الصليب الأحمر يجمد عمله في اليمن بعد اختطاف مسؤولة بمكتب صنعاء

خارجية تونس تنسق الجهود لإطلاق نوران حواص

الصليب الأحمر يجمد عمله في اليمن بعد اختطاف مسؤولة بمكتب صنعاء
TT

الصليب الأحمر يجمد عمله في اليمن بعد اختطاف مسؤولة بمكتب صنعاء

الصليب الأحمر يجمد عمله في اليمن بعد اختطاف مسؤولة بمكتب صنعاء

جمّدت اللجنة الدولية للصليب الأحمر في اليمن أعمالها، بعد اختطاف مسلحين مجهولين، مسؤولة في اللجنة تونسية الجنسية، أثناء ذهابها إلى مقر عملها في صنعاء، وتوقع عدنان حزام المتحدث باسم اللجنة في اليمن أن تؤثر هذه الحادثة على عمليات الصليب الأحمر الإنسانية في البلاد التي تعيش معارك وصراعات يومية.
وقال نوفل العبيدي مسؤول الإعلام بوزارة الشؤون الخارجية التونسية: «إن الوزارة تعمل حاليًا بالتنسيق مع المسؤولين في اللجنة الدولية للصليب الأحمر بجنيف، للإفراج عن الموظفة التونسية»، موضحًا في تصريحات صحافية أن الموظفة تدعى نوران حواص، ولم يتسنّ الوصول إلى معرفة الجهة الخاطفة.
وذكر عدنان حزام المتحدث باسم اللجنة في اليمن، في اتصال هاتفي مع «الشرق الأوسط»: «أوقفنا أعمالنا بشكل كامل، ونحاول الوصول إلى معلومات عن مكان اختطاف الموظفة التي تعمل في مكتبنا، ونبذل الجهود لإطلاق سراحها»، موضحا أن اللجنة تواصلت مع السلطات والأجهزة الأمنية لمعرفة دوافع الخاطفين وهوياتهم، لكنها لم تصل إلى شيء.
وأضاف: «نناشد الجميع بأن يبذلوا جهودهم لإطلاق سراح الموظفة المختطفة»، معتبرا أن توقف أعمال اللجنة سيؤثر على الأنشطة الإنسانية والإغاثية في البلاد، خصوصا أن اللجنة كانت تعمل على التواصل مع جميع الأطراف المتصارعة من أجل مساعدة اليمنيين، وقدمت الكثير لإنقاذ حياة المحتاجين.
واختطف مسلحون مجهولون نوران حواص، منسقة قسم الحماية في اللجنة الدولية في اليمن، أول من أمس، مع مرافقها اليمني الذي أطلق سراحه بعد ساعات من الاختطاف، وقال رئيس بعثة اللجنة الدولية في اليمن، أنطوان غراند: «لا نعلم من وراء هذا الاختطاف، ولكنني أناشد من يقفون وراءه إطلاق سراح زميلتنا في أسرع وقت».
وأضاف: «موجودون في اليمن لتأمين المساعدة الإنسانية للمدنيين المحتاجين، وأعمال كهذه ضد العاملين الإنسانيين من شأنها أن تصعّب علينا عملية مساعدة الأشخاص الذين هم في أمسِّ الحاجة للمساعدة».
وتابع رئيس بعثة اللجنة الدولية في اليمن: «سبق أن استهدفت اللجنة الدولية، في حوادث عنف، راح ضحيتها موظفان اثنان، بينما كانا يسافران في قافلة ما بين صعدة وصنعاء، على يد مسلحي الحوثي في شهر سبتمبر (أيلول) الماضي، ويعمل الصليب الأحمر في اليمن منذ أكثر من خمسين عامًا، ونفذت أعمالا إغاثية في المناطق الساخنة بدوافع إنسانية، كما تعرض مكتب اللجنة في عدن لعملية نهب وإطلاق رصاص في أواخر أغسطس (آب)، ووقف معظم أنشطتنا هناك».
وقال أنطوان غراند: «تكررت عمليات الاختطاف في ظل سيطرة الانقلابيين على صنعاء، الذين يسيطرون على العاصمة ويفرضون عليها طوقًا أمنيًا عبر نقاط التفتيش التي نشروها على مداخل وشوارع المدينة التي تضم ثلاثة ملايين نسمة، وتحوّلت عمليات الاختطاف خلال نظام الرئيس السابق إلى ظاهرة يلجأ إليها مسلحون قبليون للمطالبة بفدية مالية أو تحقيق مصالح شخصية».
وفي سياق العمليات العسكرية، قصفت طائرات التحالف العربي، أمس، معسكر الاستقبال في منطقة همدان، شمال غربي العاصمة صنعاء، الذي تسيطر عليه ميليشيات الحوثي وصالح، ويعد من أكبر المعسكرات التي تحيط بصنعاء، وكثفت طائرات التحالف غاراتها خلال اليومين الماضيين على معسكرات الحوثي وصالح، بعد توقف لأكثر من أسبوعين، وتركزت الغارات على معسكرات دار الرئاسة وجبل النهدين، التي تضم أنفاقا وخنادق ومخازن سلاح أنشأها صالح خلال العشر سنوات الماضية، كما استهدف التحالف مواقع ومخازن أسلحة في منطقة المحاقرة، وغارة أخرى في منطقة عمد بمنطقة سنحان، مسقط رأس صالح.
وفي محافظة ذمار جنوب صنعاء، هاجمت المقاومة الشعبية في إقليم آزال تعزيزات لميليشيات الحوثي وصالح، في مديرية جهران، أثناء توجهها إلى محافظة تعز، وأوضح المكتب الإعلامي للمقاومة في بيان صحافي (تلقت الشرق الأوسط نسخة منه) أن مقاتلي المقاومة نصبوا كمينا للتعزيزات في منطقة رصابة، على الطريق العام الذي يربط العاصمة صنعاء بذمار، وأسفر الهجوم عن سقوط إصابات في صفوف المسلحين.
وتعد محافظة ذمار منطقة استراتيجية تمثل جسر عبور للإمدادات العسكرية للميليشيات، واحتفظ صالح فيها بمعسكرات كبيرة تضم مختلف الأسلحة الثقيلة من الدبابات والصواريخ، وقوات الحرس الجمهوري.



«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
TT

«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)

وسط حديث عن «تنازلات» وجولات مكوكية للمسؤولين، يبدو أن إسرائيل وحركة «حماس» قد اقتربتا من إنجاز «هدنة مؤقتة» في قطاع غزة، يتم بموجبها إطلاق سراح عدد من المحتجزين في الجانبين، لا سيما مع تداول إعلام أميركي أنباء عن مواقفة حركة «حماس» على بقاء إسرائيل في غزة «بصورة مؤقتة»، في المراحل الأولى من تنفيذ الاتفاق.

وتباينت آراء خبراء تحدثت إليهم «الشرق الأوسط»، بين من أبدى «تفاؤلاً بإمكانية إنجاز الاتفاق في وقت قريب»، ومن رأى أن هناك عقبات قد تعيد المفاوضات إلى المربع صفر.

ونقلت صحيفة «وول ستريت جورنال» الأميركية، عن وسطاء عرب، قولهم إن «حركة (حماس) رضخت لشرط رئيسي لإسرائيل، وأبلغت الوسطاء لأول مرة أنها ستوافق على اتفاق يسمح للقوات الإسرائيلية بالبقاء في غزة مؤقتاً عندما يتوقف القتال».

وسلمت «حماس» أخيراً قائمة بأسماء المحتجزين، ومن بينهم مواطنون أميركيون، الذين ستفرج عنهم بموجب الصفقة.

وتأتي هذه الأنباء في وقت يجري فيه جيك سوليفان، مستشار الأمن القومي للرئيس الأميركي، محادثات في تل أبيب مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الخميس، قبل أن يتوجه إلى مصر وقطر.

ونقلت «رويترز» عن دبلوماسي غربي قوله إن «الاتفاق يتشكل، لكنه على الأرجح سيكون محدود النطاق، ويشمل إطلاق سراح عدد قليل من الرهائن ووقف قصير للأعمال القتالية».

فلسطينيون بين أنقاض المباني المنهارة في مدينة غزة (أ.ف.ب)

في حين أشار القيادي في «حماس» باسم نعيم إلى أن «أي حراك لأي مسؤول أميركي يجب أن يكون هدفه وقف العدوان والوصول إلى صفقة لوقف دائم لإطلاق النار، وهذا يفترض ممارسة ضغط حقيقي على نتنياهو وحكومته للموافقة على ما تم الاتفاق عليه برعاية الوسطاء وبوساطة أميركية».

ومساء الأربعاء، التقى رئيس جهاز المخابرات الإسرائيلي، ديفيد برنياع، مع رئيس الوزراء القطري، الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، في الدوحة؛ لبحث الاتفاق. بينما قال مكتب وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، في بيان، إنه «أبلغ وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن في اتصال هاتفي، الأربعاء، بأن هناك فرصة للتوصل إلى اتفاق جديد يسمح بعودة جميع الرهائن، بمن فيهم المواطنون الأميركيون».

وحال تم إنجاز الاتفاق ستكون هذه هي المرة الثانية التي تتم فيها هدنة في قطاع غزة منذ بداية الحرب في 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023. وتلعب مصر وقطر والولايات المتحدة دور الوساطة في مفاوضات ماراثونية مستمرة منذ نحو العام، لم تسفر عن اتفاق حتى الآن.

وأبدى خبير الشؤون الإسرائيلية بـ«مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية» الدكتور سعيد عكاشة «تفاؤلاً حذراً» بشأن الأنباء المتداولة عن قرب عقد الاتفاق. وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «التقارير تشير إلى تنازلات قدمتها حركة (حماس) بشأن الاتفاق، لكنها لا توضح نطاق وجود إسرائيل في غزة خلال المراحل الأولى من تنفيذه، حال إقراره».

وأضاف: «هناك الكثير من العقبات التي قد تعترض أي اتفاق، وتعيد المفاوضات إلى المربع صفر».

على الجانب الآخر، بدا أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس السياسي الفلسطيني، الدكتور أيمن الرقب، «متفائلاً بقرب إنجاز الاتفاق». وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «هناك حراكاً أميركياً لإتمام الصفقة، كما أن التقارير الإسرائيلية تتحدث عن أن الاتفاق ينتظر الضوء الأخضر من جانب تل أبيب و(حماس) لتنفيذه».

وأضاف: «تم إنضاج الاتفاق، ومن المتوقع إقرار هدنة لمدة 60 يوماً يتم خلالها الإفراج عن 30 محتجزاً لدى (حماس)»، مشيراً إلى أنه «رغم ذلك لا تزال هناك نقطة خلاف رئيسية بشأن إصرار إسرائيل على البقاء في محور فيلادلفيا، الأمر الذي ترفضه مصر».

وأشار الرقب إلى أن «النسخة التي يجري التفاوض بشأنها حالياً تعتمد على المقترح المصري، حيث لعبت القاهرة دوراً كبيراً في صياغة مقترح يبدو أنه لاقى قبولاً لدى (حماس) وإسرائيل»، وقال: «عملت مصر على مدار شهور لصياغة رؤية بشأن وقف إطلاق النار مؤقتاً في غزة، والمصالحة الفلسطينية وسيناريوهات اليوم التالي».

ويدفع الرئيس الأميركي جو بايدن والرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب، من أجل «هدنة في غزة»، وكان ترمب طالب حركة «حماس»، في وقت سابق، بإطلاق سراح المحتجزين في غزة قبل توليه منصبه خلفاً لبايدن في 20 يناير (كانون الثاني) المقبل، وإلا فـ«الثمن سيكون باهظاً».