لتصبح الأولى في الشرق الأوسط.. مكة المكرمة تدخل عالم المدن الذكية

في حال نجاح التجربة ستغطي خدمة الإنترنت مساحة 850 كيلومترًا

التوسع في التقنية سيستفيد منه قرابة ثمانية ملايين زائر للمدينة ما بين معتمر وحاج ستقدم إليهم الخدمة مجانًا دون رسوم مالية
التوسع في التقنية سيستفيد منه قرابة ثمانية ملايين زائر للمدينة ما بين معتمر وحاج ستقدم إليهم الخدمة مجانًا دون رسوم مالية
TT

لتصبح الأولى في الشرق الأوسط.. مكة المكرمة تدخل عالم المدن الذكية

التوسع في التقنية سيستفيد منه قرابة ثمانية ملايين زائر للمدينة ما بين معتمر وحاج ستقدم إليهم الخدمة مجانًا دون رسوم مالية
التوسع في التقنية سيستفيد منه قرابة ثمانية ملايين زائر للمدينة ما بين معتمر وحاج ستقدم إليهم الخدمة مجانًا دون رسوم مالية

دخلت مكة المكرمة حيز التجارب الفعلية للتحول تدريجيًا إلى أولى المدن الذكية في منطقة الشرق الأوسط، باعتمادها على التقنية والمعلومات، وذلك بعد أن أطلقت خدمة الإنترنت المجاني ضمن المرحلة الأولى في «الحسينية»، إحدى الحدائق الرئيسية في المدينة، تمهيدًا لتعميم التجربة على حدائق مكة المكرمة كلها التي تزيد على 300 حديقة منتشرة في أحيائها.
وفي حال نجاح التجربة وتعميمها، ستغطي خدمة الإنترنت مساحة مكة المكرمة كافة، والمقدرة بنحو 850 كيلومترًا، بمعنى أن أكثر من مليوني شخص من قاطني المدينة سيستفيدون من الخدمة على مدار العام، وقرابة ثمانية ملايين شخص زائر للمدنية ما بين معتمر وحاج ستقدم إليهم الخدمة مجانًا دون رسوم مالية.
وسبق أن نفذت أمانة العاصمة المقدسة مكة المكرمة تجربة مماثلة قبل عدة سنوات في موسم الحج، عندما حولت أجزاء كبيرة من مشعر منى إلى مدينة ذكية، وكان الهدف من تلك التجربة في حينها، معرفة قدرة السعة وإمكانية توصيل الخدمة دون مشكلات تحدث لدى المستفيدين.
وكان الأمير خالد الفيصل، مستشار خادم الحرمين الشريفين، أمير منطقة مكة المكرمة، قد اطلع في يناير (كانون الثاني) 2012، على الخطوات التنفيذية لتحويل العاصمة المقدسة إلى مدينة ذكية، مع الاستفادة من مشروع خادم الحرمين الشريفين، لإعمار مكة المكرمة وتطوير المشاعر المقدسة، الذي شهد تقديم عرض الشركات المحلية والعالمية للمساهمة في بناء مكة المكرمة تقنيًا حتى تصبح من المدن المؤهلة لتكون مدينة ذكية.
وقال أسامة الزيتوني، مدير إدارة الإعلام والنشر في أمانة العاصمة المقدسة، لـ«الشرق الأوسط»، إن «المقترح المطروح أمام الأمانة أن تتبلور هذه الفترة وتنفذ على جميع حدائق مكة المكرمة، وكانت البداية من أكبر الحدائق مساحة على مستوى المدينة، للتأكد من قوة التجربة»، لافتا إلى أن نجاح المشروع في هذه الحديقة سيعقبه مباشرة تنفيذ المرحلة الثانية باختيار عدد من الحدائق لإكمال المشروع.
وأوضح الزيتوني أنه حسابيًا في حال تعميم التجربة ستكون مكة المكرمة بكاملها مغطاة بخدمة «الإنترنت»، وسيستفيد من ذلك عموم سكان ومرتادو المدينة المقدسة، وبذلك تكون مكة المكرمة قد بدأت في مشروع الدخول تدريجيًا للتحول إلى المدن الذكية، الذي أطلق في سنوات سابقة.
هذا التطور الذي تعيشه مكة المكرمة في تحديث البنية التحتية السلكية أو اللاسلكية، وانتشار المباني الحديثة، المتوافقة مع تطوير مجال الاتصالات وتقنية المعلومات، سيجعلها قادرة على نقل حجم الحركة الإلكترونية، وهو ما سيسهل على المستفيد الدخول على شبكة الإنترنت، بعد أن سهلت عملية الربط.
وسيستفيد الحاج والمعتمر بشكل مباشر، من تحوّل مكة المكرمة إلى مدينة ذكية، من خلال تسهيل عملية الاتصال واستخدام التقنية في عمليات الحجز والتنقل من موقع إلى آخر في رحاب مكة المكرمة، مع استخدام التقنية المعرفية الحديثة، والتواصل مع المجتمع الخارجي، وهو ما تسعى له أمانة العاصمة المقدسة التي أخذت على عاتقها تطوير خدمة تقنية المعلومات بالتنسيق مع الجهات ذات العلاقة.
وشهدت مكة المكرمة خلال السنوات السابقة كثيرا من المحاضرات والندوات مع المختصين في هذا المجال لطرح أفكارهم وآرائهم في تطوير المشروع، ومن ذلك «ملتقى مستقبل الطاقة البديلة» الذي نظمته غرفة مكة المكرمة للتجارة والصناعة في منتصف نوفمبر (تشرين الثاني) من العام الماضي، للاستفادة مما تمتلكه السعودية من خصائص بوجودها في الحزام المداري، إذ إن مدار السرطان يمر بمدينة رابغ على دائرة 23 درجة شمالا، وتكون الشمس متعامدة على مدينة مكة المكرمة لفترة تقارب أربعة أشهر، من مايو (أيار) حتى أغسطس (آب)، وهذا يعكس توافر طاقات كبيرة يمكن استغلالها.
وقال الدكتور أسامة بن فضل البار، أمين العاصمة المقدسة في وقت سابق، إن «مكة المكرمة تتجه بخطى ثابتة لتتحول إلى مدينة ذكية، مستندة إلى ما تمتلكه من طاقة شمسية وبديلة، ولإيمانها بضرورة وقف الهدر في الطاقة، والتوجه بالاقتصاد نحو موارد مستدامة»، لافتا إلى أن الأمانة تتوجه لتحقيق مشروعها الضخم في المحطة الشمسية الأولى على مستوى المملكة وتفعيل مصادر الطاقة المتجددة.



«البحر الأحمر السينمائي» يشارك في إطلاق «صنّاع كان»

يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
TT

«البحر الأحمر السينمائي» يشارك في إطلاق «صنّاع كان»

يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما

في مسعى لتمكين جيل جديد من المحترفين، وإتاحة الفرصة لرسم مسارهم المهني ببراعة واحترافية؛ وعبر إحدى أكبر وأبرز أسواق ومنصات السينما في العالم، عقدت «معامل البحر الأحمر» التابعة لـ«مؤسسة مهرجان البحر الأحمر السينمائي» شراكة مع سوق الأفلام بـ«مهرجان كان»، للمشاركة في إطلاق الدورة الافتتاحية لبرنامج «صنّاع كان»، وتمكين عدد من المواهب السعودية في قطاع السينما، للاستفادة من فرصة ذهبية تتيحها المدينة الفرنسية ضمن مهرجانها الممتد من 16 إلى 27 مايو (أيار) الحالي.
في هذا السياق، اعتبر الرئيس التنفيذي لـ«مؤسسة مهرجان البحر الأحمر السينمائي» محمد التركي، أنّ الشراكة الثنائية تدخل في إطار «مواصلة دعم جيل من رواة القصص وتدريب المواهب السعودية في قطاع الفن السابع، ومدّ جسور للعلاقة المتينة بينهم وبين مجتمع الخبراء والكفاءات النوعية حول العالم»، معبّراً عن بهجته بتدشين هذه الشراكة مع سوق الأفلام بـ«مهرجان كان»؛ التي تعد من أكبر وأبرز أسواق السينما العالمية.
وأكّد التركي أنّ برنامج «صنّاع كان» يساهم في تحقيق أهداف «مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي» ودعم جيل جديد من المواهب السعودية والاحتفاء بقدراتها وتسويقها خارجياً، وتعزيز وجود القطاع السينمائي السعودي ومساعيه في تسريع وإنضاج عملية التطوّر التي يضطلع بها صنّاع الأفلام في المملكة، مضيفاً: «فخور بحضور ثلاثة من صنّاع الأفلام السعوديين ضمن قائمة الاختيار في هذا البرنامج الذي يمثّل فرصة مثالية لهم للنمو والتعاون مع صانعي الأفلام وخبراء الصناعة من أنحاء العالم».
وفي البرنامج الذي يقام طوال ثلاثة أيام ضمن «سوق الأفلام»، وقع اختيار «صنّاع كان» على ثمانية مشاركين من العالم من بين أكثر من 250 طلباً من 65 دولة، فيما حصل ثلاثة مشاركين من صنّاع الأفلام في السعودية على فرصة الانخراط بهذا التجمّع الدولي، وجرى اختيارهم من بين محترفين شباب في صناعة السينما؛ بالإضافة إلى طلاب أو متدرّبين تقلّ أعمارهم عن 30 عاماً.
ووقع اختيار «معامل البحر الأحمر»، بوصفها منصة تستهدف دعم صانعي الأفلام في تحقيق رؤاهم وإتمام مشروعاتهم من المراحل الأولية وصولاً للإنتاج.
علي رغد باجبع وشهد أبو نامي ومروان الشافعي، من المواهب السعودية والعربية المقيمة في المملكة، لتحقيق الهدف من الشراكة وتمكين جيل جديد من المحترفين الباحثين عن تدريب شخصي يساعد في تنظيم مسارهم المهني، بدءاً من مرحلة مبكرة، مع تعزيز فرصهم في التواصل وتطوير مهاراتهم المهنية والتركيز خصوصاً على مرحلة البيع الدولي.
ويتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما عبر تعزيز التعاون الدولي وربط المشاركين بخبراء الصناعة المخضرمين ودفعهم إلى تحقيق الازدهار في عالم الصناعة السينمائية. وسيُتاح للمشاركين التفاعل الحي مع أصحاب التخصصّات المختلفة، من بيع الأفلام وإطلاقها وتوزيعها، علما بأن ذلك يشمل كل مراحل صناعة الفيلم، من الكتابة والتطوير إلى الإنتاج فالعرض النهائي للجمهور. كما يتناول البرنامج مختلف القضايا المؤثرة في الصناعة، بينها التنوع وصناعة الرأي العام والدعاية والاستدامة.
وبالتزامن مع «مهرجان كان»، يلتئم جميع المشاركين ضمن جلسة ثانية من «صنّاع كان» كجزء من برنامج «معامل البحر الأحمر» عبر الدورة الثالثة من «مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي» في جدة، ضمن الفترة من 30 نوفمبر (تشرين الثاني) حتى 9 ديسمبر (كانون الأول) المقبلين في المدينة المذكورة، وستركز الدورة المنتظرة على مرحلة البيع الدولي، مع الاهتمام بشكل خاص بمنطقة الشرق الأوسط.