تعيين مارتن كوبلر مبعوثًا جديدًا للأمم المتحدة إلى ليبيا.. خلفًا لبرناردينو ليون

طائرات حربية تقصف أهدافًا لـ«داعش» في مدينة سرت

محمد عبد الكافي خلال ندوة أقيمت في طرابلس مساء أول من أمس حول عملية إسقاط طائرة هليكوبتر كانت تقل 16 راكبا (أ.ف.ب)
محمد عبد الكافي خلال ندوة أقيمت في طرابلس مساء أول من أمس حول عملية إسقاط طائرة هليكوبتر كانت تقل 16 راكبا (أ.ف.ب)
TT

تعيين مارتن كوبلر مبعوثًا جديدًا للأمم المتحدة إلى ليبيا.. خلفًا لبرناردينو ليون

محمد عبد الكافي خلال ندوة أقيمت في طرابلس مساء أول من أمس حول عملية إسقاط طائرة هليكوبتر كانت تقل 16 راكبا (أ.ف.ب)
محمد عبد الكافي خلال ندوة أقيمت في طرابلس مساء أول من أمس حول عملية إسقاط طائرة هليكوبتر كانت تقل 16 راكبا (أ.ف.ب)

عين الأمين العام للأمم المتحدة، بان كي مون، الدبلوماسي الألماني مارتن كوبلر مبعوثًا دوليًا جديدًا إلى ليبيا، خلفًا لبرناردينو ليون الذي باءت جهوده، للتوصل إلى اتفاق سلام في ليبيا، بالفشل.
وأبلغ مجلس الأمن بهذا التعيين في رسالة بعث بها، مساء أول من أمس، وتلقت وكالة الصحافة الفرنسية نسخة منها. وسيكون أمام مجلس الأمن مهلة حتى آخر اليوم للاعتراض على هذا التعيين قبل أن يتم إعلانه رسميًا.
وكان كوبلر، البالغ من العمر 62 عامًا، سفيرًا لألمانيا لدى كل من العراق ومصر، وهو يرأس منذ عامين بعثة الأمم المتحدة في الكونغو.
كما عمل كوبلر ضمن فريق وزير الخارجية الألماني الأسبق يوشكا فيشر، وانضم إلى الأمم المتحدة في 2010 بصفة مساعد المبعوث الأممي إلى أفغانستان، قبل أن يعين مبعوثًا خاصًا إلى العراق بين سنتي 2011 و2013.
وسيخلف كوبلر، برناردينو ليون، الذي أعلن في مطلع أكتوبر (تشرين الأول) الحالي أنه تمكن من انتزاع اتفاق بين أطراف النزاع الليبي على مقترح لتشكيل حكومة وفاق وطني تقود مرحلة انتقالية لمدة عامين. لكن برلمان طرابلس، المدعوم من تحالف جماعات مسلحة تحت اسم «فجر ليبيا»، رفض المقترح، وكذلك فعل البرلمان المعترف به دوليًا الذي يتخذ من طبرق في شرق ليبيا مقرًا، حيث أقدم هذا البرلمان الأخير على تمديد ولايته قبل انتهائها رسميًا الأسبوع الماضي لفترة لم تحدد.
وتشهد ليبيا منذ سقوط نظام معمر القذافي في 2011 فوضى أمنية، ونزاعًا على السلطة، تسببا في انقسام البلاد قبل عام بين سلطتين. وتخوض القوات الموالية للطرفين معارك يومية في مناطق عدة من ليبيا، قتل فيها المئات منذ يوليو (تموز) 2014.
وتتطلع الأمم المتحدة إلى تشكيل حكومة وحدة وطنية في ليبيا، ترسخ لقيام دولة مؤسسات، تكون قادرة على إرساء الاستقرار ومكافحة الهجرة غير الشرعية، ومحاربة الجماعات المتطرفة، التي وجدت في الفوضى الليبية موطئ قدم، وبينها تنظيم داعش الذي يسيطر منذ أشهر على سرت (450 كلم غرب طرابلس).
من جهة ثانية، قال شهود عيان، أمس، إن طائرات حربية مجهولة شنت ضربات جوية على مدينة سرت الليبية، مستهدفة مناطق يسيطر عليها تنظيم داعش في الجنوب والغرب. وتعد هذه الضربات هي الثانية من نوعها التي تستهدف التنظيم بالمدينة خلال هذا الشهر. ولم تعلن الحكومة الليبية المعترف بها دوليًا، أو الحكومة الموازية، أو أي من الأطراف المتحاربة الأخرى في ليبيا، مسؤوليتها عن الضربات على الفور.



ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
TT

ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)

احتفل سكان دمشق بسقوط نظام بشار الأسد بعد حرب وحشية استمرت 13 عاماً، لكن أصحاب أماكن السهر في المدينة اعتراهم القلق وهم يعيدون فتح أبواب حاناتهم وملاهيهم.

فقد قادت «هيئة تحرير الشام» فصائل المعارضة التي أطاحت بنظام الأسد، وكانت هناك خشية لدى بعض الناس من أن تمنع الهيئة شرب الكحول.

ظلت حانات دمشق ومحلات بيع الخمور فيها مغلقة لأربعة أيام بعد دخول مقاتلي «هيئة تحرير الشام» المدينة، دون فرضهم أي إجراءات صارمة، والآن أعيد فتح هذه الأماكن مؤقتاً.

ما يريده صافي، صاحب «بابا بار» في أزقة المدينة القديمة، من الجميع أن يهدأوا ويستمتعوا بموسم عيد الميلاد الذي يشهد إقبالاً عادة.

مخاوف بسبب وسائل التواصل

وفي حديث مع «وكالة الصحافة الفرنسية» في حانته، اشتكى صافي، الذي لم يذكر اسم عائلته حتى لا يكشف عن انتمائه الطائفي، من حالة الذعر التي أحدثتها وسائل التواصل الاجتماعي.

فبعدما انتشرت شائعات أن المسلحين المسيطرين على الحي يعتزمون شن حملة على الحانات، توجه إلى مركز الشرطة الذي بات في أيدي الفصائل في ساحة باب توما.

وقال صافي بينما كان يقف وخلفه زجاجات الخمور: «أخبرتهم أنني أملك حانة وأود أن أقيم حفلاً أقدم فيه مشروبات كحولية».

وأضاف أنهم أجابوه: «افتحوا المكان، لا مشكلة. لديكم الحق أن تعملوا وتعيشوا حياتكم الطبيعية كما كانت من قبل»، فيما كانت الموسيقى تصدح في المكان.

ولم تصدر الحكومة، التي تقودها «هيئة تحرير الشام» أي بيان رسمي بشأن الكحول، وقد أغلق العديد من الأشخاص حاناتهم ومطاعمهم بعد سقوط العاصمة.

لكن الحكومة الجديدة أكدت أيضاً أنها إدارة مؤقتة وستكون متسامحة مع كل الفئات الاجتماعية والدينية في سوريا.

وقال مصدر في «هيئة تحرير الشام»، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، طلب عدم كشف هويته، إن «الحديث عن منع الكحول غير صحيح». وبعد الإلحاح عليه بالسؤال شعر بالغضب، مشدداً على أن الحكومة لديها «قضايا أكبر للتعامل معها».

وأعيد فتح «بابا بار» وعدد قليل من الحانات القريبة، لكن العمل محدود ويأمل صافي من الحكومة أن تطمئنهم ببيان يكون أكثر وضوحاً وقوة إلى أنهم آمنون.

في ليلة إعادة الافتتاح، أقام حفلة حتى وقت متأخر حضرها نحو 20 شخصاً، ولكن في الليلة الثانية كانت الأمور أكثر هدوءاً.

وقال إن «الأشخاص الذين حضروا كانوا في حالة من الخوف، كانوا يسهرون لكنهم في الوقت نفسه لم يكونوا سعداء».

وأضاف: «ولكن إذا كانت هناك تطمينات (...) ستجد الجميع قد فتحوا ويقيمون حفلات والناس مسرورون، لأننا الآن في شهر عيد الميلاد، شهر الاحتفالات».

وفي سوريا أقلية مسيحية كبيرة تحتفل بعيد الميلاد، مع تعليق الزينات في دمشق.

في مطعم العلية القريب، كان أحد المغنين يقدم عرضاً بينما يستمتع الحاضرون بأطباق من المقبلات والعرق والبيرة.

لم تكن القاعة ممتلئة، لكن الدكتور محسن أحمد، صاحب الشخصية المرحة والأنيقة، كان مصمماً على قضاء وقت ممتع.

وقال لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «كنا نتوقع فوضى عارمة في الموقف»، فيما كانت الأضواء تنعكس على ديكورات المطعم، مضيفاً: «لكننا عدنا سريعاً إلى حياتنا، حياتنا الليلية، وحقوقنا».

حفلة مع مغنٍ

وقال مدير المطعم يزن شلش إن مقاتلي «هيئة تحرير الشام» حضروا في ليلة إعادة الافتتاح ولم يغلقوا المكان.

وأضاف: «بدأنا العمل أمس. كانت الأمور جيدة جداً. كانت هناك حفلة مع مغنٍ. بدأ الناس بالتوافد، وفي وسط الحفلة حضر عناصر من (هيئة تحرير الشام)»، وأشار إلى أنهم «دخلوا بكل أدب واحترام وتركوا أسلحتهم في الخارج».

وبدلاً من مداهمة المكان، كانت عناصر الهيئة حريصين على طمأنة الجميع أن العمل يمكن أن يستمر.

وتابع: «قالوا للناس: لم نأتِ إلى هنا لنخيف أو نرهب أحداً. جئنا إلى هنا للعيش معاً في سوريا بسلام وحرية كنا ننتظرهما منذ فترة طويلة».

وتابع شلش: «عاملونا بشكل حسن البارحة، نحن حالياً مرتاحون مبدئياً لكنني أخشى أن يكون هذا الأمر آنياً ولا يستمر».

ستمارس الحكومة الانتقالية الجديدة في سوريا بقيادة «هيئة تحرير الشام» عملها حتى الأول من مارس (آذار). بعد ذلك، لا يعرف أصحاب الحانات ماذا يتوقعون.