بعد اجتماع استغرق 7 ساعات متواصلة للبحث في تسوية للأزمة السورية، نجح وزراء خارجية 17 دولة مشاركة في تحديد بعض ملامح «سوريا ما بعد نظام بشار الأسد»، معلنين اتفاقهم في بيان مشترك على ضرورة الحفاظ على وحدة الأراضي السورية، وقيام هيئة انتقالية تحافظ على المؤسسات السورية الحكومية والمدنية، وتنظم لإجراء انتخابات تشرف عليها إشرافًا كاملاً، وفي كل مراحلها منظمة الأمم المتحدة، ويشارك فيها السوريون حيثما كانوا. ولكن في المقابل، أخفق الاجتماع في التفاهم على مصير رئيس النظام وموعد رحيله. شارك في الاجتماع الذي عقد يوم أمس بالعاصمة النمساوية فيينا بدعوات وجهت بالتنسيق بين وزيري الخارجية الأميركي جون كيري والروسي سيرغي لافروف، ووزراء خارجية كل من المملكة العربية السعودية وتركيا وإيران والصين وبريطانيا وفرنسا وألمانيا وإيطاليا وقطر ودولة الإمارات العربية المتحدة وسلطنة عمان ومصر والعراق ولبنان والأردن، بالإضافة لمفوضة الشؤون الخارجية بالاتحاد الأوروبي ومبعوث الأمين العام للأمم المتحدة لسوريا، مقابل غياب الأطراف السورية حكومة ومعارضة. وهو ما وصفه مصدر متابع لـ«الشرق الأوسط» بدليل واضح على مدى ما وصلت إليه الأزمة السورية من «تدويل ممنهج»، بحيث أصبحت قوى خارجية هي التي تحرك أطرافها المتحاربة وفق أجندات متضاربة.. وبالتالي ما عاد بمقدور هذه القوى فرض الحل بسحب دعمها وسندها سواء كان ذلك الدعم تمويلا أو تسليحا أو الاثنين معا.
جاء أول تعليق على ما جرى في المباحثات على لسان وزير الخارجية العراقي الدكتور إبراهيم الجعفري الذي قال للصحافيين والجلسة مستمرة إن «المجتمعين أخفقوا في الاتفاق على دور الرئيس بشار الأسد في العملية السياسية»، وأضاف في تصريح لاحق: «هناك جدال حول من سيكون له الدور الأول في الحل.. مكافحة الإرهاب أم الحل السياسي». وتابع ردا على أسئلة صحافية: «ما يحدث في الساحة السورية يؤثر على كل دول الجوار الجغرافي، بل على ما بعد ذلك، ويصل حتى إلى أوروبا». وأضاف: «المرحلة السورية المقبلة تتمثل في حل سياسي، وقد ثبت أن الشعب السوري لا يمكن أن يعيش تحت مطرقة الإرهاب وسندان الحرب. لذلك لا بد من إرادة سياسية لحل المشكلة وليس مستحيلا الاتفاق على «ولادة جديدة».
من جهته, بيّن عادل الجبير وزير الخارجية السعودي، أن النقطتين الأساسيتين اللتين تم الاختلاف عليهما في اجتماع فيينا، أمس، بشأن الأزمة السورية، هما موعد ووسيلة مغادرة كل من بشار الأسد السلطة، والقوات الأجنبية، وخصوصًا القوات الإيرانية.
وذكر الجبير، في تصريحات له، أمس، على هامش اجتماع فيينا، أن الدعم للمعارضة السورية مستمر، وأن الخيار أمام بشار الأسد هو التنحي عن السلطة، إما عبر العملية السياسية، وإما الهزيمة في الميدان، وهذا ما تم طرحه في محادثات فيينا.
وبين وزير الخارجية السعودي أنه سيتم الإعلان عن مدى جدية ورغبة الجانبين الإيراني، والروسي، خلال الأيام المقبلة، ورغبتهما في الوصول إلى حل سلمي للأزمة السورية.
وأشار الجبير إلى أن النقطتين اللتين اختلف عليهما في الاجتماع الأول هما رحيل بشار الأسد، موعدًا ووسيلة، والنقطة الأخرى هي موعد ووسيلة مغادرة القوات الأجنبية من سوريا، وبالذات القوات الإيرانية، مبينًا أن هذا المحورين هما الأساس في الأزمة السورية، ولن يكون أي حل إلا بحسمهما، وإذا ما تم الاتفاق على موعد ووسيلة رحيل بشار الأسد، ومغادرة القوات الأجنبية الموجودة في سوريا، فلن يكون هناك أي اتفاق بالشأن السوري أو العملية السياسية، مشددًا على أن الرياض كانت واضحة في تبيان هذا الأمر. وبشأن إيران قال الجبير إن «المنطقة العربية لم تعرف الطائفية إلا بعد الثورة الإيرانية».
بيان فيينا رسم خريطة طريق سورية من 9 نقاط
الجبير: المنطقة العربيةلم تعرف الطائفية إلا بعد الثورة الإيرانية
بيان فيينا رسم خريطة طريق سورية من 9 نقاط
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة