مجلس النواب الأميركي يمنح الكونغرس سلطة رقابية لمنع تخفيف العقوبات عن إيران

وزارة الخزانة تدرج اللبناني علي شرارة على قائمة الإرهاب بتهمة دعم حزب الله

رئيس لجنة الشؤون الخارجية بمجلس النواب الأميركي إد رويس (يسار) يتحدث أمس إلى اليوت إينغل أثناء انعقاد اللجنة لمناقشة مشروع قانون تخفيف العقوبات على إيران (أ.ب)
رئيس لجنة الشؤون الخارجية بمجلس النواب الأميركي إد رويس (يسار) يتحدث أمس إلى اليوت إينغل أثناء انعقاد اللجنة لمناقشة مشروع قانون تخفيف العقوبات على إيران (أ.ب)
TT

مجلس النواب الأميركي يمنح الكونغرس سلطة رقابية لمنع تخفيف العقوبات عن إيران

رئيس لجنة الشؤون الخارجية بمجلس النواب الأميركي إد رويس (يسار) يتحدث أمس إلى اليوت إينغل أثناء انعقاد اللجنة لمناقشة مشروع قانون تخفيف العقوبات على إيران (أ.ب)
رئيس لجنة الشؤون الخارجية بمجلس النواب الأميركي إد رويس (يسار) يتحدث أمس إلى اليوت إينغل أثناء انعقاد اللجنة لمناقشة مشروع قانون تخفيف العقوبات على إيران (أ.ب)

وافقت لجنة الشؤون الخارجية بمجلس النواب الأميركي على مشروع قانون يمنح الكونغرس سلطة رقابة أكبر على الاتفاق النووي الذي أبرمته الولايات المتحدة والقوى العالمية مع إيران بشأن برنامجها النووي ويمنع تخفيف العقوبات عنها.
وينص مشروع القانون الذي تقدم به النائب الجمهوري ستيف راسل على منح الكونغرس الأميركي سلطات أكبر للإشراف على الاتفاق النووي الإيراني، كما ينص على منع رفع العقوبات على الأشخاص أو الشركات والكيانات المتورطة في مساعدة إيران في برامج الصواريخ الباليستية، وهي العقوبات التي فرضتها وزارة الخزانة الأميركية في السابق.
وصوت أعضاء اللجنة التي تسيطر عليها أغلبية جمهورية – ظهر أمس الخميس - على إرسال مشروع القانون إلى الكونغرس، فيما عارض الأعضاء الديمقراطيون في اللجنة مشروع القانون بحجة أنه يعرقل تنفيذ رفع العقوبات على إيران بموجب الاتفاق النووي وخطة العمل الشاملة المشتركة، واتهم الديمقراطيون مشروع القانون بأنه محاولة مكشوفة لإفشال تنفيذ الاتفاق.
وقال أحد المساعدين بمجلس النواب إن الهدف من مشروع القانون هو ضمان ألا تقوم الإدارة الأميركية برفع العقوبات ضد المتورطين في برنامج إيران للصواريخ الباليستية أو المتورطين في قضايا تتعلق بالإرهاب.
ويعارض الجمهوريون في الكونغرس الاتفاق النووي بشدة، ويقولون إن تخفيف العقوبات سيؤدي إلى تدفق الأموال إلى إيران التي ستستخدمها في تمويل الإرهاب وزعزعة استقرار منطقة الشرق الأوسط. وتعهد عدد من المشرعين الجمهوريين ببذل كل الجهد للحفاظ على العقوبات على إيران في ما يتعلق بدعمها للإرهاب والأنشطة المزعزعة للاستقرار في المنطقة.
ويرى بعض المحللين أن مشروع القانون الذي تقدمت به لجنة الشؤون الخارجية بمجلس النواب يمنع رفع العقوبات المفروضة على بعض الكيانات مثل البنوك الإيرانية، وهو ما قد يتعارض مع التزامات الولايات المتحدة في اتفاق البرنامج النووي وخطة العمل المشتركة الشاملة لرفع العقوبات عن الكيانات الاقتصادية، وسيتطلب ذلك من الرئيس الأميركي التأكيد على أن البنوك الإيرانية لم تقدم الخدمات المالية لكيانات إيرانية معينة تعمل في مجال أنشطة متعلقة ببرنامج الصواريخ الباليستية.
ويأتي مشروع القانون في حين تستعد الولايات المتحدة لمرحلة بدء رفع العقوبات عن إيران بموجب الاتفاق.
وكان عدد من المشرعين الأميركيين قد أرسلوا رسالة إلى الرئيس أوباما مساء الأربعاء الماضي دعوا فيها الإدارة الأميركية إلى فرض عقوبات ضد إيران ردا على تجاربها الأخيرة بالصواريخ الباليستية. وقال المشرعون في الرسالة: «نحن ندين انتهاك إيران الصارخ للقانون الدولي، ونحث الإدارة على العمل فورا واتخاذ إجراءات عقابية ضد سلوك إيران المزعزع للاستقرار في المنطقة، ودعمها المستمر للإرهاب، بما يمثل تهديدا غير مقبول لأقرب حلفائنا، فضلا عن تهديد أمننا القومي».
وأشارت الرسالة - التي وقع عليها عدد من أبرز النواب الجمهوريين مثل النائبة نيتا لوي واليوت أنغل وسوزان ديفيس وجيرولد نادلر – إلى أنه «بينما يستعد المجتمع الدولي لتنفيذ خطة العمل الشاملة المشتركة (JCPOA) بموجب الاتفاق النووي فإننا يجب أن نفهم أن إيران تنتهك القوانين الدولية والمعاهدات والاتفاقات، وسوف تكون لذلك عواقب خطيرة».
وقال المشرعون: «ندعو الإدارة الأميركية للإعلان على الفور عن عقوبات جديدة ضد الأفراد والكيانات المتورطة في برنامج إيران للصواريخ الباليستية لضمان أن تتحمل إيران المسؤولية عن أفعالها». وحذر المشرعون من تقاعس الولايات المتحدة عن القيام بذلك، وقالوا: «تقاعس الولايات المتحدة من شأنه أن يبعث برسالة خاطئة بأنه في أعقاب إبرام الاتفاق أصبح المجتمع الدولي فاقدا للرغبة في الاستمرار في تحميل النظام الإيراني المسؤولية عن دعم الإرهاب والأعمال الهجومية الأخرى في المنطقة بما في ذلك سوريا واليمن ولبنان وقطاع غزة».
وشدد المشرعون على أن قيام إيران باختبارات للصواريخ الباليستية يشكل تهديدا مباشرا لمصالح الأمن القومي الأميركي وحلفاء الولايات المتحدة.
يذكر أن إيران أجرت يوم 10 أكتوبر (تشرين الأول) تجربة صواريخ باليستية في انتهاك واضح وصريح للقوانين الدولية. وقد أصدر مجلس الأمن الدولي التابع للأمم المتحدة إدانة قوية لإيران، لكن كررت إيران تجاربها على الصواريخ الباليستية في نوفمبر الماضي.
في الوقت نفسه، أشار مسؤولون بالخارجية الأميركية إلى أن الإدارة الأميركية ما زالت تجري مناقشات حول فرض عقوبات جديدة على الشركات الدولية والأفراد الذين لعبوا دورا في البرنامج الإيراني للصواريخ الباليستية. وقال جون كيربي، المتحدث باسم الخارجية الأميركية، إن الإدارة تجري مناقشات مع وكالات أخرى حول فرض تلك العقوبات.
من جانب آخر، أعلنت وزارة الخزانة الأميركية، أمس الخميس، فرض عقوبات على رجل الأعمال اللبناني علي يوسف شرارة، الرئيس التنفيذي لشركة الاتصالات «الطيف للاستثمار القابضة» في لبنان بتهمة دعم حزب الله ماليا، وإدراجه على القائمة السوداء للإرهاب.
وقالت وزارة الخزانة في بيان إن شرارة متهم بتلقي ملايين الدولارات من حزب الله لاستثمارها في المشاريع التجارية، وتمويل أنشطة حزب الله في المقابل. وتضع الولايات المتحدة حزب الله اللبناني على لائحة المنظمات الإرهابية منذ عام 1995.



ما دلالة تصنيف باراغواي «الإخوان» تنظيماً «إرهابياً»؟

محاكمة عناصر من «الإخوان» في القاهرة يوليو 2018 (أ.ف.ب)
محاكمة عناصر من «الإخوان» في القاهرة يوليو 2018 (أ.ف.ب)
TT

ما دلالة تصنيف باراغواي «الإخوان» تنظيماً «إرهابياً»؟

محاكمة عناصر من «الإخوان» في القاهرة يوليو 2018 (أ.ف.ب)
محاكمة عناصر من «الإخوان» في القاهرة يوليو 2018 (أ.ف.ب)

دفع تصنيف باراغواي «الإخوان» تنظيماً «إرهابياً» إلى تساؤلات حول تأثير القرار على مستقبل التنظيم وعناصره. يأتي هذا في ظل تصاعد الصراع بين «قيادات (الإخوان) في الخارج» حول قيادة التنظيم. وقال باحثون في الحركات المتطرفة والإرهاب إن «قرار باراغواي أشار إلى ارتباط (الإخوان) بـ(تنظيمات الإرهاب)، وقد يدفع القرار دولاً أخرى إلى أن تتخذ قرارات مماثلة ضد التنظيم».
ووافقت اللجنة الدائمة بكونغرس باراغواي على «اعتبار (الإخوان) (تنظيماً إرهابياً) يهدد الأمن والاستقرار الدوليين، ويشكل انتهاكاً خطيراً لمقاصد ومبادئ الأمم المتحدة». جاء ذلك في مشروع قرار تقدمت به ليليان سامانيغو، رئيسة لجنة الشؤون الخارجية بالكونغرس المكوّن من 45 عضواً. وقال البرلمان في بيان نشره عبر موقعه الإلكتروني (مساء الخميس) إن «تنظيم (الإخوان) الذي تأسس في مصر عام 1928، يقدم المساعدة الآيديولوجية لمن يستخدم (العنف) ويهدد الاستقرار والأمن في كل من الشرق والغرب». وأضاف البيان أن «باراغواي ترفض رفضاً قاطعاً جميع الأعمال والأساليب والممارسات (الإرهابية)».
ووفق تقارير محلية في باراغواي، فإن باراغواي رأت في وقت سابق أن «(حزب الله)، و(القاعدة)، و(داعش) وغيرها، منظمات (إرهابية)، في إطار مشاركتها في الحرب على (الإرهاب)». وقالت التقارير إن «تصنيف (الإخوان) من شأنه أن يحدّ من قدرة هذه الجماعات على التخطيط لهجمات (إرهابية) وزعزعة استقرار الدول». كما تحدثت التقارير عن دول أخرى أقرت خطوات مماثلة ضد «الإخوان» من بينها، روسيا، والمملكة العربية السعودية، ومصر، والإمارات، والبحرين.
وتصنف دول عربية عدة «الإخوان» تنظيماً «إرهابياً». وعدّت هيئة كبار العلماء في المملكة العربية السعودية التنظيم «جماعة إرهابية منحرفة» لا تمثل منهج الإسلام. وذكرت الهيئة في بيان لها، نوفمبر (تشرين الثاني) عام 2020، أن «(الإخوان) جماعة إرهابية لا تمثل منهج الإسلام وإنما تتبع أهدافها الحزبية المخالفة لهدي ديننا الحنيف، وتتستر بالدين وتمارس ما يخالفه من الفُرقة، وإثارة الفتنة، والعنف، والإرهاب». وحذّرت حينها من «الانتماء إلى (الإخوان) أو التعاطف مع التنظيم».
كذلك أكد مجلس الإمارات للإفتاء الشرعي أن كل مجموعة أو تنظيم يسعى للفتنة أو يمارس العنف أو يحرّض عليه، هو تنظيم إرهابي مهما كان اسمه أو دعوته، معتبراً «(الإخوان) تنظيماً (إرهابياً)».
وتحظر الحكومة المصرية «الإخوان» منذ عام 2014، وقد عدّته «تنظيماً إرهابياً». ويخضع مئات من قادة وأنصار التنظيم حالياً، وعلى رأسهم المرشد العام محمد بديع، لمحاكمات في قضايا يتعلق معظمها بـ«التحريض على العنف»، صدرت في بعضها أحكام بالإعدام، والسجن «المشدد والمؤبد».
وحسب الباحث المصري المتخصص في شؤون الحركات المتطرفة والإرهاب الدولي، منير أديب، فإن «تصنيف باراغواي (الإخوان) يؤكد الاتهامات التي توجَّه إلى التنظيم، بأن تنظيمات العنف خرجت من رحم (الإخوان)، أو أنها نهلت من أفكار التنظيم»، لافتاً إلى أن «قرار باراغواي أشار إلى أن (الإخوان) وفّر الحماية لتنظيمات التطرف التي نشأت في الشرق والغرب». وأضاف لـ«الشرق الأوسط» أن «قرار بعض الدول العربية في وقت سابق حظر (الإخوان) يعود إلى أمرين؛ الأول أن التنظيم مارس العنف، والآخر أن التنظيم وفّر الحماية لجماعات الإرهاب».
وفي وقت سابق أكدت وزارة الأوقاف المصرية «حُرمة الانضمام لـ(الإخوان)»، مشيرةً إلى أن التنظيم يمثل «الخطر الأكبر على الأمن القومي العربي». وفي فبراير (شباط) 2022 قالت دار الإفتاء المصرية إن «جميع الجماعات الإرهابية خرجت من عباءة (الإخوان)». وفي مايو (أيار) الماضي، قام مفتي مصر شوقي علام، بتوزيع تقرير «موثق» باللغة الإنجليزية على أعضاء البرلمان البريطاني يكشف منهج «الإخوان» منذ نشأة التنظيم وارتباطه بـ«التنظيمات الإرهابية». وقدم التقرير كثيراً من الأدلة على علاقة «الإخوان» بـ«داعش» و«القاعدة»، وانضمام عدد كبير من أعضاء «الإخوان» لصفوف «داعش» عقب عزل محمد مرسي عن السلطة في مصر عام 2013، كما لفت إلى أذرع «الإخوان» من الحركات المسلحة مثل «لواء الثورة» و«حسم».
وحول تأثير قرار تصنيف باراغواي «الإخوان» على «قيادات التنظيم في الخارج»، أكد الباحث المصري المتخصص في شؤون الحركات المتطرفة والإرهاب الدولي، أن «قرار باراغواي سوف يؤثر بالقطع على عناصر التنظيم في الخارج، لأن التنظيم يزعم أنه ينتشر في دول كثيرة حول العالم، ومثل هذا القرار يؤثر على عناصر (الإخوان) الموجودة في باراغواي وفي الدول المجاورة لها، كما أن القرار قد يدفع دولاً أخرى إلى اتخاذ قرار مماثل ضد (الإخوان)».
يأتي قرار باراغواي في وقت يتواصل الصراع بين «قيادات الإخوان في الخارج» حول منصب القائم بأعمال مرشد التنظيم. ويرى مراقبون أن «محاولات الصلح بين جبهتي (لندن) و(إسطنبول) لحسم الخلافات لم تنجح لعدم وجود توافق حول ملامح مستقبل التنظيم». والصراع بين جبهتي «لندن» و«إسطنبول» على منصب القائم بأعمال المرشد، سبقته خلافات كثيرة خلال الأشهر الماضية، عقب قيام إبراهيم منير، القائم بأعمال مرشد «الإخوان» السابق، بحلّ المكتب الإداري لشؤون التنظيم في تركيا، وقيامه بتشكيل «هيئة عليا» بديلة عن «مكتب إرشاد الإخوان». وتبع ذلك تشكيل «جبهة لندن»، «مجلس شورى» جديداً، وإعفاء أعضاء «مجلس شورى إسطنبول» الستة، ومحمود حسين (الذي يقود «جبهة إسطنبول»)، من مناصبهم.