لم تتوقف الحكومة السعودية عن محاربة الإرهاب داخل أراضيها، والتصدي له، وتجفيف منابع تمويله، وتحصين حدودها البرية تحسبًا من التسلل، بل ساعدت الدول الغربية في تزويدها بالمعلومات الأمنية للتحذير، وأحذ الحيطة من وقوع هجمات إرهابية، بعضها كانت على وشك التنفيذ، وذلك منذ اندلاع الهجمات الإرهابية التي تعرضت لها السعودية في 12 مايو (أيار) 2003، حينما استهدف تنظيم القاعدة، ثلاثة مجمعات سكنية في شرق العاصمة الرياض، وراح ضحيتها عدد من المواطنين والمقيمين.
وزودت السلطات الأمنية في السعودية، نظيراتها في الدول العربية، وبعض دول أوروبا وأيضًا أميركا، بالمعلومات حينما تحصل عليها الأجهزة الأمنية من خلال التحقيقات التي تجريها مع كل من تقبض عليهم من المتورطين في التنظيمات الإرهابية المختلفة مثل «القاعدة» و«داعش» و«النصرة»، وأكدت على ضرورة أخذ الحيطة والحذر، لا سيما أن رجال الأمن السعودي ساهموا في إحباط كثير من المخططات، بعضها كان على وشك التنفيذ، والآخر كان لا يزال مخططها قائما.
وتتعاون الأجهزة الأمنية السعودية مع مختلف دول العالم في مجال محاربة الإرهاب، لا سيما وأن الرياض، تعرضت لهجمات مدبرة من التنظيمات الإرهابية تدار من الخارج، الأمر الذي أدى إلى التعامل مع تلك الهجمات بحزم، من خلال التصدي لها من جهة، ومعالجة الفكر التكفيري من جهة أخرى.
وعقدت السعودية مؤتمرًا عالميًا لمكافحة الإرهاب، واقترحت في قمة العشرين بتركيا إنشاء مركز دولي لمكافحة «الإرهاب» تحت مظلة الأمم المتحدة.
وبحسب معلومات حصلت عليها «الشرق الأوسط»، أقر أحد قياديي تنظيم القاعدة، واسمه صالح القرعاوي (سعودي الجنسية)، أنه تعرف خلال وجوده في إيران على تحسين الكردي، وهو عراقي كردي، أبلغه أن هناك عملية تفجير ساهم في إعدادها في إيران، وهي على وشك التنفيذ. ويتضمن المخطط استخدام طائرة ركاب تقلع من مطار طهران، ومن هناك يستطيع تحسين الكردي إركاب شخص يحمل مواد متفجرة سائلة معه عن طريق شخص مسؤول يعمل في مطار طهران له علاقة به يسهل له المرور. ويكون خط سير الرحلة من طهران إلى دبي (ترانزيت)، بحيث يتم نزول الركاب في مطار دبي، دون مغادرتهم ولن يتم تفتيشهم هناك أثناء عودتهم للطائرة، بما فيهم الراكب حامل المتفجرات، وتواصل الرحلة سفرها إلى بريطانيا على أن يفجر ذلك الشخص ما بحوزته بمطار «هيثرو» حال وصوله. وعندها يتم الإعلان بتبني كتائب عبد الله عزام ذلك العمل.
وأضاف أن «العمل استهدف ضرب مصالح اقتصادية وسياسية تؤثر على بريطانيا اقتصاديًا وأمنيًا، خصوصًا أن ارتباط دولة الإمارات بذلك العمل قد يدفع لندن إلى إجلاء رعاياها».
من جهته، طرح عنصر في التنظيم الإرهابي، يدعى محمد الغامدي، تبني فكرة المساهمة في تطوير بعض أجهزة الراديو ورفع مستوى التردد والذبذبة فيها خلال وجوده في أفغانستان، وزرعها في الطائرات في أميركا وبريطانيا، بحيث يتم التشويش كليًا على الأجهزة الإلكترونية لتلك الطائرات، وبالتالي تُفقد السيطرة عليها. وهي فكرة ممكنة إلكترونيًا، وهذه العملية لم يتم استعمالها من قبل ويصعب السيطرة عليها قبل دخولها الطائرة وأثناء عملها داخلها.
وكان ديفيد كاميرون، رئيس الوزراء البريطاني، أكد في فبراير (شباط) الماضي، أن السعودية قدمت معلومات مهمة ساعدت في إنقاذ أرواح مواطنين بريطانيين، مشددًا على أهمية الحفاظ على علاقة بلاده مع السعودية، وأن هناك تعاونًا أمنيًا بين البلدين لمكافحة الإرهاب. ونقلت بعض التقارير الإعلامية، رفضت السلطات البريطانية تأكيدها لما تحمله من حساسية أمنية، ما مفاده أن السعودية ساهمت في إفشال ما لا يقل عن 80 في المائة من المخططات الإرهابية التي استهدفت بريطانيا.
ويذكر أن تنظيم القاعدة في اليمن، كان يخطط، في أكتوبر (تشرين الأول) 2010، لعمليات إرهابية في بريطانيا وأميركا، عبر طردين يحتويان على مواد متفجرة على متن طائرتي شحن متجهتين إلى العاصمتين واشنطن ولندن. وأعرب البيت الأبيض حينها امتنانه للسعودية على مساعدتها في الكشف عن الطرود المشبوهة المتجهة من اليمن إلى أراضيها.
الأجهزة الأمنية السعودية تنجح في إحباط مخططات إرهابية دولية
أهمها محاولة تفجير مطار «هيثرو» البريطاني
الأجهزة الأمنية السعودية تنجح في إحباط مخططات إرهابية دولية
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة