قائد سلاح الجو الليبي: دول إقليمية تمول المتطرفين في بنغازي

الفريق حفتر يتوعد برد قاسٍ.. وارتفاع ضحايا مجزرة الجمعة إلى 49 قتيلاً وجريحًا

عنصر من الجيش الليبي خلال دورية في بنغازي أمس (رويترز)
عنصر من الجيش الليبي خلال دورية في بنغازي أمس (رويترز)
TT

قائد سلاح الجو الليبي: دول إقليمية تمول المتطرفين في بنغازي

عنصر من الجيش الليبي خلال دورية في بنغازي أمس (رويترز)
عنصر من الجيش الليبي خلال دورية في بنغازي أمس (رويترز)

أبلغ اللواء صقر الجروشي قائد سلاح الجو الليبي «الشرق الأوسط» أن تسع مقاتلات حربية أغارت أمس على مواقع تابعة للجماعات الإرهابية في مدينة بنغازي بشرق البلاد، ردا على مقتل وإصابة 49 مدنيا أول من أمس في القصف الصاروخي الذي شنه المتطرفون على متظاهرين عزل في المدينة. وقال الجروشي: «نفذنا غارات جوية ومستمرون في قصف الخوارج، ضربنا لهم مخازن وجرافات قادمة من مصراتة ومخزنا للذخائر في منطقة قاريونس في مدينة بنغازي».
وتابع قائلا إن «هذه ليست عملية انتقامية، ولكن نحن نقاتل الإرهاب أينما وجد، ونقاتل الخوارج الذين قصفوا متظاهرين سلميين وأطلقوا ست قذائف هاون على المتظاهرين العزل والقتلى 9 والجرحى 40 في صفوف المدنيين».
وأضاف أن تسع طائرات حربية نفذت أمس طلعات جوية على مواقع المتطرفين، نفذتها خمس مقاتلات وأربع طائرات عمودية، كل يوم نضرب فيهم (المتطرفين) صباحا ومساء» ولفت إلى أن الجرافات تقدم الدعم للمتطرفين الذين وصفهم بالخوارج وتأتي عبر مصراتة، على حد قوله. وقال: إن «على العالم أن ينتبه، أموال ليبيا ستصرف على الإرهاب، هذه خدمة صهيونية لتفتيت العالم العربي والإسلامي والباقي مجرد أدوار». ومضى إلى القول: «الفريق خليفة حفتر القائد العام للجيش الليبي يقود المعارك بنفسه والجميع ملتف حوله في صفوف الجيش في معركتنا ضد الإرهاب والمتطرفين».
وكان حفتر الذي عقد اجتماعا طارئا ضم قيادات القوات الجوية والبرية للجيش الليبي، قد أصدر تعليماته بالتحرك الكامل والسريع لسلاحي الجو والمدفعية الثقيلة لقصف المتطرفين، كما توعد بأن الرد سيكون «سريعا وقاسيا»، لافتا إلى أن قوات الجيش مستعدة للقتال في جميع المحاور ضد الإرهابيين في بنغازي. وجاء تحرك الجيش، بعدما طلب رئيس مجلس النواب المعترف به دوليا، المستشار عقيلة صالح، القائد الأعلى للجيش الليبي، من الجيش الرد على استهداف المدنيين في بنغازي.
وأعلن عقيلة الحداد ثلاثة أيام على الضحايا، وطالب مجددا المجتمع الدولي بتسليح الجيش الليبي، بينما استنكرت الحكومة الانتقالية التي يترأسها عبد الله الثني ما وصفته بالصمت الدولي المريب حول الجرائم التي تجري في بنغازي.
وقال الناطق الرسمي باسم الحكومة حاتم العريبي إن الإرهابيين ممن قاموا بهذه الجريمة على ارتباط بمجموعات تريد إسكات صوت الشارع.
من جهتها، أدانت بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا الهجوم الإرهابي، ودعت الليبيين لنبذ العنف كوسيلة لتسوية الخلافات السياسية.
وبعدما شددت على أن التعبير السلمي عن الآراء السياسية هو أحد الحقوق الأساسية في أي مجتمع حر، اعتبرت أن قصف المظاهرة في بنغازي يوضح أن العنف الذي لا ينتهي يحصد مزيدًا من الأرواح، خاصة في المدينة التي اشتعل فيها القتال لأكثر من عام وتسبب في معاناة لا يمكن تصورها لسكانها شملت نزوح أكثر من 100 ألف شخص.
ورأت أن استقرار بنغازي يعد أساسيا من أجل استقرار ليبيا بالكامل، ويؤكد الهجوم الأخير الحاجة الملحة لإحلال السلام في ليبيا.
وأصبحت بنغازي إحدى جبهات الحرب التي تشارك فيها عدة أطراف، حيث يطال القصف والصواريخ أحيانا مناطق يقطنها مدنيون بالمدينة المنقسمة إلى مناطق تسيطر عليها فصائل مسلحة متناحرة.
وتسير الحياة بشكل طبيعي في بعض الأحياء حيث تفتح البنوك والمحال أبوابها في حين حول القتال مناطق أخرى إلى أنقاض.
وعرضت الأمم المتحدة مقترحا لتشكيل حكومة وحدة وطنية بين الفصيلين الرئيسيين المتناحرين لإنهاء الفوضى لكن محاولات للتوصل لاتفاق توقفت نظرا للمقاومة التي يشهدها كل طرف داخل صفوفه.
وبعد أربع سنوات من سقوط نظام حكم العقيد الراحل معمر القذافي، تشهد ليبيا صراعا بين الحكومة المعترف بها دوليا وأنصارها المسلحين وحكومة موازية شكلها فصيل مسلح سيطر على العاصمة طرابلس العام الماضي.



«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
TT

«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)

وسط حديث عن «تنازلات» وجولات مكوكية للمسؤولين، يبدو أن إسرائيل وحركة «حماس» قد اقتربتا من إنجاز «هدنة مؤقتة» في قطاع غزة، يتم بموجبها إطلاق سراح عدد من المحتجزين في الجانبين، لا سيما مع تداول إعلام أميركي أنباء عن مواقفة حركة «حماس» على بقاء إسرائيل في غزة «بصورة مؤقتة»، في المراحل الأولى من تنفيذ الاتفاق.

وتباينت آراء خبراء تحدثت إليهم «الشرق الأوسط»، بين من أبدى «تفاؤلاً بإمكانية إنجاز الاتفاق في وقت قريب»، ومن رأى أن هناك عقبات قد تعيد المفاوضات إلى المربع صفر.

ونقلت صحيفة «وول ستريت جورنال» الأميركية، عن وسطاء عرب، قولهم إن «حركة (حماس) رضخت لشرط رئيسي لإسرائيل، وأبلغت الوسطاء لأول مرة أنها ستوافق على اتفاق يسمح للقوات الإسرائيلية بالبقاء في غزة مؤقتاً عندما يتوقف القتال».

وسلمت «حماس» أخيراً قائمة بأسماء المحتجزين، ومن بينهم مواطنون أميركيون، الذين ستفرج عنهم بموجب الصفقة.

وتأتي هذه الأنباء في وقت يجري فيه جيك سوليفان، مستشار الأمن القومي للرئيس الأميركي، محادثات في تل أبيب مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الخميس، قبل أن يتوجه إلى مصر وقطر.

ونقلت «رويترز» عن دبلوماسي غربي قوله إن «الاتفاق يتشكل، لكنه على الأرجح سيكون محدود النطاق، ويشمل إطلاق سراح عدد قليل من الرهائن ووقف قصير للأعمال القتالية».

فلسطينيون بين أنقاض المباني المنهارة في مدينة غزة (أ.ف.ب)

في حين أشار القيادي في «حماس» باسم نعيم إلى أن «أي حراك لأي مسؤول أميركي يجب أن يكون هدفه وقف العدوان والوصول إلى صفقة لوقف دائم لإطلاق النار، وهذا يفترض ممارسة ضغط حقيقي على نتنياهو وحكومته للموافقة على ما تم الاتفاق عليه برعاية الوسطاء وبوساطة أميركية».

ومساء الأربعاء، التقى رئيس جهاز المخابرات الإسرائيلي، ديفيد برنياع، مع رئيس الوزراء القطري، الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، في الدوحة؛ لبحث الاتفاق. بينما قال مكتب وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، في بيان، إنه «أبلغ وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن في اتصال هاتفي، الأربعاء، بأن هناك فرصة للتوصل إلى اتفاق جديد يسمح بعودة جميع الرهائن، بمن فيهم المواطنون الأميركيون».

وحال تم إنجاز الاتفاق ستكون هذه هي المرة الثانية التي تتم فيها هدنة في قطاع غزة منذ بداية الحرب في 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023. وتلعب مصر وقطر والولايات المتحدة دور الوساطة في مفاوضات ماراثونية مستمرة منذ نحو العام، لم تسفر عن اتفاق حتى الآن.

وأبدى خبير الشؤون الإسرائيلية بـ«مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية» الدكتور سعيد عكاشة «تفاؤلاً حذراً» بشأن الأنباء المتداولة عن قرب عقد الاتفاق. وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «التقارير تشير إلى تنازلات قدمتها حركة (حماس) بشأن الاتفاق، لكنها لا توضح نطاق وجود إسرائيل في غزة خلال المراحل الأولى من تنفيذه، حال إقراره».

وأضاف: «هناك الكثير من العقبات التي قد تعترض أي اتفاق، وتعيد المفاوضات إلى المربع صفر».

على الجانب الآخر، بدا أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس السياسي الفلسطيني، الدكتور أيمن الرقب، «متفائلاً بقرب إنجاز الاتفاق». وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «هناك حراكاً أميركياً لإتمام الصفقة، كما أن التقارير الإسرائيلية تتحدث عن أن الاتفاق ينتظر الضوء الأخضر من جانب تل أبيب و(حماس) لتنفيذه».

وأضاف: «تم إنضاج الاتفاق، ومن المتوقع إقرار هدنة لمدة 60 يوماً يتم خلالها الإفراج عن 30 محتجزاً لدى (حماس)»، مشيراً إلى أنه «رغم ذلك لا تزال هناك نقطة خلاف رئيسية بشأن إصرار إسرائيل على البقاء في محور فيلادلفيا، الأمر الذي ترفضه مصر».

وأشار الرقب إلى أن «النسخة التي يجري التفاوض بشأنها حالياً تعتمد على المقترح المصري، حيث لعبت القاهرة دوراً كبيراً في صياغة مقترح يبدو أنه لاقى قبولاً لدى (حماس) وإسرائيل»، وقال: «عملت مصر على مدار شهور لصياغة رؤية بشأن وقف إطلاق النار مؤقتاً في غزة، والمصالحة الفلسطينية وسيناريوهات اليوم التالي».

ويدفع الرئيس الأميركي جو بايدن والرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب، من أجل «هدنة في غزة»، وكان ترمب طالب حركة «حماس»، في وقت سابق، بإطلاق سراح المحتجزين في غزة قبل توليه منصبه خلفاً لبايدن في 20 يناير (كانون الثاني) المقبل، وإلا فـ«الثمن سيكون باهظاً».