التوكسيدو.. رفيقة الرجل في المساء

بدلات من البروكار.. سترات من المخمل.. تصاميم رشيقة.. ألوان متنوعة

التوكسيدو.. رفيقة الرجل في المساء
TT

التوكسيدو.. رفيقة الرجل في المساء

التوكسيدو.. رفيقة الرجل في المساء

في معظم الأفلام الرومانسية، أو التجارية، يطل علينا البطل عادة وهو في كامل أناقته: شعره مصفف بعناية، ذقنه حليق، وإكسسواراته تشي بالأناقة والقوة، مع ابتسامة خفيفة وواثقة، ترتسم على محياه، وكأنه يعرف مدى تأثير هذه الإطلالة على المشاهدين. تُعجب بهذه الإطلالة، وتشعر في قرارة نفسك بأن العملية لم تأخذ منه دقائق معدودات، كما يريد أن يوحي إليك، بل قضى، أو بالأحرى الخبراء، وقتا طويلا في اختيار أزيائه وإكسسواراته وتلميع صورته. وهذا بالضبط ما هو متوقع منك في الحفلات والمناسبات الكبيرة: ألا تتسرع، وألا تترك أي تفصيل من دون أن تستغله لصالحك.
فالاحتفالات بنهاية السنة وحضور المناسبات الكبيرة ليس حقا تحتكره المرأة، والرجل بدوره يحتفل بالمناسبة، وربما أكثر، كما تكون له نفس الآمال والطموحات والرغبة في استقبال عام جديد بأحسن حلة.
جايني تميم، مصممة أزياء فيلم «جيمس بوند»، أفضل من لخص مفهوم الأناقة الرجالية عندما قالت: «يجب أن يبدو الرجل أنيقا في كل الأوقات»، لكنها لم تنكر أن مناسبات المساء تتطلب جهدا أكبر ونظرة مختلفة، وهو ما طبقته في فيلم «سبيكتر» الأخير، من خلال «التوكسيدو»، القطعة التي شكلت جزءا مهما من مظهر كل أبطال السلسلة من شون كونري إلى دانييل كريغ مرورا بروجيه مور وبيرس بروسنان وغيرهم، ولم يكن الفيلم سيكتمل من دونها. فرغم سمعة أفلام «جيمس بوند» الجيدة في مجال الأناقة، لم تكن كل إطلالات أبطالها موفقة. جاكيت السفاري الذي ظهر به روجيه مور، مثلا، لم يفتقد للأناقة، فهو من جهة يستحضر المصمم إيف سان لوران وأجواء السفاري، ومن جهة ثانية يستحضر صورة رجل مغامر ومستكشف، ومع ذلك لم ينتشر تجاريا، كذلك ملابس السباحة التي ظهر بها شون كونري، على العكس من التوكسيدو التي يمكن القول إنها القطعة التي ارتبطت بشخصية جيمس بوند أكثر من غيرها، ومنذ بداية السلسلة إلى اليوم أطلت علينا 28 بدلة توكسيدو، بألوان وأقمشة مختلفة تعكس تطور الموضة، مع اعتماد التصاميم على الأسس نفسها، التي تجمع الكلاسيكية بالعصرية. وربما هذا ما على الرجل أن يتبناه في مناسبات المساء والسهرة هذا الشهر، حيث تكثر الاحتفالات ما بين دعوات زملاء المكتب أو زبائن وعملاء أو الأهل والأصدقاء. قد يصيب الأمر الرجل بالحيرة، لكن ما يجب أن يضعه نصب عينيه أن يعكس المظهر طبيعة الدعوة والمناسبة: هل هي حميمة، رسمية، أم سهرة كبيرة؟
* في كل الحالات، حاول أن تتجنب بدلة باللون الرمادي أو الكحلي مع قميص أبيض وربطة عنق بلون غامق، لأنها مغرقة في الرسمية حتى وإن كانت الدعوة من عملاء. فهم يريدون التخلص من ضغوط العمل ولا يريدون ما يذكرهم بها وبقيودها. لتحقيق ذلك، تخلص إما من القميص الأبيض أو من ربطة العنق، واستعض عن واحد منهما بقطعة شبابية أو اختر القميص بلون مختلف أو بنقشات خفيفة جدا.
* يمكنك أيضا التخفيف من الرسمية باستعمال قطع منفصلة مختلفة، كأن تنسق مثلا بنطلونا باللون الرمادي مع سترة بدرجة مختلفة منه، أو حتى بلون مختلف تماما مثل الأزرق الغامق. أكثر من أتقن هذا المظهر، المتباين بين العملي الرسمي والمريح الأنيق، هم الإيطاليون، من أمثال «جيورجيو أرماني» و«زينيا» و«برونيللو كوتشينيللي». البداية تكون بسترة «بلايزر» بأكتاف ناعمة وخصر غير محدد، يميل إلى بعض الاتساع، مع بنطلون مستقيم بدرجة لون يلعب على لون السترة أو بلون مختلف تماما، على أن تُوحد بينهما ألوان الإكسسوارات. المصمم توم فورد أكثر من يروج لهذا المظهر، باختياره دائما سترة بلون مختلف تماما عن لون البنطلون وربطة عنق منمقة يكون لها تأثير درامي لافت.
* إذا لم تكن تريد التخفيف من أناقتك، وتريد أن تعبر عن ذوقك الخاص وميلك للعب بالموضة الكلاسيكية، فعليك بسترة مزدوجة بصفي أزرار مع بنطلون بطية واحدة عند منطقة الحزام. فهذا من شأنه أن يخلق تناقضا متناغما بين الكلاسيكي والعصري.
* الأناقة والراحة وجهان لعملة واحدة خصوصا في هذه المناسبات، لأنك بعد ساعة أو ساعتين على الأكثر ستشعر بارتفاع حرارة المكان، ما قد يؤدي بك إلى التعرق، لهذا عند اختيار قميصك وقماش البدلة يجب أن تأخذ بعين الاعتبار هذه النقطة.
* بالنسبة للقصات، فإن خياطي «سافيل رو» وأمثالهم لن يخذلونك أبدا في ما يتعلق بالتفصيل الكلاسيكي. المشكلة أنهم يتقيدون بتقاليد معينة لا يحيدون عنها حتى عندما يجتهدون ويُجددون، نذكر منهم «أندرسون آند شيبرد» الذي اعترف بأنه لم يقم بتغييرات جذرية في ما يتعلق ببدلات المساء منذ نحو ثلاثة عقود تقريبا. ما يشفع لها أنها ستبقى معك طويلا ولن تتأثر بفعل الزمن، كما يمكنك أن تغير من شخصيتها بواسطة الإكسسوارات.
* في الجهة المقابلة للخياطين، هناك مصممو الأزياء، الذين لا يتركون جزءا من البدلة أو «التوكسيدو» من دون أن يجتهدوا في تغييره وتجديده، والنتيجة أن بدلة من «برادا» مثلا ستمنحك إطلالة لا تقل أناقة وتفصيلا مع ابتعادها التام عن الرسمية. المصمم توم براون، بدوره، نجح في إقناع رجال الأعمال الشباب ببدلات مكونة من بنطلونات ترتفع بنسبة 3 إنشات عما كانت عليه. ورغم أن أسعار هذه البدلات تتراوح ما بين 4.100 و5.900 دولار أميركي، فإنها تعتبر «صيدا ثمينا» بالنسبة للبعض ممن عانقوها بلهفة. ويكمن سر إقبالهم عليها في تفاصيلها المبتكرة التي تخلق توازنا لمس وترا حساسا بداخل الشباب تحديدا. بالنسبة لتوم براون، فإن «التوكسيدو» قطعة مرغوب فيها ويجب اللعب عليها، لما تمنحه من تفاصيل مثيرة، مضيفا أنها «رسمية لكن يمكنها أن تكون أيضا خفيفة ومرحة» ملمحا لألوانها وقصاتها.
* لكن مهما خضعت التوكسيدو للتجديد، فإن المصممين لم يصلوا بعد لجرأة ألوانها في الخمسينات حين كان الرجل يلبسها بالأزرق الفاتح والوردي. لحسن الحظ أن هذه الألوان اكتسبت مع الوقت دفئا وعمقا، رغم أن توم فورد حاول في السنوات الأخيرة أن يدخل ألوانا جريئة مثل الأحمر الغامق، الذي بقي حكرا على شريحة قليلة من الرجال. اللون الوحيد، إلى جانب الأسود والكحلي، الذي أكد أنه مقبول وناجح هو الأزرق.
* في ما يتعلق بالتصميم، فإن أغلب المصممين الشباب الذين ظهروا في التسعينات من القرن الماضي، وهي الفترة التي بدأت تشهد انتعاش قطاع الأزياء الرجالية، اجتهدوا في أن يضفوا عليه رشاقة، بدءا من راف سيمونز إلى هادي سليمان، في الفترة التي قضاها في دار «ديور» وحاليا في «سان لوران». حتى كريستوفر بايلي، المدير الفني بدار «بيربري»، قدمه هذا الموسم مفصلا على الجسم وبصوف الموهير باللون الأسود أو الأزرق الداكن، كذلك ريكاردو تيشي، مصمم دار «جيفنشي»، الذي اقترحه بأكتاف قوية وياقات كبيرة.



المحلات الشعبية تستعين بالنجوم لاستقطاب الزبائن

تُرسِخ تجربة العارضة كايت موس مع محلات «زارا» التغير الذي طرأ على عالم الموضة (زارا)
تُرسِخ تجربة العارضة كايت موس مع محلات «زارا» التغير الذي طرأ على عالم الموضة (زارا)
TT

المحلات الشعبية تستعين بالنجوم لاستقطاب الزبائن

تُرسِخ تجربة العارضة كايت موس مع محلات «زارا» التغير الذي طرأ على عالم الموضة (زارا)
تُرسِخ تجربة العارضة كايت موس مع محلات «زارا» التغير الذي طرأ على عالم الموضة (زارا)

إذا كنتِ مداومة على التسوق في محلات «زارا» لأسعارها ونوعية ما تطرحه، فإنكِ قد تتفاجئين أن تعاونها الأخير مع العارضة البريطانية المخضرمة كايت موس سيُكلَفكِ أكثر مما تعودت عليه. فهناك معطف قصير على شكل جاكيت من الجلد مثلاً يقدر سعره بـ999 دولاراً أميركياً، هذا عدا عن قطع أخرى تتراوح بين الـ200 و300 دولار.

تفوح من تصاميم كايت موس رائحة السبعينات (زارا)

ليست هذه المرة الأولى التي تخوض فيها كايت موس تجربة التصميم. كانت لها تجربة سابقة مع محلات «توب شوب» في بداية الألفية. لكنها المرة الأولى التي تتعاون فيها مع «زارا». ويبدو أن تعاون المحلات مع المشاهير سيزيد سخونة بالنظر إلى التحركات التي نتابعها منذ أكثر من عقد من الزمن. فعندما عيَنت دار «لوي فويتون» المنتج والمغني والفنان فاريل ويليامز مديراً إبداعياً لخطها الرجالي في شهر فبراير (شباط) من عام 2023، خلفاً لمصممها الراحل فرجيل أبلو؛ كان الخبر مثيراً للجدل والإعجاب في الوقت ذاته. الجدل لأنه لا يتمتع بأي مؤهلات أكاديمية؛ كونه لم يدرس فنون التصميم وتقنياته في معهد خاص ولا تدرب على يد مصمم مخضرم، والإعجاب لشجاعة هذه الخطوة، لا سيما أن دار «لوي فويتون» هي الدجاجة التي تبيض ذهباً لمجموعة «إل في إم إتش».

فاريل ويليامز مع فريق عمله يُحيّي ضيوفه بعد عرضه لربيع وصيف 2024 (أ.ف.ب)

بتعيينه مديراً إبداعياً بشكل رسمي، وصلت التعاونات بين بيوت الأزياء الكبيرة والنجوم المؤثرين إلى درجة غير مسبوقة. السبب الرئيسي بالنسبة لمجموعة «إل في إم إتش» أن جاذبية فاريل تكمن في نجوميته وعدد متابعيه والمعجبين بأسلوبه ونجاحه. فهي تتمتع بماكينة ضخمة وفريق عمل محترف يمكنها أن تُسخِرهما له، لتحقيق المطلوب.

صفقة «لوي فويتون» وفاريل ويليامز ليست الأولى وإن كانت الأكثر جرأة. سبقتها علاقة ناجحة بدأت في عام 2003 بين لاعب كرة السلة الأميركي الشهير مايكل جوردان وشركة «نايكي» أثمرت عدة منتجات لا تزال تثير الرغبة فيها وتحقق إيرادات عالية إلى الآن.

كان من الطبيعي أن تلفت هذه التعاونات شركات أخرى وأيضاً المحلات الشعبية، التي تعاني منذ فترة ركوداً، وتشجعها على خوض التجربة ذاتها. أملها أن تعمَّ الفائدة على الجميع: تحقق لها الأرباح باستقطاب شرائح أكبر من الزبائن، وطبعاً مردوداً مادياً لا يستهان به تحصل عليه النجمات أو عارضات الأزياء المتعاونات، فيما يفوز المستهلك بأزياء وإكسسوارات لا تفتقر للأناقة بأسعار متاحة للغالبية.

الجديد في هذه التعاونات أنها تطورت بشكل كبير. لم يعد يقتصر دور النجم فيها على أنه وجه يُمثلها، أو الظهور في حملات ترويجية، بل أصبح جزءاً من عملية الإبداع، بغضّ النظر عن إنْ كان يُتقن استعمال المقص والإبرة أم لا. المهم أن يكون له أسلوب مميز، ورؤية خاصة يُدلي بها لفريق عمل محترف يقوم بترجمتها على أرض الواقع. أما الأهم فهو أن تكون له شعبية في مجال تخصصه. حتى الآن يُعد التعاون بين شركة «نايكي» ولاعب السلة الشهير مايكل جوردان، الأنجح منذ عام 2003، ليصبح نموذجاً تحتذي به بقية العلامات التجارية والنجوم في الوقت ذاته. معظم النجوم حالياً يحلمون بتحقيق ما حققه جوردان، بعد أن أصبح رجل أعمال من الطراز الأول.

من تصاميم فكتوريا بيكهام لمحلات «مانغو»... (مانغو)

المغنية ريهانا مثلاً تعاونت مع شركة «بوما». وقَّعت عقداً لمدة خمس سنوات جُدِّد العام الماضي، نظراً إلى النقلة التي حققتها للشركة الألمانية. فالشركة كانت تمر بمشكلات لسنوات وبدأ وهجها يخفت، لتأتي ريهانا وترد لها سحرها وأهميتها الثقافية في السوق العالمية.

المغنية ريتا أورا، أيضاً تطرح منذ بضعة مواسم، تصاميم باسمها لمحلات «بريمارك» الشعبية. هذا عدا عن التعاونات السنوية التي بدأتها محلات «إتش آند إم» مع مصممين كبار منذ أكثر من عقد ولم يخفت وهجها لحد الآن. بالعكس لا تزال تحقق للمتاجر السويدية الأرباح. محلات «مانغو» هي الأخرى اتَّبعت هذا التقليد وبدأت التعاون مع أسماء مهمة مثل فيكتوريا بيكهام، التي طرحت في شهر أبريل (نيسان) الماضي تشكيلة تحمل بصماتها، تزامناً مع مرور 40 عاماً على إطلاقها. قبلها، تعاونت العلامة مع كل من SIMONMILLER وكاميل شاريير وبيرنيل تيسبايك.

سترة مخملية مع كنزة من الحرير بياقة على شكل ربطة عنق مزيَّنة بالكشاكش وبنطلون واسع من الدنيم (ماركس آند سبنسر)

سيينا ميلر و«ماركس آند سبنسر»

من هذا المنظور، لم يكن إعلان متاجر «ماركس آند سبنسر» عن تعاونها الثاني مع سيينا ميلر، الممثلة البريطانية وأيقونة الموضة، جديداً أو مفاجئاً. مثل كايت موس، تشتهر بأسلوبها الخاص الذي عشقته مجلات الموضة وتداولته بشكل كبير منذ بداية ظهورها. فهي واحدة ممن كان لهن تأثير في نشر أسلوب «البوهو» في بداية الألفية، كما أن تشكيلتها الأولى في بداية العام الحالي، حققت نجاحاً شجع على إعادة الكرَّة.

فستان طويل من الساتان المزيَّن بثنيات عند محيط الخصر يسهم في نحت الجسم (ماركس آند سبنسر)

موسم الأعياد والحفلات

بينما تزامن طرح تشكيلة «مانغو + فيكتوريا بيكهام» مع مرور 40 عاماً على انطلاقة العلامة، فإن توقيت التشكيلة الثانية لسيينا ميلر التي طُرحت في الأسواق في الأسبوع الأول من شهر نوفمبر (تشرين الثاني)، أيضاً له دلالته، بحكم أننا على أبواب نهاية العام. فهذه تحتاج إلى أزياء وإكسسوارات أنيقة للحفلات. لم يكن الأمر صعباً على سيينا. فإلى جانب أنها تتمتع بأسلوب شخصي متميِز، فإنها تعرف كيف تحتفل بكل المناسبات بحكم شخصيتها المتفتحة على الحياة الاجتماعية.

وتعليقاً على هذا الموضوع، أعربت الممثلة عن سعادتها بالنجاح الذي حققته قائلةً: «أحببت العمل على التشكيلة الأولى ويملؤني الحماس لخوض التجربة مرة أخرى. فالتشكيلة الثانية تتسم بطابع مفعم بالمرح والأجواء الاحتفالية، إذ تضم قطعاً أنيقة بخطوط واضحة وأخرى مزينة بالفرو الاصطناعي، بالإضافة إلى فساتين الحفلات والتصاميم المزينة بالطبعات والنقشات الجريئة والإكسسوارات التي يسهل تنسيق بعضها مع بعض، إلى جانب سراويل الدنيم المفضلة لديّ التي تأتي ضمن لونين مختلفين».

فستان ماركس سهرة طويل من الحرير بأطراف مزينة بالدانتيل (ماركس آند سبنسر)

دمج بين الفينتاج والبوهو

تشمل التشكيلة وهي مخصصة للحفلات 23 قطعة، تستمد إلهامها من أسلوب سيينا الخاص في التنسيق إضافةً إلى أزياء مزينة بالترتر استوحتها من قطع «فينتاج» تمتلكها وجمَعتها عبر السنوات من أسواق «بورتوبيلو» في لندن، استعملت فيها هنا أقمشة كلاسيكية بملمس فاخر. لكن معظمها يتسم بقصَّات انسيابية تستحضر أسلوب «البوهو» الذي اشتهرت به.

مثلاً يبرز فستان طويل من الحرير ومزيَّن بأطراف من الدانتيل من بين القطع المفضلة لدى سيينا، في إشارةٍ إلى ميلها إلى كل ما هو «فينتاج»، كما يبرز فستانٌ بقصة قصيرة مزين بنقشة الشيفرون والترتر اللامع، وهو تصميمٌ يجسد تأثرها بأزياء الشخصية الخيالية التي ابتكرها المغني الراحل ديفيد بوي باسم «زيجي ستاردست» في ذلك الوقت.

طُرحت مجموعة من الإكسسوارات بألوان متنوعة لتكمل الأزياء وتضفي إطلالة متناسقة على صاحبتها (ماركس آند سبنسر)

إلى جانب الفساتين المنسابة، لم يتم تجاهُل شريحة تميل إلى دمج القطع المنفصلة بأسلوب يتماشى مع ذوقها وحياتها. لهؤلاء طُرحت مجموعة من الإكسسوارات والقطع المخصصة للحفلات، مثل كنزة من الدانتيل وبنطلونات واسعة بالأبيض والأسود، هذا عدا عن السترات المفصلة وقمصان الحرير التي يمكن تنسيقها بسهولة لحضور أي مناسبة مع أحذية وصنادل من الساتان بألوان شهية.

أرقام المبيعات تقول إن الإقبال على تشكيلات أيقونات الموضة جيد، بدليل أن ما طرحته كايت موس لمحلات «زارا» منذ أسابيع يشهد إقبالاً مدهشاً؛ كونه يتزامن أيضاً مع قرب حلول أعياد رأس السنة. ما نجحت فيه موس وميلر أنهما ركَزا على بيع أسلوبهما الخاص. رائحة السبعينات والـ«بوهو» يفوح منها، إلا أنها تتوجه إلى شابة في مقتبل العمر، سواء تعلق الأمر بفستان سهرة طويل أو جاكيت «توكسيدو» أو بنطلون واسع أو حذاء من الجلد.

رغم ما لهذه التعاونات من إيجابيات على كل الأطراف إلا أنها لا تخلو من بعض المطبات، عندما يكون النجم مثيراً للجدل. ليس أدلَّ على هذا من علاقة «أديداس» وعلامة «ييزي» لكيني ويست وما تعرضت له من هجوم بسبب تصريحات هذا الأخير، واتهامه بمعاداة السامية. لكن بالنسبة إلى ريهانا وفيكتوريا بيكهام وسيينا ميلر وكايت موس ومثيلاتهن، فإن الأمر مضمون، لعدم وجود أي تصريحات سياسية لهن أو مواقف قد تثير حفيظة أحد. كل اهتمامهن منصبٌّ على الأناقة وبيع الجمال.