الأسلوب الـ«سبور» يطغى على الموضة الرجالية لخريف وشتاء 2016

أسبوع لندن.. هدوء غير معهود والتزام بالمتعارف عليه

من عرض {بيربري}  -  من عرض «كوتش»  -  من عرض «لو دالتون»  -  من عرض {بيربري}  -  من عرض {ألكسندر ماكوين}
من عرض {بيربري} - من عرض «كوتش» - من عرض «لو دالتون» - من عرض {بيربري} - من عرض {ألكسندر ماكوين}
TT

الأسلوب الـ«سبور» يطغى على الموضة الرجالية لخريف وشتاء 2016

من عرض {بيربري}  -  من عرض «كوتش»  -  من عرض «لو دالتون»  -  من عرض {بيربري}  -  من عرض {ألكسندر ماكوين}
من عرض {بيربري} - من عرض «كوتش» - من عرض «لو دالتون» - من عرض {بيربري} - من عرض {ألكسندر ماكوين}

انتهى أسبوع الموضة الرجالية بلندن يوم الاثنين الماضي على خبر وفاة المغني ديفيد بوي. والحقيقة أن هذا الخبر وأصداءه كان أكثر قوة من أي عرض تابعناه طوال أربعة أيام تميزت بأجواء فاترة مقارنة بما عهدناه في لندن في المواسم الماضية حين كانت تفور بالحيوية والحماس والتوقعات. السبب الذي يقفز إلى الذهن أن مصممي الأزياء الرجالية يواجهون تحديات كبيرة، أهمها أن القطع التي يمكنهم الإبداع فيها محدودة مقارنة بالأزياء النسائية، ما يطرح السؤال: إلى أي حد يمكنهم الابتكار وتقديم الجديد؟ لهذا يمكن القول إن ما قاموا به هذا الموسم هو التركيز على تحسين وتطوير ما هو موجود، ثم على تنسيق القطع بعضها مع بعض بشكل «سبور» حتى يقدموا، على الأقل، صورة مختلفة تغري على شرائها. باستثناء بيوت أزياء متخصصة في التفصيل، مثل «دانهيل»، «جيفس أند هوكس» وقلة أخرى، كانت الغلبة للأزياء المستوحاة من عالم الرياضة، أحيانا بشكل فني تتخلله بعض الكلاسيكية وأحيانا بشكل حرفي يجعلك تفكر ما إذا كانت تبرر أسعارها، لا سيما عندما تأتي بأقمشة عادية. هذا التحدي قد يكون أكبر بالنسبة إلى سارة بيرتون، مصممة دار «ألكسندر ماكوين»، فإلى جانب أنه عليها أن تحترم إرث الراحل ألكسندر ماكوين وتحافظ عليه، لما يتمتع به من احترام عالمي إلى درجة التبجيل، وتدربت على أيدي خياطين معروفين في «سافيل رو»، الأمر الذي يعني أن التفصيل المحسوب والكلاسيكي هو مكمن قوتها، فإنه لزاما عليها أن تركب الموجة السائدة، أي «السبور» التي تفرضها السوق، أو بالأحرى زبون شاب أصبح مؤثرا على الخريطة الشرائية. الحل الذي توصلت إليه أن ترضي نفسها، بالتقيد بالتفصيل، لا سيما أن الراحل ماكوين تدرب مثلها على أيدي خياطين من نفس الشارع، والاكتفاء بإضافة رموز الدار وتعويذاتها التي حققت نجاحا تجاريا كبيرا في المواسم الماضية. الأول ظهر في بدلات بسترات مزدوجة ومعاطف رائعة، بعضها مستوحى من البحرية البريطانية بأحجام كبيرة، وبعضها الآخر مفصل على الجسم ويستحضر أسلوب «سافيل رو»، نسقتها مع قمصان كلاسيكية لم يخفف من رسميتها سوى استغنائها عن ربطات العنق. أما رموز الدار فظهرت في رسمات وتطريزات تجسد الفراشات أو العث مثلا، إضافة إلى رشات خفيفة من ثقافة «البانك»، بينما تركت «السبور» لخيال الزبون وأسلوبه.
كان عرض «بيربري» مسك الختام يوم الاثنين. قبله بساعات قليلة تناهى خبر وفاة المغني ديفيد بوي، لهذا كان من الطبيعي أن يكون هذا هو موضوع الساعة في القاعة الضخمة التي نصبتها الدار البريطانية في جانب من «هايد بارك». بعض الحضور وجدوا صعوبة في مقاومة دموعهم وهم يتحدثون عن تأثيره على الموسيقى والموضة، ويتذكرون الأزياء السريالية التي كان يظهر بها على المسرح وألهمت كثيرا من المصممين شبوا على موسيقاه. ورغم أن «بيربري»، التي تعشق الموسيقى إلى حد أنها أصبحت ترتبط بها بدعمها موسيقيين شبابا، فوجئت بخبر وفاته ولم يكن أمامها وقت كافٍ للتعبير عن حزنها من جهة وتأثيره على الموضة من جهة ثانية، إلا أنها سارعت إلى تدارك الأمر ببث بعض أغنياته قبل بدء عرضها، وتعمدت رش وجوه العارضين ببودرة تلمع بالذهب تحية له وتذكيرا بحبه للماكياج. على الساعة الواحدة تماما، تغيرت الموسيقى، وبدأ العرض على صوت المغني بنجامين كليمنتاين وهو يعزف على البيانو أغنية «وات أواندرفول وورلد» (يا له من عالم رائع) وكأن شيئا لم يكن، أو كأن العالم كله يتمحور حول الموضة ولا شيء غيرها. كان عرضا مثيرا ليس لأنه قدم جديدا، بل لأنه يعكس توجها جديدا للدار التي دمجت مؤخرا خطوطها الثلاثة: برورسم، بريت ولندن، في خط واحد. جاءت النتيجة عبارة عن تشكيلة منوعة، تشمل كنزات تذكر بخط «بريت» وسترات مفصلة تذكر بخط «لندن» ومعاطف بخامات مترفة تذكر بخط «برورسم» الراقي. وكالعادة كانت المعاطف المستوحاة من المعطف الواقي من المطر الذي بنت عليه الدار سمعتها وتجارتها، هي البطل بلا منازع، إلى جانب قطع أخرى تتأرجح بين الماضي والحاضر، وتشير إلى أن رجل «بيربري» سيكون بأناقة مختلفة في خريف وشتاء 2016. فهو أكثر شبابا بفضل تصاميم ذات طابع الـ«سبور» شملت السترات والجاكيتات والمعاطف القصيرة كما القمصان والكنزات. ويمكن القول إن بعضها كاد أن يكون ترجمة حرفية للملابس الرياضية من حيث التصميم المتسع الذي يضيق عند الكاحل أو الخصر، ولم يشفع لها سوى أنها كانت بأقمشة جيدة. المعاطف في المقابل هي العملة الرابحة التي تعتمد عليها الدار، رغم أن المصمم عاد فيها إلى أرشيف الدار لينهل من نقوشها المربعة وأزرارها الضخمة بنهم غير معهود. فقد اجتهد في السابق أن يتجنبها ويخفف من استعمالها، بسبب الإيحاءات السلبية التي ارتبطت بها في الثمانينات ورخصت من قيمتها، إلا أنه بدا مرتاحا في التعامل معها من جديد، ما أكسبها لمسة «فينتاج» خفيفة يعزز من جاذبيتها تفصيلها وأقمشتها التي تجعل منها قطع لمواسم كثيرة قادمة.
بعد العرض، شرح المصمم كريستوفر بايلي بأن التشكيلة «مزيج من عوالم مختلفة»، ولم ينكر أنه صوب أنظاره إلى الماضين من ثلاثينات القرن الماضي إلى الآن، ونهل من النقشات وغيرها من التفاصيل في إشارة إلى ثقته بمكانة الدار وتصالحها مع ماضيها.
هذا التصالح لم يطل تاريخ الدار وحده، بل أيضًا علاقة الرجل مع أزيائه، وهو ما ظهر في تلك البساطة والهدوء الذي طغى على العرض والأزياء على حد سواء. صحيح لم تأتِ بجديد لم نرَه من قبل، لكنها كانت تشع بديناميكية تخاطب رجل الشارع بالاستلهام منه، خصوصا بعد أن أظهرت التجارب والمبيعات أن هذا الرجل يصرف على الموضة ويحبها، من جهة، ولا يريد أن يتقيد بأسلوب واحد من جهة ثانية، بقدر ما يريد أن تترك له حرية الاختيار واللعب بالموضة. وهذا تحديدا ما توفره له القطع المنفصلة عموما.
في ثاني عرض لها في أسبوع لندن قدمت دار «كوتش» الأميركية تشكيلة أقل ما يمكن أن يقال عنها أنها ستباع بسهولة جدا، لما شملته من جلود مترفة وتصاميم عملية. أبرز ما فيها أنها مطبوعة بالروح الأميركية المنطلقة والخامات المتنوعة، التي كان الجلد وصوف الخرفان الغالبين عليها.
شرح ستيوارت فيفرز أنه استوحاها من أجواء نيويورك وأيضًا من الجاذبية التي كان يتمتع بها المغني بروس سبرنغستين في أواخر السبعينات من القرن الماضي، الأمر الذي ترجمه من خلال القمصان المنقوشة بمربعات، وسترات الجلد التي تبدو قديمة بعض الشيء. كانت هناك أيضًا لمسة «هيب هوب» ظهرت في الأحجام الكبيرة وفي الكنزات الصوفية الواسعة ذات الأكمام الطويلة، التي رسمت عليها صور ديناصورات حينا وسفن حربية حينا آخر. ظهرت أيضًا في رغبة في التمرد، التي لم تظهر في الأزياء بقدر ما ظهرت في مشية العارضين.
مثل غيره من المصممين هذا الموسم، لم يقدم ستيوارت فيفرز أي مبتكر، بالمعنى الثوري، ومع ذلك خلف العرض صدى طيبا لدى الحضور، لأنه على الرغم من الخطوط البسيطة التي تعودت عليها العين، فإن أغلبها يتضمن كثيرا من التفاصيل العملية والشبابية مثل الجيوب الكبيرة، والسحابات والأزرار الواضحة، فضلا عن الحقائب المصنوعة من أفخم الجلود والأحذية ذات التصاميم التي تستحضر ميادين القتال. لم ينكر ستيورات فيفرز أنها تصاميم مألوفة، «يعرفها الرجل جيدا ومتعود عليها»، ملمحا إلى أنه تعمد الأمر، بحكم أن نسبة عالية من الرجال لا يجرون وراء الجديد، ومخلصون للأسلوب الواحد. فعندما يرتاحون لما يناسبهم يعودون إليه ويكتفون بإضافة لمسات على شكل إكسسوارات تظهرهم مواكبين للموضة. وهذا تحديدا ما قدمه لهم بشكل عقلاني وواقعي، فالمعاطف مثلا تبدو وكأنها اكتسبت عرضا وأكتافا أكبر من تلك التي قدمها في الموسم الماضي، لكنك سرعان ما تنتبه إلى أنها مجرد خدعة بصرية ناتجة عن تقصيره لطولها وهكذا، فهو يعرف أن التغييرات البسيطة لها تأثيرات كبيرة، بتأكيده أنها «تشكيلة أقل تعقيدا، وأكثر بساطة» ولم يطمح فيها أن تكون مثالية إلى حد الكمال.
المصممة استريد آندرسون هي الأخرى تؤمن بأن البساطة أبلغ من التعقيدات، لهذا اكتفت بمجموعة قليلة من المعاطف المفصلة وقطع كثيرة تضج بإيحاءات الشارع والـ«سبور». تشمل التشكيلة بنطلونات واسعة تضيق عند الكاحل، ومعاطف مفصلة لجأت إليها ربما لتقول إن خزانة الرجل يجب أن تكون شاملة ومتنوعة، أو ربما لا تريد أن تستثني أحدا في وقت أصبح فيه الخيط بين الرسمي والـ«كاجوال» رفيعا للغاية. تجدر الإشارة إلى أن استريد آندرسون من مصممي لندن المعروفين بالترويج لما أصبح يعرف بأسلوب ثقافة الشارع.
مثلها رسخت لو دالتون اسمها في الأسبوع الرجالي باستعمالها المكثف للصوف وعملها على تطويره في كل موسم، فهذه الخامة تظهر في معظم تصاميمها. هذه المرة ذهبت إلى حد التعاون مع شركة «جون سميدلي» المعروفة بتقيات متطورة أكسبت كثيرا من الكنزات خفة غير معهودة، أضافت إلى بعضها سحابات لمنحها تلك الصبغة العصرية الـ«سبور» التي طبعت معظم عروض الأسبوع لحد الآن. هي الأخرى، قدمت مجموعة متكاملة يمكن أن تغني رجلا شابا عن التسوق من غيرها، تشمل معاطف بألوان متنوعة وبنطلونات واسعة وأخرى مفصلة وقمصان شبابية.
اللمسة الـ«سبور» ظهرت أيضًا في عرض «سيبلينغ»، لكن بأشكال وألوان البوب آرت، فهذه الماركة مهووسة كما عهدناها بثقافة البوب التي ظهرت في السبعينات والثمانينات من القرن الماضي، لهذا لم يكن مستغربا أن تستعمله في تشكيلتها الأخيرة للخريف والشتاء المقبلين، بعودتها إلى نجوم موسيقى وفنانين شكلوا ذلك الزمن مثل الممثلة والمغنية السمراء غرايس جونز وفنان الغرافيتي جون ميشال باسكيات. استلهمت الألوان، مثلا، من أغلفة ألبومات غرايس جونز، من الأصفر الأسيدي والأحمر القاني إلى الأزرق الفاقع والرمادي، صيغت في رسومات لباسكيات وأصبحت ماركته المسجلة، تجسدت في البنطلونات الواسعة ذات الثنيات والسترات القصيرة والكنزات الصوفية السميكة. في آخر العرض، أرسلت «سيبلينغ» أيضًا مجموعة ناعمة مفعمة بالأنوثة لتكسر من حدة التصاميم السابقة التي أوحى بعضها كما لو أنها موجهة أو مستوحاة من أبطال في حلبة ملاكمة.



المحلات الشعبية تستعين بالنجوم لاستقطاب الزبائن

تُرسِخ تجربة العارضة كايت موس مع محلات «زارا» التغير الذي طرأ على عالم الموضة (زارا)
تُرسِخ تجربة العارضة كايت موس مع محلات «زارا» التغير الذي طرأ على عالم الموضة (زارا)
TT

المحلات الشعبية تستعين بالنجوم لاستقطاب الزبائن

تُرسِخ تجربة العارضة كايت موس مع محلات «زارا» التغير الذي طرأ على عالم الموضة (زارا)
تُرسِخ تجربة العارضة كايت موس مع محلات «زارا» التغير الذي طرأ على عالم الموضة (زارا)

إذا كنتِ مداومة على التسوق في محلات «زارا» لأسعارها ونوعية ما تطرحه، فإنكِ قد تتفاجئين أن تعاونها الأخير مع العارضة البريطانية المخضرمة كايت موس سيُكلَفكِ أكثر مما تعودت عليه. فهناك معطف قصير على شكل جاكيت من الجلد مثلاً يقدر سعره بـ999 دولاراً أميركياً، هذا عدا عن قطع أخرى تتراوح بين الـ200 و300 دولار.

تفوح من تصاميم كايت موس رائحة السبعينات (زارا)

ليست هذه المرة الأولى التي تخوض فيها كايت موس تجربة التصميم. كانت لها تجربة سابقة مع محلات «توب شوب» في بداية الألفية. لكنها المرة الأولى التي تتعاون فيها مع «زارا». ويبدو أن تعاون المحلات مع المشاهير سيزيد سخونة بالنظر إلى التحركات التي نتابعها منذ أكثر من عقد من الزمن. فعندما عيَنت دار «لوي فويتون» المنتج والمغني والفنان فاريل ويليامز مديراً إبداعياً لخطها الرجالي في شهر فبراير (شباط) من عام 2023، خلفاً لمصممها الراحل فرجيل أبلو؛ كان الخبر مثيراً للجدل والإعجاب في الوقت ذاته. الجدل لأنه لا يتمتع بأي مؤهلات أكاديمية؛ كونه لم يدرس فنون التصميم وتقنياته في معهد خاص ولا تدرب على يد مصمم مخضرم، والإعجاب لشجاعة هذه الخطوة، لا سيما أن دار «لوي فويتون» هي الدجاجة التي تبيض ذهباً لمجموعة «إل في إم إتش».

فاريل ويليامز مع فريق عمله يُحيّي ضيوفه بعد عرضه لربيع وصيف 2024 (أ.ف.ب)

بتعيينه مديراً إبداعياً بشكل رسمي، وصلت التعاونات بين بيوت الأزياء الكبيرة والنجوم المؤثرين إلى درجة غير مسبوقة. السبب الرئيسي بالنسبة لمجموعة «إل في إم إتش» أن جاذبية فاريل تكمن في نجوميته وعدد متابعيه والمعجبين بأسلوبه ونجاحه. فهي تتمتع بماكينة ضخمة وفريق عمل محترف يمكنها أن تُسخِرهما له، لتحقيق المطلوب.

صفقة «لوي فويتون» وفاريل ويليامز ليست الأولى وإن كانت الأكثر جرأة. سبقتها علاقة ناجحة بدأت في عام 2003 بين لاعب كرة السلة الأميركي الشهير مايكل جوردان وشركة «نايكي» أثمرت عدة منتجات لا تزال تثير الرغبة فيها وتحقق إيرادات عالية إلى الآن.

كان من الطبيعي أن تلفت هذه التعاونات شركات أخرى وأيضاً المحلات الشعبية، التي تعاني منذ فترة ركوداً، وتشجعها على خوض التجربة ذاتها. أملها أن تعمَّ الفائدة على الجميع: تحقق لها الأرباح باستقطاب شرائح أكبر من الزبائن، وطبعاً مردوداً مادياً لا يستهان به تحصل عليه النجمات أو عارضات الأزياء المتعاونات، فيما يفوز المستهلك بأزياء وإكسسوارات لا تفتقر للأناقة بأسعار متاحة للغالبية.

الجديد في هذه التعاونات أنها تطورت بشكل كبير. لم يعد يقتصر دور النجم فيها على أنه وجه يُمثلها، أو الظهور في حملات ترويجية، بل أصبح جزءاً من عملية الإبداع، بغضّ النظر عن إنْ كان يُتقن استعمال المقص والإبرة أم لا. المهم أن يكون له أسلوب مميز، ورؤية خاصة يُدلي بها لفريق عمل محترف يقوم بترجمتها على أرض الواقع. أما الأهم فهو أن تكون له شعبية في مجال تخصصه. حتى الآن يُعد التعاون بين شركة «نايكي» ولاعب السلة الشهير مايكل جوردان، الأنجح منذ عام 2003، ليصبح نموذجاً تحتذي به بقية العلامات التجارية والنجوم في الوقت ذاته. معظم النجوم حالياً يحلمون بتحقيق ما حققه جوردان، بعد أن أصبح رجل أعمال من الطراز الأول.

من تصاميم فكتوريا بيكهام لمحلات «مانغو»... (مانغو)

المغنية ريهانا مثلاً تعاونت مع شركة «بوما». وقَّعت عقداً لمدة خمس سنوات جُدِّد العام الماضي، نظراً إلى النقلة التي حققتها للشركة الألمانية. فالشركة كانت تمر بمشكلات لسنوات وبدأ وهجها يخفت، لتأتي ريهانا وترد لها سحرها وأهميتها الثقافية في السوق العالمية.

المغنية ريتا أورا، أيضاً تطرح منذ بضعة مواسم، تصاميم باسمها لمحلات «بريمارك» الشعبية. هذا عدا عن التعاونات السنوية التي بدأتها محلات «إتش آند إم» مع مصممين كبار منذ أكثر من عقد ولم يخفت وهجها لحد الآن. بالعكس لا تزال تحقق للمتاجر السويدية الأرباح. محلات «مانغو» هي الأخرى اتَّبعت هذا التقليد وبدأت التعاون مع أسماء مهمة مثل فيكتوريا بيكهام، التي طرحت في شهر أبريل (نيسان) الماضي تشكيلة تحمل بصماتها، تزامناً مع مرور 40 عاماً على إطلاقها. قبلها، تعاونت العلامة مع كل من SIMONMILLER وكاميل شاريير وبيرنيل تيسبايك.

سترة مخملية مع كنزة من الحرير بياقة على شكل ربطة عنق مزيَّنة بالكشاكش وبنطلون واسع من الدنيم (ماركس آند سبنسر)

سيينا ميلر و«ماركس آند سبنسر»

من هذا المنظور، لم يكن إعلان متاجر «ماركس آند سبنسر» عن تعاونها الثاني مع سيينا ميلر، الممثلة البريطانية وأيقونة الموضة، جديداً أو مفاجئاً. مثل كايت موس، تشتهر بأسلوبها الخاص الذي عشقته مجلات الموضة وتداولته بشكل كبير منذ بداية ظهورها. فهي واحدة ممن كان لهن تأثير في نشر أسلوب «البوهو» في بداية الألفية، كما أن تشكيلتها الأولى في بداية العام الحالي، حققت نجاحاً شجع على إعادة الكرَّة.

فستان طويل من الساتان المزيَّن بثنيات عند محيط الخصر يسهم في نحت الجسم (ماركس آند سبنسر)

موسم الأعياد والحفلات

بينما تزامن طرح تشكيلة «مانغو + فيكتوريا بيكهام» مع مرور 40 عاماً على انطلاقة العلامة، فإن توقيت التشكيلة الثانية لسيينا ميلر التي طُرحت في الأسواق في الأسبوع الأول من شهر نوفمبر (تشرين الثاني)، أيضاً له دلالته، بحكم أننا على أبواب نهاية العام. فهذه تحتاج إلى أزياء وإكسسوارات أنيقة للحفلات. لم يكن الأمر صعباً على سيينا. فإلى جانب أنها تتمتع بأسلوب شخصي متميِز، فإنها تعرف كيف تحتفل بكل المناسبات بحكم شخصيتها المتفتحة على الحياة الاجتماعية.

وتعليقاً على هذا الموضوع، أعربت الممثلة عن سعادتها بالنجاح الذي حققته قائلةً: «أحببت العمل على التشكيلة الأولى ويملؤني الحماس لخوض التجربة مرة أخرى. فالتشكيلة الثانية تتسم بطابع مفعم بالمرح والأجواء الاحتفالية، إذ تضم قطعاً أنيقة بخطوط واضحة وأخرى مزينة بالفرو الاصطناعي، بالإضافة إلى فساتين الحفلات والتصاميم المزينة بالطبعات والنقشات الجريئة والإكسسوارات التي يسهل تنسيق بعضها مع بعض، إلى جانب سراويل الدنيم المفضلة لديّ التي تأتي ضمن لونين مختلفين».

فستان ماركس سهرة طويل من الحرير بأطراف مزينة بالدانتيل (ماركس آند سبنسر)

دمج بين الفينتاج والبوهو

تشمل التشكيلة وهي مخصصة للحفلات 23 قطعة، تستمد إلهامها من أسلوب سيينا الخاص في التنسيق إضافةً إلى أزياء مزينة بالترتر استوحتها من قطع «فينتاج» تمتلكها وجمَعتها عبر السنوات من أسواق «بورتوبيلو» في لندن، استعملت فيها هنا أقمشة كلاسيكية بملمس فاخر. لكن معظمها يتسم بقصَّات انسيابية تستحضر أسلوب «البوهو» الذي اشتهرت به.

مثلاً يبرز فستان طويل من الحرير ومزيَّن بأطراف من الدانتيل من بين القطع المفضلة لدى سيينا، في إشارةٍ إلى ميلها إلى كل ما هو «فينتاج»، كما يبرز فستانٌ بقصة قصيرة مزين بنقشة الشيفرون والترتر اللامع، وهو تصميمٌ يجسد تأثرها بأزياء الشخصية الخيالية التي ابتكرها المغني الراحل ديفيد بوي باسم «زيجي ستاردست» في ذلك الوقت.

طُرحت مجموعة من الإكسسوارات بألوان متنوعة لتكمل الأزياء وتضفي إطلالة متناسقة على صاحبتها (ماركس آند سبنسر)

إلى جانب الفساتين المنسابة، لم يتم تجاهُل شريحة تميل إلى دمج القطع المنفصلة بأسلوب يتماشى مع ذوقها وحياتها. لهؤلاء طُرحت مجموعة من الإكسسوارات والقطع المخصصة للحفلات، مثل كنزة من الدانتيل وبنطلونات واسعة بالأبيض والأسود، هذا عدا عن السترات المفصلة وقمصان الحرير التي يمكن تنسيقها بسهولة لحضور أي مناسبة مع أحذية وصنادل من الساتان بألوان شهية.

أرقام المبيعات تقول إن الإقبال على تشكيلات أيقونات الموضة جيد، بدليل أن ما طرحته كايت موس لمحلات «زارا» منذ أسابيع يشهد إقبالاً مدهشاً؛ كونه يتزامن أيضاً مع قرب حلول أعياد رأس السنة. ما نجحت فيه موس وميلر أنهما ركَزا على بيع أسلوبهما الخاص. رائحة السبعينات والـ«بوهو» يفوح منها، إلا أنها تتوجه إلى شابة في مقتبل العمر، سواء تعلق الأمر بفستان سهرة طويل أو جاكيت «توكسيدو» أو بنطلون واسع أو حذاء من الجلد.

رغم ما لهذه التعاونات من إيجابيات على كل الأطراف إلا أنها لا تخلو من بعض المطبات، عندما يكون النجم مثيراً للجدل. ليس أدلَّ على هذا من علاقة «أديداس» وعلامة «ييزي» لكيني ويست وما تعرضت له من هجوم بسبب تصريحات هذا الأخير، واتهامه بمعاداة السامية. لكن بالنسبة إلى ريهانا وفيكتوريا بيكهام وسيينا ميلر وكايت موس ومثيلاتهن، فإن الأمر مضمون، لعدم وجود أي تصريحات سياسية لهن أو مواقف قد تثير حفيظة أحد. كل اهتمامهن منصبٌّ على الأناقة وبيع الجمال.