* لقاح الإنفلونزا.. بين الخيار والواجب
* سئلت مرارا عن أهمية أخذ التطعيم ضد الإنفلونزا، وما جدوى ذلك إن كان الشخص يصاب بالإنفلونزا حتى بعد التطعيم؟
أمر منطقي أن يتم التساؤل عما نشك في جدواه أو نجهل حقيقته، إنما من غير المنطقي أن يصر البعض على عدم أخذ التطعيم بناء على إشاعات أو مقالات غير مبنية على أسس علمية.
إن مسألة التطعيم ضد الأمراض المعدية ومنها الإنفلونزا تتعدى الحرية الشخصية، وتعتبر واجبا وطنيا نلتزم به من أجل حماية المجتمع وأفراده من مرض قضى على ملايين البشر سابقا، وما زال يهدد فئات منهم في الوقت الحالي.
إن ضرر الإصابة بالإنفلونزا لا يقتصر على الشخص المصاب بل يتعدى إلى الغير وقد يؤدي إلى إزهاق الأرواح، لذلك فمسألة الخيار في أخذ لقاح الإنفلونزا أصبحت ثانوية.
إن الموسم الحالي لانتشار الإنفلونزا الموسمية يشهد زيادة ملحوظة في عدد الحالات مقارنة بالأعوام الثلاثة السابقة. كما وإن النشاط العام للإنفلونزا يعود لأنماط بشرية، ووجد أن الزيادة المرصودة هي من سلالة H1N1.
وعليه فقد قامت وزارة الصحة بحملات ميدانية تعرف بهذا المرض، وتدعو إلى تحصين المواطنين والمقيمين على حد سواء لكبح جماحه والحد من انتشاره، خاصة بعد أن أظهرت الإحصاءات حدوث وفيات بلغت 35 حالة منذ بداية 2015 بين المصابين وعددهم أكثر من 14 ألف حالة إنفلونزا مبلغة للوزارة. وتطعيم الإنفلونزا المستخدم حاليا يحتوي على السلالات الثلاث من فيروس الإنفلونزا الأكثر انتشارا في العالم ومن ضمنها سلالة H1N1.
إن فترة بقاء فيروس الإنفلونزا على الأسطح الصلبة غير المسامية مثل «ستنلستيل» والبلاستيك تتراوح بين 24 - 48 ساعة، ومدة بقائها على الملابس والورق والأقمشة من 8 - 12 ساعة، ومدة بقائها على الأيدي 5 دقائق.
وتؤكد وزارة الصحة أن التطعيم آمن، وتنصح بإعطائه سنويا وفقا لتوصيات مراكز مراقبة الأمراض CDC خاصة للفئات ذات الخطر الأعلى للإصابة بالمرض وهم:
* مرضى السكري.
* المرضى الذين يعانون من الربو أو الأمراض الرئوية المزمنة الأخرى.
* المصابون بأمراض القلب المزمنة.
* المصابون بأمراض الكلى المزمنة.
* المصابون بأمراض الكبد المزمنة.
* أمراض الجهاز العصبي المركزي.
* المصابون بضعف جهاز المناعة سواء الوراثي أو المكتسب (مثل الأورام وبعض الأدوية والعقاقير مثل الكورتيزون).
*الذين يعانون من السمنة المفرطة.
* النساء الحوامل.
*الذين يتناولون علاج الأسبرين لفترة طويلة.
*الأطفال من سن 6 أشهر إلى 5 سنوات.
*الفئة العمرية 50 سنة فأكثر.
*جميع العاملين في الرعاية الصحية من أطباء وفنيين وطاقم التمريض.
*الحجاج والمعتمرين قبل الذهاب إلى أداء مناسك الحج والعمرة.
ولا بد على المصابين بالإنفلونزا ارتداء الكمام الفمي الأنفي أثناء العمل والاختلاط بالآخرين.
** علاج البدانة جراحيًا للمراهقين
* ما زال قرار الحل الجراحي للتخلص من السمنة عند المراهقين يقابل بالتخوف من نتائج هذا النوع من الجراحات رغم تطورها. إلا أن معظم الدراسات التي أجريت في هذا الخصوص أظهرت فوائد على المدى الطويل لجراحات علاج البدانة عند المراهقين.
وقد أظهرت نتائج أحدث تلك الدراسات، وهي دراسة أميركية، عرضت نتائجها في إحدى «الجلسات العلمية» لمؤتمر جمعية القلب الأميركية American Heart Association الذي عقد في أورلاندو (بولاية فلوريدا) أن المراهقين البدناء يستفيدون، على المدى الطويل، من الحلول الجراحية للسمنة. ووجدت في الدراسة آثار إيجابية على الوزن وعلى مستوى الدهون في الدم حتى بعد مرور ثماني سنوات بعد الجراحة. وقام الباحثون، من المركز الطبي لمستشفى سينسيناتي للأطفال في ولاية أوهايو بدراسة حالة 50 مراهقا (متوسط أعمارهم 17) من الذين خضعوا للجراحة من أجل علاج البدانة، وقارنوها مع حالات 30 مراهقا من الذين كانوا يعانون من السمنة المفرطة (متوسط أعمارهم 15)، وبدلا من خضوعهم لعمليات جراحية، شاركوا في برنامج إدارة الوزن تحت إشراف طبي. وبعد سنة واحدة، وجد أن الذين واصلوا للمشاركة في البرنامج الغذائي هم فقط ثمانية من مجموع الـ30 مراهقا. وفي نهاية الفترة المحددة للمتابعة والتي استمرت ثماني سنوات، أظهرت الدراسة أن المرضى الذي أجريت لهم عمليات جراحية لإنقاص الوزن ما زالوا يتمتعون بانخفاض ملحوظ في الوزن ومستويات الدهون. كما وجد أيضا أن مؤشر كتلة الجسم انخفض بنسبة 32 في المائة، وانخفضت أيضا مؤشرات ارتفاع الدهون في الدم dyslipidaemia من 86 تقريبا إلى 38 في المائة. وبالنسبة للمجموعة الضابطة control group، فكان هناك زيادة في مؤشر كتلة الجسم بنسبة 6.2 في المائة، أما نسبة الدهون فلم تتغير. هذه النتائج تبرز أهمية تتبع المسار الصحي طويل الأجل لذوي السمنة من الأطفال، وتقترح إجراء العمليات الجراحية المناسبة لهم لعلاج البدانة لأنها، كما اتضح من الدراسة، مجدية وثابتة في تحسين النتائج على المدى الطويل للأطفال في سن المراهقة المصابين بالسمنة المفرطة.
استشاري في طب المجتمع
مدير مركز المساعدية التخصصي ـ مستشفى الملك فهد بجدة
[email protected]
بين الخطأ والصواب
بين الخطأ والصواب
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة