عتبر كل من وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، ووزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف، أن أولوية «محادثات فيينا» المقبلة تكمن في تحديد قوائم التنظيمات الإرهابية. وفي تصريح له من أرمينيا، قال لافروف إن «لقاءات فيينا» أصبحت آلية رئيسية للتسوية السورية، مشددا على أنه لا يجوز أن تقتصر هذه المناقشات على بحث مصير الرئيس السوري بشار الأسد، بينما حدّد ظريف من طهران نقطتين وصفهما بـ«المهمتين» على جدول الأعمال المقبل في «فيينا»، هما، تحديد من هي المجموعات الإرهابية، ومن ثم الاتفاق على طريقة مواصلة العمل.
وجاء كلام ظريف الذي لفت إلى أنه لا يعلم حتى الآن على أي مستوى ستشارك إيران في هذا الاجتماع، بعد يوم واحد على إعلان علي أكبر ولايتي، مستشار المرشد الأعلى علي خامنئي، أن طهران ستكون حاضرة في الجولة المقبلة من محادثات السلام السورية في فيينا.
وأوضح ظريف في مؤتمر صحافي مع نظيره البلجيكي ديديه ريندرز الذي يزور طهران «هناك مبدآن بالنسبة لنا. أولا يعود إلى المجتمع الدولي محاربة الإرهاب. ثم يعود إلى الشعب السوري تحديد مستقبله. لا يمكننا سوى أن نقدم مساعدتنا وليس أن نقرر» للسوريين.
ورحب ديديه ريندرز من جهته بـ«مشاركة إيران في البحث عن حل في سوريا». وقال وزير الخارجية البلجيكي إنه في مواجهة «الإرهاب» وتدفق اللاجئين السوريين بشكل كثيف إلى أوروبا: «لدينا (مع إيران) كل الأسباب للبحث عن حل سياسي»، مضيفا: «لن يكون هناك أي حل عسكري» في سوريا.
وانتقد ظريف أيضا «بعض الدول في المنطقة وخارج المنطقة التي لم تدرك بعد خطر التنظيم والتطرف وتعتقد أن بإمكانها استخدام هذه الجماعات كوسيلة». وشدد ظريف على وجوب منع المجموعات الإرهابية من بيع النفط والحصول على مصادر مالية. وأضاف سائلا: «في نهاية المطاف يجب الإجابة على هذا السؤال: كيف تبيع المجموعات الإرهابية خاصة (داعش) النفط؟ ومن يشتري هذا النفط؟ وبأي مصارف تمر عائداتها النفطية وما هي المصارف التي تحتفظ بهذا المال لهذه المجموعات؟».
من جهته، قال لافروف في تصريحات له بعد محادثات أجراها في يريفان، أمس، مع نظيره الأرميني إدوارد نالبانديان: «يحاول بعض شركائنا قصر جميع المناقشات على المطالبة برحيل الأسد، لكن ذلك يؤدي فقط إلى تحريف المناقشات عن مسألة التسوية». ورأى أنه «من الصعب التعويل على نتائج إيجابية للقاء إلا في حال توصل الأطراف إلى توافق حول قوائم التنظيمات الإرهابية التي تنشط في سوريا، وما هي المعارضة السورية المعتدلة». وقال: «هؤلاء الشركاء يحاولون التهرب من العمل الحقيقي ومن المفاوضات الواقعية، ويقتصرون على دعوات عامة إلى رحيل الأسد، باعتبار أن ذلك في حد ذاته سيؤدي إلى حل جميع مشكلات سوريا تلقائيا».
وأعرب لافروف عن قناعته بأن الأطراف الخارجية يجب أن تقوم بدور رئيسي في توفير الظروف الملائمة لوقف إراقة الدماء وحمل جميع السوريين، بمن فيهم الحكومة وكل أطياف المعارضة، على الجلوس إلى الطاولة للتوصل إلى اتفاق.
وشدد لافروف على أن أطراف النزاع السوري يجب أن تنطلق ليس من الاهتمام بمصيرهم الشخصي، بل من مستقبل دولتهم. واعتبر لافروف أن مهام لقاء فيينا المقبل تحمل طابعا برغماتيا إلى درجة كبيرة، معربا عن أمله في أن يبدأ المشاركون خلال اللقاء جهودا عملية لتنسيق قوائم موحدة للتنظيمات الإرهابية وفصائل المعارضة السورية.
إيران وروسيا تردان بـ«قوائم الإرهابيين» على المطالبة برحيل الرئيس السوري
لافروف: لا يجوز أن تقتصر المناقشات على مصير الأسد
إيران وروسيا تردان بـ«قوائم الإرهابيين» على المطالبة برحيل الرئيس السوري
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة