ليبيا: حكومة الثني تشكك في مساعي بعثة الأمم المتحدة لتشكيل وزارة جديدة

قالت إن العاصمة طرابلس محتلة من قبل الميليشيات المسلحة

ليبيا: حكومة الثني تشكك في مساعي بعثة الأمم المتحدة لتشكيل وزارة جديدة
TT

ليبيا: حكومة الثني تشكك في مساعي بعثة الأمم المتحدة لتشكيل وزارة جديدة

ليبيا: حكومة الثني تشكك في مساعي بعثة الأمم المتحدة لتشكيل وزارة جديدة

شككت، أمس، الحكومة الانتقالية في ليبيا في جدوى مساعي الأمم المتحدة لتشكيل حكومة وفاق وطني جديدة، واعتبرت أن سيطرة ما وصفتها بالعصابات المسلحة، الخارجة عن سيطرة الدولة على مقاليد الأمور في العاصمة طرابلس، ستصعب من عمل هذه الحكومة.
وأعربت الحكومة التي يترأسها عبد الله الثني وتتخذ من مدينة البيضاء مقرًا لها في شرق البلاد، عن قلقها إزاء ما وصفته بالأحداث الحالية في العاصمة طرابلس، والمتمثلة في أعمال العنف التي تمارسها الميليشيات المسلحة الخارجة عن القانون، والتي نجم عنها مزيد من الدماء والخطف على الهوية.
ودعت الحكومة في بيان لها، أمس، أهالي العاصمة طرابلس، وخصوصًا المنطقة الغربية منها، إلى الوقوف صفًا واحدًا في مواجهة الميليشيات التي عاثت فسادًا في الأرض، كما طالبتهم بتقديم المساعدة ومد يد العون لقوات الجيش الموجودة بالمنطقة الغربية، حتى يتسنى لها القيام بواجبها في حماية المواطن ومؤسسات الدولة.
وحثت الحكومة بعثة الأم المتحدة للدعم في ليبيا على أن تأخذ بعين الاعتبار سيطرة هذه الميليشيات على العاصمة طرابلس، معتبرة أنه لا يمكن لأي حكومة أن تمارس عملها من داخل العاصمة في ظل وجود العصابات المسلحة الخارجة عن سيطرة الدولة.
ودعت مجددًا المجتمع الدولي إلى رفع الحظر المفروض على تسليح الجيش الليبي، الذي قالت إنه يخوض معارك ضد الجماعات الإرهابية والمسلحة التي عاثت في الأرض فسادًا.
وكانت الخلافات المفاجئة بين الميليشيات التي تتنازع السيطرة منذ العام الماضي على العاصمة طرابلس، قد اندلعت مؤخرًا وأسفرت عن تبادل لطلاق النار بين ميليشيات تابعة لمصراتة وأخرى مناوئة لها، علمًا بأنها جميعًا تعمل تحت اسم عملية «فجر ليبيا» المتطرفة.
في غضون ذلك، استمر الجيش الليبي أمس في الإعلان عن تقدم قواته في المواجهات ضد المتطرفين في مدينة بنغازي بشرق البلاد، في حين قصفت طائرات حربية من طراز «ميغ 23» مواقع تابعة للجماعات الإرهابية في محور بوعطني بالمدينة.
وقال ناصر الحاسي الناطق باسم غرفة عمليات الكرامة في بنغازي، إن الطائرات استهدفت الجماعات المسلحة بعد محاولتها التقدم في محور بوعطني، موضحًا أن قوات الجيش أجبرت هذه الميليشيات على التراجع بعد توجيه ضربة موجعة لها.
وكان الجيش قد أعلن أن طائرته العمودية رعد قصفت، مساء أول من أمس، جرافة، حاولت الخروج من ميناء المريسة ببنغازي وعلى متنها بعض المتطرفين.
وقتل 3 جنود من الكتيبة 153 توكرة عند محور بوعطني خلال المعارك الدامية هناك، بينما أعلن مسؤول عسكري، أن كتيبة التوحيد السلفية حققت تقدمًا كبيرًا، وسيطرت على مساحات جديدة بمنطقة مجاورة.
من جهتها، دعت فيدريكا موغيريني، الممثلة السامية للسياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي، نائبة رئيس المفوضية الأوروبية، جميع الأطراف الليبية إلى العمل بـ«شكل بنّاء» مع مارتن كوبلر الممثل الجديد للأمين العام للأمم المتحدة في ليبيا. وقالت موغيريني في بيان نشره الموقع الرسمي لبعثة الاتحاد الأوروبي، إن «العمل معًا من أجل السلام والأمن والازدهار هو الهدف الذي حدده مارتن كوبلر عند توليه منصبه كممثل خاص جديد للأمين العام في ليبيا، ورئيس بعثة الأمم المتحدة، ونحن نشاطره هذا الهدف».
وتابعت موضحة: «أدعو جميع الأطراف الليبية إلى العمل بشكل بناء مع الأمم المتحدة لاستعادة السلام والاستقرار في بلادهم، فالشعب الليبي يستحق ذلك، وخاصة أن الأزمة جلبت الكثير من المعاناة لليبيين، وإنها تشكل خطرًا متزايدًا على جميع جيرانها والمنطقة»، مشيرة إلى أنها تحدثت مع مارتن كوبلر حينما كان يتولى منصبه. وقالت إنها تتطلع إلى العمل معه عن كثب للتوصل إلى حل للأزمة في ليبيا، بناءً على التقدم الذي تحقق بالفعل في العام الماضي.
وكان الألماني كوبلر الممثل الخاص الجديد للأمين العام للأمم المتحدة، قد تسلم مهامه رسميًا الثلاثاء الماضي، مبعوثًا جديدًا خلفًا للإسباني برناردينو ليون. وأكد كوبلر في أول تصريحات له عزمه خلال الأيام المقبلة الاستماع إلى أعضاء الحوار السياسي ومجلس الرئاسة المقترح، إضافة إلى غيرهم من الشركاء الليبيين، وذلك لمعالجة العدد الصغير المتبقي من القضايا العالقة وإنجازها، معربًا عن استعداده مناقشة المسائل ذات الصلة بالأمن مع مختلف الجهات الليبية الفاعلة.



مخابز خيرية في صنعاء تتعرض لحملة تعسف حوثية

يمنيون يتجمعون أمام مخبز في صنعاء للحصول على أرغفة مجانية (الشرق الأوسط)
يمنيون يتجمعون أمام مخبز في صنعاء للحصول على أرغفة مجانية (الشرق الأوسط)
TT

مخابز خيرية في صنعاء تتعرض لحملة تعسف حوثية

يمنيون يتجمعون أمام مخبز في صنعاء للحصول على أرغفة مجانية (الشرق الأوسط)
يمنيون يتجمعون أمام مخبز في صنعاء للحصول على أرغفة مجانية (الشرق الأوسط)

استهلت جماعة الحوثيين شهر رمضان بتنفيذ حملات تعسف ضد أفران الخبز الخيرية بالعاصمة المختطفة صنعاء، وذلك في سياق إعاقتها المتكررة للأعمال الإنسانية والخيرية الرامية للتخفيف من حدة معاناة اليمنيين بالمناطق الخاضعة لسيطرتها.

وتحدثت مصادر محلية في صنعاء لـ«الشرق الأوسط»، عن بدء مشرفين حوثيين برفقة مسلحين يتبعون ما تسمى «هيئة الزكاة الحوثية» تنفيذ حملات دهم بحق مخابز خيرية تتبع مبادرات تطوعية ومؤسسات خيرية ورجال أعمال في مديريات متفرقة بصنعاء، لإرغام العاملين فيها على دفع إتاوات، أو تعرضها للإغلاق والمصادرة.

وأكدت المصادر أن الحملة المباغتة استهدفت في أول يوم من انطلاقها 14 مخبزاً خيرياً في أحياء بيت معياد وبير عبيد والجرداء والقلفان والسنينة ومذبح بمديريتي السبعين ومعين بصنعاء، وأسفرت عن إغلاق 4 مخابز منها لرفضها دفع إتاوات، بينما فرضت على البقية دفع مبالغ مالية يتم توريدها إلى حسابات ما تسمى «هيئة الزكاة».

اتساع رقعة الجوع يجبر آلاف اليمنيين للاعتماد على المبادرات الإنسانية (أ.ف.ب)

وأثار الاستهداف الحوثي موجة غضب واسعة في أوساط السكان والناشطين في صنعاء، الذين أبدوا استنكارهم الشديد لقيام الجماعة بابتزاز المخابز الخيرية، رغم أنها مُخصصة للعمل التطوعي والخيري، وإشباع جوع مئات الأسر المتعففة.

استهداف للفقراء

واشتكى عاملون في مخابز خيرية طاولها استهداف الحوثيين في صنعاء، لـ«الشرق الأوسط»، من تكثيف حملات التعسف ضد المخابز التي يعملون فيها، وأكدوا أن الحملة التي شنتها الجماعة أجبرتهم على دفع إتاوات، بينما هددت أخرى بالإغلاق حال عدم الاستجابة لأوامرها.

واتهم العاملون الجماعة الحوثية بأنها تهدف من خلال حملات التعسف لتضييق الخناق على فاعلي الخير والمؤسسات والمبادرات التطوعية الإنسانية والخيرية بغية منعهم من تقديم أي دعم للفقراء الذين تعج بهم المدن كافة التي تحت قبضتها.

امرأة في صنعاء تبحث في برميل القمامة عن علب البلاستيك لجمعها وبيعها (الشرق الأوسط)

ويزعم الانقلابيون الحوثيون أن حملتهم تستهدف الأفران التي تقوم بتوزيع الخبز خلال رمضان للفقراء بطريقة تصفها الجماعة بـ«المخالفة»، ودون الحصول على الإذن المسبق من «هيئة الزكاة»، والمجلس الأعلى للشؤون الإنسانية التابع لها، والمخول بالتحكم في المساعدات.

وبينما حذرت مصادر إغاثية من مغبة استمرار الاستهداف الحوثي للمخابز الخيرية لما له من تأثير مباشر على حياة ومعيشة مئات الأسر الفقيرة، اشتكت عائلات فقيرة في صنعاء من حرمانها من الحصول على الخبز نتيجة حملات التعسف الأخيرة بحق الأفران.

وتؤكد المصادر الإغاثية أن التعسف الحوثي يستهدف الفقراء والمحتاجين في عموم مناطق سيطرة الجماعة من خلال مواصلة انتهاج سياسات الإفقار والتجويع المتعمدة، والسعي إلى اختلاق مبررات تهدف إلى حرمانهم من الحصول على أي معونات غذائية أو نقدية.

نقص الغذاء

ويتزامن هذا الاستهداف الانقلابي مع تحذيرات دولية حديثة من نقص الغذاء في اليمن حتى منتصف العام الحالي.

وفي تقرير حديث لها، نبَّهت «شبكة الإنذار المبكر من المجاعة» إلى أن ملايين اليمنيين سيعانون من عجز حقيقي في استهلاك الغذاء حتى منتصف العام الحالي على الأقل، حيث تستمرُّ الصدمات الاقتصادية الكلية، الناجمة عن الصراع المستمر في البلاد، في تقييد وصول الأسر بشدة إلى الغذاء.

يمنيات أمام بوابة أحد المطاعم في صنعاء للحصول على وجبة مجانية (الشرق الأوسط)

ولفتت الشبكة المعنية بمراقبة أوضاع الأمن الغذائي في العالم والتحذير من المجاعة إلى أن مجموعة من المناطق تحت سيطرة الحوثيين لا تزال تواجه نتائج الطوارئ، وهي «المرحلة 4» من التصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي، أي على بُعد مرحلة واحدة من المجاعة.

واعتاد الانقلابيون الحوثيون منذ سنوات أعقبت الانقلاب والحرب، على استخدام مختلف الأساليب والطرق لتضييق الخناق على الجمعيات والمبادرات المجتمعية الإنسانية والخيرية، بغية حرمان اليمنيين من الحصول على أي مساعدات قد تبقيهم على قيد الحياة.