المغرب: نواب يعتزمون مساءلة 3 وزراء بشأن صفقة منحت لشركة يملكها وزير

«الاتحاد الاشتراكي» المعارض يطلب تشكيل لجنة برلمانية لتقصي الحقائق

المغرب: نواب يعتزمون مساءلة 3 وزراء بشأن صفقة منحت لشركة يملكها وزير
TT

المغرب: نواب يعتزمون مساءلة 3 وزراء بشأن صفقة منحت لشركة يملكها وزير

المغرب: نواب يعتزمون مساءلة 3 وزراء بشأن صفقة منحت لشركة يملكها وزير

يعتزم نواب مغاربة ينتمون لأحزاب المعارضة مساءلة ثلاثة وزراء بشأن صفقة أبرمتها الحكومة لفائدة شركة تأمين يملكها وزير، وهو ما عدوه منافيا للقانون.
وكانت وزارة الفلاحة والصيد الفلاحي قد أعلنت، الأربعاء الماضي، عن إطلاق منتج جديد للتأمين تحت اسم «تأمين المحصول»، حيث منحت شركة «سهام» للتأمين، التي يملكها مولاي حفيظ العلمي، وزير الصناعة والتجارة والتكنولوجيا الحديثة، صفقة تسويق هذا المنتج، لتعويض الفلاحين عن آثار الجفاف.
وجرى التوقيع على اتفاقية بهذا الشأن بين كل من عزيز أخنوش وزير الفلاحة، ومحمد بوسعيد وزير المالية، ورئيس الشركة (العلمي). لكن التوقيع على هذا الاتفاق خلف جدلا واسعا داخل المغرب، وأصبحت القضية تعرف إعلاميا بـ«صفقة الوزراء الثلاثة».
ودعا عبد اللطيف وهبي، القيادي في حزب الأصالة والمعاصرة المعارض، ونائب رئيس مجلس النواب (الغرفة الأولى في البرلمان)، رئيس لجنة مراقبة المالية العامة بالمجلس إلى استدعاء الوزراء الثلاثة لحضور اجتماع عاجل للجنة من أجل تدارس هذه القضية.
وقال وهبي، في رسالة وجهها إلى رئيس اللجنة، إن الاتفاقية الموقعة بين الوزيرين والشركة «تناقض مقتضيات المادة 33 من القانون التنظيمي، المتعلق بتنظيم وتسيير أشغال الحكومة، الذي حينما وضعه البرلمان كان يستهدف تحصين عمل الوزراء وفقا لمقتضيات الفصل 36 من الدستور ضد كل شطط في استغلال مواقع النفوذ والامتياز، ووضعية الاحتكار وضد الهيمنة وبقية الممارسات المخالفة لمبدأ المنافسة الحرة، والمشروعة في العلاقات الاقتصادية ببلادنا»، مشيرا إلى أن «الاتفاق خاضع أيضا لمقتضيات نصوص مدونة (قانون) إبرام صفقات الدولة ومراقبتها وتدبيرها».
وتنص المادة 33 من القانون التنظيمي، المتعلق بتنظيم وتسيير أشغال الحكومة، أنه يتوجب «على أعضاء الحكومة التوقف طوال مدة مزاولة مهامهم عن ممارسة أي نشاط مهني، أو تجاري في القطاع الخاص، ولا سيما مشاركتهم في أجهزة تسيير أو تدبير أو إدارة المنشآت الخاصة الهادفة إلى الحصول على ربح»، موضحة أن «التنافي يطال كل نشاط قد يؤدي إلى تنازع المصالح، باستثناء الأنشطة التي ينحصر غرضها في اقتناء مساهمات في رأس المال وتسيير القيم المنقولة».
وأعادت القضية الجديدة إلى الأذهان الخلاف الحاد، الذي كان قد نشب بين عبد الإله ابن كيران رئيس الحكومة والوزير أخنوش، بسبب صندوق التنمية الخاص بالقرى، الذي جرى نقل صلاحيات الإشراف المالي عليه إلى وزير الفلاحة في الموازنة السنوية للعام الحالي، من دون علم ابن كيران، الذي فضل التنازل عن الإشراف على هذا الصندوق تفاديا للصدام بينه وأخنوش، وحفاظا على تماسك أغلبيته الحكومية.
ونقل عن مقربين من رئيس الحكومة المغربية أنه لم يطلع أيضا على الصفقة الموقعة بين الوزيرين وشركة التأمين، وعلم بالخبر من خلال الصحافة. وقد طلب من وزير الفلاحة إصدار بيان توضيحي عن محتوى هذه الاتفاقية، وعما إن كانت التزمت بقانون الصفقات العمومية.
في غضون ذلك، تقدم فريق حزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية المعارض بمجلس النواب، بطلب تشكيل لجنة برلمانية لتقصي الحقائق، في عملية تفويت الحكومة «صفقة» تأمين المحصول الفلاحي لشركة «سهام»، التي يملكها الوزير العلمي، بسبب ما اعتبر «تضاربا صارخا للمصالح، وفي تعارض مع القانون التنظيمي للحكومة، وقانون تنظيم الصفقات بين القطاع والخاص».
وتمنح الدولة إعانات مالية لدعم اكتتابات الفلاحين، قد تصل إلى 90 في المائة من ثمن الاكتتاب، وذلك لتمكين الفلاحين الصغار من تأمين منتجاتهم ضد التغيرات المناخية، مثل الجفاف الذي حدث هذا الموسم بسبب ضعف الأمطار.
من جانبها، أوضحت الشركة أنها أخذت على عاتقها زمام المبادرة لتقدم «مشروعا طموحا يلبي توقعات الفلاحين المغاربة»، وأن الاتفاقية الموقعة تدخل في إطار الشراكة بين القطاعين العام والخاص، حيث تعهدت الحكومة منذ 2011 بفتح مجال التأمين الفلاحي على شركات من القطاع الخاص، بدل الاقتصار على التأمين الذي توفره الدولة.



الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
TT

الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)

تبنت الجماعة الحوثية المدعومة من إيران هجمات جديدة بالطائرات المسيّرة ضد أهداف إسرائيلية، الجمعة، إلى جانب تبنّى هجمات بالاشتراك مع فصائل عراقية موالية لطهران، دون أن يعلق الجيش الإسرائيلي على الفور بخصوص آثار هذه العمليات.

وتشن الجماعة المدعومة من إيران منذ أكثر من عام هجمات ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن، فضلاً عن إطلاق الصواريخ والمسيّرات باتجاه إسرائيل تحت مزاعم نصرة الفلسطينيين في غزة.

صاروخ أطلقه الحوثيون باتجاه إسرائيل من نوع «فلسطين 2» (إعلام حوثي)

وخلال حشد حوثي في ميدان السبعين بصنعاء، الجمعة، ادعى المتحدث العسكري باسم الجماعة يحيى سريع أن قوات جماعته نفذت عمليتين عسكريتين استهدفت الأولى هدفاً عسكرياً في عسقلان، فيما استهدفت الثانية هدفاً في تل أبيب.

وزعم المتحدث الحوثي أن العمليتين تم تنفيذهما بطائرتين مسيّرتين تمكنتا من تجاوز المنظومات الاعتراضية والوصول إلى هدفيهما.

إلى ذلك، قال سريع إن قوات جماعته نفذت بالاشتراك مع ما وصفها بـ«المقاومة الإسلامية في العراق» عمليةً عسكريةً ضد أهداف حيوية جنوب إسرائيل، وذلك بعدد من الطائرات المسيّرة، زاعماً أن العملية حققت أهدافها بنجاح.

وتوعد المتحدث الحوثي بالاستمرار في تنفيذ الهجمات ضد إسرائيل حتى توقف الحرب على غزة ورفع الحصار عنها.

19 صاروخاً ومسيّرة

في أحدث خطبة لزعيم الجماعة عبد الملك الحوثي، الخميس، قال إن جماعته أطلقت باتجاه إسرائيل خلال أسبوع 19 صاروخاً باليستياً ومجنحاً وطائرة مسيّرة، زاعماً أنها استهدفت تل أبيب وأسدود وعسقلان.

كما ادعى الحوثي استهداف خمس سفن أميركية في خليج عدن، منها: بارجتان حربيتان، وهدد بالاستمرار في الهجمات، وقال إن جماعته نجحت في تدريب وتعبئة أكثر من 600 ألف شخص للقتال خلال أكثر من عام.

من آثار مسيّرة حوثية انفجرت في مبنى سكني في جنوب تل أبيب الاثنين الماضي (أ.ف.ب)

وتبنّى الحوثيون على امتداد أكثر من عام إطلاق مئات الصواريخ والطائرات المسيّرة باتجاه إسرائيل، لكن لم يكن لها أي تأثير هجومي، باستثناء مسيّرة قتلت شخصاً بعد انفجارها بشقة في تل أبيب يوم 19 يوليو (تموز) الماضي.

واستدعت هذه الهجمات من إسرائيل الرد في 20 يوليو الماضي، مستهدفة مستودعات للوقود في ميناء الحديدة، وهو ما أدى إلى مقتل 6 أشخاص، وإصابة نحو 80 آخرين.

وتكرّرت الضربات الإسرائيلية في 29 سبتمبر (أيلول) الماضي، ضد مستودعات للوقود في كل من الحديدة ورأس عيسى. كما استهدفت محطتي توليد كهرباء في الحديدة، بالإضافة إلى مطار المدينة الخارج عن الخدمة منذ سنوات. وأسفرت هذه الغارات عن مقتل 4 أشخاص، وإصابة نحو 30 شخصاً، وفق ما أقر به الحوثيون.

أحدث الهجمات

أعلن الجيش الإسرائيلي، الاثنين الماضي، أن طائرة مسيّرة، يعتقد أنها انطلقت من اليمن، أصابت مبنى في جنوب تل أبيب، وفق ما نقلته وسائل إعلام غربية.

وقالت القناة «13» الإسرائيلية: «ضربت طائرة مسيّرة الطابق الـ15 من مبنى سكني في يفنه، ولحق دمار كبير بشقتين»، مشيرة إلى وصول قوات كبيرة إلى المكان.

وأفاد الجيش الإسرائيلي بورود «تقارير عن سقوط هدف جوي مشبوه في منطقة مدينة يفنه. ولم يتم تفعيل أي تحذير». وقالت نجمة داود الحمراء إنه لم تقع إصابات.

وأشارت قوات الإطفاء والإنقاذ، التي وصلت إلى مكان الحادث، إلى وقوع أضرار جسيمة في شقتين. كما نقل موقع «0404» الإسرائيلي اليوم عن متحدث باسم الجيش الإسرائيلي قوله: «يبدو أن الطائرة المسيّرة التي أصابت مبنى في يفنه قد انطلقت من اليمن»، مشيراً إلى أنه يجري التحقيق في الحادث.

مدمرة أميركية في البحر الأحمر تطلق صاروخاً ضد أهداف حوثية (رويترز)

وعلى صعيد الهجمات البحرية، كانت القيادة المركزية الأميركية أعلنت في بيان، الثلاثاء، الماضي، أنّ سفينتين عسكريّتين أميركيّتين صدّتا هجوماً شنّه الحوثيون بواسطة طائرات من دون طيّار وصاروخ كروز، وذلك في أثناء حراستهما ثلاث سفن تجارية في خليج عدن.

وقال البيان إن «المدمّرتين أحبطتا هجمات شُنّت بطائرات من دون طيار وبصاروخ كروز مضاد للسفن، لتضمنا بذلك سلامتهما وأفرادهما، وكذلك سلامة السفن المدنية وأطقمها».

وأوضح البيان أنّ «المدمرتين كانتا ترافقان ثلاث سفن تجارية تابعة للولايات المتحدة»، مشيراً إلى عدم وقوع إصابات أو إلحاق أضرار بأيّ سفن.

يشار إلى أن الهجمات الحوثية في البحر الأحمر أدت منذ 19 نوفمبر (تشرين الثاني) 2023 إلى غرق سفينتين وقرصنة ثالثة، كما أدت إلى مقتل 3 بحارة وإصابة آخرين في هجوم ضد سفينة ليبيرية.

وفي حين تبنى زعيم الحوثيين مهاجمة أكثر من 211 سفينة منذ بدء التصعيد، كانت الولايات المتحدة ومعها بريطانيا في أربع مرات على الأقل، نفذت منذ 12 يناير (كانون الثاني) الماضي أكثر من 800 غارة على أهداف للجماعة أملاً في الحد من قدرتها على تنفيذ الهجمات البحرية.