تونس تحيي الذكرى الخامسة لثورة الياسمين بتكريم رباعي «نوبل»

الشرطية التي تسببت في اندلاع ثورات الربيع لـ {الشرق الأوسط}: لم أصفع البوعزيزي.. والقضاء برأني

تونس تحيي الذكرى الخامسة لثورة الياسمين بتكريم رباعي «نوبل»
TT

تونس تحيي الذكرى الخامسة لثورة الياسمين بتكريم رباعي «نوبل»

تونس تحيي الذكرى الخامسة لثورة الياسمين بتكريم رباعي «نوبل»

تحيي تونس اليوم في مدينة سيدي بوزيد (وسط) الذكرى الخامسة لاندلاع ثورة 2011، في انتظار حسم الجدل حول أولوية الاحتفال بيوم بداية الثورة 17 ديسمبر (كانون الأول)، أم 14 يناير (كانون الثاني) تاريخ فرار بن علي.
ومن المنتظر تكريم الرباعي التونسي الفائز بجائزة نوبل للسلام، ممثلا في نقابة العمال، ونقابة رجال الأعمال، ونقابة المحامين، والرابطة التونسية لحقوق الإنسان في مدينة سيدي بوزيد، مهد الثورة التونسية. وتحتفل سيدي بوزيد بهذه المناسبة في أجواء يخيم عليها انتظار برامج حكومية موجهة للتنمية والتشغيل، وتسترجع مراحل اندلاع الشرارة الأولى للثورة بعد إقدام الشاب محمد البوعزيزي (26 سنة) على حرق نفسه أمام مقر الولاية (المحافظة)، احتجاجا على ظروفه الاجتماعية الصعبة، ومنعه من بيع بعض الفواكه في الطريق العام.
ودعت أطراف نقابية بهذه المناسبة إلى إقرار يوم 17 ديسمبر يوم عطلة رسمية على المستوى الوطني، غير أن هذا القرار لم يجد طريقه إلى التنفيذ من قبل السلطات الرسمية. ولم يحضر ممثلون عن الحكومة التونسية خلال الاحتفالات السابقة بالذكرى الثالثة والرابعة لمشاركة سكان مدينة سيدي بوزيد احتفالاتهم بهذه المناسبة، في ظل إحساس عام مفاده أن الثورة لم تقدم كثيرا لأبناء الجهات المحرومة، ومن بينها محافظة سيدي بوزيد.
وفي هذا الشأن، قال سالم البوعزيزي، شقيق محمد البوعزيزي مفجر الثورة، لـ«الشرق الأوسط» إن أغلب الفئات الفقيرة باتت تشعر باليأس والإحباط، ولا ترى بصيص أمل في آخر النفق نتيجة تواتر الوعود الانتخابية والحكومية، دون تنفيذ جدي على أرض الواقع، مشيرا إلى إحساس الناس بالغبن، وخصوصا البسطاء نتيجة غلاء المعيشة، وارتفاع نسبة البطالة بين الشباب، خصوصا بين خريجي المؤسسات الجامعية.
من جهتها نفت الشرطية التونسية فايدة حمدي التي اتهمت بصفع البوعزيزي في 17 ديسمبر، أن تكون قامت بتلك الفعلة، مؤكدة أن القضاء برأها منها. وفادية هي اليوم عنصر في شرطة بلدية بمدينة سيدي بوزيد وقد عادت إلى عملها بعد أن قضت 3 أشهر و20 يوما في السجن قبل أن تثبت براءتها ويطلق سراحها.
وقالت فايدة حمدي لـ«الشرق الأوسط» إنها لم تصفع البوعزيزي وإن الإعلام هو الذي روج المعلومة الكاذبة لتنتشر بسرعة ولم يكن بإمكان أحد أن ينفيها. صورة الحادثة كما روتها فايدة تتمثل في أنها كانت مطالبة هي والفريق المرافق لها برصد المخالفات وحجز السلع المخالفة للقوانين.
وأضافت: «البوعزيزي كان يعرض الغلال (تفاح وكمثرى وموز) على عربة في الشارع، وهو شكل من أشكال التجارة الممنوعة، فكان الأمر يتطلب حجز السلعة، ولكن البوعزيزي رفض وامتنع عن التفريط في سلعته وافتك الميزان من يدي بعنف حتى أصبت بجروح في يدي وأصابعي». وأكدت أنها لم تصفعه، بينما حاول شقيق البوعزيزي الاعتداء عليها بالضرب كما تقول.
هذه الحادثة حدثت الساعة الحادية عشرة صباحا (يوم 17 ديسمبر 2010) بالسوق البلدية بمدينة سيدي بوزيد. حينها اتصلت فايدة بإدارتها عبر الهاتف للإعلام بالحادثة وطلب تعزيزات. وفي انتظار وصول التعزيزات ومع تواصل التوتر قال أحد الأشخاص (تبين لاحقا أنه خال البوعزيزي) إنها صفعته وإنه شاهد على ذلك.
ولما حضر فريق الشرطة البلدية إلى مكان الحادثة أخذوا معهم فايدة بينما طلب رئيس مركز الشرطة البلدية من البوعزيزي الالتحاق بهم إلى الإدارة، وهناك طلب من فايدة تحرير مخالفة تصدي للأعوان ضد البوعزيزي.
تقول فايدة إنها كانت وقتها في حالة غضب شديد وشعور بالقهر لأنها تعرضت لاعتداء بدني ولفظي أمام الناس، وقد عادت إلى المنزل لترتاح قليلا ثم تخرج بزي مدني. وفي الأثناء (نحو الساعة الواحدة ظهرا، أي بعد ساعتين من المشادة مع البوعزيزي) اتصل بها أحد زملائها ليعلمها أن محمد البوعزيزي قد أحرق نفسه، وقتها انتابها الخوف والشعور بأنها ستتهم بالتسبب في حرقه.
وتضيف فايدة حمدي أنها خضعت للاعتقال لمدة أربعة أيام في المخفر قضتها في حالة نفسية صعبة دون نوم، وجرى التحقيق معها على مدى ثماني ساعات نقلت بعدها إلى سجن قفصة حيث قضت ثلاثة أشهر وعشرين يوما في انتظار المحاكمة. وقد اضطرت إلى إخفاء صفتها في السجن خوفا من بطش السجينات، وقالت لهن إنها تشتغل معلمة لأنها سمعتهن يهددن المرأة التي صفعت البوعزيزي إذا سجنت معهن. وفي الأخير حكم القضاء لفائدتها بالبراءة لعدم وجود حجج إدانة، ولكن فايدة لا تزال إلى اليوم متأثرة بمخلفات فترة الإيقاف والسجن (آثار نفسية وبدنية)، فعمرها 49 سنة ومصابة بالرعشة وتعالج هذا المرض بمستشفى الأعصاب بتونس العاصمة.



تنديد يمني بتصفية الحوثيين أحد المعتقلين في تعز

مسلحون حوثيون خلال تجمع في صنعاء دعا إليه زعيمهم (رويترز)
مسلحون حوثيون خلال تجمع في صنعاء دعا إليه زعيمهم (رويترز)
TT

تنديد يمني بتصفية الحوثيين أحد المعتقلين في تعز

مسلحون حوثيون خلال تجمع في صنعاء دعا إليه زعيمهم (رويترز)
مسلحون حوثيون خلال تجمع في صنعاء دعا إليه زعيمهم (رويترز)

نددت الحكومة اليمنية بتصفية الحوثيين أحد المعتقلين المدنيين في أحد السجون الواقعة شرق مدينة تعز، واتهمت الجماعة بالتورط في قتل 350 معتقلاً تحت التعذيب خلال السنوات الماضية.

التصريحات اليمنية التي جاءت على لسان وزير الإعلام، معمر الإرياني، كانت بعد أيام من فرض الولايات المتحدة عقوبات على قيادي حوثي يدير المؤسسة الخاصة بملف الأسرى في مناطق سيطرة الجماعة.

معمر الإرياني وزير الإعلام والثقافة والسياحة في الحكومة اليمنية (سبأ)

ووصف الإرياني إقدام الحوثيين على تصفية المواطن أحمد طاهر أحمد جميل الشرعبي، في أحد معتقلاتهم السرية في منطقة الحوبان شرق تعز، بأنها «جريمة بشعة» تُضاف إلى سجل الجماعة الحافل بالانتهاكات والجرائم ضد الإنسانية، وتعكس طبيعتها الوحشية وعدم التزامها بأي قانون أو معايير إنسانية، وفق تعبيره.

وأوضح الوزير اليمني في تصريح رسمي أن الحوثيين اختطفوا الضحية أحمد الشرعبي، واحتجزوه قسرياً في ظروف غير إنسانية، قبل أن يطلبوا من أسرته، في 11 ديسمبر (كانون الأول) الحالي، الحضور لاستلام جثته بعد وفاته تحت التعذيب.

وقال إن هذا العمل الوحشي من قِبَل الحوثيين يظهر اللامبالاة بأرواح اليمنيين، ويعيد التذكير باستمرار مأساة الآلاف من المحتجزين والمخفيين قسراً في معتقلات الجماعة بما في ذلك النساء والأطفال.

وأشار وزير الإعلام اليمني إلى تقارير حكومية وثقت أكثر من 350 حالة قتل تحت التعذيب في سجون الحوثيين من بين 1635 حالة تعذيب، كما وثقت المنظمات الحقوقية -بحسب الوزير- تعرض 32 مختطفاً للتصفية الجسدية، بينما لقي آخرون حتفهم نتيجة الانتحار هرباً من قسوة التعذيب، و31 حالة وفاة بسبب الإهمال الطبي، وقال إن هذه الإحصاءات تعكس العنف الممنهج الذي تمارسه الميليشيا بحق المعتقلين وحجم المعاناة التي يعيشونها.

ترهيب المجتمع

اتهم الإرياني الحوثيين باستخدام المعتقلات أداة لترهيب المجتمع المدني وإسكات الأصوات المناهضة لهم، حيث يتم تعذيب المعتقلين بشكل جماعي وتعريضهم لأساليب قاسية تهدف إلى تدمير إرادتهم، ونشر حالة من الخوف والذعر بين المدنيين.

وطالب وزير الإعلام في الحكومة اليمنية المجتمع الدولي والأمم المتحدة ومنظمات حقوق الإنسان بمغادرة ما وصفه بـ«مربع الصمت المخزي»، وإدانة الجرائم الوحشية الحوثية التي تمثل انتهاكاً صارخاً للقانون الدولي والإنساني.

الحوثيون يتعمدون ترهيب المجتمع بالاعتقالات والتعذيب في السجون (رويترز)

ودعا الوزير إلى «ممارسة ضغط حقيقي على ميليشيا الحوثي» لإطلاق صراح كل المحتجزين والمخفيين قسرياً دون قيد أو شرط، وفرض عقوبات صارمة على قيادات الجماعة وتصنيفها «منظمة إرهابية عالمية».

وكانت الولايات المتحدة فرضت قبل أيام عقوبات على ما تسمى «لجنة شؤون الأسرى» التابعة للحوثيين، ورئيسها القيادي عبد القادر حسن يحيى المرتضى، بسبب الارتباط بانتهاكات جسيمة لحقوق الإنسان في اليمن.

وتقول الحكومة اليمنية إن هذه المؤسسة الحوثية من أكبر منتهكي حقوق الإنسان وخصوصاً رئيسها المرتضى الذي مارس خلال السنوات الماضية جرائم الإخفاء القسري بحق آلاف من المدنيين المحميين بموجب القوانين المحلية والقانون الدولي الإنساني.