توسعة معارك حزب الله ضد «داعش» في سوريا ستلزمه نشر قواته على 7 جبهات

القرار أعلنه نصر الله بعد تفجيري الضاحية الجنوبية

توسعة معارك حزب الله ضد «داعش» في سوريا ستلزمه نشر قواته على 7 جبهات
TT

توسعة معارك حزب الله ضد «داعش» في سوريا ستلزمه نشر قواته على 7 جبهات

توسعة معارك حزب الله ضد «داعش» في سوريا ستلزمه نشر قواته على 7 جبهات

سيوسع حزب الله اللبناني جبهاته التي يقاتل فيها في سوريا لتشمل مواقع نفوذ «داعش»، بحسب ما أعلن أمينه العام السيد حسن نصر الله، ما يعني أن الحزب، «سيتوجه شرقًا إلى محافظتي حمص ودير الزور، إضافة إلى الحسكة»، بحسب ما يقول معارضون سوريون.
ويقاتل الحزب ضد تنظيم داعش في جبهتي القلمون الغربي الحدودية مع لبنان، وفي جبهة شرقي حلب قرب مطار كويرس العسكري، فيما يوزع قواته على جبهات أخرى ضد قوات المعارضة السورية وجبهة النصرة وجيش الفتح وجيش الإسلام، في إدلب وسهل الغاب ومدينة حلب، فضلاً عن ريف دمشق، كما أعلنت مصادر في المعارضة السورية.
وقالت المصادر لـ«الشرق الأوسط» إن إعلان نصر الله «يعني أن الجبهات التي ينخرط فيها حزب الله ستتضاعف، ما يعني أن الحزب اللبناني سيكون عرضة للاستنزاف أكثر، وسيحتاج إلى الدفع بقوات إضافية»، مشيرة إلى أن الجبهات المفتوحة بين قوات نظام الرئيس السوري بشار الأسد وتنظيم داعش، «تمتد على سبع جبهات أساسية، فضلاً عن نقاط احتكاك أخرى».
وتقاتل القوات النظامية ضد تنظيم داعش على جبهة ريف السويداء الشرقي، والقلمون الشرقي في جنوب سوريا، إضافة إلى جبهات صدد ومهين وتدمر وحقل جزل في ريف حمص الشرقي، وجبهة مدينة دير الزور في شرق البلاد، إضافة إلى نقاط احتكاك في ريف حماه الشرقي، وجبهة مطار كويرس شرق مدينة حلب، حيث يشاركه حزب الله وقوات إيرانية القتال، كما تقاتل في ريف حلب الشرقي إضافة إلى جبهة مدينة الحسكة، بينما يقاتل حزب الله ضد تنظيم داعش في جرود القلمون الغربي، وتحديدًا في المناطق المحاذية للحدود اللبنانية، وهي جرود عرسال ورأس بعلبك اللبنانية، وقرب معبر جوسيه بين لبنان وسوريا.
وكان نصر الله أعلن أن حزبه سيوسع نطاق جبهاته مع تنظيم داعش في سوريا، بعد التفجيرين الانتحاريين اللذين استهدفا منطقة برج البراجنة في الضاحية الجنوبية لبيروت الخميس الماضي، وتبناه تنظيم داعش. وقال في خطاب متلفز له يوم السبت الماضي: «نحن قاتلنا في جبهات في سوريا (داعش) وغير (داعش) في أكثر من جبهة، ولكن بعد هذه العملية نحن سوف نذهب ونفتش عن جبهات مفتوحة مع (داعش) ليكون حضورنا فيها أقوى وأشد، لأن هذا معنى الوفاء للشهداء الذين سقطوا في برج البراجنة».
واقتصرت مشاركة حزب الله في القتال ضد «داعش» على منطقة القلمون الغربي والحدود مع شرق لبنان، ومطار كويرس، بعد إطلاق القوات الحكومية السورية هجمات لفك الحصار عن مقاتليها المحاصرين داخل المطار، بمشاركة مقاتلين حلفاء، أسفرت عن مقتل الجنرال الإيراني حسين همداني الشهر الماضي. ويقول ناشطون معارضون إن قوات حزب الله «تعتبر رأس الحربة في الهجوم الذي أفضى بعد شهرين إلى فك الحصار عن المطار».
ويقاتل حزب الله، منذ تدخله في سوريا في ربيع 2013، ضد قوات الجيش السوري الحر وجبهة النصرة وحلفائهما في أكثر من جبهة، تركزت في ريفي دمشق الشرقي والجنوبي، وريف القنيطرة في جنوب البلاد، إضافة إلى معارك في شمالها، وقرب مدينة حلب.
وأكدت مصادر المعارضة لـ«الشرق الأوسط» أن المعارك التي أعلن نصر الله عنها، إذا تحققت، «ستكون نقلة ميدانية في تجربة حزب الله اللبناني في سوريا، بعد التدخل الروسي»، مشيرة إلى أنها «ليست مهمة سهلة وستعرضه لاستنزاف في القوات وتحتاج إلى أعداد إضافية منها، نظرًا لأن تلك الجبهات تستنزف القوات النظامية في أكثر من موقع، أبرزها مطار دير الزور العسكري، وريف حمص الشرقي»، مشيرة إلى أن «سير المعارك في مدينة دير الزور ومطارها، لم يسفر عن أي تقدم لقوات النظام، بل ألزمتها بأن تكون قوات مدافعة»، فضلاً عن أن جبهة مدينة الحسكة «تعد معركة استنزاف أيضًا، رغم أن قوات الجيش السوري الحر وحلفاءها الأكراد ضمن قوات سوريا الديمقراطية، حققت تقدمًا في عدة مناطق ضد (داعش) في المحافظة الواقعة شمال شرقي سوريا».



تأكيد عربي على دعم «عملية انتقالية جامعة» في سوريا

المشاركون في أعمال اجتماع أعضاء لجنة الاتصال الوزارية العربية بشأن سوريا (وزارة الخارجية الأردنية على إكس)
المشاركون في أعمال اجتماع أعضاء لجنة الاتصال الوزارية العربية بشأن سوريا (وزارة الخارجية الأردنية على إكس)
TT

تأكيد عربي على دعم «عملية انتقالية جامعة» في سوريا

المشاركون في أعمال اجتماع أعضاء لجنة الاتصال الوزارية العربية بشأن سوريا (وزارة الخارجية الأردنية على إكس)
المشاركون في أعمال اجتماع أعضاء لجنة الاتصال الوزارية العربية بشأن سوريا (وزارة الخارجية الأردنية على إكس)

أصدرت الدول العربية المجتمعة في مدينة في الأردن، اليوم السبت، بيانها الختامي الذي أكدت فيه دعمها لعملية انتقالية سلمية سياسية سورية - سورية جامعة، تتمثل فيها كل القوى السياسية والاجتماعية السورية.

وقال البيان بعد اجتماع أعضاء لجنة الاتصال الوزارية العربية بشأن سوريا التي تضم: الأردن، والسعودية، والعراق، ولبنان، ومصر، وأمين عام جامعة الدول العربية، وبحضور وزراء خارجية الإمارات، ومملكة البحرين، الرئيس الحالي للقمة العربية، ودولة قطر، وذلك ضمن اجتماعات العقبة حول سوريا: «أكد المجتمعون الوقوف إلى جانب الشعب السوري الشقيق، وتقديم كل العون والإسناد له في هذه المرحلة الدقيقة، واحترام إرادته وخياراته».

وأضاف: «ندعم عملية انتقالية سلمية سياسية سورية - سورية جامعة، تتمثل فيها كل القوى السياسية والاجتماعية السورية، وبمن فيها المرأة والشباب والمجتمع المدني بعدالة، وترعاها الأمم المتحدة والجامعة العربية، ووفق مبادئ قرار مجلس الأمن رقم 2254 وأهدافه وآلياته».

كما دعا البيان إلى «تشكيل هيئة حكم انتقالية جامعة بتوافق سوري، والبدء بتنفيذ الخطوات التي حددها القرار للانتقال من المرحلة الانتقالية إلى نظام سياسي جديد، يلبي طموحات الشعب السوري بكل مكوناته، عبر انتخابات حرة ونزيهة، تشرف عليها الأمم المتحدة، استناداً إلى دستور جديد يُقره السوريون، وضمن تواقيت محددة وفق الآليات التي اعتمدها القرار».

وأكد البيان على «دعم دور المبعوث الأممي إلى سوريا، والطلب من الأمين العام للأمم المتحدة تزويده بكل الإمكانات اللازمة، وبدء العمل على إنشاء بعثة أممية لمساعدة سوريا؛ لدعم العملية الانتقالية في سوريا ورعايتها، ومساعدة الشعب السوري الشقيق في إنجاز عملية سياسية يقودها السوريون وفق القرار 2254».

وشدد على أن «هذه المرحلة الدقيقة تستوجب حواراً وطنياً شاملاً، وتكاتف الشعب السوري بكل مكوناته وأطيافه وقواه السياسية والاجتماعية؛ لبناء سوريا الحرة الآمنة المستقرة الموحدة التي يستحقها الشعب السوري بعد سنوات طويلة من المعاناة والتضحيات».

إلى ذلك طالب البيان بـ«ضرورة الوقف الفوري لجميع العمليات العسكرية»، وأكد «ضرورة احترام حقوق الشعب السوري بكل مكوناته، ومن دون أي تمييز على أساس العرق أو المذهب أو الدين، وضمان العدالة والمساواة لجميع المواطنين».

ودعا إلى «ضرورة الحفاظ على مؤسسات الدولة السورية، وتعزيز قدرتها على القيام بأدوارها في خدمة الشعب السوري، وحماية سوريا من الانزلاق نحو الفوضى، والعمل الفوري على تمكين جهاز شرطي لحماية المواطنين وممتلكاتهم ومقدرات الدولة السورية».

وحث على «الالتزام بتعزيز جهود مكافحة الإرهاب والتعاون في محاربته، في ضوء أنه يشكل خطراً على سوريا وعلى أمن المنطقة والعالم، ويشكل دحره أولوية جامعة».

أيضاً، أكد البيان «التضامن المطلق مع الجمهورية العربية السورية الشقيقة في حماية وحدتها وسلامتها الإقليمية وسيادتها وأمنها واستقرارها وسلامة مواطنيها. وتوفير الدعم الإنساني الذي يحتاج إليه الشعب السوري، بما في ذلك من خلال التعاون مع منظمات الأمم المتحدة المعنية».

وتطرق إلى العمل على «تهيئة الظروف الأمنية والحياتية والسياسية للعودة الطوعية للاجئين السوريين إلى وطنهم، وتقديم كل العون اللازم لذلك، وبالتعاون مع منظمات الأمم المتحدة المعنية».

كذلك، أدان البيان توغل إسرائيل داخل المنطقة العازلة مع سوريا وسلسلة المواقع المجاورة لها في جبل الشيخ ومحافظتي القنيطرة وريف دمشق، ورفضه احتلالاً غاشماً وخرقاً للقانون الدولي ولاتفاق فك الاشتباك المبرم بين سوريا وإسرائيل في عام 1974، مطالباً بانسحاب القوات الإسرائيلية.

كما أدان الغارات الإسرائيلية على المناطق والمنشآت الأخرى في سوريا، وأكد أن هضبة الجولان أرض سورية عربية محتلة يجب إنهاء احتلالها، مطالباً مجلس الأمن باتخاذ الإجراءات اللازمة لوقف هذه الاختراقات.

وأوضح أن التعامل مع الواقع الجديد في سوريا سيرتكز على مدى انسجامه مع المبادئ والمرتكزات أعلاه، وبما يضمن تحقيق الهدف المشترك في تلبية حقوق الشعب السوري وتطلعاته.