يعد معرض سوق السفر والسياحة العالمية (WTM) الذي تستضيفه سنويا صالة «إكسيل» في شرق لندن، من أهم وأكبر المعارض السياحية الدولية، ويشارك فيه هذا العام أكثر من 186 دولة، بحضور عدد كبير من خبراء السياحة ووكالات السفر والسياحة التي تأتي للمشاركة من كل أصقاع العالم، بغية عقد الصفقات التي من المتوقع أن تصل هذا العام إلى أكثر من مليارين ونصف المليار جنيه إسترليني (نحو 4 مليارات دولار أميركي).
ككل عام، الحضور العربي قوي جدا.. الجهات العربية العارضة واللافتة هذا العام، هي السعودية والإمارات ومصر.
افتتح المعرض يوم الاثنين الماضي ويمتد حتى يوم غد الخميس، وزيارته فرصة حقيقية للتعرف على وجهات سياحية مهمة، بالإضافة إلى وجهات يتنبأ لها خبراء السياحة المشاركون في المعرض، الذي يتعدى عددهم الخمسين ألف خبير، بأن تكون الوجهات السياحية الجديدة المهمة في غضون السنوات القليلة المقبلة؛ من بينها المكسيك وإيران والصين.
وبحسب استطلاع للرأي قام به خبراء السياحة قبل بدء المعرض، تبين أن أكثر من نصف الذين شملهم الاستطلاع مهتمون بزيارة الصين، كما أن ثلثي قائدي القطاع السياحي يتوقعون زيادة لافتة في الاستثمارات في الصين عام 2016. ومن المتوقع أيضا أن تكون إيران على جدول السياح الباحثين عن وجهات سياحية صاعدة، وعبرت نسبة 16 في المائة من الذين شملهم الاستطلاع عن اهتمامهم بزيارة إيران قريبا.
افتتاح المعرض تخلله بعض الصعوبات، بعدما ألغيت أكثر من 50 رحلة جوية من وإلى مطارات لندن الرئيسية بسبب انتشار الضباب مما أدى إلى تغيب عدد من الوزراء والمسؤولين عن حضور الافتتاح، ولكن هذا الأمر لم يثنهم عن المجيء أمس للمشاركة في أهم حدث سياحي تحتضنه لندن.
هذا العام بدا الاهتمام واضحا من قبل كثير من الجهات العارضة لأول مرة؛ حيث دخل أكثر من 2470 مشتركا جديدا من مختلف أنحاء العالم، وتنوع المشاركون ما بين شركات الطيران العالمية وهيئات السياحة والفنادق وتقنيات السفر، ولكن التشديد الأكبر كان على «السياحة الراقية» Luxury Travel وهذا يدل على توجه السوق العالمية إلى هذا النوع من السياحة، وعلى الإقبال الشديد عليها.
ومن المتوقع أن يعقد أكثر من مليون اجتماع عمل في الأجنحة بهدف توقيع عقود جديدة، كما ينظر إلى المعرض على أنه فرصة حقيقية لتحسين صورة بعض البلدان السياحية التي تعرضت لمآس أمنية أو اقتصادية مثل اليونان ومصر والمكسيك، والتي تسعى من خلال المعرض إلى عرض ما لديها وتوسيع نشاطها السياحي لعام 2016.
أما بالنسبة للمملكة المتحدة، فهي تستفيد حاليا موسما سياحيا نشطا بسبب استضافة لندن بطولة كأس الرغبي، والاحتفال بالذكرى الـ400 على رحيل شكسبير، وهذان الحدثان سيساعدان البلاد على التقدم سياحيا في عام 2016.
ومن خلال عقد الجلسات المفتوحة في المعرض بمشاركة مسؤولين وممثلين عن الهيئات السياحية، أعلن إينريكي إدواردو ألفيس وزير السياحة البرازيلي عن عرض مخطط تلغى بموجبه تأشيرة الدخول إلى البرازيل خلال دورة الألعاب الأولمبية التي تستضيفها ريو دي جانيرو العام المقبل. ومن المنتظر أن يعفى السياح من التأشيرة قبل نحو 90 يوما من بدء الدورة وبعد انتهائها بقليل.
يذكر أن هناك جنسيات كثيرة يتحتم عليها الحصول على تأشيرة لزيارة البرازيل، من بينها حاملو الجوازات الأميركية.
وتسعى المملكة المتحدة إلى إعطاء تأشيرة (صالحة لسنتين) للصينيين القادمين إلى بريطانيا، تخولهم المجيء إليها أكثر من مرة خلال عامين.
وخلال إحدى الجلسات، تم التطرق إلى موضوع مساعدة اليونان للخروج من أزمتها الاقتصادية، وأزمة اللاجئين الوافدين إليها. ويبدو أن اليونان استفادت من الأزمة؛ حيث من المتوقع أن يصل عدد السياح إلى 26 مليونا على أن يتعدى المدخول السياحي حاجز الـ14 مليار يورو، وهذا الرقم سيكسر الرقم القياسي الذي سجلته البلاد عام 2014.
وبالنسبة لمصر، وعلى الرغم من الوضع الأمني الراهن فيها، فإن خبراء السياحة يتوقعون أن تعزز وضعها على الصعيد السياحي العام المقبل، لا سيما في منطقة وادي الملوك بعد اكتشاف قبر جديد يصل إلى الغرفة التي فيها قبر الملك توت عنخ آمون. وبحسب البروفسور نيكولاس ريفز، فهذا الاكتشاف مهم جدا ومن شأنه أن ينعش القطاع السياحي في مصر، وتحديدا في منطقة الآثار المذكورة.
حاليا، يزور مصر 10 ملايين سائح سنويا، ويدر القطاع السياحي نحو 10 مليارات دولار، وتسعى البلاد إلى مضاعفة عدد السياح حتى عام 2020 على أمل الحصول على مردود مالي يصل إلى ثلاثة أضعاف المردود الحالي.
يذكر أن مصر تقود حملة إعلانية كبيرة في بريطانيا لتعزيز موقعها السياحي تحت عنوان: «هذه هي مصر».
سوق السفر والسياحة العالمية في لندن تفتح أبوابها بمشاركة 186 دولة.. وحضور عربي لافت
خبراء يتوقعون للصين وإيران والمكسيك مستقبلاً سياحيًا واعدًا في السنوات المقبلة
سوق السفر والسياحة العالمية في لندن تفتح أبوابها بمشاركة 186 دولة.. وحضور عربي لافت
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة