأى أن هناك عقبات قد تعيد المفاوضات إلى المربع صفر.

ونقلت صحيفة «وول ستريت جورنال» الأميركية، عن وسطاء عرب، قولهم إن «حركة (حماس) رضخت لشرط رئيسي لإسرائيل، وأبلغت الوسطاء لأول مرة أنها ستوافق على اتفاق يسمح للقوات الإسرائيلية بالبقاء في غزة مؤقتاً عندما يتوقف القتال».

وسلمت «حماس» أخيراً قائمة بأسماء المحتجزين، ومن بينهم مواطنون أميركيون، الذين ستفرج عنهم بموجب الصفقة.

وتأتي هذه الأنباء في وقت يجري فيه جيك سوليفان، مستشار الأمن القومي للرئيس الأميركي، محادثات في تل أبيب مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الخميس، قبل أن يتوجه إلى مصر وقطر.

ونقلت «رويترز» عن دبلوماسي غربي قوله إن «الاتفاق يتشكل، لكنه على الأرجح سيكون محدود النطاق، ويشمل إطلاق سراح عدد قليل من الرهائن ووقف قصير للأعمال القتالية».

فلسطينيون بين أنقاض المباني المنهارة في مدينة غزة (أ.ف.ب)

في حين أشار القيادي في «حماس» باسم نعيم إلى أن «أي حراك لأي مسؤول أميركي يجب أن يكون هدفه وقف العدوان والوصول إلى صفقة لوقف دائم لإطلاق النار، وهذا يفترض ممارسة ضغط حقيقي على نتنياهو وحكومته للموافقة على ما تم الاتفاق عليه برعاية الوسطاء وبوساطة أميركية».

ومساء الأربعاء، التقى رئيس جهاز المخابرات الإسرائيلي، ديفيد برنياع، مع رئيس الوزراء القطري، الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، في الدوحة؛ لبحث الاتفاق. بينما قال مكتب وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، في بيان، إنه «أبلغ وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن في اتصال هاتفي، الأربعاء، بأن هناك فرصة للتوصل إلى اتفاق جديد يسمح بعودة جميع الرهائن، بمن فيهم المواطنون الأميركيون».

وحال تم إنجاز الاتفاق ستكون هذه هي المرة الثانية التي تتم فيها هدنة في قطاع غزة منذ بداية الحرب في 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023. وتلعب مصر وقطر والولايات المتحدة دور الوساطة في مفاوضات ماراثونية مستمرة منذ نحو العام، لم تسفر عن اتفاق حتى الآن.

وأبدى خبير الشؤون الإسرائيلية بـ«مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية» الدكتور سعيد عكاشة «تفاؤلاً حذراً» بشأن الأنباء المتداولة عن قرب عقد الاتفاق. وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «التقارير تشير إلى تنازلات قدمتها حركة (حماس) بشأن الاتفاق، لكنها لا توضح نطاق وجود إسرائيل في غزة خلال المراحل الأولى من تنفيذه، حال إقراره».

وأضاف: «هناك الكثير من العقبات التي قد تعترض أي اتفاق، وتعيد المفاوضات إلى المربع صفر».

على الجانب الآخر، بدا أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس السياسي الفلسطيني، الدكتور أيمن الرقب، «متفائلاً بقرب إنجاز الاتفاق». وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «هناك حراكاً أميركياً لإتمام الصفقة، كما أن التقارير الإسرائيلية تتحدث عن أن الاتفاق ينتظر الضوء الأخضر من جانب تل أبيب و(حماس) لتنفيذه».

وأضاف: «تم إنضاج الاتفاق، ومن المتوقع إقرار هدنة لمدة 60 يوماً يتم خلالها الإفراج عن 30 محتجزاً لدى (حماس)»، مشيراً إلى أنه «رغم ذلك لا تزال هناك نقطة خلاف رئيسية بشأن إصرار إسرائيل على البقاء في محور فيلادلفيا، الأمر الذي ترفضه مصر».

وأشار الرقب إلى أن «النسخة التي يجري التفاوض بشأنها حالياً تعتمد على المقترح المصري، حيث لعبت القاهرة دوراً كبيراً في صياغة مقترح يبدو أنه لاقى قبولاً لدى (حماس) وإسرائيل»، وقال: «عملت مصر على مدار شهور لصياغة رؤية بشأن وقف إطلاق النار مؤقتاً في غزة، والمصالحة الفلسطينية وسيناريوهات اليوم التالي».

ويدفع الرئيس الأميركي جو بايدن والرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب، من أجل «هدنة في غزة»، وكان ترمب طالب حركة «حماس»، في وقت سابق، بإطلاق سراح المحتجزين في غزة قبل توليه منصبه خلفاً لبايدن في 20 يناير (كانون الثاني) المقبل، وإلا فـ«الثمن سيكون باهظاً».