إذا كانت صناعة التقنية لديها ما تقوله عن فيديو الواقع الافتراضي، فإنها ستقول إنه قادم لا محالة - وسيبقى. وسيكون هناك قدر كبير من الأجهزة للاختيار بينها في ظل تطور الواقع الافتراضي خلال السنوات المقبلة. ومن المقرر أن تنتج شركة الواقع الافتراضي «أوكولوس» المملوكة لـ«فيسبوك» أول خوذة واقع افتراضي «أوكولوس ريفت» يتم ارتداؤها على الرأس مطلع العام المقبل، إلا أنها ستواجه منافسة شرسة من الشركات الأخرى مثل «إتش تي سي» و«فالف» و«سامسونغ».
كاميرات متطورة
لكن ما الذي سنشاهده عبر تلك الأجهزة؟ تريد شركة «لايترو» Lytro الأميركية - المتخصصة في إنتاج الكاميرات الرقمية، والمشتهرة بإنتاج أول كاميرا ترتكز على تقنية حقول الضوء «لايت فيلد»، التي تتيح إمكانية التقاط الصورة أولا والتركيز لاحقا - أن تساعد في تحفيز ثورة العالم الافتراضي من خلال تقديم محتوى فعلي يبرر شراء تلك الخوذة الفاخرة. وأعلنت الشركة أخيرا عن إنتاج «لايترو إميرج» Lytro Immerge - وهي كاميرا للمحترفين يبلغ نطاق تصويرها 360 درجة، ومصممة لالتقاط فيديو الواقع الافتراضي.
وهذه ليست منتجات استهلاكية على نطاق واسع؛ فلم تعلن ليترو عن السعر، لكنها قالت إن السوق المستهدفة هي الاستوديوهات ومحترفي الفيديو. وسوف تتكلف الكاميرا الآلاف لاستئجارها، ومئات الآلاف لشرائها.
ومع ذلك، هذا لا يتيح الفرصة للمزيد من الشركات لخلق محتوى خوذات العالم الافتراضي، لكنه حاسم لنجاح الواقع الافتراضي على نطاق أوسع. وبعد كل شيء، كما رأينا في أجهزة التلفزيون ثلاثية الأبعاد - وحتى أنظمة تلفزيون «4 كيه» - لا يقل المحتوى الذي يستفيد من الصيغ الجديدة في الأهمية عن امتلاك الجهاز نفسه.
وقال الرئيس التنفيذي لشركة ليترو، جيسون روزينتال: «يكون النجاح المطلق لحصول المستهلكين على الأجهزة مدفوعا بجودة المحتوى».
وأضاف روزينتال: «تم تصميم كاميرا إميرج لمعالجة أشياء كثيرة خاطئة ذات النطاق 360 في وقتنا الحاضر». على سبيل المثال، يحتاج مصورو الفيديو غالبا لجمع كثير من الصور للحصول على لقطات دائرية كاملة. وهذا الأمر يكون منفرا للمشاهدين. وفي وسط مثل الواقع الافتراضي يتعلق بشكل كامل بالانغماس في الصور، يعتبر أي شيء منفر، سيئا. ووفقا لروزينتال، إن نفس النوع من التقنية التي تستخدمها شركة لايترو لتصميم كاميراتها الفريدة من نوعها - التي تعمل على تحول تركيز المستهلك - تتيح للكاميرا التقاط العالم من حولها دون تنفير المشاهد.
وتتمثل مشكلة أخرى سائدة للواقع الافتراضي في أن الأجواء المحيطة يمكن أن تولد شعورا بالسكون التام، كما لو أنك تنتقل عبر صور مجمدة. ويمكن حتى لمشاريع الواقع الافتراضي المقنعة جدا أن تخلق شعورا محدودا
مشاهد حيوية
وذكر روزينتال أيضًا أن هذه التقنية تتيح لك الشعور بشكل أكبر كما لو أنك تنتقل عبر مشهد. وبينما أنت تتحرك أثناء مشاهدتك الفيديو، من المفترض أن تضبط لقطات كاميرا إميرج الضوء والظلال وفقًا لذلك. وبهذه الطريقة تشعر وكأنك جزء من العالم الافتراضي.
ومن المتوقع عرض كاميرات إميرج في الأسواق خلال الربع الأول من العام المقبل - ما يضعها في نفس الإطار الزمني مع خوذات أوكولوس ريفت. وبعد ألعاب الفيديو، يتوقع الكثيرون أن يكون فيديو الإنترنت هو الهدف المقبل للواقع الافتراضي.
وفي الحقيقة، تحدث الرئيس التنفيذي لشركة «فيسبوك»، مارك زوكربيرغ، عن ذلك الأمر حديثا، حيث أخبر المحللين بأن «الأمر التالي الذي سنفكر فيه هو أن نكون بارعين في الفيديو وتجارب الانغماس في العالم الافتراضي، ويمكن للإنسان خلق هذين الشيئين، مثل المحتوى الاجتماعي الذي يتشاركونه على موقع (فيسبوك) حاليا، وكذلك المحتوى الأكثر احترافية والممتاز، بالنمطين القصير والطويل».
*خدمة «واشنطن بوست»
خاص بـ «الشرق الأوسط»